لقاء اللجنة اللاهوتية الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذوكسية الشرقية

كتب – ناجح سمعـان :

صرح الأنبا كيرلس وليم مطران كرسي أسيوط وأمين سر السينودس البطريركي للكنيسة القبطية الكاثوليكية بأن اللجنة اللاهوتية الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذوكسية الشرقية قد عقدت لقائها الخامس بدير مار افرام للسريان الأرثوذكس بمعرة صيدنايا بسوريا في الفترة  من 27 يناير إلى 2 فبراير 2008، بدعوة كريمة وجهها صاحب القداسة مار اغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس،  و برئاسة كل من نيافة الكاردينال فالتر كاسبر رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين، ونيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية. وبالإضافة إلى وفد الكنيسة الكاثوليكية، كان ثمة ممثلون عن الكنائس الأرثوذوكسية الشرقية التالية: الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية، الكنيسة الأرمينية الرسولية (كاثوليكوسية سائر الأرمن)، الكنيسة الأرمينية الرسولية (كرسي قيليقية المقدس)، و الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية. وقد اعتذر عن عدم الحضور ممثلو الكنيسة الملانكارية السريانية الأرثوذوكسية، و الكنيسة الاريترية.

 

وعن الأعمال التمهيدية للقاء اللاهوتي قال سيادة المطران : قبل اللقاء المشترك، والذي بدأ يوم 29 يناير، التقى كل من الوفدين على حده. وتركز اللقاء في معظمه على دراسة المسودة التي أعدتها لجنة صياغة مشتركة بعنوان "طبيعة وتكوين ورسالة الكنيسة". وكان هناك اتفاق كبير على الخطوط الرئيسية للوثيقة. وسوف تعيد لجنة الصياغة كتابة الوثيقة في ضوء المناقشات، التي تمت في الجلسات العامة، لكي تقدم نصا منقحا في اللقاء القادم. كما تشير الوثيقة إلى نقاط تحتاج إلى المزيد من الدراسة والمناقشة، سوف تؤخذ في الاعتبار في اللقاء القادم. وبالإضافة إلى ذلك، تم تقديم بحث من كل من نيافة المطران خاجاك بارسيميان وقدس الأب فرانس باون حول أهداف الحوار الذي نقوم به. وكان كل يوم يبدأ بخدمة صلاة مستقاة من كتيب اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين لعام 2008. كما رفعت صلاة خاصة من أجل راحة نفس مثلث الرحمات المتروبوليت خريستوذولس رئيس أساقفة كنيسة اليونان الأرثوذكسية، الذي انتقل يوم 28 يناير 2008.

 

 

وحول  برنامج عمل اللجنة اللاهوتية قال نيافته  : في صباح يوم 30 يناير، دعا قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريركي دمشق الآخرين ليلتقوا مع أعضاء لجنة الحوار. فحضر غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس و غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك. كما حضر اللقاء أيضا السفير البابوي بسوريا صاحب السيادة المطران جيوفاني باتيستا مورانديني. وأثناء هذا اللقاء تطرق بطريرك السريان الأرثوذكس إلى العلاقات المسكونية الجديدة، التي قامت بين الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين في العقود الأخيرة، وركز بنوع خاص على البروتوكول الرعوي، الموقع من غبطته ومن طيب الذكر البابا يوحنا بولس الثاني عام 1984، مشيرا إلى أن الاتفاق يتضمن التعاون في مجال التكوين الكهنوتي، "وذلك بتقديم تسهيلات لتكوين الاكليروس وتقديم خدمات من طرف أساتذة اللاهوت لكل من الكنيستين، وأتمني أن يساعد ذلك على فهم بعضنا البعض فهما أفضل، وان يقربنا من بعضنا أكثر فأكثر. والآن، مع تكوين اللجنة اللاهوتية الرسمية للحوار اللاهوتي، بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية الأرثوذكسية، اعتقد أن الطريق أصبح أكثر وضوحا لقيام علاقات أفضل، ليس بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيستي السريانية الأرثوذكسية فحسب، بل مع كل عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. ولتكمل فينا جميعا صلاة سيدنا يسوع المسيح:"ليكونوا كلهم واحدا كما انك أيها الاب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا فينا" (يوحنا 17/21).

 

 

وعن لقاء الرئيس بشار الأسد ورؤساء الوفود أوضح سيادة المطران : أن صباح يوم 31 يناير، استقبل سيادة الدكتور بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، كلا من قداسة البطريرك السرياني ونيافة الكاردينال فالتر كاسبر، أما نيافة الأنبا بيشوي فقد أعاقته وعكة صحية عن تلبية الدعوة. وكان لقاء السيد الرئيس مع البطريرك والكاردينال حارا، وقد أعرب الرئيس عن اهتمامه بتنمية العلاقات الطيبة بين المسيحيين والمسلمين من جهة، والعلاقات الأخوية والتعاون بين مختلف الكنائس المسيحية من جهة أخرى. كما أشاروا إلى أهمية الوجود المسيحي في الشرق الأوسط. وقد أعرب كل من البطريرك والكاردينال عن امتنانهما نظرا لاستقبال سوريا للعديد من اللاجئين العراقيين، ولخلقها مناخ يمكن للمسيحيين في ظله، أن ينعموا بالحرية الدينية في هذا القطر. وعلى هامش اللقاء اللاهوتي شاهد أعضاء اللجنة حفلا موسيقيا (كونسرت)، في الكاتدرائية البطريركية في مساء 31 يناير 2008 ، قدمه فريق اوركسترا دمشق السيمفوني، والكورال المشترك بين اكليريكية مار افرام والكنيسة البطريركية بدمشق. وتلا الحفل مأدبة كبرى بالاكليريكية، دعي إليها كبار رجال الدولة، وكذلك بعض القادة الدينيين من المسلمين والمسيحيين.

 

 

واختتم الأنبا كيرلس وليم تصريحه بقوله :أن أعضاء لجنة الحوار الدولية أن أعربوا عن امتنانهم لقداسة البطريرك السرياني الأرثوذكسي على سخاء وكرم ضيافته، أثناء اللقاء بدير مار افرام، ولجماعة الرهبان والراهبات والحاشية البطريركية، لمجهودهم في سبيل تهيئة مناخ اخوي أثناء اللقاء. وإن الكنيسة الكاثوليكية سوف تستضيف اللقاء السادس للجنة الحوار الدولية، بروما في يناير 2009. وسيكون يوم الوصول 24 أو 25 يناير، لكي يسمح لأعضاء اللجنة بالمشاركة في صلاة الغروب، التي تقام في بازليك القديس بولس خارج الأسوار، بمناسبة ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. وسوف يلتقي أعضاء كل وفد على حده، يوم الاثنين 26 يناير. أما اللقاءات المشتركة فستكون أيام 27، 28، 29، 30 يناير، وستكون المغادرة يوم الأحد 31 يناير. وسوف تواصل اللجنة دراسة الوثيقة المشتركة حول الكنيسة، كما سيقدم كل وفد بحثا عن "ممارسة الشركة بين الكنائس في القرون الخمس الأولى" وبحثا آخر عن "قبول المجامع في القرون الخمس الأولى".