الإيمان بالافخارستيا يتطلب شجاعة المحبة والتواضع

بندكتس السادس عشر: "دعوة كل منا هي أن يكون، مع يسوع، خبزًا يكسر لأجل حياة العالم"

روما، 7 يونيو 2007 (ZENIT.org). – 

لفت البابا بندكتس السادس عشر في تعليقه على إنجيل لوقا الذي يتحدث عن أعجوبة تكثير الخبز (راجع لو 9، 11ب  – 17)، والذي يحمل رمزية إفخارستية، إلى العبارة التي يختم بها لوقا هذا المقطع: : "وقد أكلوا جميعهم وشبعوا".

وسلط البابا الانتباه على كلمة "الجميع"مشيرًا إلى أن "رغبة الرب هي أن يقتات كل بشر من الافخارستيا، لأن الافخارستيا هي للجميع".

وأضاف أنه "إذا تم التركيز في خميس الأسرار على إظهار الرباط القائم بين العشار الأخير وسر موت الرب يسوع على الصليب"، فمع الزياح والسجود الجماعي للافخارستيا بمناسبة عيد الجسد، يتم التركيز على "أن يسوع قد قدم نفسه ذبيحة للإنسانية بأسرها".

وأشار البابا إلى أن مرور يسوع "بين البيوت وفي طرقات مدينتنا عطية فرح، وحياة لا تموت، وسلام وحب".

وأشار البابا إلى أن هذا النص الإنجيلي يتضمن دعوة لكل امرئ فقال: "الأعجوبة التي قام بها الرب، تتضمن دعوة علنية لكل شخص لكي يقدم إسهامه. فالأرغفة الخمسة والسمكتين ترمز إلى مساهمتنا الفقيرة ومع ذلك الضرورية، والتي يحولها هو إلى عطية حب للجميع".

وتابع بندكتس السادس عشر: "الافخارستيا هي إذا دعوة إلى القداسة وإلى هبة الذات للإخوة، لأن دعوة كل منا هي أن يكون، مع يسوع، خبزًا يكسر لأجل حياة العالم".

ثم أشار البابا في نهاية حيدثه إلى معنى التزياح بجسد الرب فقال: "في ختام الذبيحة الإلهية، سننضم جميعًا في الزياح، حاملين يسوع بشكل رمزي في كل أحياء روما. سنغمره، بشكل ما، بيوميات حياتنا، لكي يتمكن أن يسير حيث نسير نحن، ولكي يعيش حيث نعيش نحن"، وأضاف: " نسير في طرقات العالم مدركين أنه إلى جانبنا، ويدعمنا الرجاء بأننا سنراه يومًا بوجه سافِر في اللقاء النهائي".

بندكتس السادس عشر: "لا ينبغي أن نتعجب إذا ما وجدنا حتى اليوم، الكثير من الناس الذين يلاقون مصاعب جمة في قبول حضور المسيح الحقيقي في الافخارستيا" توقف البابا بندكتس السادس عشر  في معرض عظته بمناسبة عيد "جسد الرب" على ما يقوله الكاهن بعد كلام التقديس أثناء الذبيحة الإلهية: "سر الإيمان"، فقال: "بهذه الكلمات يعلن الكاهن السر الذي يتم الاحتفال به ويعبر عن ذهله أمام تحول جوهر الخبز والخمر إلى جسد ودم الرب يسوع، أمام هذا الواقع الذي يتخطى كل فهم بشري".

الإيمان بالافخارستيا يتطلب شجاعة المحبة والتواضع

وأشار البابا أنه "لا ينبغي أن نتعجب إذا ما وجدنا حتى اليوم، الكثير من الناس الذين يلاقون مصاعب جمة في قبول حضور المسيح الحقيقي في الافخارستيا".

فبما أننا أمام واقع سري يتخطى فهمنا، "لا يمكن أن الأمر يكون مختلفًا".

وأشار البابا أن الأمر "كان كذلك منذ اليوم الذي أعلن فيه يسوع صراحة أنه أتى لكي يهبنا جسده ودمه مأكلاً ومشربا (راجع يو 6، 26- 58). وقد بدا هذا الكلام "صعبًا" وهجره الكثير من أتباعه".

وأردف بندكتس السادس عشر  قائلاً: " تبقى الافخارستيا، حينها كما الآن، "علامة تناقض" ولا يمكنها إلا أن تكون كذلك، لأن إلهًا يصير جسدًا ويقدم ذاته ذبيحة لأجل حياة العالم، هو أمر يحيّر الحكمة البشرية".

"ولكن الكنيسة، بإيمان متواضع، تعتنق إيمان بطرس والرسل الآخرين، ومعهم تهتف: "يا رب، إلى من نذهب؟ وكلام الحياة الأبدية عندك!" (يو 6، 68)". ودعا البابا المؤمنين إلى تجديد الإيمان عبر تكرير كلمات نشيد خاص بالمناسبة فقال: "فلنجدد نحن أيضًا في هذا المساء اعتراف إيماننا بالمسيح الحي الحاضر في الافخارستيا. نعم "إنها حقيقة إيمان لدى المسيحيين / أن يضحي الخبز جسدًا / وأن يضحي الخمر دما"".

بندكتس السادس عشر يتحدث عن معنى عيد "جسد الرب"

 تحدث البابا بندكتس السادس عشر  في عظته بمناسبة عيد جسد الرب عن معنى هذا العيد الذي نشأ في زمن تاريخي محدد، وكان الهدف منه "إعادة المجاهرة علانية بإيمان شعب الله بأن يسوع المسيح حي وحاضر حقًا في سر الإفخارستيا الكلي القداسة".

وقد أشار البابا أنه في هذا اليوم، يُعاود المسيحيون المجاهرة بإيمانهم بالافخارستيا، "السر الذي يشكل قلب الكنيسة"

واستشهد البابا بالإرشاد الرسولي ما بعد السينودس "سر المحبة" فأشار أن سر الافخارستيا "هو العطية التي فيها يهبنا يسوع المسيح ذاته، معلنًا حب الله اللامتناهي لكل إنسان" وفي هذا يتابع الرب التعبير عن محبته لنا "‘حتى النهاية‘، وصولاً إلى هبة جسده ودمه" (سر المحبة، 1).

ثم أضاف قائلاً: "عيد "جسد الرب"، هو بمثابة رجوع إلى سر الخميس المقدس، طاعة لوصية المسيح بأن "نعلن على السطوح" ما قد أعطانا في السر (راجع متى 10، 27)".

وشرح بندكتس السادس عشر: "لقد تقبل الرسل من الرب عطية الافخارستيا في حميمية العشاء الأخير، ولكن هذه العطية كانت موجهة إلى الجميع، إلى العالم بأسره".

والغاية من إعلان هذا السر علنيًا هي لكي "يتمكن كل امرئ أن يلتقي "بيسوع الذي يمر"، تمامًا كما كان يفعل في أحياء الجليل، والسامرة واليهودية؛ ولكي ما يتمكن كل امرئ، لدى قبوله ليسوع أن ينال الشفاء والتجدد بفضل قوة حبه".