مقدمة عن الكتاب المقدس

ما هو الكتاب المقدس ؟ للأخت: سامية صموئيل

من راهبات القلب الأقدس

 

  الكتاب المقدس هو جزء من حياتنا، نقرأه في كنائسنا وفي منازلنا، في خلوتنا وفي تأملاتنا، في جماعات صغيرة أو رياضات روحية. ولكن كثيرا لا نعرف كيف نقرأ الكتاب المقدس ولكي نفهم نصا كتابيا علينا أن نعرف الأتي :

         من كاتب النص ؟ وفي أي ظروف كتبه ؟

         من الذين خاطبهم الكاتب، وما هي البيئة الجغرافية والتاريخية التي كتب فيها النص؟

كل هذه المعطيات إذا عرفناها تجعلنا نفهم ونتذوق النص ،بل وندخل في عمقه ثم نتساءل :

         كيف يخاطبني هذا النص اليوم ؟ ماذا يقول لي الله من خلال هذا النص ؟

 

أن الكتاب المقدس هو كتاب كل العصور .. هو كتاب الماضي والحاضر والمستقبل، يخاطبنا في حياتنا اليومية، في تصرفاتنا، مسيحنا هو اله الماضي والحاضر والمستقبل، غير محدود بفترة معينة، وغير محصور بتاريخ معين، هو الإله اللامحدود.

         الكتاب المقدس ليس كتابا تاريخيا وان كان يحتوي علي تاريخ، وهو ليس كتابا جغرافيا وان كان يحتوي علي جغرافيا، وهو ليس كتابا علميا. إذا ما هو الكتاب المقدس ؟

 

        الكتاب المقدس هو شهادة إيمان مدون لشعب العهد القديم، الذي اختبر عمل الرب في حياته، ودخل في علاقة معه من خلال الأشخاص مثل الآباء والأنبياء، ومن خلال الحوار مع الرب ‘ تدخل الله في حياة هذا الشعب وقطع معه عهدا، ووعده بالخلاص. تجاوب الشعب (رغم سقطاته ) مع الرب طوال تاريخه في مسيرة روحية طويلة استعدادا لمجيء المخلص .انتقلت أخبار هذه المسيرة شفهيا، ثم دونت علي مر السنين والأجيال، إلى أن شكلت كتاب العهد القديم .

 

أما بالنسبة للعهد الجديد، فهو أخر مجموعة تبشرنا بإتمام العهد الذي قطعه الرب مع شعبه في

المخلص المنتظر والموعود به يسوع المسيح. العهد الجديد ليس تدوين سيرة ذاتية لحياة يسوع، ولكنه شهادة إيمان لشهود رأوا وشاهدوا القيامة، فالقيامة

حدث محوري وأساسي في الإيمان المسيحي " وهذا التلميذ هو الذي يشهد بهذه الأمور، وهو الذي كتبها ‘ ونحن نعلم أن شهادته صادقة…… يو 21 / 24 – 25 "، ووعي التلاميذ بذلك منذ نشأة الكنيسة، فعندما أرادوا اختيار تلميذ بدلا من يهوذا الاسخريوطي الذي سلم المسيح، كان من الأساسي أن يكون هذا التلميذ شاهدا لحياة الشركة، عندما كان يسوع علي الأرض، وشاهدا لقيامته المجيدة " أع 10 : 21 – 22. قال بطرس: هناك رجال قاموا بصتحابنا طوال المدة التي أقام فيها الرب يسوع معنا، مذ أن عمد يوحنا إلى يوم رفع عنا. فيجب إذا، أن يكون واحدا منهم شاهدا معنا علي قيامته "

        فاللذين دونوا الأناجيل دونوها بعد أن شهدوا القيامة وفهموا علي ضوئها أعمال يسوع " الوعظ، التعاليم، الشفاء، إقامة الموت " واسترجعوا حياة الشركة التي كانت معه، ثم اختبروها في حياتهم داخل جماعات صغيرة " الجماعات المسيحية الأولى " كونت لتكون نواة الشعب المسيحي .

        إذن : الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هو في حقيقة الأمر عدة كتب أو شهادات إيمان، دونت من أشخاص مختلفين من بيئات مختلفة وأزمنة عديدة تزيد عل ثلاثة آلاف سنة … وهدفها واحــــــــد هو يسوع المسيح .

محتويات الكتاب المقدس

قسمت أسفار الكتاب المقدس إلى مجموعتين

1-  العهد القديم     

2-  العهد الجديد.

أولا: العهد القديم : وهو مجموعة الكتب التي تخبرنا عن العهد الذي قطعه الله مع شعبه إسرائيل بواسطة موسى، وهذه المجموعة تحتوي علي 39 سفرا .

هذه الأسفار مشتركة بين اليهود والمسيحيين، فقد اعترف اليهود فقط بالكتب التي وضعت باللغة العبرية، وتبعهم في ذلك البروتستانت. أما الكاثوليك والأرثوذكس فيعترفون أيضا بكتب أخري، كانت مكتوبة باليونانية وعددها  7  أسفار وهي ( طوبيا، يهوديت، باروك، ابن سيراخ، الحكمة، المكابيين 1، 2 ) وبذلك يكون مجموع الأسفار 46 سفرا .

 

ثانيا : العهد الجديد : ويحتوي علي سبعة وعشرون سفرا وقد وصلت إلينا بأجمعها باللغة اليونانية وهي : الأناجيل وأعمال الرسل ورسائل بولس والرسائل الأخرى مثل : رسالة يعقوب، رسائل بطرس، رسائل يوحنا، رسالة يهوذا. ثم سفر الرؤيا .

 

 

لغات الكتاب المقدس

 

دونت أسفار العهد القديم بالعبرية، ما عدا بعض المقاطع دونت باللغة الآرامية. وفي القرن الثالث قبل الميلاد ترجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية، وكانت الأكثر انتشارا في حوض البحر المتوسط في ذلك العصر، وتسمي هذه الترجمة بالسبعينية نظرا لانه يقال : أن سبعين عالما قاموا بترجمتها أما العهد الجديد فقد دون كله باليونانية، حيث كانت اللغة الشائعة في ذلك الوقت.

        قسمت أسفار الكتاب المقدس إلى فصول عام 1226 م. ثم إلى آيات عام 1551 م.

أما الترجمات العربية للكتاب المقدس فليس من المؤكد وجودها قبل الفتح الإسلامي …. إلا انه نجد أول أثر تاريخي في هذا الشأن في آيات من المزمور 77، ترتقي إلى أواخر القرن الثامن. ومن هنا نستطيع القول إن الترجمة باللغة العربية بدأت في أواخر القرن الثامن الميلادي .

 

المقصود بالأسفار القانونية

 

القانون هو كلمة يونانية مشتقة من اللغات السامية وتعني " قصبة القياس " وباليونانية تعني " القاعدة أو المقياس ". أول من استعمل كلمة قانون هو " أوريجانوس " ولكي يصبح الكتاب قانونيا يجب أن تعترف به الكنيسة، بعد أن تميز طابعه الملهم فيأخذ صفة " القاعدة العمومية من الخطأ "

        بالنسبة للعهد القديم رأينا أن الـ 39 سفرا المكتوبة بالعبرية معترف بهم من اليهود .. وهي الأسفار القانونية الأولى، أما الأسفار القانونية الثانية هي التي كتبت باليونانية وعددها سبعة وقد سبق ذكرهم .

 

قانون العهد الجديد

 

في بداية الكنيسة، كانت قاعدة الإيمان محصورة في التعليم، ومع ازدياد الجماعات وكثرة المرسلون، وابتعد أو مات اللذين كانوا شهودا للقيامة والذين بشروا بالكلمة، برزت الحاجة إلى إنجيل مكتوب، وقد ميزت الكنيسة بعض الكتب التي ترجع إلى الرسل أو أشخاص اتصلوا بهم " وتؤكد الإيمان ". نظمت مجموعة العهد الجديد قبل نهاية القرن الثاني وهي " الأناجيل الأربعة، رسائل بولس، بطرس الأولى، يوحنا ويهوذا، واعمال الرسل وسفر الرؤيا. أما بقية الكتب فقد دخلت بعد ذلك إلى أن تحددت نهائيا .