المسكونية بحسب مسؤولين كنسيين

(طوني عساف)

روما، 25 يناير 2008 (zenit.org).

نظم مركز "برو يونيون" بالتعاون مع مركز العلمانيين في روما لقاء مسكونياً مساء الخميس قدمت خلاله جائزة للمجلس الحبري من أجل تعزيز وحدة المسيحيين وللجنة الإيمان التابعة للمجلس المسكوني للكنائس.

وأجرت وكالة h2onews مقابلة مع بعض المسؤولين الكنسيين عن معنى المسكونية.

من بين هؤلاء المسؤولين، الكاردينال فالتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري من أجل تعزيزوحدة المسيحيين، والذي قال إن "وحدة المسيحيين هي وصية ربنا يسوع المسيح… وهي ليست خياراً نقوم به… بل وصية، وواجب مقدس".

وأضاف كاسبر قائلاً إن "يسوع المسيح أسس كنيسة واحدة، ومن واجبنا نحن كمسيحيين أن نعمل سوية على تقديم شهادة مشتركة للعالم المعلمن".

أما رئيس أساقفة يورك الأنغليكاني جون تاكير موغابي سينتامو، الشخصية الثانية بعد رئيس اساقفة كانتبوري، فراهن على الطريق المسكوني الذي رسمه يوحنا بولس الثاني، قائلاً: "حلمي هو أن يتحقق ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني في خطاباته، بأن المسكونية التي نبحث عنها لا تعني ذوبان الكنائس في بعضها بل لقاء في الحق وفي إنجيل يسوع المسيح".

لمشاهدة الخبر يمكن زيارة موقع h2onews.org

مريم هي عامل وحدة، لا سبب انقسام بين المسيحيين

بحسب الأب بيار نجم المريمي

(روبير شعيب)

روما، 25 يناير 2008 (ZENIT.org).

 لا يجب أن نجعل من مريم سببًا للتفرقة والانقسام بين المسييحين، فمريم هي عامل وحدة، وهي أم المسيح التي جمعت التلاميذ حول ابنها، هذا ما قاله الأب بيار نجم الماروني المريمي مساء الخميس 24 يناير.

احتفل الأب بيار نجم من الرهبنة المارونية المريمية بقداس ماروني في كنيسة سانتا ماريا إن فيا لاتا في روما ، وذلك بمناسبة أسبوع الصلاة لأجل وحدة المسيحيين. خدمت القداس جوقة الإخوة الدارسين في الرهبنة في روما.
وربط الأب نجم في مطلع حديثه بين هوية الكنيسة وانتمائها للمسيح بالقول: "الحديث عن الكنيسة يعني الحديث عن المسيح الحاضر والعامل في تاريخنا، وفي تاريخ كل منا".

وتابع بالقول: "كنيسة المسيح ليست فقط الكنيسة "المقدسة" بل أيضًا الكنيسة الواحدة: هي الكنيسة "الواحدة، المقدسة، الكاثوليكية والرسولية"، كما نعلن في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني. ونحن لا نصلي، ولا يحق لنا أن نصلي من أجل وحدة الكنيسة، لأن الكنيسة هي واحدة: فهي جسد المسيح الواحد الذي فيه يشترك كل معمد مشكلاً عضوًا مندمجًا فيه. نصلي من أجل وحدة المسيحيين المنقسمين، وهذه الصلاة هي واجب على جميع المسيحيين".

وأشار الأب نجم أن صلاة يسوع إلى الآب قبل تركه العالم، "ليكونوا واحدًا كما أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك" (يو 17، 21)، تأتي في إطار إفخارستي، هذا السر الذي سيسميه القديس يوحنا فم الذهب في ما بعد "سر المحبة"، وعليه "فوحدة تلاميذ المسيح تتقوى وتتوطد من خلال الافخارستيا"، لأن "هبة وحدة المسيحيين لا يمكن أن تكون ثمرة إرادة البشر، بل هي عطية إلهية، ورباط حب يوحد التلاميذ كما أن الآب والابن هما واحد في رباط الحب الأزلي، الذي هو الروح القدس".

كما ولفت إلى أن إحدى الأخطاء الكبرى التي نعيشها كمسيحيين هو "انتظار أن تتحقق الوحدة دون أن يحركوا هم ساكنًا. لا يمكننا أن نصل إلى تحقيق رغبة الرب هذه دون جهد شخصي، دون جهاد يومي، فاعل ومثابر".
وحض الجماعة بالقول: "أيها الإخوة، إن وحدة المسيحيين لا يمكن البلوغ إليها ما لم نوحد كياننا الشخصي"، موضحًا بأننا كائنات منقسمة بين ما نريد القيام به وما نقوم به".

"على حياتنا الجماعية أيضًا أن تعكس، في حضن المجتمع الواحد، هذه الوحدة المرجوة. لا يمكننا أن نجد الوحدة، إذا ما كانت مجتمعاتنا مشرذمة، وزيجاتنا مجزأة، وعائلاتنا لا تلتقي أبدًا، ولا تصلي أبدًا سوية، ولا تشهد كعائلة لعظمة قيمة الوحدة".

وأوضح بأن البحث عن الوحدة اليوم "لا يعني أن أجعل الآخر مشابهًا لي، ولا أن أرمي عرض الحائط بتراث إيماني، ولا حتى أن أجد حلاً وسط بين ما أفكر به وما يفكر به الآخر، فأقع في هذا الحال في أشراك نسبية كاذبة" بل إن "واجبنا هو أن نقبل الآخر وأن نحبه، وأن نتقبله كموضوع محبة الله. وما يوحد هو أكبر بكثير مما يفرق، ما يوحدنا هو المعمودية الواحدة، هو يسوع المسيح ربنا الوحيد.

وأخيرًا سلط الأب نجم الضوء على دور مريم العذراء، أم يسوع "التي عرفت أن تجمع التلاميذ حول ابنها"، ودعا إلى عدم جعل مريم "سببًا للانقسام، بدل أن تكون موضوع وحدة، لأنها قالت في قانا: "افعلوا كل ما يقوله لكم".

"تبين لنا مريم السبيل إلى الوحدة، إذ عبر فضائل الصلاة، والتواضع والخدمة نجد الوسائل الناجعة لتحقيق الوحدة كتلاميذ للرب والمخلص الواحد، يسوع المسيح".