البطريرك صباح: العائق الأكبر أمام وحدة المسيحيين هم الأشخاص الذين يحتلون مكان الله

بطريرك أورشليم لطائفة اللاتين يتحدث إلى الشبيبة في روما

(روبير شعيب)

الفاتيكان، 21 يناير 2007 (ZENIT.org).

العائق الأكبر أمام وحدة المسيحيين، ليس عقائديًا أو لاهوتيًا، بل "هم الرجال والنساء الذين يحتلون مكان الله"، بهذه الكلمات توجه بطريرك أروشليم لطائفة اللاتين، صاحب الغبطة ميشال صباح، إلى شباب مركز الشبيبة العالمي سان لورنسو بالقرب من البازيليك الفاتيكانية.

في قداس جمعه بشبيبة من كل العالم في المركز الذي أراده يوحنا بولس الثاني في عام 1983 من أجل استقبال الحجاج الشباب الذين يزورون روما، تحدث البطريرك عن الخبرة المسكونية في أورشليم فقال: "في هذا الأسبوع، أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، نلتقي في أورشليم للصلاة سوية من أجل الوحدة" في مدينة تتعايش فيها "13 كنيسة، 6 منها كاثوليكية، 5 أرثوذكسية، و2 بروتستانتية".

وشدد البطريرك أن "على المسيحيين أن يكونوا متحدين في يسوع المسيح"، موضحًا أن مشكلة الوحدة "تتعلق بالطبع بمسائل لاهوتية وعقائدية"، ولكن "العائق الأكبر أمام وحدة المسيحيين هم الأشخاص الذين يحتلون مكان الله، هم السلطات البشرية المختلفة".

وعلق البطريرك على القراءة الأولى من كتاب صموئيل الأول فقال: "في هذا النص نجدنا أمام الشعب الذي يريد أن يعطيه صموئيل ملكًا. قبل العصر الملكي، كان الشعب يحكمه القضاة. وكان حكم القضاة يتميز بحفظ العلاقة بين الله والشعب. ولذا، يضحي معنى طلب الشعب: ‘لا نريد التعامل مع الله، بل مع البشر".

وتابع: "تطرح مسألة الوحدة هذا التساؤل: هل علاقتنا هي مع الله أم مع البشر؟ إذا كنا منقسمين، فذلك لأن كلاً منا يعيش انطلاقًا من ذاته، من سياسته، من إيديولوجيته ومن ثقافته".

وأضاف: "اليوناني لا يعني المسيح، والروماني لا يعني المسيح".

وتوجه البطريرك إلى الشبيبة مذكرًا إياهم بأنه "من الضروري الركون دومًا إلى هذا المبدأ: المسيحي يتعامل دومًا مع الله، وإذا ما تعامل مع البشر، فهو يقوم بذلك رائيًا فيهم صورة الله. إذا ما افتقر المرء إلى رؤية الله، وتعامل مع الآخرين انطلاقًا من الانسجام أو النفور البشري، يصبح انقسام المسيحيين أمر لا مفر منه".

"إن مشكلة كل الأزمنة – وليس فقط الزمان الذي تم في الشقاق بين المسيحيين – هو التالي: إذا ما سرنا مع الله، نسير سيرًا سويًا، ونعيش بالفرح الحق ونعيش ملؤنا الرجاء. أما إذا ما سرنا دون الله، فستصبح حياتنا الفتية مشرذمة ومنقسمة في مختلف الأبعاد العاطفية، العلائقية والإيمانية".

"يجب أن ترنو حياتكم الشابة دومًا إلى المسيح، وعندها ستتألق حياتكم بالنور الذي بشر به يسوع".

"الحياة المسيحية ليست حرمانًا، بل هي وفرة من الحياة، كما يذكرنا إنجيل يوحنا. فيسوع أتى ليمنحنا الحياة بوفرة. لذا اثبتوا دومًا في إيمانكم المسيحي الكاثوليكي: تعاملوا مع الله، ومع البشر كونهم على صورة الله".

وأخيرًا أوكل بطريرك أورشليم للاتين الشبيبة إلى حماية العذراء مريم لتقود خطاهم في سبيل الرب.

مركز الشبيبة العالمي سان لورنسو هو مركز أراده البابا يوحنا بولس الثاني، وافتتحه هو نفسه في 13 مارس 1983. يقدم المركز خدمة ليتورجية وخدمة اصغاء وصلاة للشبيبة المقيمين في روما، أو الذين يتواجدون فيها مؤقتًا للحج. ويحفظ المركز الصليب الأول الذي سلمه البابا يوحنا بولس الثاني إلى الشبيبة في السنة المقدسة 1984.