ضرورة انفتاح القلب لقبول البراءة البابوية

روما، 16 يوليو 2007 (ZENIT.org)

تمنح الرسالة الرسولية "الأحبار الأعظمون"، المعطاة بشكل براءة بابوية، الامكانية للمؤمنين لكي يفتحوا قلوبهم. هذا ما صرح به المختص بالعلوم الليتورجية، جون زولسدورف.

بحسب البابا بندكتس السادس عشر، إن كتاب القداس الذي أصدره بولس السادس، ومن ثم أعيد إصداره في طبعتين إضافيتين على يد البابا يوحنا بولس الثاني، كان وسيبقى الشكل الطبيعي – الصيغة الاعتيادية –  لليتورجية الافخارستية.

بينما الصيغة الأخيرة لكتاب القداس الروماني السابقة للمجمع، والتي تم نشرها بترخيص من البابا يوحنا الثالث والعشرون عام 1962، والتي استخدمت خلال المجمع، يمكن استعمالها كصيغة استثنائية للاحتفال الليتورجي.

هذا وقد أرفق البابا بندكتس السادس عشر البراءة البابوية برسالة وجهها إلى أساقفة العالم أجمع، عرض فيها دوافع خياراته.

وقد أشار البابا في الرسالة أننا لسنا بصدد طقسين، بل بصدد شكلين للاحتفال بالطقس الواحد والفريد.

في مقابلة مع زينيت تطرق الأب جون زولسدورف إلى الحديث عن هذه القضايا.

يهتم زولسدورف بنشر مقالات في مجلة تعالج مواضيع التقليد الليتورجي بعنوان " What Does the Prayer Really Say " (ما الذي تقوله الصلاة بالفعل)، في مجلة اسبوعية كاثوليكية هي " The Wanderer " (السائح). وقد أصبحت مؤخرًا مذكرة إلكترونية (blog) شهيرة: www.wdtprs.com/blog.

* * *

ماهي البراءة البابوية؟

الأب زولسدورف: البراءة البابوية هي وثيقة يصدرها الأب الأقدس "بمبادرة شخصية"، فيوقعها شخصيًا. وهي غالبًا ما تتطرق إلى موضوع آني، أو تكون بمثابة جواب لمسألة طرحت حول موضوع معاصر.

ومن بين البراءات البابوية الشهيرة نذكر " Tra le sollecitudini " للبابا بيوس العاشر في العام 1903، وطبعًا، " Ecclesia Dei Adflicta " للبابا يوحنا بولس الثاني في العام 1988، والتي كرس من بعدها رئيس الأساقفة لوفيفر 4 أساقفة دون إذن رسولي.

ما هي الأفكار الأساسية الجديدة في الوثيقة البابوية الأخيرة؟

الأب زولسدورف: لا تقدم البراءة البابوية "الأحبار الأعظمون" الكثير من الأمور الجديدة. فالكثير من مقرراتها كانت قيد التنفيذ مع " Ecclesia Dei Adflicta "، التي وسّعت، ولكن بشكل مبهم، الأحكام الضيقة التي سنتها وثيقة العام 1986 " Quattuor abhinc annos ".

إن هذه البراءة البابوية الصادرة في العام 2007، تزيل الإبهام الذي كان مستمرًا منذ ذلك الحين وتقدم حلولاً لبعد التساؤلات.

فعلى سبيل المثال، تشرح البراءة أن استعمال الكتب الليتورجية القديمة لم يتم أبدًا منعه بالكلية. فالبنية القديمة لم "تحرم". يستطيع كل الكهنة أن يحتفلوا بالقداس على "الطريقة" القديمة بشكل فردي. ولطالما ولّد هذا الأمر إبهامًا من قبل.

أما بالنسبة للقداسات العامة، فحيث يتوفر جمهور ثابت من الناس الذين يريدون القداس القديم، فمن الممكن تنظيم قداس دوري من هذا النوع في الرعية. هنالك بعض الاستثناءات المفهومة بالنسبة للخميس والجمعة العظيمين، وعشية الفصح.

من الممكن تنظيم رعايا أو مراكز صلاة حيث تستعمل الكتب الليتورجية القديمة فقط. بالطبع كان بامكان الأساقفة القيام بذلك من قبل.

وكما سبق وشرحت وثيقة اللجنة الحبرية "كنيسة الله"، من الممكن، لا من اللازم، استخدام كتاب قراءات كتاب القداس الروماني الذي أصدره بولس السادس، أي القراءات الجديدة مع كتاب قداس البابا يوحنا الثالث والعشرين. 

لم يتم شرح كيفية القيام بهذا، على اللجنة أن تقوم بشرحه.

من الممكن استعمال الكتب القديمة أثناء الاحتفال بأسرار أخرى، كالمعمودية، التوبة، مسحة المرضى.

بالطبع، وحدهم الأساقفة يستطيعون منح سر التثبيت وسر الدرجة.

ويستطيع الكهنة أن يستخدموا كتاب صلاة الفرض القديم بدل كتاب "صلاة الساعات" الحالي.

الجدة هي أن البابا يقدم شكل الاحتفال القديم كـ "ممارسة" استثنائية في الطقس اللاتيني، بينما يبقى كتاب قداس بولس السادس، أو "الترتيب الجديد"، "الممارسة" الاعتيادية.

ويصر بندكتس السادس عشر على أننا لسنا بصدد طقسين، بل عناك طقس واحد في تعبيرين أو في "ممارستين".

وقد كان هذا الأمر موضوع نقاش معمق. فالكثيرون اعتبروا هيكلية القداس الجديد مختلفة جدًا عن هيكلية كتاب قداس يوحنا الثالث والعشرين، أو هيكلية المجمع التريدنتيني، وتحدثوا عن انقطاع تام في التقليد الليتورجي. أمّا الأب الأقدس، فيحملنا في تفكيره في اتجاه آخر حول الموضوع.

هناك نقطة أخرى تتعلق بتوسيع مهام اللجنة الحبرية "كنيسة الله"، سنرى كيف سيتم ذلك.

تتوق الوثيقة إلى تعزيز وحدة وحقوق الشعوب.

هنالك من ينتقدون قرار البابا هذا – ومن بينهم أساقفة – إذ يعتبرون أن هذا التحرير في الاستعمال سيؤدي إلى انشقاق في الرعايا والجماعات، وأنه سيتم اهمال الإصلاح الليتورجي الذي قام به المجمع الفاتيكاني الثاني، وأن عقارب الساعة ستعود إلى الوراء. بصدق، أعتقد أن الكثير من الأساقفة كانوا قلقين لاعتقادهم بأن الوثيقة ستحدّ من سلطتهم. وبندكتس السادس عشر يقدم أحكامًا خاصة لكي يتمكن الأساقفة من ممارسة سلطتهم في أبرشياتهم، وهذا أمر عادل وضروري.

ولكن إضافة إلى ذلك، يشرح البابا أن هنالك نموذجًا يجب على الجميع أن يتبعوه، بما في ذلك الأساقفة. فالبابا، عبر هذه البراءة، يريد أن يقول أنه لا يجب أن ننظر إلى الكاثوليك التقليديين كـ "متطرفين" يجب إبقاؤهم على هامش الأبرشية. إن هؤلاء الأشخاص لهم حقوقهم، ولهم أيضًا مساهمتهم المشروعة التي يستطيعون تقديمها للأبرشية.

هناك ناحية هامة في هذه البراءة البابوية، وهي أنها تعطي أهمية لحقوق الكهنة والعلمانيين. يعبر البابا عن ثقته نحو العلمانيين عبر مبادرة عملية، ويعبر عن الثقة نفسها تجاه الكهنة والأساقفة.

إنها استمرارية جميلة للتبادل الذي دعا إليه يوحنا بولس الثاني.

يطلب بندكتس السادس عشر من كل شخص أن يفتح قلبه. ففي الرسالة التوضيحية، يستشهد البابا مرات عدة بـ 2 كور 6، 13؛ "افتحوا قلوبكم".

إذا ما قرأنا الباءة البابوية بقلب منفتح، ليس لدينا ما نخافه، فما من حقوق ستداس وما من سلطة ستزول.