الصوم الحقيقي عظة للقديس لاون الكبير عن الصوم

ترجمة القمص/ إسكندر وديع

 

"أيها الأحباء إنه منذ الأزل تغمر رحمة الرب الأرض، تعلّم الطبيعة نفسها كل مؤمن أن يعبد الله، حيث إن السماء والأرض والبحر بكل ما فيها تشهد عن محبة خالقها وقدرته حيث إن جمال العناصر الموضوعة لخدمتنا تفرض على الخليقة العاقلة واجب شكر عادل.

وها هي تعود هذه الأيام التي تتميز بذكرى الأسرار التي جددت البشر: هذه الأيام التي تسبق عيد الفصح. لهذا فنحن مدعوون أن نستعد لها بنشاط أكبر بتطهير ديني.

إن احتفالات الفصح تمتاز بأن الكنيسة كلها تفرح بمغفرة الخطايا. وهذه المغفرة تتحقق ليس فقط للذين يولدون ثانية بالمعمودية ولكن أيضاً للذين هم أعضاء في جماعة أولاد الله بالتبني.

يهدف غسل الولادة الجديدة إلى خلق إنسان جديد، وبالتالي يقع على عاتق الجميع أن يتجددوا يومياً لمحاربة روتين حالتنا الأرضية. وأن نتقدم ونزداد صلاحاً يوماً بعد يوم.

علينا جميعاً أن نجاهد حتى لا يظل أحد في رذائل حياته القديمة في يوم الفداء.

ما يجب أن يعمله كل مسيحي في كل زمان، يجب أن يقوم به الآن بهمة وبسخاء أكبر. هكذا نتمم الصوم الأربعيني الذي أنشأه الرسل، ولن نكتفي بالإقلال من الطعام ولكننا سنمتنع عن كل خطية.

ولا شيء أفضل لنا من أن نقرن الصوم الروحي بممارسة الصدقة. تشمل كلمة الصدقة أنواعاً كثيرة من الأعمال الحميدة. وهكذا تجتمع أنفس جميع المؤمنين في استحقاق واحد رغم عدم تكافؤهم المادي.

وفي الواقع أن المحبة الواجبة لله وللقريب معاً لن يقف أمامها حاجز يمنعنا من تحقيق رغبتنا في عمل الخير. وقد رنمت الملائكة: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام لذوي الإرادة الصالحة.

وأعمال المحبة واسعة جداً وتنوعها يسمح للمسيحيين الحقيقيين أن يشتركوا في توزيع الصداقات إذا كانوا على سعة من الغنى حتى الذين أقل منهم ثراء وحتى الفقراء وإن اختلفوا في كمية صدقاتهم إلا أنهم يشتركون معاً في عواطفهم العميقة.

القديس لاون الكبير

العظة عن الصوم 1:6-2

 عن مجلة صديق الكاهن