كيف تقولها لأطفالك بقلم: جهان إيغو

اللغة المناسبة التي تساعدك على حل مشاكل أطفالك وتهدئة مشاعرهم وتعليمهم القيم. إليك ستة طرق لذلك.
الطرق الستة للتحدث مع أطفالنا :

أولا: طريقة التعليم :

من النادر أن يمر يوم لا يقوم فيه الآباء بتعليم أبنائهم شيئا ما، ويمكن أن يكون التعليم تجربة دافئة توثق الروابط بين البالغين والأطفال. ولكن قد يقتصر التعليم على إعطاء المحاضرات ويتحول إلى نوع من الإزعاج الذي يؤدي إلى فقد هدفه ومضمونه، إن للتعليم فوائده وعيوبه وهنا ينبغي أن تقول:

• دعني أشرح لك ….

• راقب أولا كيف أقوم بذلك ، ثم حاول أن تفعل مثلي

• دعنا نرى كيف يمكن أن نحل ذلك معاً

• اختيار رائع ولكن لماذا اخترت تلك الإجابة

• لست متأكد من الإجابة الصحيحة، دعنا نبحث عن ذلك

• ارتكاب الخطأ هو إحدى الطرق التي نتعلم منها أشياء جديدة

• لقد أردتك أن تقوم بذلك لأني ….

• لا يمكنك الذهاب لأن..

وبالطبع تعدّ نغمة الصوت عاملاً أساسياً ، فعندما تقول لطفلك مثلاً افعلها بهذه الطريقة بنغمة خشنة وغاضبة فسوف يفهم الطفل ذلك على أنه انتقاد وفي الواقع يخطئ الآباء باستخدامهم أسلوب تعليم انتقادي مع أطفالهم، ولكن ذلك لا يعدّ خطأ جسيماً، فاستخدام ذلك الأسلوب على نحو ضئيل قد يساعد على جذب انتباه الطفل ولكنه غالباً ما يزيد الموقف توتراً و يقلل من احتمال أن يلجأ الطفل إلى مساعدتك في المستقبل فيما يواجهه من مشاكل مستقبلية، وهنا ينبغي أن لا تقول:

• هذا غباء منك

• لا عليك، سوف أقوم بذلك

• تلك الإجابة خاطئة، ألم تقل أنك ذاكرت واستعددت لهذا الاختبار

• إنك تتصرف كالأطفال

• لم لا تكون مثل أختك

و من أنسب الأوقات لاستخدام أسلوب التعليم مع طفلك هي :

• عندما يكون كل من الوالد والطفل خالياً من مشاعر القلق والإحباط

• عندما يوجه إليك طفلك بعض الأسئلة

• عندما لا يكون طفلك مشغولاً بأمور أخرى

ثانياً: طريقة التعاطف

يضطرب عادةً الآباء عندما يجدون أنفسهم في موقف يتطلب منهم تعاطفاً حقيقياً مع أطفالهم ، فمن الصعب عليك أن تتعاطف مع طفلك عندما تكون منزعجاً أو غاضباً من شيء قاله طفلك. ويخلط الآباء أحياناً بين التعاطف والتشجيع. فمثلاً ، عندما يسأل الطفل غاضباً: ، "لا أستطيع تذكر هذا الأمر الصعب! من يأبه بمعرفة عاصمة الصومال".. هنا، يمكن للأب أن يقول بقليل من التعاطف: "معك حق في ذلك فأنا لا ألومك إطلاقاً على شعورك بالإحباط ، فيعد ذلك صعباً عندما تستذكر دروسك ، ولا يمكنك فعلا تذكر كل شيء".. عندما تبدي مشاركة وجدانية فأنت تساعد الطفل على إدراك أنك حقا تتفهم حقيقة آلامه.ينبغي أن تقول

• إنك حزين أو عصبي أو سعيد بشأن …

• أنت منزعج لأن أخاك سافر في رحلة مدرسية وأنت لم تحظ بتلك الفرصة

• أعرف أنك تشعر بالخوف بشأن …

• لقد أخفقت في التصويب على المرمى وتشعر بالحزن لأنك تسببت في خسارة فريقك ، هل أنا محقة في ذلك؟

• تشعر بارتياح لأنك تمكنت من تكوين صداقات في مدرستك الجديدة

• إنك حقاً مشغول بشأن الرحلة المدرسية

قد تعتقد انك متعاطف مع طفلك ولكن هناك بعض الدلالات تشير على العكس تماماً كـ:

• عندما تتعجل بتقديم الإجابات أو الحلول

• عندما تجد نفسك تتجادل مع طفلك بشان ما ينبغي أن تكون عليه مشاعره

• عندما تطمئن طفلك قبل أن تعبر له بوضوح عن تفهمك لمخاوفه

• عندما تريد أن تنهي المحادثة مع طفلك

• عندما تكون غاضبا للغاية وهنا ينبغي أن لا تقول:

• أنا أدرك تماما حقيقة شعورك (وأنت لم تصف هذا الشعور )

• أنا أتفهم ذلك ( ما الذي تتفهمه )

• أنا لا أزال أحبك (لكن هل هذا هو ما يقلق طفلك الآن؟)

• ستكون على ما يرام (طمأنة طفلك لا تعتبر تعاطفاً معه)

• إن الأمر لا يعد مشكلة كبيرة كما تتصوره ( كأنك تقول لطفلك إن مشاعره خاطئة )

• أحياناً يقع لك ذلك في حياتك المهم أن تفكر بشكل إيجابي

إن أنسب وقت لإبداء التعاطف مع طفلك يكون:

• عندما لا تكون واثقا من إدراكك للمشكلة الحقيقية، فيمكن للتعاطف أن يغري طفلك على التحدث بحرية.

• إذا كان طفلك حساساً بطبيعته

• إذا أردت أن يفهم طفلك حقيقة مشاعره

ثالثا: طريقة التفاوض

التفاوض ينبغي أن يستخدم بطريقة أقل مما يتصوره الآباء.. يمكنك، عادة، البدء بالتفاوض مع طفلك الناشئ عندما يطالب بحقه في أن يحظى بمزيد من الحرية، كاختيار الملابس التي يشتريها، أو السهر لمزيد من الوقت… ولكن تأكد أنك عندما تنصت لأطفالك وتحاول فهم الأسباب التي تدفعهم لطلب شيء ما ، وتتفاوض معهم أحياناً للتوصل إلى اتفاق ما، فسوف يعود ذلك عليهم بنفع عظيم .

والخطأ الذي يقع فيه الآباء عادة هو أنهم يتفاوضون مع أطفالهم من منطلق اليأس أو ما يعرف أيضا بالرشوة فربما يخشى الآباء أن يسيء أطفالهم التصرف في موقف مهم ، لذلك فهم يتوسلون إليهم أن يحسنوا التصرف مقابل إغرائهم بشراء الآيس كريم مثلاً، أو قد تصرخ الأم قائلة: لا بأس يمكنك أن تمارس لعبة جديدة من ألعاب الفيديو ولكن كف عن الصراخ".

و يختلف ذلك الموقف تماماً عن موقف يجب فيه على الأم أن تخرج للتسوق وتجعل طفليها يكفون عن اللعب ليرافقاها ، ففي ذلك الموقف يمكنها أن تبدأ باستخدام التعاطف مع أطفالها قائلة: "أعرف أنه ليس من الممتع أن تخرجا للتسوق بدلا من اللعب لكن أعدكما أننا لن نتأخر، وأنه إذا لم تتذمرا داخل المتجر فسوف نتناول البيتزا الليلة".. والفرق هنا أن الأم لا تشعر باليأس حيال طفليها وإنما تريد أن تكافئهما على حسن تصرفهما.

ما ينبغي قوله:

• أدرك أنك قمت بالفعل بالكثير من العمل ولكن لا يزال أمامنا المزيد لنقوم به

• أعرف أنك تريد الذهاب مع أصدقائك أعتقد أن ذلك سيكون مسليا ولكني أخشى … هل هناك أية اقتراحات أخرى

• قبل أن أفكر فيما تريد أحتاج منك أن تقوم بـ…

• قبل أن نذهب إلى المباراة ، أريد منك أن تقوم بترتيب المنزل ، فأي غرفة تريد أن تبدأ بترتيبها؟

• لا يمكنني أن أوافق على ذلك. هل هناك شيء آخر تريده بدلا من ذلك..

إن الأم التي تتفاوض مع طفلها بالطريقة المثلى هي بمثابة دكتاتور متسامح، فهي مستعدة للتكيف مع رغبات طفلها لأنها تعتقد أنه يستحق ذلك أو أنه في صالحه، ولكنها في الوقت نفسه لا تتوانى عن محاسبة المسؤول عن شيء ما. ما لا ينبغي قوله:

• لا بأس في ذلك يمكنك التأخّر مع أصدقائك الليلة ولكن تذكر أن عليك واجبات مدرسية ينبغي عليك تتميمها ( الأطفال يتميزون بخبرة في التنصل من المسؤولية )

• هل تعدني بأن تعود للمنزل في ميعادك إن سمحت لك باللعب عند منزل الجيران؟ بالطبع سوف يعد ولكن تخيل معي إذا كان أمر عودته مبكراً شيئاً هاماً أكثر من اللازم، كيف ستكون العواقب إذا تأخر؟..

رابعاً: الأوامر والنواهي ….

ينبغي أن تقول:

• توقفا حالا عن دفع بعضكما البعض

• كف عن رمي الكرة في حجرة المعيشة، فهذا غير مسموح به

• أعرف أنك لا توافق ولكن القاعدة أن …

• من الخطأ أن تضرب أختك

• لقد أبرمنا اتفاقا ويجب عليك أن تلتزم به وشكرا لالتزامك

• قم بإطفاء التلفاز فورا فهذا معاد العشاء

• يمكنك أن تركب دراجتك فقط حتى نهاية المبنى ولكن عليك ألا تتجاوز ذلك

و أفضل القواعد هو ما كان واضحا ومختصرا لذا فعندما تذكر قاعدة فعليك أن تسأل نفسك عما إذا كان الوقت مناسباً للتعليم، أي موضحاً الأسباب وراء تلك القاعدة. أو إذا ما كانت القاعدة ببساطة ينبغي فرضها وعليك أن تسأل نفسك إذا ما كنت مستعد للتفاوض وإلا فعليك الالتزام بالقاعدة التي حددتها لطفلك وهنا ينبغي أن لا تقول:

• ما الذي تحدثنا عنه للتو؟

• لطالما أخبرتك أن ..

• ألا تدري بحماقة ما فعلته

• ما هذا الذي يحدث هنا

• لم يعجبني ردك على بهذه الطريقة..

• لا تفعل ذلك ، كف عن ذلك ، لا يسمح لك بذلك، حاول أن تكون واضحا ومحدداً..

فلا يتسم أي من هذه التعليقات بالوضوح بل إنها تقضي إلى الدخول في مناقشات لا طائل من ورائها إلا إصابة الأب والأم بالمزيد من الغضب والتوتر، لذا حاول أن تكون مباشراً وواضحاً عندما تستخدم أسلوب الأوامر والنواهي. وإذا أصبحت غاضباً أو ارتفع صوتك أثناء فرضك لقاعدة ما، فقد تصاب حينئذ بالإحباط أو الانزعاج من أشياء تفوق مشاكل طفلك، وكلما كنت واثقاً من مشاعر أبوتك، قل احتياجك إلى الصراخ.

خامساً: أسلوب التشجيع ….

إن التشجيع يتضمن المدح والطمأنة. وهناك خطأ شائع يقع فيه معظم الآباء والأمهات، وهو التقليل من الثناء على ما يقوم به الطفل من سلوك حسن والإسراع في الوقت نفسه إلى انتقاد السلوك السيئ. ولا يعتبر انتقاد السلوك ذا فائدة إذا لم يقم الوالدان بتوضيح سلوك حسن بديل بالإضافة إلى أن كثيراً من الآباء يضيعون ما قدموه من ثناء بإتباعه بنقد الطفل كقولهم: "نعم لقد كففت عن الشجار ولكن بعد ما وبختك"..

وتأكد أن عبارات الثناء، والتحكم بمشاعرك وتعبيرات وجهك الحانية سوف تعود بالفائدة عليك وعلى طفلك وهنا ينبغي أن نقول:

• هل تذكر كيف تدربت جيدا للحفل في العام الماضي، وأديت بطريقة جيدة؟ أعتقد أنه يمكنك أن تتدرب جيداً هذا العام.. (التذكير بالجهود والنجاحات السابقة لطفلك).

• إني سعيد وفخور بالطريقة التي تصرفت بها اليوم، وأدرك أن ذلك لم يكن سهلاً (اتباع الثناء بعبارات التعاطف)

• عمل رائع! لقد أعجبني ذلك خاصة عندما كنت… ( أن تكون محدداً )

• كان من الممكن أن تغضب من أختك غضباً شديداً وتدفعها ولكنك لم تفعل ذلك ، وهذا يدل على سعة صدرك التي جعلتني أسعد بك (الثناء على السلوك الحسن).
وهنا ينبغي أن لا تقول:

• أداء رائع!.. (لا بأس في ذلك ولكن ما الذي أعجبك على وجه الخصوص؟ حاول أن توضح ذلك ولا تدع الفرصة تفوتك دون أن تثني على جهود طفلك)..

• كلنا معرضون للخسارة في أي وقت ( إن طفلك يدرك ذلك ، ولكن من الأفضل أن تستخدم بعض عبارات التعاطف قبل أن مشجعة)..

• لقد كان أداؤك لا بأس به ولكن يمكنك أن تؤدي أفضل من ذلك ( كن حذراً، فقد تتسبب عبارة كهذه في تثبيط طفلك بدلا من تشجيعه)..

• نعم لقد تصرفت بشكل رائع ولكني توقعت أن تتصرف بطريقة أخرى (فقد يكون الثناء الفاتر أسوأ من عدم الثناء)..

أنسب وقت لتشجيع الطفل وطمأنته هو أن:

• يتم بأسرع ما يمكن

• وكلما أمكن..

• عندما يقوم طفلك بجهود عظيمة ، ويتحكم بمشاعره ، ويسلك سلوكا طيباً.

سادسا : أسلوب التصريح والإيجاز ….

إن أسلوب التصريح والإيجاز يتضمن :

• عبارات الحقائق مثل ( سوف نذهب اليوم إلى جدتك )

• الأسئلة الشائعة مثل (كيف كان يومك الدراسي )

• الآراء الشخصية مثل ( أحب الذهاب إلى البحر …)

• الطلب مثل ( من فضلك أفرغ محتويات غسالة الأطباق )

حاول ألا تخلط بين التصريح وبين الأساليب الحوارية السابقة و إلا فلن يتمكن طفلك من فهم رسالتك المنشودة وهنا ينبغي أن تقول:

• أخبرني ما الذي تعلمته في درس السباحة ؟ ( حاول أن تستخدم أسلوباً خبرياً بدلاً من استخدام أسئلة غير محددة مثل ( كيف كان الحال في درس السباحة )

• لقد تأخرنا على المباراة وفاتك أيضاً مشاهدتها في المنزل أعلم أن ذلك أمر محبط لذا فأنا آسف ( التصريح بعبارات الحقائق كمقدمة لعبارة التعاطف )
• اخلع سماعة الهيدفون من فضلك فإني أفضل أن تشارك الأسرة أثناء العشاء (التصريح بما تفعله بعد إخبار طفلك بما ينبغي أن يقوم به)

• أحبك

• لقد عفوت عنك

• أنا آسف

وهنا ينبغي أن لا تقول:

• إنك تحب أو تمقت شيئاً ما عندما تعني بالفعل أن تقول: "كف عن القيام بذلك"،

خاتمة: إذا شعرت أن جهودك الحوارية ليست مرضية ، فمن المحتمل أن تكون قد أفرطت في استخدام واحد أو أكثر من أساليب الحوار الستة.. حاول أن تجرب أسلوباً آخر من أساليب الحوار أو تجمع بينها ، وسوف تحصل بالفعل على نتائج أفضل .

عن موقع القديسة تريزا