لنتأمل مع بندكتس 9 التاسع من يناير

روما، 9 يناير 2008 (zenit.org).

 ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع من يناير للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 
بحثاً عن ذاك الذي

 إنّا نتساءل: "أين أجد معايير أتخذها أساساً لحياتي، وأي مقاييس ترعى التعاون المسؤول من أجل بناء حاضر عالمنا ومستقبله؟ على من أتوكّل؟ ولمن أوكل ذاتي؟ أين هذا الواحد الأحد القادر على أن يعطي قلبي الجواب الشافي لأعمق ما فيه من تطلعات؟". فأن نطرح أسئلة كهذه يعني أننا ندرك أن رحلتنا لم تنتهِ ما لم نلتقِ وجه الواحد الأحد القدير على إقامة مملكة العدل والسلام الجامعة التي تتوق إليها الشعوب كلها، فتعجز عن بنائها بمفردها. وطرحُ أسئلة كهذه يعني أيضاً البحث عن ذاك الذي لا يخيّب الأمل ولا يخيب أمله، فيقدّم حقيقة راسخة إلى حدّ أنه يمكننا العيش لها وحتى الموت في سبيلها إذا دعت الحاجة. أيها الأصدقاء، عندما تلوح أسئلة كهذه في أفق الحياة، علينا أن نكون قادرين على القيام بالخيارات اللازمة. فإذا بنا كَمَن هو على مفترق طرق. فأي اتجاه نأخذ؟ أذاك الذي تدفعنا إليه الشهوات أم ذاك الذي تدلّ عليه النجمة التي تنير الضمير منا؟ لقد سمع المجوس الجواب: "في بيت لحم اليهودية، فقد أُوحي إلى النبيّ" (متى 2: 5). فاستناروا بهذه الكلمات واختاروا أن يمضوا إلى النهاية. وانطلقوا من أورشليم إلى بيت لحم. أي إنهم، وبمعنى آخر، انطلقوا من الكلمة التي بيّنت لهم موقع ملك اليهود الذي عنه كانوا يبحثون، وحتى النهاية، حتى لحظة التلاقي مع ذاك الملك الذي هو حمل الله الحامل خطايا العالم في آنٍ معاً. وهذه الكلمات موجهة إلينا أيضاً.