الكنيسة وُجدت لا لكي ينقسم أولئك الذين سبق واتحدوا، بل لكي يستطيع المنقسمون أن يتحدوا

"إيماننا بالمسيح يطلب منا أن نلتزم باتحاد فعلي وأسراري بين أعضاء الكنيسة، واضعًا حدًا لكل الانقسامات"

الفاتيكان، 22 نوفمبر 2007 (ZENIT.org).

 تحدث الأب الأقدس بندكتس السادس عشر عن فكر القديس يوحنا فم الذهب الإكليزيولوجي، مبينًا الأهمية الكبرى التي كان القديس يعطي لهذه الوحدة. فكان الذهبي الفم يقول: "الكنيسة وُجدت لا لكي ينقسم أولئك الذين سبق واتحدوا، بل لكي يستطيع المنقسمون أن يتحدوا".   وكان يجد في الكتاب المقدس التأكيد الإلهي على هذه الوحدة، إذ كان يشير أن "بولس يتحدث عن الكنيسة كـ "كنيسة الله" ، مبينًا أنها يجب أن تكون متحدة، وبما أنها "لله"، هي موحدة " لأن "اسم الكنيسة، بالواقع، ليس اسم انقسام بل اسم وحدة وتفاهم".

 وتابع البابا عرض فكر الذهبي الفم في هذا الصدد مشيرًا إلى أن وحدة الكنيسة ترتكز على المسيح، "الكلمة الإلهي الذي اتحد عبر تجسده بالكنيسة كالرأس بجسده: "حيث الرأس، هناك الجسد أيضًا"، وبالتالي "ما من انقسام بين الرأس والجسم"، فالمسيح "يوحد كل أعضاء كنيسته بذاته وبعضهم ببعض. إيماننا بالمسيح يطلب منا أن نلتزم باتحاد فعلي وأسراري بين أعضاء الكنيسة، واضعًا حدًا لكل الانقسامات".

  وانطلاقًا من لاهوت المسيح الرأس والكنيسة الجسد، وتطبيق ذلك على الخبز الافخارستي يقول فم الذهب: "ما هو الخبز؟ جسد المسيح. وماذا يصبح أولئك الذين يأكلونه؟ جسد المسيح؛ لا أجسادًا كثيرة بل جسدًا واحدًا. كالخبز، بالرغم من أنه مؤلف من حبات قمح كثيرة، يصبح واحدًا… كذلك نحن أيضًا نتحد أحدنا بالآخر وبالمسيح".

 وبالتأمل بسر جسد المسيح، سر الافخارستيا، كان يوحنا يحصد النتائج الخلقية التي كان يشرك بها سامعيه: "كان يذكرهم أن الشركة مع جسد المسيح ودمه تلزمهم بتقديم العون المادي للفقراء والجائعين الذين يعيشون في ما بينهم"، شرح الأب الأقدس.

 وتابع معبرًا عن فكر الكريسوستوموس: "مائدة الرب هي المكان الذي يتعرف فيه المؤمنون على الفقير والمحتاج الذي ربما كانوا قد تجاهلوه بالسابق". فيوحنا يدعو المؤمنين في كل الأزمان "إلى النظر أبعد من المذبح الذي يتم عليه تقديم الذبيحة الافخارستية وأن يروا المسيح في شخص الفقراء متذكرًا أنه بفضل المساعدة التي يتم تقديهما إلى المحتاجين يستطيعون تقديم ذبيحة مرضية إلى الله على مذبح المسيح".