بوادر انفتاح من السلطات الفيتنامية تجاه الكنيسة الكاثوليكية

روما، 7 يناير 2008 عن إذاعة الفاتيكان

عبّر رئيس أساقفة هانوي المطران جوزيف نغو كوانغ كييت عن ترحيبه الكبير بزيارة مجاملة قام بها رئيس الحكومة الفيتنامية إلى مقر رئاسة أبرشية هانوي حيث التقى الأسقف الكاثوليكي، ورأى سيادته في هذه الخطوة "مؤشراً إيجابياً" على اهتمام السلطات الفيتنامية بشؤون المواطنين الدينية.

وأوردت وكالة الأنباء الآسيوية أوكان نيوز أن رئيس الحكومة الفيتنامية نغوين تان دونغ قام بزيارة مفاجئة لمقر رئاسة أبرشية هانوي، كما عرج أيضاً على المقر السابق للسفارة البابوية في فيتنام. وكان المطران كييت قد دعا المؤمنين في الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر الماضي لرفع الصلاة إلى الله كيما تتخذ الحكومة الفيتنامية مواقف أكثر ليونة حيال الجماعة الكاثوليكية وتعيد إلى الكنيسة مقر السفارة البابوية الذي صادره النظام الشيوعي في العام 1959.

وبعد ثلاثة أيام على تلك الدعوة وبالتحديد في الثامن عشر من الشهر الفائت شارك آلاف الكاثوليك في مسيرة اجتازت شوارع هانوي، وصولاً إلى المقر السابق للسفارة البابوية في فيتنام.

تجدر الإشارة هنا إلى أن رئيس الوزراء الفيتنامي نغوين تان دونغ زار الفاتيكان لعام خلا وبالتحديد في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير 2007، حيث التقى البابا بندكتس السادس عشر وفي أعقاب اللقاء العام صدر بيان عن دار الصحافة الفاتيكانية أعرب فيه الكرسي الرسولي عن سروره الكبير حيال هذه الزيارة التي تشكل خطوة هامة على طريق تطبيع العلاقات بين الطرفين. وتوقف الطرفان عند بعض المشاكل العالقة، متمنيَّين أن يتم التوصل إلى حلول لها، من خلال الحوار، كيما يتمكن الكاثوليك من تقديم إسهامهم في المجتمع من أجل تحقيق الخير العام.

وقد شكل هذا اللقاء تحولاً هاماً في العلاقات بين الكرسي الرسولي وجمهورية فيتنام الاشتراكية، وهي الزيارة الرسمية الأولى من نوعها لمسؤول فيتنامي رفيع المستوى إلى الفاتيكان منذ أكثر من ثلاثين سنة. يَعد البلد الآسيوي أربعة وثمانين مليون نسمة، وتصل نسبة الكاثوليك فيه إلى سبعة بالمائة من مجموع عدد السكان.

وقد أملت الكنيسة الكاثوليكية الفيتنامية بأن يفتح اللقاء بين رئيس الوزراء والبابا بندكتس السادس عشر الباب أمام آفاق جديدة: احترام الحريات الدينية، والدفاع عن حقوق الإنسان الأساسية، وأن تثبت الحكومة الفيتنامية للعالم كله قدرتها على الانفتاح على الجماعة الدولية، بشكل يعود بالفائدة على المجتمع الفيتنامي بأسره.