كلمة بندكتس السادس عشر لاتحاد الصيادلة الكاثوليك

حق الصيادلة بالاستنكاف الضميري

روما، 31 أكتوبر 2007 (ZENIT.org)

 دافع البابا بندكتس السادس عشر عن حق الصيادلة بالاستنكاف الضميري بمناسبة جلسة الاستماع التي عقدت صباح 29 أكتوبر في الفاتيكان مع المشاركين في المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للصيادلة الكاثوليك. وكان المؤتمر بعنوان: "الحدود الجديدة للعمل الصيدلي".

وأكد البابا في كلمة ألقاها أمام المشاركين: "أخلاقياً، اتحادكم مدعو لمواجهة مسألة الاستنكاف الضميري الذي يشكل حقاً يجب الاعتراف به في مهنتكم بما يسمح لكم بعدم التعاون، مباشرة أو غير مباشرة، عبر تقديم المنتجات التي تشكل خيارات غير أخلاقية، مثل الإجهاض والقتل الرحيم".

السيد الرئيس،
 أيها الأصدقاء الأعزاء،

اسمحوا لي أن أعبر عن سروري باستضافتكم، أعضاء المؤتمر الدولي للصيادلة الكاثوليك، بمناسبة الدورة الخامسة والعشرين بعنوان: "الحدود الجديدة للعمل الصيدلي". فالتطور الحالي في ترسانة الأدوية والإمكانيات العلاجية المترتبة عنها يدفع الصيادلة إلى التأمل في المهام المتعددة التي يضطلعون بها، وخصوصاً باعتبارهم وسطاء بين الطبيب والمريض؛ فهم يلعبون دوراً تثقيفياً لإخبار المرضى كيف يستعملون بعض الأدوية بطريقة صحيحة وإطلاعهم على النتائج الأخلاقية لبعض الأدوية.

في هذا المضمار، لا يمكن تخدير الضمائر، حول آثار بعض الجزيئات التي تسمح بتجنب إغراز الجنين، من أجل حماية كل الكائنات منذ الحمل حتى الوفاة الطبيعية، ومن أجل الاستفادة من المنافع العلاجية للأدوية. من جهة أخرى، لا يمكن استعمال أي شخص، بطريقة غير مسؤولة، كغرض، لإجراء تجارب علاجية؛ فهذه التجارب يجب أن تجري وفق بروتوكولات تحترم المعايير الأخلاقية الأساسية. فعلى كل إجراء للرعاية أو التجارب يجب أن يحسن رفاهية الشخص وليس مجرد السعي وراء التقدم العلمي. فلا يمكن خدمة الإنسانية على حساب مصلحة المرضى.

 فاتحادكم مدعو أخلاقياً لمواجهة مسألة الاستنكاف الضميري الذي يشكل حقاً يجب الاعتراف به في مهنتكم بما يسمح لكم بعدم التعاون، مباشرة أو غير مباشرة، عبر تقديم المنتجات التي تشكل خيارات غير أخلاقية، مثل الإجهاض والقتل الرحيم. لا بد أن تحرص مختلف الهيكليات الصيدلية، والمختبرات، ومراكز الاستشفاء، ومستودعات العقاقير والصيادلة على التضامن في المجال العلاجي للسماح لكل الفئات السكانية والبلدان بالحصول على الرعاية والأدوية الضرورية، وخصوصاً الفئات الأكثر فقراً.

كونكم صيادلة كاثوليك، أتمنى أن يقودكم الروح القدس في حياة زاخرة بالإيمان وبتعاليم الكنيسة لكي تجدوا العناصر التي ستوجهكم في عملكم مع المرضى الذين يحتاجون إلى الدعم الإنساني والمعنوي للعيش في الأمل ولإيجاد القدرات الداخلية التي سوف تساعدكم على مر الأيام.

 ومن واجبكم أيضاً أن تساعدوا الشباب الذين يعملون في مختلف الوظائف الصيدلية للتفكير في أخلاقيات المهنة وأنشطتهم وقراراتهم. لذلك، يجب أن يتعاون المحترفون الكاثوليك في مجال الصحة وأصحاب الإرادة الطيبة لتعزيز معارفهم ليس فقط على المستوى الفني بل أيضاً في ما يتعلق بمسائل الأخلاقيات البيولوجية، وتدريب العاملين في هذا القطاع.

 الكائن البشري الذي خلق على صورة الله يجب أن يكون في جوهر كل الأبحاث والخيارات في المجال الطبي البيولوجي. كما أن المبدأ الطبيعي الذي يقضي بتقديم الرعاية للمريض مبدأ أساسي. فالعلوم الطبية البيولوجية في خدمة الإنسان، وإلا لكانت ذات طابع بادر وغير إنساني. فكل معرفة علمية على مستوى الصحة وكل إجراء علاجي في خدمة الإنسان المريض والكائن البشري هو شريك فاعل في الرعاية المقدمة له ولا بد من احترام استقلاليته.

 ختاماً، أتضرع للسيدة العذراء والقديس ألبرت الكبير لمساعدتكم على العناية بالمرضى وأمنحكم البركة البابوية، أنتم وكل أعضاء اتحادكم وعائلاتكم.