أطروحة دكتوراه لسالفادور أراغونز، صحافي ونائب عميد كلية الآداب
روما، 20 سبتمبر 2007 (ZENIT.org) – "الأوسرفاتوري رومانو" مجلة مميزة، تقرأها "قلة قليلة من الأشخاص ولكنهم أشخاص نافذون". هذا ما شرحه إلى وكالة زينيت سالفادور أراغونز، مراسل سابق في روما لوكالة أوروبا برس Europa Press التي تولّى إدارتها في كاتالونيا (إسبانيا) طوال 28 عاماً، وكاتب أطروحة دكتوراه حول مجلة الكرسي الرسولي التي تأسست في العام 1861.
وقد اعترف أراغونز الذي يشغل حالياً منصب نائب عميد كلية الآداب في جامعة كاتالونيا العالمية (UIC) بأن فكرة الأطروحة وُلدت عنده حين كان لا يزال مراسلاً في روما.
وقال أراغونز: "لطالما اعتبرتُ في تلك الفترة لا بل ما زلتُ أعتبر اليوم أيضاً أن مجلة "الأوسرفاتوري رومانو" هي مجلة مميزة للغاية: فالمجلة تستمر بفضل إشتراكات قرائها ويطالعها عدد من القراء الواسعي النفوذ؛ كما أنها المجلة الوحيدة الصادرة عن دولة ومديرها معيّن من البابا نفسه. هي تصدر في إيطاليا ولكنها لا تُعتبَر هناك "مجلة إيطالية" لأنها تُطبَع خارج إيطاليا (في الفاتيكان) وإن كان كل العاملين في تحريرها من الإيطاليين".
"كما أن سير أعمال التحرير من الداخل قد أثارت اهتمامي أيضاً، بما أنها مجلة تصدر في المساء منذ بدايتها منذ زهاء مئة وخمسين عاماً، في حين أن كل صحف المساء وغيرها من الأمور الكثيرة قد زالت منذ زمن".
أما في ما يخص المواضيع المعالَجة، فقد لاحظ أراغونز أنه "في أيام البابا يوحنا بولس الثاني خصصت "الأوسرفاتوري رومانو" حيزاً أكبر للمواضيع الدينية واختصرت الأبواب المتعلقة بالأخبار الإيطالية".
وقد استنتج الباحث أن المجلة هي مجلة مميزة للغاية، "سواء من حيث مضمونها – الذي يركّز على أقوال وأفعال الأب الأقدس والذي يتبع خطاً مرتبطاً بشكل وثيق بأمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان في ما يتعلق بالمعلومات الدولية – أو في بنيتها التنظيمية.
والخلاصة الأخرى التي توصّل إليها هي أن قرّاء المجلة "مميزون"، بما أنها "مجلة تقرأها قلّة قليلة من الأشخاص، بيد أنهم أشخاص واسعو النفوذ (من صحافيين وديبلوماسيين ومسؤولين في الكنيسة وعن ديانات أخرى غير المسيحية)، ما يعني أن أهمية المجلة غير مرتبطة بنسبة مبيعاتها".
"وهناك ميزة أخرى تتمثل في العلاقة التي تربط المحررين مع رؤسائهم ومع المؤسسة بامتياز، أعني دولة حاضرة الفاتيكان، بالإضافة إلى فصل قائم نوعاً ما بين قسم التحرير وأقسام المعلوماتية والإدارة في ما يُعرف بمنتج "الأوسرفاتوري رومانو".
"ومن خصائص المجلة أيضاً أنها لا تتضمن صفحة رياضية ولا باباً مخصصاً للأخبار الإقتصادية البحتة".
كذلك قام أراغونز بتحليل الناحية التمثيلية للأوسرفاتوري رومانو فقال: "من ناحية المعلومات الخاصة بالفاتيكان – القسم المعروف بـ" Nostre informazioni" (أي المعلومات الخاصة بنا)- وبالأب الأقدس، يمكننا القول بأنها مجلة رسمية، ولكن من هذين المنطلقين وحسب، لأنه في ما يتعلق بباقي المضامين يصحّ القول إنها مجلة غير رسمية إذ إنها لا تعكس الفكر الرسمي للأب الأقدس أو أمانة سر الفاتيكان، سواء في مقالاتها أو المعلومات التي تنشرها، أكانت تتناول مواضيع دينية أو مسائل السياسة العالمية".
"من الواضح أنهم لا يتعارضون مع الخط الرسمي ولا ابتعدوا عنه، ولكنهم لا يمثّلون فكر البابا، ولهذا السبب يمكن أن نصف المجلة بغير الرسمية".
ويضيف الباحث أن المجلة تلاحق الهدف الذي وضعته لنفسها: فهي لا تخدع بل تتوجه بشكل مباشر إلى قرّاء أوفياء، وتنقل بأوفر قدر من الأمانة نشاط البابا؛ وهي صوت عقيدة الكنيسة لدى الرأي العام وفي النزاعات".
ومن بين الإقتراحات التي قدّمها كاتب الأطروحة بهدف تحديث طريقة تقديم المجلة أو بعض أقسامها، فكرة القيام ببعض الخطوات الضرورية ولكن من دون "إجراء تغييرات جذرية".
وختم قائلاً: "إن مفهوم "الوقت" في الفاتيكان ومكانة الأوسرفاتوري رومانو يفترضان القيام بالأمور دونما تسرّع".
إشارة إلى أن النشرة الإيطالية للأوسرفاتوري رومانو هي نشرة يومية ولكن المجلة تصدر كذلك في ستّ لغات أخرى هي الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والألمانية في نشرة أسبوعية، والبولونية في نشرة شهرية.
تقوم النشرات الناطقة بلغات غير اللغة الإيطالية بإصدار كل نصوص الأب الأقدس (العظات والخطابات) وأخبار نشاطاته (تعيينات وإصدار قرارات…). وعلى هذا الأساس، يكون للنصوص طابعاً رسمياً. أما النصوص التحليلية فهي هادفة أكثر وتستجيب لتوقعات القراء في المناطق الجغرافية والثقافية التي تغطيها (فعلى سبيل المثال، ستلقي النشرة الصادرة باللغة الإسبانية هذا الأسبوع الضوء على زيارة الكاردينال أمين السر إلى البيرو لمناسبة إنعقاد مؤتمر الإفخارستيا الوطني هناك).