الشقاق بين الأرثوذوكس والبروتستانت أعمق منه بين الأرثوذكس والكاثوليك

روما، 13 يوليو 2007 (ZENIT.org).

صرح الأسقف هيلاريون ألفييف، أسقف الأرثوذكس في فيينا (النمسا) بأن الانشقاق بشأن الاشتراك في الافخارستيا بين الشرق والغرب هو "مأساة مشتركة".
جاءت كلمات الأسقف تعليقًا على صدور وثيقة مجمع عقيدة الإيمان "أجوبة على بعض التساؤلات المتعلقة ببعض نواحي العقيدة حول الكنيسة".
واعتبر الأسقف الأرثوذوكسي، الذي يمثل الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية لدى المنظمات الدولية، بأن الوثيقة "تعبر عن موقف السلطة التعليمية في الكنيسة الكاثوليكية بشأن الكنائس والجماعات الكنسية التي ليست بشركة كاملة مع أسقف روما"، وهي "لا تضيف أي جديد على موقف الكنيسة الكاثوليكية السابق، الذي تعبر عنه وثائق مثل "الرب يسوع"".
وأضاف أن الوثيقة ترتكز على "الإيمان بأن كنيسة المسيح هي واحدة، وهي موجودة بالملء في الكنيسة الكاثوليكية"، فهذا "التواجد" – بحسب الوثيقة – يمكن القول به "بشكل حصري بالكلام عن الكنيسة الكاثوليكية، لأنه يشير إلى علامة الوحدة التي يتم الإجهار بها في قانون الإيمان".
وأشار ألفييف بأن التمييز بين "موجودة بالملء" و "حاضرة وفاعلة في" يبدو وكأنه هام جدًا من وجهة النظر اللاتينية، ولكنه لا يستقطب الأهمية ذاتها بالنسبة للاهوتي ارثوذكسي".
وشرح قائلاً: "التواجد بالنسبة للأرثوذوكس هو بالضبط "الحضور" و "الفعالية"، ونحن نؤمن بأن كنيسة المسيح هي موجودة بالملء، أي حاضرة وفاعلة في الكنيسة الأرثوذكسية".
وأشار إلى أن الوثيقة، بالكلام عن الكنائس الأرثوذكسية، تقول: "بالرغم من انفصالها، تملك أسرارًا حقيقية، وبنوع خاص، بفضل الخلافة الرسولية، الكهنوت والافخارستيا، اللذين يؤلفان بيننا وبينها أوثق صلة"، فهي تستحق اسم "كنائس خاصة ومحلية"، وتدعى كنائس شقيقة للكنائس الخاصة الكاثوليكية."
وعلّق الأسقف الأرثوذكسي أنه بهذا الشكل تقر الوثيقة بأن الخلافة الرسولية والأسرار هي العناصر الأساسية التي تكون الكنيسة، وهذا كله صحيح ومقبول من الأرثوذكس"، "فنحن نوافق على أن الجماعات الكنسية التي لا تتمتع بالخلافة الرسولية والتي لم تحافظ على مفهوم أصيل للافخارستيا وللأسرار الأخرى، لا يمكن تسميتها "كنائس" بالمعنى الحصري للكلمة".
"وبالتالي إن الشقاق بين الأرثوذكس والبروتستانت هو أعمق بكثير منه بين الأرثوذكس والكاثوليك".
وبالنسبة للخلافة البطرسية، تقول الوثيقة معبرة عن الموقف الكاثوليكي: "بما أن الشركة مع الكنيسة الكاثوليكية، التي يشكل أسقف روما وخليفة بطرس رأسها المنظور، ليست ملحقًا خارجيًا بالكنيسة الخاصة، بل هي إحدى مبادئها التأسيسية الداخلية، فحالة الكنيسة الخاصة التي تتمتع بها هذه الجماعات المسيحية الكريمة تعاني من النقص".
ومن ناحيتها، الكنائس الأرثوذكسية – تابع الأسقف ألفييف – تعتبر أنه "نظرًا لنقص الشركة التامة بين الكنيستين، فالكنيسة الرومانية أيضًا تعاني من النقص. إن استرجاع الوحدة مع الكنيسة الأرثوذوكسية يجب أن يكون بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية مهمًا قدر استرجاع الوحدة مع كنيسة روما بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية".
وهذه الأخيرة، بحسب الأسقف، "لا تعترف بالبابا "حبرًا أعظم" للكنيسة الجامعة، بل، في حال استرجاع الشركة الافخارستية بين الكنيستين، ستعتبر الكنائس الأرثوذكسية البابا "متقدمًا بين متساوين" في عائلة رؤساء الكنائس المحلية. فتقدُّم أسقف روما بالنسبة للأرثوذوكس هو فخري، لا قانوني".
وختم ألفييف قائلاً: "إن الانشقاق حول الشركة الافخارستية بين الشرق والغرب هو مأساة بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية على حد سواء. ويجب أن يكون السعي إلى الوحدة محط اهتمام مشترك ومتساوٍ من قبل الكنيستين".