نظام المحبة في مدينة البشر

في الكتاب التاسع عشر من «مدينة الله» تتحول عقيدة الخير الأسمى إلى نشيد كبير من أجل السلام، سلام يبدو كالنقطة الأساسية في الخلق ويميل به نحو غايته من الناحية الأنتولوجية يُعتبر السلام «الكيان المنظم للأطراف» بينما يشير من الناحية الأخلاقية – السياسية الى واجب يلزمنا جهد لتحقيقه.

السلام في الحياة الأرضية
إٍنّ السلامَ خيرٌ عظيمٌ لا مثيل له في الأمور الأرضيّة والزمنيّة؛ ولا أعذب منه على الحفظ ولا أشهى على القبول ولا أفضل من وجوده. وإذا توقّفتُ بضع هنيهات على هذا الموضوع أرجو ألاّ أثقّل على القرّاء. السلام مهمٌّ جدًّا بالنسبة إلى خواتم المدينة التي أتكلّم عنها؛ وعذوبته تجعله أحبَّ إلى الجميع.
السلام: طموح عام
وفي الواقع أدعو إلى التأمّل معي في الأمور البشريّة وفي طبيعة الإنسان، أيَّا تكن النقطة التي منها ننطلق؛ إذ ذاك نعترف بأنّه ما من إنسانٍ إلاّ ويريد أن يشعر بالفرح؛ وما من إنسان إلاّ ويريد السلام.
السلام نِظام هادئ
ويعني سلام الجسم انتظامًا بين أعضائه؛ وسلام النفس غير العاقلة راحة منتظمة بين شهواتها؛ وسلام النفس العاقلة توافق بين المعرفة والعمل؛ وسلام النفس والجسد يقوم على تنظيم الصحّة والحياة في الكائن الحيّ تنظيمًا حسنًا. ويعني سلام الإنسان مع الله طاعة في الإيمان تحت رعاية الشريعة الأدبيّة. والسلام بين الناس يقوم على توافق منظَّم والسلام البيتيّ يقوم ما بين أهل البيت على نوع من التعاقد وتنظيم الإدارة والطاعة؛ والسلام في المجتمع يتحقّق بواسطة التعاون والخضوع لسلطة منظّمة؛ وسلام المدينة السماويّة هو نظام وتوافق في جماعة الله وتبادل فرح مشترك بالله. والسلام في كلّ شيء هو نظام هادئ؛ والنظام هو قبول الكلّ بما يضع كلّ إنسان في محلّه وإن تباينت الأمور أو توافقت. والتعساء لا يمكنهم أن يكونوا بسلام لأنّ النظام الهادئ لا يعرف القلق وهو بحاجة إليه؛ ولكونهم يستحقّون ما هم عليه من شقاء لا يستطيعون أن يكونوا خارج النظام؛ وصحيح أنّهم ما انضمّوا إلى جماعة الطوباويّين لكنّ شريعة النظام تفصلهم عنهم ويبقيهم وضعهم الخالي من كلّ قلق واضطراب على شيء من التوافق مع محيطهم. وينعمون بشيء من الهدوء في نظامهم، ولهم، تاليًا، ظلّ من السلام؛ لكنّهم تعساء، وإن كانوا لا يتألّمون من التردّد؛ وليسوا في مكانٍ آمنٍ لا عذاب فيه؛ وقد يزدادون ألمًا لولا السلام الذي تؤمّنه لهم الشريعة التي ترعى النظام الطبيعيّ. ولكن بما أنّهم يتألّمون فحيثما يتألّمون، لا صفاء في السلام؛ وحيث لا ألم خارق ولا مجال لأن تنحلّ طبيعتهم فسلامهم باقٍ لهم. ومن ثمّ، بما أنّه لا حياة بلا ألم، ولا ألم بلا حياة، هكذا يمكن أن يكون سلام بلا حرب دون أن تكون حرب بلا نوعٍ من السلام، لا لأنّ الحرب هي حرب، بل لأنّ لها مَن يصنعها على مسرح؛ أناس؟ وطبائع لا تكون، أو لا يسعها أن تكون وتستمرّ، بنوعٍ معيّن من السلام.
هناك طبيعة لا شرَّ فيها؛ وقد لا يمكن للشرّ أن يعرف إليها طريقًا؛ ولكن، أن تكون طبيعة بلا خير البتّة، فهذا أمر مستحيل. وإنّ طبيعة الشيطان نفسه، لكونها طبيعة، ليست شرًّا؛ بل الفساد يجعلها شرّيرة. ولهذا فإنّه لم يبقَ في الحقيقة ولا إستطاع أن يهرب من قضاء الحقيقة؛ لم يثبت في هدوء النظام، لكنّه لم يستطع أن يهرب من حكم الحقيقة؛ لم يثبت في النظام لكنّه لم يستطع الهروب من قدرة المنظّم الأسمى.
إنّ الله خيرٌ بطبيعته؛ ولا يخفيه عن عدل الله الذي يأمر به في العقاب؛ ولا يطالب الله بالخير، بحدّ ذاته، لأنّه خالق هذا الخير؛ إنّما يلاحق الشرّ الذي يعمله الشيطان لأنّه لا ينزع منه ما جمّل به طبيعته بل ينزع منه شيئًا ويترك له شيئًا آخر لكي يبقى ويتألّم بسبب ما انتزع منه، وهذا الألم يشهد للخير الذي فقده وللخير الذي بقي له؛ إذا لم يبقَ له خيرٌ ما، فهل يتألّم لخيرٍ فقده؟ إنّ الخاطئ يزداد سوءًا إن فرح بخسارة العدالة؛ والمحكوم إن لم يربح شيئًا من عذاباته، يتألّم، على الأقلّ، من فقدان خلاصه. وبما أنّ العدالة والخلاص هما كلاهما خير؛ وأنّ خسارة الخير هي بالأخصّ موضوع ألم وليست موضوع فرح (هذا إن لم يكن تعويض في الأفضل وعدالة النفس أفضل من صحّة الجسد)؛ بكلّ تأكيد إنّ حزن الأثيم في عذاباته أفضل من فرحه في الخطيئة. وعليه، كما أنّ فرح التخلّي عن الخير يؤكّد شرّ الإرادة في الخطيئة هكذا فإنّ الألم من الخير المفقود في العذاب يشهد لصلاح الطبيعة؛ لأنّ الذي يرثي لسلام طبيعته الضائعة لا يرثي لخسارتها من خلال بعض بقايا السلام الذي يعيد إليه طبيعته الصديقة؛ على أنّه، بحقّ، ينوح الظالمون والأثمّة في العذاب الأخير، وفي قلب العذابات يبكون على خسارة الخىرت الطبيعيّة: يشعرون باستقامة العدالة التي تنزعها منهم بعد أن احتقروا الصلاح غير المحدود الذي أعطاهم إيّاها الله الخالق الكلّيّ العدالة للطبائع كلّها، الذي أقام الجنس البشريّ فوق الأرض ليكون أجمل ما فيها؛ وَهَبَ الناس خيورًا ملائمة للحياة الحاضرة؛ وهبهم السلام الزمنيّ، أي الذي تقدر أن تحقَقه طبيعتنا الصائرة إلى الموت، السلام في الحفاظ على الجنس كاملاً وموحّدًا. كلّ ما هو ضروري للبقاء ولاستعادة هذا السلام؛ فالعناصر مثلاً التي تلائم وتناسب حواسّنا كالنور المرئيّ والهواء الصالح للتنفّس والمياه الصالحة للشرب وما يُستخدم للغذاء والكساء. ولراحة الجسد وزينته؛ تحت هذا الشرط العادل الذي يعمل به كلّ إنسان ويستعمل تلك الخيور استعمالاً حسنًا ينال ما هو أعظم منها وأفضل، مثلاً، السلام الأبديّ والمجد أو الكرامة تجاوبًا مع السلام في الحياة الأبديّة حيث يفرح الإنسان بالله وبالقريب في الله، في حين أنّ مَن يسيء استعمال تلك الخيور يخسرها ولا ينال الخيور الأخرى.
السلام في المحبّة
على هذا النحو فإنّ استعمال في الأرض يرتبط بمصلحة السلام الأرضيّ في مدينة الأرض وفي المدينة السماويّة لمصلحة السلام الأبديّ. ولهذا لو كنّا حيوانات عخماء لكنّا نتوق فقط إلى ما يتجاوب مع الأعضاء في الجسد ومع راحة شهواتنا ونكتفي بما يرضي الجسد ويرفّه اللذّة بحيث يكون سلام الجسد في خدمة سلام النفس. وفي الواقع، إن لم يكن الجسد في سلام اضطرب سلام النفس غير العاقلة لعدم تأمين الراحة لما يشتهيه الجسد؛ بَيد أنّ سلام الاثنين معًا ينفع السلام. المشترك بين النفس والجسد الذي يؤلَّف نوعًا من التجانس بين الحياة والصحّة. وكما أنّ الحيوانات تهرب من الألم لتُظهر محبّتها لسلام الجسد، وتسعى إلى اللذّة إشباعًا لشهواتها فتظهر محبّتها لسلام النفس وهكذا فحين تهرب من الموت تشهد حقًّا لمحبّتها للسلام الذي يوحّد بين النفس والجسد. ولكن بما أنّ الإنسان نفسٌ عاقلة فالذي يشترك فيه مع الحيوان يُخضعه لسلام النفس العاقلة لينتقل من التأمّل الباطنيّ إلى العمل الذي تحدّده النفس فيقيم إذ ذاك في نفسه اتّفاقًا متجانسًا بين المعرفة والعمل، يؤمّن للنفس العاقلة سلامها؛ وصولاً إلى ذلك السلام، وحصولاً على علمٍ ما مفيد، وتوصّلاً إلى تنظيم حياته وأخلاقه استنادًا إلى ذلك العلم، عليه ألاّ يستسلم إلى الألم المرهق والرغبة المزعجة وينحلّ بالموت؛ وخوفًا من ضعف العقل البشريّ ومن أن توقعه شهوة المعرفة في ضلال هدّام يحتاج إلى تعليم إلهيّ يثبَته في الحقيقة وإلى معونة إلهيّة لكي يطيع بحرّيّة. وبما أنّه في هذا الجسد الصائر إلى الموت، وطالما لا يزال مقيمًا فيه، يسافر، متغرّبًا عن الربّ، بالإيمان، لا بالعيان. وانطلاقًا من تلك الحالة، فكلّ سلام للجسد أم للروح أم لكليهما معًا يتعلّق بسلام الإنسان الصائر إلى الموت مع الله الأزليّ ليجعل طاعته على مستوى الإيمان ثحت الشريعة الأبديّة. وبقدر ما نتعلّم من الله هاتين الوصيّتين الأساسيّتين: محبّة الله ومحبّة القريب حيث نجد ثلاثة تنصبّ عليهم محبّتنا: الله وذاتنا والقريب بحيث إنّه في محبّته الله لا يغلط لا في محبّة ذاته فينتج عن ذلك دعم مصلحة أخويّة أنّ عليه أن يحمل ذلك الأخ الذي يجب عليه أن يحبّه كنفسه ِلى أن يحبّ الله. وواجب المحبّة هذا يقوم به أيضًا تجاه امرأته وأولاده وذوي قرباه وعلى قدر المستطاع تجاه كلّ الناس كما ينتظر من قريبه أيضًا أن يقوم به تجاهه؛ إذ ذاك يكون حقًّا على سلام مع كلّ إنسان؛ السلام البشريّ هو الاتّفاق في النظام الذي لا يسمع لأحد بأن يؤذي الآخر؛ وتاليًا بأن يكون نافعًا لمَن استطاع إليه سبيلاً.
واجب الإنسان الأوّل هو أن يعمل لخير ذويه لأنّ نظام الطبيعة والمجتمع يسهّل له الدخول إلى ذويه للسهر على تلك المصلحة. وعليه يقول الرسول: «إن كان أحد لا يعتني بذويه ولا سيّما بأهل بيته فقد الإيمان وهو شرّ من كافر» (١طيم ٥/٨) فينتج عن ذلك السلام المنزليّ أي التوافق المنتظم بين السلطة والخضوع على مستوى أهل البيت. السلطة هي لمَن يقوم بخدمة الآخرين: إنّها للزوج على زوجته وللوالدين على الأولاد وللأرباب على الخدم. الطاعة واجب على مَن يجب السهر عليهم: الزوجة تطيع زوجها والأ ولاد يطيعون والديهم والخدّام معلّميهم. أمّا في البيت البارّ الذي يحيا بالإيمان ولا يزال يعيش بعيدًا عن المدينة السماويّة فهؤلاء أنفسهم الذين يأمرون هم الخدّام لمأموريهم. لأنّهم يأمرون بشهوة التسلّط بل بحكم التضحية، لا بكبر مَن يريد أن يكون سيّدًا بل بواجب الرعاية
السلام الأرضيّ والسماويّ
بيد أنّ عائلة البشر الذين لا يحيون بالإيمان تتبع سلامًا أرضيًّا صرفًا تجاه خيور الحياة الزمنيّة ومنافعها. أمّا العائلة البشريّة التي تحيا بايمان فتنتظر، بخلاف الأولى، الخيرات العتيدة التي تعِدوها بها الأبديّة وتستعمل، خيور الأرض الزمنيّة، لا، لتؤخذ في شركها وتتحوّل عن الهدف الذي إليه تتوق، أي الله، بل لتجد فيه سندًا؛ وبدلاً من أن تثقل على الجسد الصائر إلى الموت وترهقه، تخفّف عنه. ونرى أنّ استعمال الأشياء الضروريّة في الحياة الصائرة إلى الموت مشترك بين المؤمنين وغير المؤمنين، تشارك فيها هذه العائلة وتلك؛ إنّما لكلّ منهما هدف؛ وعلى هذا النحو فمدينة الأرض التي لا تعيش بالإيمان تطمح إلى السلام الأرضيّ وذاك هو الهدف الذي يرسمه التوحيد بين السلطة والطاعة لدى المواطنين ليلاقي بين الإرادات البشريّة في ما يختصّ بمصالح هذه الحياه البشريّة. لكنّ المدينة السماويّة أو بالأحرى هذا الجزء منها الذي يسير على هذه الأرض ويحيا بالإيمان لا يستعمل السلام إلاّ عند الضرورة. وطالما أنّها تطيل، في مدينة السماء، حياة الأسر في مسيرتها الأرضيّة وحيث نالت الوعد بالفداء والهبة الروحيّة عربونًا لذلك، وبما أنّها تخضع للقوانين الأرضيّة التي تهتمّ بالمصالح الزمنيّة فإنّها تطيع دون تردّد؛ وبما أنّهما تشتركان في المصير عينه الذي يقود إلى الموت ترغبان في فهم صريح لهذا المصير الذي تنتظرانه؛ وأمّا مدينة الأرض التي نعِمَت ببعض حكماء وقد شجبتهم الكلمة الإلهيّة لكونهم اعتقدوا بضرورة تأمين رعاية عدد كبير من الآلهة للبشريّة استنادًا إلى تقديراتهم أو إلى خزعبلات الشياطين؛ وللآلهة المذكورين عدّة وظائف: منهم مَن يهتمّ بالجسد وآخرون بالنفس؛ واحد على الرأس في الجسد وآخر على العنق وإلى ما هنالك؛ وفي النفس واحد يهتمّ بالعقل والآخر بالعلم؛ هذا بالغضب وذلك بالحبّ؛ أمّا فيما يختصّ بحاجات الحياة فهذا يرعى القطعان وذاك يهتمّ بالحنطة، هذا بالكرمة وذلك بالزيتونة؛ هذا بالأحراج وذاك بالثروات؛ هذا بالسباحة وذاك بالحرب والنصر؛ هذا بالزواج وذلك بالولادة والإخصاب إلخ… في حين أنّ المدينة السماويّة التي لا تعترف إلاّ بإله واحد تحتفظ، بكلّ تقوى، بالإكرام والعبادة لذاك الإله. وهذه العبادة تسمّى باليونانيّة λατρεια  لأنّها به وحده تليق؛ ولقد حدث أنّها لم تستطع أن تدخل مع مدينة الأرض بشراكة في الشريعة الدينيّة ونشأت بينهما خلافات ومخاصمات في هذا المجال، فضلاً عن الكراهية التي أعلنها ضدّ المدينة السماويّة أولئك الذين يعلنون آراءَ مضادّةً لها؛ وثبتت المدينة السماويّة ضدّ هجمات المضطهدين التي لم تتوقّف بمساعدة الرهبة التي تشيعها مجموعة المؤمنين، فضلاً عن النعمة الإلهيّة التى تعضدها وتصدّ عنف الأعداء عنها.
وهكذا، طوال مسيرتها على هذه الأرض فإنّ المدينة السماويّة تجنّد مواطنين من كلّ الشعوب وتجمع بالرغم من تنوّع اللغات مجتمعًا على سفَرٍ مثلها، ولا همّ عندها، مهما تباينت الأخلاق والقوانين والمؤسّسات وكلّ ما يساعد على الحصول على السلام الأرضيّ والاحتفاظ به؛ لا تحذف منه شيئًا ولا تهدم شيئًا. ماذا أقول؟ إنّها تحتفظ بكلّ شيء وتتبعه؛ بالرغم من التناقضات التي فيه، وبحسب تنوّع الشعوب، يتوق إلى غاية واحدة، السلام، على هذه الأرض، إذا ترك للديانة، الحرّيّة في تعليم عبادة الإله الواحد الحقّ.

ومن ثمّ، فإنّ مدينة السماء تستخدم، في مسيرتها على الأرض، سلام الأرض؛ وفيما يختصّ بمصالح الطبيعة الصائرة إلى الموت وطالما أنّ التقوى سليمة والدين يسمع فإنّها تحمي وتشجّع الاتّحاد بين الإرادات البشريّة موجّهةً سلامَ الأرض إلى السلام السماويّ، السلام الحقيقيّ، الوحيد الذي تستطيع أن تفيد منه، الوحيد الذي يمكن للخليقة العاقلة أن تسمّيه سلامًا: وهو نظام وتوافق تام في التمتّع بالله، أي تمتّع الكلّ المتبادل بالله. هنالك، لا مجال، للحياة الصائرة إلى الموت؛ بل حيويّة كاملة وثابتة؛ ولن يعود مجال لجسد حيوانيّ يرهق النفس بثقله الآئل إلى الفساد؛ بل جسد روحانيّ لا ينقصه شيء، خاضع في كلّ أجزائه للإرادة. وإذ تسير بالإيمان، تملك، ها هنا، هذا السلام وتحيا بالإيمان مع البرارة عندما توجّه إلى ذلك السلام كلّ عمل خير تقوم به، تجاه الله والقريب، لأنّ حياة المدينة حياة اجتماعيّة.

عن موقع القديسة تريزا