بندكتس السادس عشر يلتقي أعضاء السلك الديبلوماسي

 

عن إذاعة الفاتيكان

استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الاثنين في الفاتيكان أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، لتبادل التهاني بحلول العام الجديد، ووجه كلمة ضمنها نداء من أجل وقف النزاعات في العالم، وتحدث عن الكوارث الطبيعية لاسيما الأعاصير والفيضانات التي ضربت بعض المناطق في المكسيك وأمريكا الوسطى وأفريقيا وآسيا وخصوصا بنغلاديش وشطرًا من أوقيانيا إضافة إلى الحرائق الكثيرة، وقال الأب الأقدس: "لا بد من التزام قوي مشترك أمام حوادث مأساوية من هذا النوع."

وانتقل بندكتس السادس عشر ليتحدث عن قلق المجتمع الدولي إزاء الوضع في الشرق الأوسط، وقال: إني لسعيد بأن مؤتمر أنابوليس قدم علامات على طريق التخلي عن اللجوء لحلول جزئية أو أحادية الجانب لصالح تقارب شامل يحترم حقوق شعوب المنطقة ومصالحها. كما ودعا البابا مجددا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تركيز جهودهم على تطبيق الإلتزامات المُتخذة في تلك المناسبة، وعدم توقيف مسيرة انطلقت ولحسن الحظ، ودعا أيضا المجتمع الدولي إلى دعم هذين الشعبين عن قناعة ومن خلال تفهّم آلام ومخاوف كل منهما.

كما وتحدث البابا في كلمته عن لبنان، وتمنى أن يتمكن اللبنانيون من تقرير مستقبلهم بحرية، سائلاً الرب أن ينيرهم، بدءا بالمسؤولين عن الحياة العامة، كيما ومن خلال وضع مصالحهم الخاصة جانبا، يلتزموا في طريق الحوار والمصالحة. وهكذا فقط، قال بندكتس السادس عشر، سيتمكن لبنان من التقدم في الإستقرار، ويصبح مجددا مثالا للتعايش بين الجماعات.

وتابع البابا قائلاً إن العراق يحتاج أيضا للمصالحة وأشار إلى أن الإعتداءات الإرهابية والتهديدات وأعمال العنف تتواصل حاليا، وخصوصا ضد الجماعة المسيحية، وقال من الواضح أن هناك بعض العقد السياسية التي ينبغي حلها، وبهذا الصدد: إن إصلاحا دستوريا ملائما ينبغي أن يحمي حقوق الأقليات.

وتحدث الحبر الأعظم أيضا عن أهمية تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للسكان المتضررين من الحرب، وقال: أفكّر بنوع خاص بالمهجرين داخل البلاد، وباللاجئين إلى الخارج ومن بينهم أعداد كبيرة من المسيحيين. ودعا المجتمع الدولي ليكون سخيا معهم ومع البلدان التي يجدون مأوى فيها.

كما وتمنى الأب الأقدس مواصلة طريق الديبلوماسية وبلا انقطاع لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني، عبر التفاوض بحسن نية وتبني إجراءات تهدف إلى زيادة الشفافية والثقة المتبادلة ومن خلال الأخذ في عين الإعتبار حاجات الشعوب الحقيقية والخير المشترك للعائلة البشرية.

وتابع البابا كلمته متحدثا عن أزمات أخرى في القارة الأسيوية، لافتا النظر بداية إلى الوضع في باكستان، ومتمنيا أن تلتزم القوى السياسية والاجتماعية كافة في بناء مجتمع سلمي يحترم حقوق الجميع. وفي أفغانستان، أضاف يقول: هناك مشاكل اجتماعية خطيرة تُضاف إلى العنف كإنتاج المخدرات، مشددا على أهمية مضاعفة الجهود الرامية إلى التنمية والعمل لبناء مستقبل هادئ مشرق. وأشار البابا أيضا إلى الأزمة في سريلانكا وتمنى ـ وفيما يتعلق بميانمار ـ أن يُفتح فصل من الحوار بين الحكومة والمعارضة، عبر ضمان احترام حقيقي لجميع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

وتطرق بندكتس السادس عشر في كلمته إلى القارة الأفريقية، معبرا عن ألمه الكبير لمأساة الجوع والموت المتواصلة في درفور، ومتمنيا بأن يساهم العمل المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي في تقديم المساعدة والعزاء للسكان الممتحَنين. وتحدث البابا عن مسيرة السلام المتعثرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقال إن موقديشو لا تزال تعاني من العنف والفقر، ووجه أيضا نداء لوقف العمليات العسكرية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واحترام المدنيين. كما وضم الأب الأقدس صوته إلى صوت أساقفة كينيا داعيا جميع السكان لاسيما المسؤولين السياسيين، للبحث ـ ومن خلال الحوار ـ عن حل سلمي يرتكز إلى العدالة والأخوّة.

وعن أوروبا، عبّر بندكتس السادس عشر عن سروره بالانجازات المحققة في دول متعددة في منطقة البلقان وتمنى مرة جديدة أن يأخذ الوضع النهائي لكوسوفو وفي عين الاعتبار المطالب الشرعية للأطراف المعنية ويضمن أمن واحترام حقوق جميع العائشين في هذه الأرض، كيما يبتعد إلى الأبد شبح المواجهات العنيفة ويتم تعزيز الاستقرار الأوروبي. كما وتحدث البابا بفرح عن زيارة رئيس الأساقفة كريزوستوموس الثاني إلى الفاتيكان في شهر حزيران يوينو الفائت، وتطرق أيضا إلى زيارته النمسا في أيلول سبتمبر الماضي التي رمت أيضا إلى إظهار الإسهام الأساسي التي تريد وتستطيع الكنيسة الكاثوليكية أن تقدمه من أجل وحدة أوروبا، ليذكّر من ثم بجذور أوروبا المسيحية. وذكّر البابا مجددا بالرسالة التي وجهها إليه في الثالث عشر من تشرين الأول أكتوبر الماضي مائة وثماني وثلاثون شخصية مسلمة، شاكرا الجميع على مشاعرهم النبيلة.

كما ذكّر الأب الأقدس بأن الكنيسة الكاثوليكية تلتزم وفي جميع القارات كيما تُطبق حقوق الإنسان وندد بالهجمات المتواصلة ضد الحياة البشرية، وعبّر ومن جهة أخرى عن سروره بتبني الأمم المتحدة قرارا يدعو الدول إلى تعليق تطبيق عقوبة الإعدام، متمنيا أن تحرك هذه المبادرة النقاش العام حول الطبيعة المقدسة للحياة البشرية.

كما ندد البابا بالإعتداءات المقلقة على العائلة المرتكزة إلى الزواج بين رجل وامرأة، وقال: على المسؤولين السياسيين الدفاع عن هذه المؤسسة الأساسية، الخلية الرئيسة في المجتمع. وذكّر أيضا بأن السلام هو التزام وطريق عيش يتطلبان إشباع التطلعات الشرعية كالحصول على الغذاء والمياه، كما وحث المجتمع الدولي على التزام شامل لصالح الأمن وقال: إن بذل جهد مشترك من قبل الدول لتطبيق جميع الالتزامات ولمنع الإرهابيين من الحصول على أسلحة دمار شامل، سيعزز بدون أدنى شك نظام حظر الانتشار النووي، مرحبا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه من أجل تفكيك برنامج التسلح النووي في كوريا الشمالية.

وختم البابا بندكتس السادس عشر كلمته لأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي قائلا إن الديبلوماسية هي، بطريقة ما، فن الرجاء، موجها للجميع أطيب التمنيات مع بداية العام الجديد.

 

بندكتس السادس عشر يلتقي أعضاء السلك الديبلوماسي

" من واجب الديبلوماسية والسياسة العمل على تلبية الحاجات للسلام والرجاء"

(طوني عساف)

الفاتيكان، 7 يناير 2008 (zenit.org).

 على الديبلوماسية أن تعطي الرجاء. هذا ما ردده بندكتس السادس عشر خلال لقائه هذا الصباح بأعضاء السلك الديبلوماسي بمناسبة العام الجديد.

وشدد البابا على أنه على السياسة والديبلوماسية الإجابة الى تطلعات السلام، الأمن والاستقرار في العالم أجمع.

إن اسم الله – تابع بندكتس السادس عشر – هو مرادف للعدالة، ويمثل نداء ماساً للسلام، للحوار بين الثقافات، لاحترام الشخص البشري ولحماية العائلة.

وتطرق البابا الى الأوضاع في مختلف المناطق الجغرافية، متمنياً أن يكون هناك تعاون أكبر في ما يتعلق بأمريكا اللاتينية، مساعدات دولية من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط، مجهود أكبر لإيجاد حل للأزمات في باكستان، أفغانستان، سيرلانكا وميانمار، الالتفاتة الى معاناة افريقيا ابتداء من كينيا ووصولاً الى دارفور؛ وأخيراً إيجاد حل أيضاً لأزمة الاتحاد الأوروبي.

يشار الى أن الكرسي الرسولي يقيم علاقات ديبلوماسية مع 176 دولة.