الحرب باسم الله ليست مقبولة، ولا هي مقبولة باسم الإنسان”

لا فالّتا/ الفاتيكان، 20 فبراير 2007 (Zenit.org). –

 لا ينبغي على أية ديانة حقيقية أن تصبح ذريعة لزيادة الفتن، الكره أو العنف. وعلى المتدينين، جماعات وأفراد، أن يعبّروا بوضوح عن رفضهم لجميع أشكال العنف.

هذا ما قاله الكاردينال ريناتو رافايلي مارتينو، رئيس المجلس الحبري "عدالة وسلام"، في 17 فبراير، متحدثًا إلى أعضاء اللجان العاملة في حقل العدالة والسلام، التي اجتمعت في لافالتا للتفكير حول موضوع: "السلام، العنف والأديان".

وقد أعلن المجلس الحبري "عدالة وسلام" أن الكاردينال ريناتو رافايلي مارتينو قد ذهب إلى مالطا من 16 إلى 18 فبراير ليشارك في ثلاثة أيام نظمت للتفكير ولدرس تعليم الكنيسة الاجتماعي بمناسبة مرور 40 سنة على رسالة البابا بولس السادس (Populorum Progressio)، ورسالة البابا يوحنا بولس الثاني (Sollicitudo Rei Socialis).

افتتح الكاردينال مارتينو اللقاء بعد ظهر نهار الجمعة 16 فبراير متحدثًا عن رسالة البابا لليوم العالمي للسلام 2007 وعنوانها: "الشخص البشري، قلب السلام"، مركزًا بشكل خاص على هذه الفكرة: "الحرب باسم الله ليست مقبولة، ولا هي مقبولة باسم الإنسان".

وأصرّ الكاردينال على أنه "ما من مبدأ ديني أصيل يمكنه أن يجعل من الآخرين أعداء يجب محاربتهم".

وأضاف رئيس المجلس الحبري "عدالة وسلام: "هناك وقت للتعلم من التنوع، وهناك وقت لنتعلم فوق كل شيء مما يجمعنا".

وبالنسبة للإرهاب، اعتبر الكاردينال مارتينو أنه "تحول من أعمال متفرقة يقوم بها أفراد متطرفون، إلى شبكة معقدة من التعاون السياسي، التكنولوجي والاقتصادي. وغالبًا ما تملك هذه الشبكة قدرة مالية واستراتيجية ضخمة".

والتجربة التي يتعرض لها من يستهدفه الإرهاب هو أن يطبق منطق "العين بالعين والسن بالسن" بروح انتقام، ولكن هذا لا يردي إلا إلى ارتفاع حدة العنف ويولد حلقة مغلقة من المآسي. فما يلزم هو في الواقع "التعاون الدولي على الصعيد السياسي لحل المشاكل بشجاعة واصرار".

وقال الكاردينال مارتينو، مستشهدًا بتعليم الكنيسة الاجتماعي، "أن يعلن المرء نفسه إرهابيًا باسم الله، هو تدنيس وتجديف. ما من دينٍ يمكنه أن يتحمل الإرهاب أو أن يدعو إليه".

وصرح أن واجب الأديان الذي لا يمكن الاستغناء عنه هو "العمل سوية لنشر وعي أكبر حول وحدة العائلة البشرية، وبذلك القضاء على أسباب الإرهاب الحضارية. ومن واجبها أيضًا أن تعلّم كبر كرامة الشخص البشري بنظر الله، وأن العنف لا يمكن تبريره باسم من هو المحبة نفسها".

وأنهى الكاردينال مارتينو كلمته قائلاً: "إن الخدمة التي بإمكان الأديان أن تقدمها للسلام وللحملة ضد الإرهاب هي في التربية على المحبة والمصالحة".


سلطة الإسلام السنية العليا تقبل دعوة لزيارة الفاتيكان

الفاتيكان، 20 فبراير 2007 (zenit.org). –

 قام الكاردينال بول بوبار، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، ورئيس اللجنة للعلاقات الدينية مع المسلمين، ورئيس المجلس الحبري للثقافة، قام هذا الثلاثاء، بزيارة الى الشيخ محمد سيد طنطاوي، إمام الأزهر الشريف الأكبر.

وجاء في بيان صادر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي: "في جوّ طغت عليه المودّة، نقل الكاردينال بول بوبار للشيخ طنطاوي تحيات بندكتس السادس عشر، ودعوة البابا للقائه في روما. دعوة، لاقت قبولاً لدى الإمام طنطاوي. "

"اللقاء بين الشخصيتين – تابع البيان – ساهم في تقييم عمل اللجنة المشتركة للحوار – التي انبثقت عن اللجنة الدائمة لدى الأزهر من أجل الحوار مع الديانات التوحيدية، والمجلس الحبري للحوار بين الاديان، والتي تعقد اجتماعاً سنوياً متناوباً بين روما والقاهرة، في 24 فبراير، تخليداً لذكرى زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى الأزهر في 24 فبراير 2000 – والتداول في مختلف أوجه العلاقات بين المسيحيين والمسلمين".

عام 1966 عُيّن طنطاوي مفتياً أكبر لمصر لحوالي عشر سنوات،الى أن أصبح الإمام الأكبر للأزهر الشريف، وشيخ جامعة الأزهر الأكبر.

كان له موقفه من الاعتداءات الانتحارية، واصفاً الانتحاريين – عام 2003 – بأنهم "أعداء الإسلام" مشيراً الى أنه "على المنتمين الى ديانات مختلفة أن يتعاونوا وأن يبتعدوا عن الصراعات التي لا معنى لها"

وقال: "التطرف عدو الإسلام، والجهاد مسموح فقط للدفاع عن الارض ولمساعدة المظلومين. فالفرق بين الجهاد في الاسلام والتطرف، كالفرق بين السماء والارض".
وبعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر صرّح طنطاوي: "ليس هناك من شجاعة في قتل الأبرياء".

هذا ويلتقي الكاردينال بوبار خلال زيارته الى مصر، القائمَ بالشؤون الدينية، الدكتور حمدي زقزوق.