القديــس يــوســف …نــجـّـار النــاصــرة

                                               تــقــديـم            

    القديس يوسف الذى أقامـه الآب السماوي وكيلاً عنه يـمثله، حتى دُعي أبـاً ليسوع، والله الإبن الـمتأنس أطاعه نحوا من ثلاثين سنة، والروح القدس إئتمنه على حراسة بتولية  العذراء القديسة مريم.

فـمن هو من كان مربيّاً ليسوع وعريساً حقاً لسلطانة السموات وحارساً أمينا لهما؟،ولـماذا إختاره الله لأن يكون أبـاً ليسوع وحارساً لـمريم وإبنها؟،ومـاذا يـمكن أن نتعلم من حياة هذا القديس البار؟.

لقد مضت قرون كان فيها القديس يوسف منسياً من الـمتعبدين إلا ان الكنيسة منذ عام 1870 بدأت  تحث بنيها على تقديم الإكرام لـه بعد أن أعلن البابا بيوس التاسع انه شفيعاً وحامياً للكنيسة جمعاء. فى هذا الكتاب محاولة لإلقاء بعض الضوء على من هو القديس يوسف وما هى فضائلـه ودوره فى عملية الخلاص وكيفية إكرامـه.    

فأشكر الرب من أجـل نعمة وبركة وموهبـة روحـه القدوس التى يـمنحنـا إيـاهـا من أجل بنيان بعضنـا البعض فـى الـمسيح يسوع،وأطلب من الرب أن يكون هذا الكتاب سبب بركة للجميع.                                                      

                                         نبيل حليم يعقوب

                     الفهرس

1. القديس يوسف نجّار الناصرة

2. بعض الألقاب التى عُرف بها القديس يوسف

3. القديسة مريم والقديس يوسف

4. "يايوسف ابن داود لاتخف أن تأخذ إمرأتك"

5. رجـُل الأحـلام

6. يوسف الصِدّيق ويوسف النجّار

7. أخوة يسوع..ما هى حقيقتهم؟

8. موت القديس يوسف

9. كيفية إكرام القديس يوسف

.1.فعل تكريس للقديس يوسف

11. طَلبَة القديس يوسف البتول

12. صـلوات

 

            القديــس يــوســف …

                          نــجــار النــاصــرة

فى اليوم التاسع عشر من شهر مارس من كل عام تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديس يوسف..

يوسف بن داود كما دعاه ملاك الرب..

يوسف الذى دعاه الكتاب الـمقدس "بالبار" كما دعا من قبل نوح البار وأيوب الصديق..

يوسف الذى عهد الروح القدس لـه برعاية عروس الروح القدس مريم ، وعهد له الأب السماوي برعاية الإبن الوحيد يسوع..

يوسف الذى أُعطي الشرف فى تسمية إبن الله بيسوع..

يوسف الذى لازم العذراء وإبنها يسوع فى بيت الناصرة..

فــمــن هــو القديس يوسف ؟

ولماذا ظهر فى حياة العذراء مريم؟..وكيف ظهر؟

ولماذا إختاره الله لأن يكون أبـاً ليسوع وحارساً لـمريم وإبنها؟

ومـاذا يـمكن أن نتعلم من حياة هذا القديس البار؟

وكيف يـمكن إكرامـه؟

 

+ مــن هــو يــوســـف ؟؟

من قراءتنا لإنجيل متى وإنجيل لوقا نستطيع ان نتعرف على من هو القديس يوسف.

فالوحي يذكر لنا فى إنجيل متى سلسلة نسب يسوع وفيها ذِكر ليوسف :

" ومتـَان ولد يعقوب ويعقوب ولد يوسف رجل مريم الـمولود منها يسوع الذى يُدعى الـمسيح" (متى 15:1-16). فهناك 14 جيل من ابراهيم حتى داود و14 جيل من داود الى جلاء بابل و14 جيل من جلاء بابل الى الـمسيح. وعليه فبالـميلاد يوسف من أصل ملوكي ومن سبط يهوذا.

أما انجيل لوقا فنجده يذكر لنا سلسلة نسب يسوع وفيها أيضا ذكر ليوسف:

" ولـمـا إبتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يُظن إبن يوسف بن عالي بن متات" (لو 23:3). وهنا نجد لوقا الإنجيلي قد ذكر ان يوسف هو إبن عالـى، أما فى متى فقدذُكر ان يوسف هو إبن يعقوب ، ولكن فى الحقيقة ان "يعقوب" هو أخو "عالـى"،و"عالـى" لم يرزق بأولاد ومات وحسب الشريعة كقول الله لـموسى:"إذا مات رجل ولم يخلف ولداً فليأخذ أخوه امرأته ليقيم زرعاّ لأخيه"(تثنية الاشتراع 5:25-6) وأول ولد يجيئ منه ينسب الى الـمتوفى الذى لم يخلف ولداً،ولهذا فلقد تزوج يعقوب بإمرأة أخيه عالى ورُزق بيوسف.

فبالطبيعة يوسف هو إبن يعقوب وبالقانون الـموسوي هو ابن عالـى. وكان قصد متى أو لوقا فى ذكرهما لسلسلة الأنساب هذه هو إثبات ان يسوع هو إبن داود ومن سبط يهوذا تـمـيماً للنبؤات.

ولقد جاء ذكر يوسف فى الأناجيل الأربعة فى الأحداث التالية:

·       "لـما خُطبت مريم امه ليوسف وُجدت من قبل أن يجتمعا حبلى من الروح القدس" (متى 18:1)

·       "وإذ كان يوسف رجلها باراً" (متى 19:1)

·       "وفيما هو متفكر فى ذلك إذا ملاك الرب ترآى له فى الحلم قائلا يايوسف بن داود.." (متى 20:1)

·       الذهاب الى بيت لحم للإكتتاب (لو 1:2-5)

·       حضور ولادة يسوع

·       مقابلة الرعاة – تقدمة يسوع فى الهيكل ومقابلة سمعان الشيخ وحِنة بنت فنوئيل

·       بعد زيارة المجوس وهروبه الى مصر وظهور الـملاك له فى حلم

·       ظهور الـملاك له فى حلم فى مصر وطُلب منه العودة الى أرض اسرائيل

·       ظهور الـملاك والوحي له بالذهاب الى نواحي الجليل وسكن فى مدينة الناصرة.

·       الذهاب كل سنة الى أورشليم فى عيد الفصح

·       لـما بلغ يسوع الثانية عشر وصعودهم الى أورشليم كعادتهم

·       فقد يسوع فى الهيكل وعندما وجدوه

·       عندما نزل معهما يسوع وأتى الناصرة وكان خاضعا لهما.

بعد هذا لم يُذكر أي حديث عن يوسف، فلم نقرأ انه قد حضر حفل العرس فى قانا الجليل الذى دُعيت اليه العذراء ودُعي اليه يسوع وتلاميذه. كما لم نقرأ أي شيئ عنه بعد ذلك فى خدمة الرب يسوع، وعندما صُلب يسوع ورأى أمه عُهد بها الى تلميذه يوحنا فأخذها الى بيته (يو25:19). وهذا يعني ان القديس يوسف كان قد توفى قبل ذلك بزمن طويل.

نقرأ فى السنكسار (سير القديسين) انه فى يوم 26 من شهر أبيب القبطي أن يوسف النجار قد توفى فى السنة السادسة عشر لـميلاد يسوع. ولــم يذكر الكتاب الـمقدس أي شيئ عن أي كلمة قيلت على لسان القديس يوسف فيمكن القول انه كان "صامتــا".

وكان يوسف يعمل نجاراً " أليس هذا هو ابن النجار" (متى 55:3). وحرفة النجارة فى تلك الأيام لم تكن جزيلة العطاء،فهذا الذى كان من نسل ملوكي عاش فقيراً ومات فقيراً وهذا ما تؤكده من تقديم الذبيحة زوج يمام او فرخا حمام (لوقا 22:2-39 & لاويين 2:12).

+ لـمــاذا إختـــار الله يوسف؟

إن اختيار الله لإنسان ليقوم بدور ما يعتمد على ما يراه الله من صلاحية هذا الإنسان للقيام بدوره وهكذا قال السيد الـمسيح عن شاول الطرسوسي "إن هذا لى إناء مختار ليحمل إسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل" (أع 15:9). وأيضاً عندما إختار الله أول ملك على شعبه وكان شاول بن قيس فيذكر عنه الكتاب الـمقدس انـه "مُنـتقى حسنُ لم يكن فى بني اسرائيل رجل أحسن منه"(1ملوك 2:9). وعلى هذا النحو كان يوسف خطيب العذراء مريم ليسند الله اليه دوراً كبيراً ومهما فى التجسد والفداء والخلاص.

1.   دور الأب الإعتباري للسيد الـمسيح

فلقد ذكرت الأناجيل ان يسوع هو ابن يوسف:

– "وهو على ما كان يُظن ابن يوسف"(لوقا33:3).

– عندما قال فيليبس الى نتنائيل:"إنّ الذى كتب عنه موسى فى الناموس والانبياء قد وجدناه وهو يسوع بن يوسف من الناصرة"(يو45:1).

– عندما قال اليهود عنه"أليس هذا هو يسوع بن يوسف الذى نحن نعرف اباه وامه فكيف يقول إني نزلت من السماء"(يوحنا 42:6).

2. حماية العذراء من أي إتهام لها بخطيئة الدنس

كما جاء فى الشريعة "إذا تزوج رجل بـمرأة ونسب اليها ما يوجب الكلام فيها وأذاع عنها سمعة قبيحة فقال إني اتخذت هذه المرأة فلما دنوت منها لم أجد لها عذرة… إن كان الأمر صحيحاً ولم تكن وُجدت للفتاة عُذرة فليخرجوا الفتاة الى باب بيت أبيها ويرجمها جميع أهل مدينتها بالحجارة حتى تموت"(تثنية الاشتراع 13:22و20و21). "أمـا إذا كانت فتاة بِكر مخطوبة لرجل فصادفها رجل فى المدينة فضاجعها فأخرجوهما كليهما الى باب تلك الـمدينة وارجموها بالحجارة حتى يـموتا"(تثنية الاشتراع23:22). "وإن صادف الرجل الفتاة الـمخطوبة فى الصحراء فأمسكها وضاجعها فليُقتل ذلك الرجل الـمُضاجع لها وحده. وأما الفتاة فلا يُصنع بها شيئ ..لأنه صادفها فى الصحراء فصرخت الفتاة الـمخطوبة فلم يكن من يُخّلصها"

(تث 25:22-27). ولهذا كانت خطبة يوسف لـمريم صيانة لشرف العذراء وإبنها عند ظهور علامات الحبل الإلهي عليها.

وكان يلزم فيمن يتحمل هذه المهمة وأن يقبل تدبير الله  ان يكون رجلاً "باراً".

وعن برارة يوسف فإن الكتاب قد شهد عنها. ولم يكن يوسف مجرد زوج شرعي لـمريم ليحميها من أقاويل الناس واتهاماتهم فحسب،ولكن كان يوسف مصاحبا لـمريم ورفيقا لها فى حياتها مع يسوع فكان الـمسئول عن العائلة الـمقدسة والعائل لها أدبيا وماديا رغما من عمله كنجار. 

+ مــاذا نـتـعـلـم مـن حـياة يوسف ؟

1. بــرارتــه (بـار-بـرارة-صِدّيق )

يذكر لنا الكتاب الـمقدس أن نوح هو أول من لُقب بأنه بار "كان نوح رجلا باراً كاملا فى أجياله وسار نوح مع الله" (تك 9:6) ، وجاء ذكر أيضا أن أيوب كان صديقاً"وكان هذا الرجل سليما مستقيما يتقي الله ويجانب الشر " (أيوب 1:1). وسفر الحِكمة فى الاصحاح العاشر منه حافل بالرجال الذين كانوا أبراراً وما فعلوه من أجل تحقيق خِطة الله الخلاصية من اجل البشر.

وكان للرجل البار مكانة فى قلب الله حتى انه قال لإبراهيم" إن وجدت فى سدوم خمسين باراً فى الـمدينة فإني أصفح عن الـمكان كله من أجلهم" (تك 26:18)،ويذكر الـمرنّم ذلك قائلاً:"لأنك تبارك الصديق يارب كأنه بترس تحيطه بالرضا"(مز 12:5)،"القليل الذى للصِدّيق خير من ثروة أشرار كثيرين"(مز 16:37)،و"ينصرهم الرب وينجّيهم"(مز29:36).

وسوف نجد فى القديس يوسف  أن برارته قد ظهرت فى إختيار الله له لأن يكون حارساً لسر التجسد وتحادث الـملاك معه أربع مرات، وصيانته لبتوليته قبل الزواج وأثناؤه (مت 18:1) فكان زواجاً بتوليا وهذا يُفهم من قول السيد الـمسيح عن البتوليـة:"لأن من الخصيان من ولدوا كذلك من بطون أمهاتهم ومنهم من خصاهم الناس ومنهم من خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السموات فمن إستطاع ان يحتمل فليحتمل "(مت 13:9). وظهرت ايضا برارته عندما هـمّ أن يخلي سبيل مريم سراً عندما ظهرت عليها علامات الحبل وهو يعلم ان هذا الحملْ ليس منه ولم يستخدم حقه طبقا للشريعة من إشهار أمرها فكان قراره بأن تعود لـمنـزلها ولكن رحمة الرب كانت أسرع فإذ ملاك الرب قد ظهر له فى حلم قائلا له: "يايوسف بن داود لا تخف أن تأخذ إمرأتك لأن الذى سيولد منها إنما هو من الروح القدس".

وظهرت برارتـه ايضاً فى إيـمانه القوي بكل ما جاء فى النبؤات عن الـمسيّا الـمنتظر فلو كان هذا الحبل من الله فليترك خطيبتـه خشية ان يتداخل فى أمر السماء،او لإحساسه بعدم الإستحقاق لهذه النِعمة مثل مـا فعلت اليصابات عندما قالت للعذراء:"من أين لي هذا أن تأتـي أم ربّي إليّ"(لو43:1)،أو كما فعل بطرس عندما وجد سفينته قد امتلأت بالسمك فقال ليسوع:"أخرج عني يارب فإنيّ رجل خاطئ "(لوقا8:5). ولـم تكن برارتـه فقط فى "أن يخليها سِراً" بل فـى كل ما فعله بعد أن علِم بسر التجسد الإلهـي.

2. أمــــانــتــه

ثلاثة جواهر وأسرار عظيمة إئتمنـه عليها الرب :

مـريم أم الله، و يسوع إبن الله،وسر التجسد

3. إستسلام لإرادة الرب

لقد كانت صلاة القديس يوسف والتى أعلنها لأحدى القديسين "أيتها السماء هبيـني أن أتـمم إرادة ربـي" وكأنه متنبئا لقول يسوع:"لتكن مشيئتك".

فإستمع لأمر السماء بأن يأخذ امراته الى بيته(متى 20:1) واستسلم لكل اوامر الرب دون اي تساؤل او تذمر او هروب من الـمسؤولية،كما فعلت خطيبته العذراء مردداً نفس كلماتها"فليكن لي بحسب قولك"(لوقا38:1).

4. القنــاعــة

"التقوى الـمقترنة بالقناعة هى تجارة عظيمة لأنا لم ندخل العالم بشيئ ومن الواضح أنا لا نستطيع أن نخرج منه بشيئ فإذا كان لنا القوت والكسوة فإنا نقتنع بهما" (1تيموثاوس 6:6).

5. طاعتـه

تنفيذ إرادة الرب بلا تردد فلقد اُمر بأن يأخذ إمرأته مريم فنفّذ، وأُمر بأن يرحل الى مصر ويتغرب فنفذ الأمر،مع ان حدث الحبل المقدس شيئ عجيب وفريد وصعب التصديق. ولقد اطاع الشريعة عندما قدّم عن الطفل زوجي يمام (لوقا22:2)، وعندما كان يصعد كل عام الى اورشليم للعبادة فى الهيكل

(لوقا41:2). لقد كانت كل حياة القديس يوسف طاعة كاملة.

6. مــحـبـته

تُعرف المحبة من محبـة الله وبذل الذات من أجل الآخريـن "فكل من يحب فهو مولود من الله وعارف بـه ومن لا يحب فانه لا يعرف الله لأن الله محبة"

(1يو7:4-8)، والقديس يوسف أظهر محبتـه لله بطاعـة وصايـاه وتنفيذه

لـمشيئة الرب وخدمـة العذراء ابنهـا.

7. إيــمــانـــه

سمع القديس يوسف من الـملاك الذى ظهر له فـى الحُلم أن الطفل الآتي هو "الذى يخلص شعبه من خطاياهم" وبعد هذا هروب ولم تتغير الظروف فكيف يكون هذا الطفل هو مخلص العالم ويبقى الحال كما هو عليه؟.

إنتظار طويل كان مع إبراهيم دام 80 سنة بعد الوعد بإبن الـموعد أسحق   وإنتظار طويل من موسى دام 40 سنة فى البرية حتى الوصول لأرض الـموعد،ولكن يذكر لنا الكتاب ان يوسف:

-نفذ كلام الملاك على الفور دون تردد

-واظب على تنفيذ الوصايا والشرائع

– واظب على تربية يسوع كأي أب حتى أن الكتاب يذكر "وكان يسوع يتقدم فى الحكمة والسن والنعمة عند الله والناس" (لو 52:2)

– "إن الإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا ترى" (عب 1:11)

– إيمان عامل بلا ضجيج فلم يُخبـر العالـم بأنه أب لـمخلّص إسرائيل بل صنع ما أراده الله فى أن يحرس يسوع وأمه.

عن الإيمان وأهميته نجد العديد من النصوص الكتابية والتى توضح انه بدون الإيـمان لن نستطيع أن نحيا أو نفهم عمق اسرار الله ومحبته (عب 11) ومن أمثلته إيـمان الـمرأة الكنعانية (مت22:15-28)،ويـائيـر رئيس المجمع (لو41:8-56) وغيرهم.

8. الأبوه الصـالـحـة

الأبوة هى عطية سـماوية "الذى منه تُسمّى كل أبـوة فـى السـماوات وعلى الأرض"(أفسس15:3)،وكان القديس يوسف مثالا للأعمال الصالحة لهذا دعاه الكتاب بـأنـه كان "بـاراً".ويوصي القديس بولس تلميذه تيطس قائلاً:"وأنت اجعل نفسك مثالاً للأعمال الصالحة وتعليمك منـزهاً عن الفساد وقوراً وكلامك صحيحاً لا يُلام عليـه"(تيط 7:2-8)، ويوصي الآبـاء بقولـه: "وأنتم ايها الأبـاء فلا تحنقوا بنيكم بل ربّوهم بأدب الرب وموعظته "(افسس 4:6).

فـى كتاب يشوع بن سيراخ نجد العديـد من الوصايـا للآبـاء

(سيراخ 1:30-13).والقديس يوسف كان أباً صالحاً قام بكل مسؤوليات الأب من رعاية وتوجيه وتعليم ومثل صالح ليسوع حتى ان الكتاب المقدس ذكر ان "يسوع يتقدم فى الحكمة والسن والنعمة عند الله والناس"(لو52:1).  

                   ____________________

 

      بعض الألقاب التى عُرف بها القديس يوسف

+ شفيع العذارى لأنه كان بتولا ومتزوجا من عذراء و هـو شفيع الـمتزوجين لأنه كان زوجا لأقدس إمرأة. 

+شفيع الأبـاء لأنه كان رأس العائلة الـمقدسة.

+شفيع العاملين لأنه حصل على خبزه بعرق جبينه.

+شفيع الشباب والنشئ لأنه إستطاع أن يربي يسوع فى طفوليته.

+شفيع النفوس المتألمة والمتضايقة لأنه عانى مثلهم وهو على الأرض.

+شفيع الـمتدينين لأنه كان يواظب على تنفيذ أوامر الشريعة.

+شفيع الكهنـة لأنه أول من لـمس الجسد المقدس وحمله بيده.

+شفيع كل من يحمل الـمسؤولية لأنه رعى بيته ومالـه بأمانـة.

+شفيع الخـطأة لأنه يصلي من أجل ضعفاتهم.

+شفيع من هم فى النـزاع الأخير لأنه يقوي إيمانهم.

                 ——————-                   

 

        القديسة مـريـــــم والقديس يوسف

كما يذكر لنا التقليد الكنسي أن العذراء مريم لـما أكملت من العمر ثلاث سنوات قدّمها أبواها يواقيم وحنة الى الهيكل إتماماً لنذرهما وفى السنة السادسةمن عمرها توفى أبوها وبعد ذلك بسنتين توفيت أمها أيضا. ولهذا فقد قضت طفولتها فى الهيكل حتى بلغت الرابعة عشرة من عمرها. وهنا كان يلزم طبقاً للتقاليد ان تترك الهيكل، وهنا ظهر دور القديس يوسف بن يعقوب الذى من الناصرة فى حياة مريم.

ولـمّا كانت العذراء يتيمة الأبوين لذا كان من الضرورة ان يتولى رئيس الكهنة أمر خطبة مريم.

وتقول لنا اسطورة قديمة ان رئيس الكهنة لما رأى بأن الزمان قد حان لتخطب مريم أعلن ذلك فجاء طالبوها عديدين من نفس السِبط الذى تنمى له العذراء مريم وهو سِبط يهوذا،وعندئذ أخذت عصيّهم وكتب أسماءهم عليها ليختار الرب من بينهم من يصلح لآمته مريم. وقد لجأوا لهذه الطريقة والتى لجأ اليها موسى حينما أرشده الرب الى إختيار هارون رئيس الكهنة وتم هذا بالفعل كما جاء فى سفر العدد"فإذا عصا هارون التى هى لبيت لاوي قد أفرخت فأخرجت براعيم أزهرت وأنضجت لوزاً"(العدد 8:17). فبعد ان وضعوا العصي فى الهيكل استقرت حمامة على عصا يوسف بن يعقوب النجار وقيل انها افرخت. المهم انه كانت هناك علامة الهية لهذا لإختيار وبالفعل تم عقد الخطوبة ما بين مريم ويوسف،ومنذ ذاك الوقت أخذها يوسف الى بيته فى الناصرة وهذا ما اشارت اليه آيات الكتاب الـمقدس:"أرسل الملاك جبرائيل من قبل الله الى مدينة فى الجليل تسمى ناصرة الى عذراء مخطوبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود واسم العذراء مريم"(لوقا26:1-27)،"وصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التى تدعى بيت لحم لأنه كان من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى"(لوقا4:2-5).وما كان ليوسف أن يأخذ مريم الى بيته ما لم يعقد الكهنة عليهما عقداً رسمياً وفقاً للشريعة.

الخطوبة او الخطبة كانت قديمة قدم التاريخ فحين يريد رجل ان يتزوج يخطب لنفسه زوجة قبل ان يتزوجها واذا إقترب منها قبل الزواج يُرجم بالحجارة. وهذه الخطبة كانت تستمر سنة تقريبا وتسمى المخطوبة امرأة اي امرأة خطيبها فى حين انها لم تتزوجه.

لقد كان الزواج اليهودي يتم فى ثلاث خطوات:

1.   الخطوة الاولى: وهى الخطبة وكانت تتم بمجرد موافقة الاسرتين على الارتباط.

2.   الخطوة الثانية: وهى الخطبة الرسمية والتى تتم عند اذاعة الامر علنا فيصبح العروسان مرتبطين برباط لا ينفصم الا بالموت او الطلاق،ولا يسمح فيه باي علاقات جنسية الا بعد اتمام الزواج.

3.   الخطوة الثالثة: وهى الزواج،وعليه فخطوبة العذراء مريم للقديس يوسف كانت فى الخطوة الثانية ولم تتم الخطوة الثالثة.  

وهناك بعض الآراء تقول بأن أبويها قبل وفاتهما خطباها ليوسف لكونه إبن عمها وهى صغيرة ولكن رأي أكثر المؤرخين هو ان العذراء قد فقدت ابويها وهى فى الهيكل وعني بها رئيس الكهنة وبأمر خطبتها. ولقد قيل ان رئيس الكهنة كان هو زكريا زوج اليصابات خالة العذراء ولكن جميع هذه الآراء تعنى شيئا واحدا هو ان اختيار يوسف كان من الرب.

افترض البعض ان عمر يوسف لما خُطبت مريم كان ثمانين عاما وكان شيخاً متقدما فى السن، وهذا التفكير اقاموه ليعللوا به بتوليته فى الحياة مع مريم لا بفضيلة النعمة ولكن بعدم القدرة. وهذا الإفتراض يناقض الواقع والعقل معاً، فيذكر الكتاب المقدس ان اليهود كانوا يظنون ان يسوع هو ابن يوسف فلو صح هذا الفرض فكيف يختار الله شيخا ضعيفا لخدمة العائلة المقدسة والمحافظة عليها والتعب فى تحصيل قوتها والذهاب معها الى المنفى والعودة معها؟.

لقد ذكر فى سنكسار الكنيسة القبطية ان يوسف النجار قد توفى فى 26 من شهر ابيب وفى السنة السادسة عشر لميلاد المسيح اي انه ظل 16 عشر عاما يحمل مهامه كعائل للأسرة فهل شيخ فى عمر الثمانون وحتى عمر 96يتحمل كل تلك الـمشقات؟.

وكيف كانت ياتُرى العلاقة ما بين مريم وخطيبها يوسف؟

لقد عزمت مريم على نذر البتولية،فالبتولية كانت منتشرة أيام الـمسيح وتُعد من علامات التقارب مع الله. فبتولية مريم اعطتها صفة التكريس وامكانية حياة التأمل وحياة الخدمة. ويوسف ايضا نجد انه قد نذر نفسه للبتولية إذ يذكر عنه الكتاب المقدس "كان باراً" وكم كانت سعادة مريم عندما وجدت خطيبها بتولا مثلها ولهذا كانت إجابتها للملاك جبرائيل:"كيف يكون هذا وانا لا أعرف رجلاً"(لوقا34:1). فالبتولية ليست تهربا من مسؤوليات الحياة انما هى تعبير كامل عن حب الانسان لربه،والحب الحقيقي يمتاز بالعطاء والتضحية ولا يشغل بال الانسان احد سوى الله.

القديس يوسف كان باراً كما يذكر الكتاب الـمقدس والبرارة تعنى القداسة والعيش فى الحق والعدل والعمل بوصايا الله "ان البتولية مع الفضيلة اجمل فإن معها ذِكراً خالداً لأنها تبقى معلومة عند الله والناس"(حكمة1:3).

فعاشت مريم ويوسف فى حياة مشتركة مع الله قبل ان يعيشا معا تحت سقف واحد وحتى بعد ان اخذها الى بيته كما امره الملاك عندما ظهر له فى حلم. ولما عرف بأمر الحبل الالهي لم يجرؤ بعد كل هذا ان يلمس ام المسيا هيكل الله،فعاشا معاً حياة كلها تكريس وكلها خدمة وكلها محبـة.

                   ___________________

 

"يـا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ إمرأتك"

                                           متى 20:1  

يذكر لنا الكتاب المقدس انه بعد ان مضى الملاك جبرائيل بعد سماعه قبول مريم بأمر التجسد الإلهي "ها أنا آمة للرب فليكن لي بحسب قولك. وانصرف الملاك من عندها"(لوقا38:1)،ان العذراء مريم "قامت وذهبت مسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا"(لوقا39:1-40) ولقد اعتقد البعض ان مريم قد قطعت هذا الطريق مع يوسف الى مدينة يهوذا والتى تبعد عن الناصرة مسافة سفر تصل الى حوالي اربعة ايام فى طرق جبلية صعبة. ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لانه لم يكن القديس يوسف بكل تأكيد فى بيت زكريا وإلاّ لعلم بالحديث الذى دار بين العذراء والقديسة اليصابات وبالتالي لعرف بالسر الإلهي. ولكن الأكيد هو انه قد عرف بهذه الزيارة لأنـه كان خطيبها وانها ستتغيب لفترة من الزمن. ومكثت العذراء فى بيت زكريا نحو ثلاثـة أشهر ثم عادت الى بيتها"

(لوقا56:1) وهذا يعني انها قد حضرت ميلاد يوحنا المعمدان ثم رجعت الى بيتها فى الناصرة.

وفى الناصرة بدأت تظهر علامات الحبل الإلهي وبدأ معها حيرة العذراء. ان خطيئة الزنى فى الشريعة عقوبتها الرجم بالحجارة وعلى مشهد من الناس كقول الكتاب المقد س:"يخرجون الفتاة ويرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها عملت قباحة فى اسرائيل بزناها"(تثنية الإشتراع 20:22-21).

ماذا تفعل مريم إذن؟.. أتبوح بالسر الإلهي؟،انها لا تملك فهو سر عَلَوي ولم يُكشف إلاّ لأليصابات بعد ان "إمتلأت من الروح القدس" (لوقا41:1).

ولكنها ترى يوسف خطيبها فى حيرتـه، ويوسف الذى يقول عنه الكتاب المقدس "البار" ماذا يـمكن ان يقول؟!.أيشك فى هذه العذراء التى نشأت فى هيكل اورشليم وتغذت بالترانيم والشعائر وعاشت حياتها فى بتولية وطهارة؟! ومريم لـِما لا تنطق وتبوح بسر هذا الحبل؟!.

مريم كانت صامتة متأملة ومتفكرة فى قلبها ومصلّيـة.

لقد أعلن أكثر العلماء اللاهوتيون ان يوسف لم يشك لحظة واحدة فى طهارة العذراء مريم فهو يؤمن تماما بفضيلتها ولم يفترض اي افتراض وامتنع ان يوجه اي سؤال لها،ويؤكد هذا الموقف صدق برارته فيقول الكتاب الـمقدس "فهّم أن يُخليها سِراً"(متى19:1). فالقديس يوسف كان من حقه ان يُشهر أمر مريم وان يشكوها الى شيوخ المدينة لتُرجم ولكنه تنازل عن حقه هذا حتى لا يقضي عليها ادبيا وجسدياً فكان قراره بعد فترة من التأمل هوترك الأمور الى الله "أن يخليها سراً". وكان قرار السيدة العذراء هو ايضا الصلاة وترك الأمور للعناية الالهية. ولم يخب امل مريم ولا يوسف ففى اللحظة التىأوشك فيها يوسف ان ينفذ قراره كقول الكتاب الـمقدس:"هـّم"،"وفيما هو متفكر فى ذلك" ظهر له ملاك الرب فى حلم قائلاً:"يايوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ امرأتك مريم فإن المولود فيها انما هو من الروح القدس وستلد إبناً فتسميه يسوع لأنه هو الذى يخلص شعبه من خطاياهم"(متى 20:1-21).

ها هو ملاك الله يحمل البشرى ليوسف، يحمل الحل والخلاص

ان بشارة الملاك هذه تشابه فى عناصرها كل ما سبق وان ذُكر فى الكتاب المقدس عند ظهور ملاك الله ليحمل بشرى بميلاد شخص أوتكليف بمهمة إلهية. ومن تلك العناصر ان يُدعى بالإسم واللقب والدور المطلوب.

جاءت اولى الكلمات ليوسف :"يايوسف ابن داود"(متى 20:1) بنفس الاسلوب الذى جاء به ملاك الرب الى جدعون قائلاً:"الرب معك أيها الجبـّار"(قضاة12:6) ليشير الى الدور الذى سيقوم به جدعون فى خطة الله. ثم قال له ملاك الرب: "لاتخف" وهو نفس التعبير الذى جاء كثيرا فى العهد الجديد فمثلا عند البشارة بميلاد يوحنا المعمدان لزكريا الكاهن "فقال له الملاك لا تخف يا زكريا"(لوقا13:1)،وعند البشارة بميلاد يسوع للعذراء مريم"فقال لها الملاك لا تخافى يامريم"(لوقا30:1)،وعند دعوة السيد المسيح لسِمعان"لا تخف فإنك من الآن تكون صائداً للناس"(لوقا10:5)، وعند ظهور الـملاك للنسوة وبشارتهن بقيامة يسوع "قال للنسوة لا تخفن"

(متى5:28)،وظهور يسوع لهن وطلبه لهن بإخبار اخوته "قال لهن يسوع لا تخفن.اذهبن وقلن لإخوتى ليذهبوا الى الجليل"(متى10:28)،ثم عندما قال الرب لبولس الرسول فى الرؤيا ليلا"لا تخف بل تكلّم ولا تسكت" (اعمال9:18).    

فقول الـملاك ليوسف "لا تخف" لا يعني تخفيف الخوف والقلق والشك، كالخوف الذى كان لجدعون عندما قال: "آه ايها الرب الإله إني رأيت ملاك الرب وجها لوجه"،وهنا قال له الـملاك"سلام لك لا تخف فإنك لا تـموت"(قضاة22:6-23)، ولكن كان للتأكيد والشرح ليوسف ان هذا الإرتباط بمريم العذراء هو إختيار سماوي كما شرح الملاك روفائيل لطوبيا الإبن عن زواجه من سارة ابنة رعوئيل التى كان قد عقد لها على سبعة ازواج فماتوا(طوبيا15:6-17).

رسالة الـملاك ليوسف تعنـي:    

– امرأتك ..طاهرة مـختارة أم لـمولود عجيب

– امرأتك.. ستلد ابنا ليس لـمثله شبيه فهو من الروح القدس

– امرأتك يا يوسف هى ام المخلص،هذا الذى كنت تنتظره انت وجميع

   الشعب ليخلصكم من خطاياكم.

– امرأتك يا يوسف هى بريئة من كل دنس

فلا تخف يا يوسف .. لاتخف يا يوسف

لا تخف يا يوسف..وكيف يـمكن ان تشعر الآن بالخوف بعد ان عرفت ان مريم هى ام يسوع؟، بل افرح وابتهج ورنم فها ان مريم امراتك هى حبلى من الروح القدس.

لا تخف يا يوسف يا ابن دود.. ايها الصِدّيق ..يا من تحترم الشريعة والناموس لا عن خوف بل عن يقين ومحبة.

لا تخف ان تأخذ مريم، امرأتك، يعنى انك مسؤول عنها تماما،مسؤول عن رعايتها ورعاية وليدها.

لا تخف فانت نجار بسيط وفقير ولكن الرب معك فى بيتك فى حياتك،فلِم الخوف؟.

وعندما يعلن له الـملاك انه"ابن داود" اي انه من سلالة الـملوك،تلك السلالة الطاهرة التى جاء عنها فى النبؤات انه سيأتى منها شيلو المخلص كما جاء على لسان يعقوب قبل موته:"لايزول صولجان من يهوذا ومشترع من صلبه حتى يأتى شيلو وتطيعه الشعوب"(تكوين10:49)، وها هو قد اتى ملء الزمان.

يا يوسف..ان وليد العذراء سـمّيه يسوع.. هو يسوع لانه يخلص..لانه يطهر..لانه يقدس..لانه يرحم..لانه يحب..لانه تجسيد للكلمة الازلية.

يا يوسف خذ امراتك..خذها الى بيتك انها عطية السماء لك..انها بركة السماء لك ولاهل بيتك لانك كنت بارا.

يا يوسف انت الان الاب الاعتباري للمسيح وحامي الاسرة المقدسة.

يا لعمق كلمات السماء ليوسف، حقا كما قال الكتاب الرسول بولس:"يـا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما ابعد احكامه عن الادراك وطرقه عن الاستقصاء"(رومية33:11).

بعد هذا يذكر الكتاب المقدس: "فلما نهض يوسف من النوم صنع كما امره ملاك الرب فاخذ امراته"(متى24:1) منفذا احكام الله.

ان الله يكلمنا بطرق كثيرة،فقديما كلمنا بالاباء والانبياء"(عبرانيين1:1) ثم كلمنا اخيرا فى هذه الايام فى الابن وكلمته موجودة بيننا. وهو احيانا يكلمنا فى الرؤى والاحلام والالهامات فهل ننصت الى الروح الساكن فينا ونصنع كما صنع يوسف كما امره ملاك الرب؟

كلام الله فى الاحلام هى موهبة تمنح لاصحاب القلوب التقية والنقية ولقد صدق يوسف قول ملاك الرب فى الحلم ولم يشك فيه.

ان الـملاك لم يظهر للعذراء فى حلم وإنـما ظهر ليوسف وأبلغه بأوامر إلهية بالنسبة للصبي وأمه وهذا إبراز لقيمة يوسف ومكانته امام الله. ان دوره ليس دورا هامشياً أو ثانويـاً وإنـما شاءت إرادة الله ان يجعل يوسف خادما للتجسد الالهي وان يكون له دور ايجابي فعّال فلم يدعه الرب كمّاً مهملاً وإنـما تعامل معه مباشرة وامره بتنفيذ تدبيره مشركا اياه فى العمل والتنفيذ:" ان تأخذ امراتك"(متى20:1) – "ان تسميه يسوع"(متى 21:1)-"قم فخذ  الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك"(متى 13:2)-"قم فخذالصبي وامه واذهب الى ارض اسرائيل"(متى 20:2) وكلها اوامر الهية. لقد كان يوسف فى تصديقه لأوامر الله شبيها بابراهيم الذى كان الرب يقول عنه"هل اخفى عن ابراهيم ما انا فاعله وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع امم الارض لانى عرفته"(تكوين17:18-19)،لهذا لم يخف الله تدبيره عن يوسف فشرح له سبب كل امر من تلك الاوامر الالهية.

لقد اعطى الله ليوسف كرامة اخرى فلقد اعطاه ان يشترك مع مريم فى التسمية "فسمّيه يسوع" وبالفعل بعد ولادة الطفل وبلغ يومه الثامن "دعي اسمه يسوع كما سماه الملاك قبل الحبل به فى بطن امه"(لوقا31:2) وفى انجيل متى جاء"فسماه يسوع"(متى 25:1).

عندما تكلم الملاك مع يوسف ليوجه له امرا بالهروب الى مصر قال له:"قم وخذ الصبي وامه واهرب الى ارض مصر وكن هناك حتى اقول لك فقام وخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر"(متى13:2)، وعندما وجه امرا له بالعودة قال له:"قم وخذ الصبي وامه واذهب الى ارض اسرائيل لانه مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام واخذ الصبي وامه وجاء الى ارض اسرائيل"(متى20:2-21). هنا نجد ان حديث الملاك ليوسف قد تغيرت كلماته بعد ولادة العذراء للسيد المسيح عما كان قبلها. فعندما ازال شكه قال له "يايوسف ابن داود لاتخف ان تاخذ امراتك لان الذى حبل به فيها هو من الروح القدس فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب واخذ امرته"(متى20:1و24). قبل ان تلد العذراء امسيح كان يمكن للملاك ان يدعوها امراة يوسف حيث لم تكن مريم بذى ولد اما بعد ان ولدت المسيح لم يقل له قم خذ امراتك والصبي او قم خذ الصبي وامراتك انما قال له "قم خذ الصبي وامه" وهنا اصبحت العذراء منتسبة للسيد المسيح،إلاّ ان الكتاب الـمقدس دعاه ابن يوسف دون مريم(متى 16:19، والجميع كانوا يقولون عنه: "اليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفين بابيه وامه"(يوحنا42:6).                   

                   +++++++++++++++++++

 

                  رجـل الأحــلام

فى العهد الجديد يظهر فقط فى انجيل متى الأحلام كوسيلة لنقل رسالة او رؤية سماويـة،فهناك مثلاً ستة حوادث لرسائل سماوية جاءت عن طريق الأحلام،خمس منهم تختص بحوادث طفولة يسوع. من تلك الخمس هناك أربع أحلام ليوسف وواحدة للمجوس. الأحلام التى جاءت ليوسف خطيب مريم العذراء هـى  كالتالـي:

1.   أخذ مريم كزوجة وتسمية الطفل "يسوع" (متى20:1و21)

2.   الذهاب الى مصر لإنقاذ الطفل وأمه (متى13:2)

3.   العودة من مصر الى اسرائيل (متى19:2-20)

4.   الذهاب الى ناحية الجليل (متى21:2).

ولقد كان لتنفيذ القديس يوسف لتلك الرسائل السماويـة تحقيقاً للنبؤات عن ألقاب ستطلق على السيد الـمسيح من ان اسمه سيكون "يسوع"

(متى25:1)، و"ابن الله"(متى15:2)،و"الناصري"(متى23:2).

بينما الأحلام كانت قليلة فى العهد الجديد لكنها كانت متعددة فى العهد القديم وكان يصحبها العديد من الحوادث. عندما كان هناك أشخاص من غير اليهود مثل رئيس السقاة او رئيس الخبازين أو فرعون أو نبوخذنصر يحلمون،كان هناك شخص عبراني مثل يوسف او دانيال يقوما بتفسير لتلك الأحلام (تكوين 5:40و41) و(دانيال1:2-49و1:4-25). بينما يعقوب عندما حلم لم يكن محتاج لمن يفسر له ما رآه فى الحُلم(تكوين12:28-17).

ان الله الذى "لايراه إنسان ويعيش"(خروج20:33) عادة يكشف عن طريق الاحلام والرؤى خططه لمختاريه ودورهم الذى سيقومون به لتنفيذ إرادة الله مثل ما فعل مع ابراهيم "وقع سبات على ابرم ..فقال لأبرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غرباء…"(تكوين12:15-16)، وأبيملك " فأتى الله ابيملك  فى حلم الليل وقال له انك هالك بسبب المرأة التى أخذتها"(تكوين3:20و6)،ولابان "فوافى الله لابان الارامي فى الحلم ليلا وقال له إياك ان تكلم يعقوب بخير او شر"(تكوين24:31)، ويعقوب (اسرائيل)"فرأى حلما كأن سلما منتصبة على الارض وراسها الى السماء وملائكة الله تصعد وتنزل عليها واذ الرب واقف على السلم"(تكوين12:28-15) و "فكلم الله اسرائيل ليلا فى الحلم …"(تكوين2:46-4)، ويوسف "وراى يوسف حلما فاخبر اخوته به.."(تكوين5:37-11)،و صموئيل النبي (الملوك الاول1:3-14)،وناتان النبي(الملوك الثانى 4:7-17)،و سليمان الملك"وفى جبعون تجلى الرب لسليمان فى الحلم ليلا وقال اطلب ما اعطيك.."(الملوك الثالث5:3)، ودانيال "حينئذ كشف السر لدانيال فى رؤيا ليل"(دانيال18:2-23). 

 واحلام القديس يوسف والذى يذكر عنه الكتاب انه "بار" فان ملاك الرب هو الذى ظهر له وهو نفس ما جاء مراراً عن "ملاك الرب" الذى يُرسل برسائل هامة كالتى حملها الى هاجر (تكوين7:16-12)، والى ابرام (تكوين11:22)،والى موسى (خروج2:3)، والى شعب اسرائيل (قضاة1:2 -4)، والى زوجة منوح العاقر(قضاة3:13-5)،و الى ايليا النبي(الملوك الثالث7:19).

ان انواع الرسائل فى كل تلك الاحلام متشابهة مع تلك التى جاءت للقديس يوسف من حيث مضمونها او تفسيرها فهى تحمل تعميقا للإيمان.

لقد ذكر القديس متى فى انجيله كيف ان القديس يوسف قد استقبل تلك الاحلام او الرسائل السماوية والتى تدل على النعمة التى حازها هذا القديس من استقبال تعليمات الرب له كما استقبلها آباؤه أومن سبقوه من انبياء العهد القديم من قبل.

لقد استقبل القديس يوسف رسالة اولية عن من هو الطفل يسوع الذى هو من الروح القدس والذى جاء ليخلص شعبه من خطاياهم،ثم تبعها رسالات اخرى عن كيفية تعاونه فى عمل الخلاص بحراسته وحمايته للطفل وامه.

ان هذه الطريقة الفريدة عن الاتصالات السماوية هى تلك التى جاءت للقديس يوسف ولهذا فيمكن ان يُطلق عليه انه "رجل الأحلام"، نفس اللقب الذى أُطلق من قبل على يوسف الصِدّيق كما جاء فى سفر التكوين "هو ذا صاحب الاحلام"(تك19:37).

                        +++++++++++++++++

 

 

       يوسف الصِدّيق.. ويوسف النجـّار

هناك تشابه عجيب بين يوسف الصِدّيق فى العهد القديم ويوسف النجار خطيب العذراء مريم كما جاء عنه فى العهد الجديد ولهذا فانه من الضرورى إستعراض أوجه هذا التشابه والذى يتلخص فى الجدول التالـى:                              

 

                                             

1. الإسم

 

 يوسف الصِدّيـق

عندما حملت راحيل زوجة يعقوب فولدت إبناً فقالت "قد كشف الله عني العار وسـمّته يوسف قائلة يزيدني الرب إبناً آخر" (تكوين22:30)

 

يوسف النجار

بتطبيق تفسير إسم يوسف كما جاء فى العهد القديم يـمكن القول بانه يعنى"ان الله قد وهبه نسل".

2. إسم الأب

يعقوب وهو ابن اسحق من ابراهيم (اخبار الايام الأول34:1)

"يعقوب"(متى16:1)

2.   ذِكر لإسم راحيل

 

 

راحيل هى امه (تك22:30)

لايوجد اى دلالة لكن اسم راحيل قد ذكر عند مذبحة بيت لحم(متى18:2)

4. الأحلام

كان يعرف برجل  الأحلام والتى تحققت جميعها وايضا كان يقوم بتفسيرها.

جاءت له اربع احلام صدقّها وقام بتنفيذها.

5. الخوف من الـموت

كان اخوة يوسف يودون قتله(تك18:37-20)

كان هيرودس ينوي قتل الطفل يسوع الى كان فى حمـاية يوسف(متى13:2و16)

6. مصر

أُنقذ وذهب الى مصر حيث عاش ونجح

(تك28:37و9:45) ثم مات بها حتى تم نقل رفاته عند خروج العبرانيين مع موسى(خروج19:18).

هرب الى مصر حسب امر ملاك الرب له لينقذ الطفل يسوع(متى13:2)،ثم عاد الى الجليل بعد موت طالبو نفس الصبي(متى19:2).

7. التداخل مع الـملك

بقى فى مصر ونال ثقة فرعون واقامه على جميع ارض مصر(تك40:41-44) حتى يوم وفاته.

ذهب الى مصر بسبب اضطهاد هيرودس الملك ثم عاد الى الجليل بعد موته(متى20:2).

 

 

8. الطهارة والعفة

قاوم محاولات زوجـة فوطيفار لإغوائه وتحمل السجن من اجل ذلك

(تكوين39).

يذكر عنه الكتاب المقدس انه "بار"(متى19:1) ولم يعرف مريم وعاش بتول مثلها (متى25:1)

9. تولي الـمسؤولية

1.كان مسؤولا على بيت فوطيفار وجميع ما كان له(تك4:39).

2. جعله رئيس السجن مسؤولا عن جميع السجناء(تك22:39).

3.اقامه فرعون على كل مصر(تك41:41).

كان مسؤولا عن مريم ويسوع فى بيت لحم ومصر والناصرة.

10. محبوب  وآمين

أحبه الله وباركه وكل ما كان يعمله يُنجحه الرب فى يده (تكوين3:39و21و23) ،وكان كالشجرة الـمثمرة "يوسف غصن مفرع" و"الـنذير"(تكوين22:49و25-26).

اختاره الله لتحقيق الوعد بالخلاص واقامه مسؤولا عن يسوع وامه القديسة مريم وانقذه من القتل على يد هيرودس او اركيلاوس (متى20:1).

11. وضعه مع الآباء الأوليـن

ذُكر ضمن قائمة الآباء ابراهيم واسحق ويعقوب وموسى وهرون فى مزمور داود 104والذى فيه كيف  وعد الله لابراهيم.

تحية ملاك الرب له قائلا:"يا يوسف ابن داود" (متى20:1) هو تأكيد من انه من سلالة داود وجميع الآباء حسب تسلسلهم كما جاء فى انجيلي متى ولوقا (متى1:1-16) و(لوقا22:3-38).

 

طاعـة وصايا الله

"كيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطأ الى الله"

(تك9:39).

-"صنع كما امره ملاك الرب"(متى24:1و13:2).

-ختان الطفل يسوع وتقديمه للرب والذهاب الى اورشليم كل سنة فى عيد الفصح(لوقا21:2و22و41).

 

 

 

        أخــوة يسـوع.. ما هى حقيقتهم؟

هناك العديد من الإعتراضات أو التفسيرات التى قيلت عن "أخوة يسوع" وامتلأت الـمكتبات بالكتب والمؤلفات عن هذا الـموضوع وإمتد الجدل حول بتولية العذراء مريم قبل وبعد ميلاد السيد المسيح،أوعن بتولية القديس يوسف،وحتى الطوائف المسيحية الحالية فلقد اختلفت فى معتقدها بخصوص من هم "أخوة يسوع"،فمن قائل انهم كانوا من زواج سابق للقديس يوسف كما تعلّم الكنيسة الأرثوذكسية،أو انهم جاءوا نتيجة معاشرة زوجية بين القديس يوسف والقديسة مريم بعد ولادة السيد الـمسيح كما تعلّم بعض الطوائف البروتستنتية. وكل من اصحاب تلك التفسيرات له ما يستند اليه من بعض آيات من الكتاب المقدس أوبعض من أقوال الآباء فى العصور الاولى للمسيحية او حتى نتيجة لبعض الدراسات اللاهوتية الحديثة.

والآن فلنحاول إلقاء الضوء على بعض من تلك الإعتراضات مع محاولة لتفيند الحجج والاسانيد.

هناك أكثر من 10 مواضع فى العهد الجديد التى ذُكر فيها "أخوة يسوع" أو "أخوة الرب" وهى كالتالى:

1. انجيل القديس متى

+ "وفيما هو يتكلم مع الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجاً يريدون أن يكلموه"(متى46:12).

+عندما دهشوا اليهود من تعليم يسوع وحكمته وقالوا:"من أين له هذه الحِكمة والقوات.أليس هذا هو إبن النجّار. أليست أمـه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا"(متى55:13).

2. انجيل القديس مرقس

+"حينئذ جاءت امه وإخوته ووقفوا خارجا وأرسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جلوسا حوله فقالوا له إن أمك وإخوتك خارجا يطلبونك.فأجابهم قائلا من أميّ وإخوتي.ثم أدار نظره فى الجالسين حوله وقال هؤلاء هم أميّ وإخوتي"(مرقس 31:3-34).

+ "أليس هذا هو النجّار إبن مريم وأخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان.أوليست أخواته ههنا عندنا.وكانوا يشكون فيه"(مرقس6:3).

3. انجيل لوقـا

+"وأقبلت اليه امه وإخوته فلم يقدروا على الوصول اليه لأجل الجمع.فأخُبر وقيل له إن أمك وإخوتك واقفون خارجا يريدون ان يروك"

(لوقا19:8-20).

 

4. انجيل يوحنا

+ "وبعد هذا نحدر الى كفر نحوم هو وأمه وإخوته وتلاميذه ولبثوا هناك اياما غير كثيرة"(يوحنا12:2).

+"فقال له اخوته تحّول من ههنا واذهب الى اليهودية ليرى تلاميذك ايضا اعمالك التى تصنعها فانه ليس احد يصنع شيئا فى الخفية وهو يطلب ان يكون علانية. إن كنت تصنع هذه فأظهر نفسك للعالم. لأن إخوته لم يكونوا يؤمنون به"(يوحنا3:7-5).

+"وبعد ان صعد إخوته صعد هو ايضا الى العيد لا صعودا ظاهراً بل كمستتر"(يوحنا 10:7).

5. أعمال الرسل

+"هؤلاء كلهم كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته"(أعمال14:1).

6. رسالة بولس الى اهل كورنثوس الأولى

+ "أما لنا سلطان ان نجول بإمرأة أخت كسائر الرسل وإخوة الرب وكيفا"

(1كورنثوس5:9).

حتى يمكن للـمرء أن يعرف من هم "أخوة يسوع" يجب دراسة النقاط التالية:

أولا- أن نحدد ما معنى "الأخوة" كما جاءت فى الكتاب المقدس وحسب العادات والتقاليد التى كانت سائدة عند اليهود خاصـة ودول الشرق عامـة.

ثانيا- أن نحدد من هم هؤلاء الإخوة وهوّيتهم

ثالثا- أن نتعرض لبعض الإعتراضات…. 

أولا- الأخـوة ..ما معناهـا

لكى نفهم كلمة "أخ" او "أخت" فى الكتاب المقدس يجب ان نعود الى تلك العصور التى كانت فيها اللغة الآرامية او اللغة العبرية القديمة سائدة. يرى القديس جيروم(220-316م) ان تعبير "أخوة" قد استخدم فى الكتاب الـمقدس فىالحالات التالية:

أ- اخوة حسب الدم:

مثل يعقوب وعيسو ولدا اسحق ورفقة(تكوين21:25-26)، راحيل وليئة ابنتا لابان زوجتا يعقوب(تكوين 16:29)، وأولاد يعقوب الإثناعشر(اخبار الأيام الأول 1:2-2)، واندراوس وبطرس (يوحنا40:1)، ويعقوب ويوحنا إبنا زبدي(لوقا10:5).

ب- اخوة بحسب وحدة الجنسية

مثل اليهود فهم يسمّون أخوة"اذا باع منك اخوك العبراني او اختك العبرانية.."(تثنية الاشتراع12:15) وأيضا القديس بولس فى رسالته الى رومية يقول:"لأجل اخوتى أنسبائي حسب الجسد الذين هم اسرائيليون"(رو3:9)، وموسى عندما خرج الى اخوته ورأى رجل مصري يضرب رجلاً عبرانيا من اخوته فقتله موسى(خروج11:2).

ج- اخوة بحسب القرابة الشديدة

اي من عائلة واحدة كما جاء عن ابرام ولوط"فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك لأننا نحن رجلان أخوان"(تكوين8:13) ولم يكن لوط اخ لابراهيم بل كان لوط ابن اخيه كما جاء "تارح ولد ابرام وناحوم وهاران وهاران ولد لوط"(تكوين27:11)،"كان ابرام ابن خمسة وسبعين لما خرج من حاران فأخذ ابرام ساراي امرأته ولوط ابن أخيه"(تكوين5:12). وكذلك جاء عن يعقوب وخاله لابان "قال لابان ليعقوب إذا كنت أخى أفتخدمنى"

(تكوين15:29).

د– أخوة بالـمحبة

كالمحبة الروحية التى تجمع المؤمنين معا كما يقول المرنم:"هوذا ما أحسن وما أجمل ان يسكن الاخوة معاً(مزمور1:132)،او كما جاء على لسان السيد الـمسيح لـمريم الـمجدلية بعد قيامته:"اذهبي واخبري اخوتى وقولى لهم"(يو17:20).

او كالـمحبة الإنسانية التى تجمع البشر والتى تظهر خاصة فى الـمنشئات الإنسانية مثل الصليب الاحمر وغيرها فهى خير دليل لهذه العلاقة الاخوية بين جميع البشر.

فإستخدام تعبير "أخوة الرب" أو "أخوة يسوع" سيكون مطابقا للحالة الثالثة.

ان كلمة "أخا" فى الارامية وكلمة "أخ" فى العبرية Achim،او كلمةadelphos باليونانية معناها الشقيق ونصف الشقيق وأبناء العم والخال والأنسباء بالمعنى الواسع لانهم غالبا ما يعيشون فى العائلة الكبيرة تحت سقف واحد،فلا توجد كلمة مرادفة اومساوية لإبن العم او الخال مثل اللغة الانجيليزية cousin،وحتى هذه الكلمة لا تميز بين ابناء العم والخال والخالات والعمات فالجميع يُدعون بلفظة

Cousin.

وهكذا يكون بحسب شرح القديس جيروم ان "أخوة يسوع" هم أولاد عم او عمة او خال او خالة للسيد الـمسيح.

ثانيا- من هم هؤلاء الإخوة وهوّيتهم

لو رجعنا الى انجيلي متى ومرقس لوجدنا اسماء اربعة ممن أُطلق عليهم "أخوة يسوع"وهم :يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. فمن هم يا ترى؟

يعقوب – هناك رسولان جاءت اسماءهما بـ يعقوب وهما: يعقوب ابن زبدى وهو الذى يسمونه "يعقوب الكبير" وقد جاء اسمه فى بشائر الانجيل مقترنا باسم اخيه يوحنا،ويعقوب بن حلفى او يعقوب الصغير.

"ولم يدع احداً يتبعه إلاّ بطرس ويعقوب ويوحنا أخا يعقوب" (مرقس37:5).

"يعقوب بن زبدى ويوحنا أخو يعقوب وجعل لهما اسم بُوانرجس اي ابني الرعد"(مرقس18:3).

"وهذه اسماء الإثنى عشر رسولاً.الأول سمعان المدعو بطرس ثم اندراوس اخوه ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخوه وفيلبس وبرتلماوس وتوما ومتى العشار ويعقوب بن حلفى وتدّاوس"(متى2:10-3).

"ثم اخذ معه بطرس وابنى زبدى وابتدأ يحزن ويكتئب"(متى37:26).

"ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين يعقوب بن زبدى ويوحنا أخاه فى السفينة مع زبدى ابيهما يصلحان شباكهما فدعاهما"(متى21:4).

"ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان المدعو الغيور ويهوذا أخا يعقوب ويهوذا الإسخريوطى الذى أسلمه"(لوقا15:6-16).

"ولما دخلوا صعدوا الى العلية التى كانوا مقيمين فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرتلماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب"(أعمال13:1).

واجمع علماء الكتاب المقدس ان يعقوب بن حلفى هو الذى جاء عنه فى سفر اعمال الرسل وهو الذى كان اسقفاً لأورشليم وكاتب اول رسالة من الرسائل الكاثوليكية فلقد توفى يعقوب بن زبدي قبل كتابة سفر اعمال الرسل "وفى ذلك الوقت مدّ هيرودس الملك يديه ليسئ الى اناس من الكنيسة فقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف"(اعمال1:12-2).

وعليه فيكون الـمشار إليه فى سفر اعمال الرسل ورسائل القديس بولس هو يعقوب أحد إخوة الرب:

" بطرس بعد خروجه من السجن قال:"أخبـروا يعقوب والإخوة بهذا"

(اع17:12) ،وايضا جاء ذكره فى (اع13:15)،(اع18:21). وايضا جاء ذكره فى رسالة القديس بولس الى اهل غلاطية:"ولم ارى غيره من الرسل سوى يعقوب أخى الرب"(غلاطية19:1).

وهو الذى كتب فى بدء رسالته "من يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح إلى.."(يعقوب1:1).

ويعقوب هذا هو إبن حلفى او ما كان يطلق عليه يعقوب الصغير. وبمقارنة ما جاء فى الآيات التالية سنتعرف عليه أكثر:

– "وكان هناك نساء كثرات ينظرن عن بعد وهن اللواتى تبعن يسوع من الجليل يخدمنه وبينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدى"

(متى55:27-56). وهنا اشارة لوجود ثلاث نسوة هن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب ويوسى، وام ابنى زبدى.

– "وكان ايضا نساء ينظرن عن بعد بينهن مريم المجدلية ومريم ام يعقوب الصغير وام يوسي وسالومة"(مرقس40:15).

– "وكانت واقفة عند صليب يسوع امه واخت امه مريم التى لكلوبا ومريم المجدلية"(يوحنا 25:19).

– "وكانت مريم المجدلية ومريم ام يوسي تنظران اين وُضع"(مرقس46:15).

– "ولما انقضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويحنطن يسوع"(مرقس1:16).

مما سبق سوف نجد ان "مريم التى لكلوبا" التى هى ام يعقوب ويوسى ليست بمريم المجدلية او مريم ام يسوع  أو أم ابنى زبدى وإلاّ لكان قد ذكر ان مريم ام يسوع ويعقوب ويوسى. وكما جاء تعبير "مريم التى لكلوبا" فكإمرأة متزوجة لا يتم ذكرها مرتبط بإسم ابوها بل تعنى انها زوجة لكلوبا وليست ابنته.

ولكن سوف نجد ان هناك إسمان هما "كلوبا" و"حلفى" وببحث الأمر جيداً سوف نجد  كما أجمع علماء الكتاب المقدس انهما لشخص واحد(كلوبا باللغة اليونانية وحلفى هو الإسم اليهودى له كما أخذ شاول وهو اسم يهودى اسم بولس بعد ذلك وهو اسم يوناني) وبهذا يكون يعقوب هذا هو ابن حلفى واخاً ليوسي ويهوذا وسمعان.

أمـا عن يوسى فلا يوجد شيئ معروف اكثر مما جاء عنه مرتبطاً كأحد من أُطلق عليهم "أخوة الرب".

أمـا عن سمعان فلا يوجد شيئ يمكن اضافته سوى حسب ما كتبه المؤرخ اليهودى يوسيفوس من انه كان ابن كلوبا وحل محل القديس يعقوب كأسقف لأورشليم. ولقد عرّفـه البعض من انه هو سمعان الغيور او القانوي

(متى4:10،مرقس18:3،لوقا15:6).

امـا عن يهوذا  فسوف نجد ذكره فى انجيل متى ومرقس قد جاء ضمن الرسل الإثنا عشر بإسم "تدّاوس"(متى2:10-3)،(مرقس16:3) وفى انجيل لوقا نجد اسم آخر هو "يهوذا" (لوقا14:6-16)،أما انجيل يوحنا نجد اسم يهوذا "(يوحنا 22:14). ولقد اوضح علماء الكتاب المقدس انه هو كاتب رسالة القديس يهوذا الموجودة بالكتب المقدس"من يهوذا عبد يسوع المسيح واخى يعقوب"(يهوذا 1).

أمـا عن والد هؤلاء الإخوة يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا فهو كما سبق وان ذكرنا "حلفى" أو "كلوبـا"، وكما كتب الـمؤرخ اليهودى يوسيفوس من انه كان اخو القديس يوسف،أما أمهم فهى "مريم" وهى غير مريم ام يسوع.  أما ما جاء فى نص انجيل يوحنا:"وكانت واقفة عند صليب يسوع امه واخت امه مريم التى لكلوبا ومريم المجدلية"(يوحنا 25:19)، فمريم التى لكلوبا هى كما جاء فى هذا النص "اخت " مريم أم يسوع ولكن لابد من ان نفهم ان كلمة "أخت" هنا لا يعنى شقيقة طبيعية لها من حنة ويواقيم والدى مريم العذراء بل كانت ابنة عم او عمة او خالة او خال كما فى العادات الشرقية. هذا بالإضافة انه لا يُعقل ان تدعى فتاتان فى العائلة بنفس الإسم ،هذا ويسوع وحده كان يدعى ابن مريم "أليس هذا هو النجّار ابن مريم"(مرقس3:6).  

 ثالثا- الإعتراضات

الرد على الإعتراض القائل بأن أخوة يسوع هم أبناء للقديس يوسف من زواج سابق

تصور البعض ونتيجة لـما جاء فى بعض الكتب غير القانونية مثل كتاب "انجيل يعقوب" والمعروف بـProtevangelium Jacobi (حوالى عام 125م) وكتاب متى وكتاب قصة يوسف النجار وكتاب انجيل الميلاد وكتاب حياة العذراء وموت يوسف وكلها كتابات لا تعترف بها الكنيسة واطلق عليها الكتب المنحولة او الغير قانونية من ان اخوة يسوع ليسوا إلاّ أبناء القديس يوسف من زواج سابق.  وجاء فى تلك الكتب من ان يوسف كان قد تزوج بإمرأة اسمها مِلكة او سالومى وهو فى سن 49 عاما وعاشا 49 سنة معاً وانجبا 6 ابناء (بنتان واربع ابناء) وبعد عام من موت زوجته اي كان عمره حوالى 90 عاما وعندما طلب رئيس الكهنة ان يتقدم كل الأرامل او الشبان من عشيرة مريم العذراء،تم اختياره بطريقة عجيبة ولكنه اعترض قائلا انا رجل شيخ ولي اولاد ومريم فتاة صغيرة ولكن أقنعوه بهذا الزواج.

وجاءت بعد ذلك بعض الكتابات بالقبطية والسريانية والأثيوبية فى القرن الخامس الميلادى وهى تصف القصص المنقولة عن موت مريم العذراء وجاء فيها عن اخوة يسوع من زواج سابق للقديس يوسف. 

ولقد اعتقد كل من ترتليان(توفى 220/230م) وهلفيدس فى معرض دفاعهم عن بتولية مريم العذراء من ان اخوة واخوات يسوع هم اخوة بالدم ليسوع جاءوا بعده،اما ابيفانوس (من اواخر القرن الرابع الميلادى) وأوريجون (توفى عام 254م) فلقد دافعا عن بتولية مريم العذراء واعتبرا ان هؤلاء الإخوة هم من ابناء ليوسف من زواج سابق.

ولقد دافع كلا من القديس امبروس والقديس جيروم والقديس اغسطينوس

(480م) عن بتولية مريم العذراء قبل واثناء وبعد الميلاد واعتبورا ان إخوة يسوع ما هم إلاّ اقارب لـه.

لا يمكن ان يكون اخوة يسوع هم من زواج سابق للقديس يوسف وذلك للأسباب التالية:

+ يذكر لنا الكتاب المقدس ان مريم ويوسف والصبي ذهبوا للهيكل كعادة العيد وكان يسوع له اثناعشر عاما وعند رجوعهما بقى الصبي يسوع فى اورشليم وابواه لايعلمان(لوقا41:2-43)،"وإذ كانا يظنان انه مع الرفقة سافرا مسيرة يوم وكانا يطلبانه عند الاقارب والمعارف"(لوقا44:2) ولم يذكر ان كان له اخوة اتت مع يوسف. 

+ يذكر لنا الكتاب المقدس عن الإكتتاب "صعد يوسف ايضا من الجليل..ليكتتب مع إمرأته المخطوبة"(لوقا5:4) فلو كان ليوسف ابناء من زواج سابق لذكر انهم قد ذهبوا معه الى بيت لحم للإكتتاب.

+ يذكر لنا الكتاب المقدس انه عندما ظهر الملاك فى حلم قال ليوسف "قم فخذ الصبي وامه واهرب الى أرض مصر" (متى13:2) ولم يذكر اي شيئ عن ابناء يوسف،ألايهم السماء انقاذهم ايضا؟

+ يذكر لنا الكتاب المقدس بالتحديد من هم والداي يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا وهما حلفى او كلوبا وزوجته مريم.

+ كيف يختار الله شيخا ضعيفا أرمل وله ستة ابناء لخدمة العائلة الـمقدسة والمحافظة عليها والتعب فى تحصيل قوتها والذهاب معها الى الـمنفى والعودة معها؟.  

+ يذكر لنا الكتاب المقدس عند الصليب"فلما رأى يسوع امه والتلميذ الذى يحبه واقفا قال لأمه يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ هذه أمك. ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصّته"(يوحنا36:19-37). وهنا لـماذا لم يترك يسوع أمـه لأحد إخوتـه أو أخواتـه؟، وإنما طلب من يوحنا بن زبدى تلميذه ان يرعى أمـه.

+ فى بدء رسالة يهوذا "من يهوذا عبد يسوع المسيح وأخى يعقوب.."

(يهوذا 1) فلماذا وضع يهوذا فروقاً بين انه عبد ليسوع الـمسيح واخ ليعقوب؟،أليس لأنه كان فقط اخاً ليعقوب؟    

+ فى نص انجيل متى "اوليست اخواته كلهن عندنا"(متى56:13) تشير الى وجود عدد كثير من الأخوات لهذا جاءت كلمة "كلهن" بالإضافة الى ما جاء ذكره من اسماء اربعة من الإخوة انما يدل على عدد كبير من الأبناء وهذا من المستحيل ان يثبت انهم جميعا اولاد يوسف من زواج سابق.  

 الرد على الإعتراض القائل بأن أخوة يسوع هم أبناء للقديس يوسف من القديسة مريم

يعترض البعض قائلا حقيقة ان مريم كانت بتولا قبل ميلاد يسوع فالكتاب يذكر انها كانت عذراء ولكن ليس بعد ميلاد يسوع،ألم يذكر الانجيل "فأخذ يوسف امرأته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البِكر وسمّاه يسوع"(متى25:1)، اي انه بعد ولادة المسيح اتت العذراء بنسل آخر غير الـمسيح.وأضافوا قائلين ألم يُذكر ان المسيح هو "البِكر" والبكر لابد له من أخوة ولدوا بعده،وألم يُذكر أيضا أخوة الرب يوسى ويعقوب ويهوذا وسـمعان

(متى55:13)،فأين هذه البتولية؟

انها مغالطة لأبسط قواعد اللغة العربية لكلمة "حتى" فهى تنفى ما بعدها كما هى تنفى ماقبلها لا سيما اذا تبعتها حرف نفى (لم يعرفها) اي لم يعرفها بعد الولادة كما لم يعرفها قبل الولادة.

+ يقول العلاّمة ديونيسوس مطران السريان فى دفاعه عن استخدام كلمة "حتى" من ان لفظة حتى تقال على ثلاثة انواع:

أ- على ما له حد:كقوله "لم يرتحل الشعب حتى أُرجعت مريم"(عدد15:12)

اي بعد شفائها قد رحلوا. وكقوله"لايزول قضيب من يهوذا حتى يأتى شيلون"(تكوين10:49) اي بعدما يجيئ المخلص يزول القضيب اي المُلك.

ب- يفصل الأمور: كقوله"سار ايليا فى البرية حتى جاء وجلس تحت رِتمة"

(3ملوك4:19) ومعلوم انه بعدما اتى جلس وبعدما وصل للجبل استراح.

ج- على مالاحد له:كقوله"ارسل نوح الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه"(تكوين7:8) ومعلوم نه بعدما نشت لمياه لم يرجع. وكقوله"ان ميكال ابنة شاول لم يكن لها ولد حتى ماتت"(2صموئل23:6) فهل ولدت بعد موتها،فإن لم تلد قبل موها فكم بالأمر بعد وفاتها. وكقوله"ها انا معكم كل الايام حتى انقضاء الدهر"(متى19:28) العل الرب فيما بعد يتركهم. وكقوله

"قال الرب لربي اجلس عن يـميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك"

(مز1:109) فهل يبطل جلوس المسيح عن يمين ابيه بعد اخضاع اعدائه.

وعليه فلفظة "حتى" التى قيلت فانما اطلقت على ما لاحد له بمعنى انه لم يعرفها قط لاقبل ولا بعد.

+ يوسف الذى يذكر الكتاب عنه انه كان باراً والبرارة فى عرف الكتاب المقدس هى القداسة،هى العيش بطرق الحق والعدالة والعمل بوصايا الله. جاءه الملاك وطمأنه وامره ان ياخذ امرأته الى بيته واطاع يوسف كما فعل من قبله الانبياء والابرار من طاعة اوامر الرب وانطلق بامرأته الى بيته وعلم ان الله يُعد لمجئ المخلص العجيب فهل نتصور ان يجرؤ ان يلمس امرأته بعد ان علم بحقيقة أمرها؟!. وبعد الميلاد ظهر له الملاك وقال له خذ الصبي وامه ولم يقل خذ زوجتك وطفلك وهذا يعنى ان مريم لم تصر زوجة له بعد ولادة المسيح بل علاقتها مازالت بالمسيح وليست مع يوسف.

+حلم وبشارة ورعاة يُبشرون والمجوس وصرخة سمعان الشيخ وحنة النبية فكيف نصدق ان يوسف على الرغم من معرفته جداً بمثل هذه العجائب المدهة يجرؤ ان يلمس ام الرب..هيكل الله..مسكن الروح القدس؟    

+ مريم العذراء هل تقبل يوسف زوجاً لا؟. لقد امتلأت تماما من النعمة والروح القدس وولدت مخلص العالم،فإن لم تجد اشباع اشواقها الرحية وتطلعاتها السماوية فى ابن الله الوحيد فهل تجده فى الزواج وانجاب الأولاد؟

+ "حتى ولدت ابنها البِكر" وهنا لقب البكر الذى يطلق على يسوع"فولدت ابنها البكر"(لوقا7:2) لا يعنى ان العذراء ولدت ابناء بعد يسوع فالقديس متى انما دعا المسيح البِكر Prototokosلأن العذراء لم تلد مولوداً قبله لا لأنها ولدت بعده فهذه هى شريعة الرب القائلة:"قدس لي كل بِكر فاتح رحم من بنى اسرائيل (خروج2:13)،(لوقا22:2-23). ويقول القديس ايرونيموس فإذا كان اللقب البكر يتعلق فقط بمن لهم اخوة اصغر منهم فان الكهنة ما كانوا يستطيعون ان يطالبوا بالأبكار الى ان يولد ما بعدهم.

ويسوع هو بِكر الآب و"بِكر كل خليقة"(كولوسي15:1) وهو "البِكر من بين الأموات لكى يكون هو الأول فى كل شيئ"(كولوسي18:1)، "انت ابنى وانا اليوم ولدتك وايضا اكون له ابا وهو يكون لي ابناً"(عبرانيين5:1-6).

+ ان العذراء مريم بتولا وظلت هكذا قبل واثناء وبعد الـميلاد العجيب تأكيداً لنبؤة حزقيال النبي "قال الرب هذا الباب يكون مغلقاً لايفتح ولايدخل منه انسان لأن الرب اله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً"(حزقيال2:44).

+ فى قصة فقد يسوع فى الهيكل وكان يسوع لـه اثنا عشر عاما

(لوقا43:2-44) فلم يُذكر ان كان له اخوة اتت بعد يسوع. 12 عاما بعد ميلاد يسوع الم تكن كافية لإنجاب اولاد كما يدعى البعض؟

+ عند الصليب ترك يسوع امه الى تلميذه الحبيب يوحنا البتول فأين هم اخوته؟ وكيف يمكن ليسوع ان يفرق ما بين مريم وأولادها ليسلمها الى يوحنا؟

+ ان كان لمريم ابناء آخرين فيصبح يسوع هو الإبن الأكبر ولكن نجد الإخوة الأصاغر يوجهون النصيحة لأخوهم الأكبر يسوع"فقال له اخوته تحول من ههنا واذهب الى اليهودية ليرى تلاميذك اعمالك التى تصنعها"(يو3:7)، وفى موضع آخر حاولوا منعه "وسمع ذووه فخرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه شارد العقل"(مرقس21:3) وتلك التصرفات فى العادات الشرقية غير مقبولة فلا يسمح للإبن الأصغر توجيه النصيحة او اللوم للأخ الأكبر. وهذا يؤكد وينفى انهم قد جاءوا بعد يسوع.

+ تساؤل العذراء مريم للملاك فى البشارة "كيف يكون هذا وانا لا أعرف رجلاً" (لوقا34:1) ما كانت تقوله إن لم تكن قد أخذت عهداً على نفسها للبتولية وهذا ما يؤكده القديس اغسطينوس. وعندما اخبرها الملاك "ان الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ولذك فالقدوس المولود منك يُدعى ابن الله"(لوقا35:1) فكيف بعد ذلك تضحي ببتوليتها من اجل اطفال آخرين يأتوا بعد ابنها يسوع الإبن الوحيد للآب السماوي وهى بالتالى الأم الأرضية الوحيدة للإبن السماوى الوحيد؟

+ فى نص انجيل مرقس"أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخا…."(مر3:6) حدد ان يسوع هو ابن مريم وليس أحد ابناء مريم وإلاّ لكان قد ذكر اسم يسوع ضمن قائمة اسماء اخوته لأن يسوع كان معروفا من نه الإبن الوحيد لـمريم.

+ فى نص انجيل لوقا وفى مجمع الناصرة تعجب الجميع من يسوع ومن كلام النعمة البارز فيه وقالوا"اليس هذا هو ابن يوسف"(لوقا22:4) ولم يقولوا احد ابناء يوسف.

+ عند الصليب عندما اعطى يسوع امه الى يوحنا قال"هذه هى أمك" وقال لأمه "يا مرأة هوذا هو ابنك"(يوحنا36:19) ولم يقل كأحد ابناءك.

+ موسى النبي لم يعرف امرأتـه صِفّورة بعد ان رأى الله فكيف ليوسف ان يلمس او يقترب لأم يسوع ابن الله. فالبتولية هى رمز لشركة فريدة مع الله كما يعلن سفر الرؤيا"هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لأنم أبكار هم التابعون للحمل حيثما يذهب وقد افتدوا من بين الناس باكوة لله والحمل ولم يوجد فى افواههم كذب لأنهم بلاعيب مام عرش الله"(رؤيا4:14-5).

+ عندما يظهرون ان مريم هى امرأة عادية لها ان تحبل وتلد بنين وبنات من غير مراعاة من ابنها يوع هو ابن الله فيعد هذا تقليل من شأن يسوع نفسه من انه انسان عادي وليس قدوس الله. 

    مما سبق ذكره من الحجج والأسانيد الكتابية والمنطقية لا يدع ثمة شك ان من أطلق عليهم "اخوة يسوع" ما هم إلاّ أقربـاء لـه.

                       —————-

 

            موت القديس يوسف

يذكر الـمرنم "كريم فى عيني الرب موت أصفيائـه"(مزمور15:115) فيكون موت القديس يوسف هو اكرم جداً بسبب مقامه السامي. لقد مات يعقوب بن اسحق بفرح القلب بعدما رأى وجه ابنه يوسف "فقال اسرائيل

ليوسف دعنى اموت الآن بعدما رأيت وجهك لأنّك بعد باقِ"(تك30:46)، وسمعان الشيخ قد ماتا بعد ان حمل على ذراعيه مخلص العالم"الآن تُطلق عبدك ايها الرب على حسب قولك بسلام.فإن عيني قد ابصرتا خلاصك"(لو29:2)

فما كان أشد فرح قلب القديس يوسف فى الساعات الأخيرة من حياتـه فها هو يسوع قدوس الله عن يمينه ومريم عروسه على يساره وهما ينظران اليه ويشكرانه على ما تحمله من شتى الأتعاب والأحزان لأجلهما ففاضت روح يوسف بهدوء بين ايدي يسوع ومريم. وهذا إنعام كبير جعله شفيع الميتة الصالحة فلقد كان موته فى حضور يسوع ومريم وهو موت يرجوه كل مسيحي.

اما متى مات القديس يوسف فغير معلوم تماما لكن من المؤكد انه مات قبل ان يبدأ يسوع خدمته العلنية وهو فى سن الثلاثين"ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة"(لوقا33:3). وطبقا للكتب المنحولة فلقد جاء بها ان القديس يوسف قد مات عن سن 111 عاما وذلك فى يوم 20 يوليو عام 18 او 19والقديس ابيفانوس اعطى له عمر 90 عاما عندما مات وقيل انه قد دُفن فى وادى يهوشافاط. ولكن فى حقيقة الأمر لم يُعرف بالتحديد متى مات او كم كان عمره، ولكن من المحتمل انه مات ودفن فى الناصرة. لقد اعتقد البعض ولهم اسبابهم من ان القديس يوسف كان ضمن القديسين الذين قاموا من الأموات عند موت السيد الـمسيح "القبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور من بعد قيامته وأتوا الى الـمدينة المقدسة وترآءوا لكثيـرين" (متى52:27-53). ويقول القديس برناردينوس السينائي انه كما عاش يسوع ومريم ويوسف متحدين معا على الارض متحملين نفس الالام والمتاعب فلا شك انهم متحدين الآن فى السماء.

                     _________________

 

                   كيفية إكرام القديس يوسف

كان القديس يوسف رجلاً بـاراً وهذا الـمديح الذى جاء بوحى من الروح القدس وإمتياز إختياره من الله ليكون الآب لإعتباري ليسوع وخطيب مريم العذراء كلها كانت الأساس الذى دفع الكنيسة لإكرامـه.

جاء فى تقويم الكنيسة القبطية ذِكراً لعيد للقديس يوسف لأول مرة فى القرن الخامس الـميلادي، ثم ظهر فى التقويم الفرنسي لأول مرة حوالى عام 800وكان يوم 19 مارس. ولكن لـم تبدأ الكنيسة الجامعة فى الإهتمام بإكرام القديس يوسف بنحو منتظم إلاّ من بداية القرن السادس عشر وتم التبشير بدوره فى عملية الخلاص وكونـه حارساً للعائلة الـمقدسة والـمُربـي ليسوع وفى عام 1870 أعلن البابا بيوس التاسع بأنـه "شفيع الكنيسة الجامعة".

فـى عصرنا الحديث أصبح القديس يوسف شفيعاً لدول كثيرة مثل كندا واستراليا والـمكسيك وبيـرو وذلك لكونـه شفيع الـميتة الصالحة، ومثال العِفة ورب الأسرة الـمثالي،والزوج الـمثالـي، وشفيع الغرباء والعمّال. لقد إتخذه الكثيـرون من قديسوا الكنيسة شفيعاً خاصاً لهم أمثال القديسة تريزا والقديس فرانسوا دى لاسال والقديسة برناديت.  

ان تكريم القديسين ليس فقط لـمجرد اننا نريد ان نقدم الحمد والشكر لهم، فهم مممتلئون من الـمواهب السماويـة ولن يضيف حمدنا أوإكرامنا لهم اي شيئ للمجد السماوي الذين يتمتعون بـه الآن.

نحن نكرّم القديسين لأننا معجبون بهم وإعجابنا هذا سيؤدى لأن نحبهم، ومحبتنـا هذه ستدفعنـا لأن نتمثل بسيرتهم وبهذا ننال رضى الآب السماوي ورضاهم عنـّا فيداوموا الصلاة من أجلنا.

ان تلاوة صلاة امام تمثال او صورة لأحد القديسين او وضع باقة من الزهور او حتى التناول من الاسرار الإلهية فى عيد هذا القديس او ذاك،مع انها كلها اعمال حسنة ولكن ما جدواها إن لم يكن القلب والحياة اليومية تعكس نفس إيمان والـممارسات التقويـة التى مارسها القديسون فى حياتهم على الأرض فنالوا بها تلك الأمجاد السماويـة. 

فللحصول على شفاعة القديسين وصلواتهم من أجلنـا وخاصة تقديم الإكرام للقديس يوسف يستلزم الأمر القيام ببعض الممارسات التقويـة والتى تتلخص فى الآتـى:

1. التمثل بفضائـله

محاولة التحلي ببعض من فضائل القديس يوسف من ايمان وطاعة وصبر وتسليم وبرارة وعفة وبمعونة الله وشفاعة القديس يوسف ستتمكن من ان تمارسها.

 

 

2. صلاة يومية

ردد يوميا صلاة قصيرة للقديس يوسف تدعوه فيها لأن يقوم بالصلاة من أجل إحتياجاتك الروحية أولاً ثم الدنياوية.

3. تكريس أسبوعاً  

بأن تقدم جميع اعمالك فى هذا الأسبوع لمجد الله وللعذراء مريم وللروح القدس ولجميع قديسيه فتتبارك أعمالك كلها.

4. تكريم ألقابـه

من الألقاب المعروفة والتى أطلقتها الكنيسة عن القديس يوسف إختر سبعة منها وخصص يوم من أيام الاسبوع لأحدهم لتقديم الإكرام اللائق. فمثلاً فليكن اليوم الأول للتأمل فى كونه خطيب العذراء مريم،واليوم الثانى كونه أبأً

إعتباريا ليسوع،واليوم الثالث مثال العِفة والطهارة،واليوم الرابع لكونه مثال الأمانة والطاعة،واليوم الخامس لكونه حارس العذراء وإبنها يسوع،واليوم السادس لكونه الـمسؤول عن العائلة الـمقدسة، واليوم السابع لكونه حارس للطفل يسوع والـموزع لنعم وكنوز الـمسيّا.

5. عيد القديس يوسف

لا تكتفى فقط للتعبير عن إكرامك وحبك للقديس يوسف فى يوم عيده فقط والذى خصصته الكنيسة فى 19 مارس من كل عام للإحتفال به،بل حاول ان يمتد هذا الإحتفال لثامن يوم وذلك بحضور القداس اليومي والتناول و تقديم الصدقات للفقراء.

6. تخصيص يوم الأربعاء من كل أسبوع

تشبها بـمكرميه فى كل مكان والذين يخصصون يوم الأربعاء من كل اسبوع وذلك بحضور القداس الالهي او تقديم نية القداس لهذا اليوم أو تقديم مساعدة مالية من اجل المحتاجين.

7. دعوة الآخرين

وذلك بالتحدث عن القديس يوسف وفضائله وشفاعته ودوره فى الخلاص.

8. ضع صورتـه امامك او إحملها دائما

ضع كل مشاكلك امامـه وتحادث معه وكأنـه حاضر معك وإجعله دائما هو محاميك أمام العرش الألهي،وكلما شعرت باليأس فتذكر دائما وتأكد وآمن بأن يسوع ومريم ويوسف لن يتركوا من يلتجئ اليهم أبداً.

9. وحد قلبك عند تناولك من الأسرار الإلهية

وحّد قلبك ونفسك مع القديسة مريم والقديس يوسف فمعهما ستحتفظ بصحبة يسوع فى قلبك فلقد قدماه من قبل فى الهيكل وها هما الآن يقدموه الى الآب السماوي فى معبد قلبك حيث يسكن فلا تدع هذه الفرصة تفوت دون ان تطلب من يسوع ان يسكن دائما فى قلبك.

10. إكرامك هو إكرام للعذراء مريم وابنها

لا تتصور ان إكرامك للقديس يوسف سيؤثر على إكرامك للعذراء مريم

فبالعكس فالعذراء كانت تحترمه وتدعوه بسيدها كما كانت سارة تدعو زوجها ابراهيم(1بطرس6:3) وهو خطيبها والآب الإعتباري ليسوع والرجل البار والـمختار من الله ليكون مسؤولاً عنها وعن طفلها بالإضافة إلى أنـها كانت تقوم بخدمته فى الـمرض أوالصحة. إقتد بالعذراء مريم وأطلب منها أن تعلمك كيف تخدم وتكرم بصورة خاصة القديس يوسف.

11. تكريس الذات

كرّس جسدك ونفسك وقلبك وكل نفسك للقديسة مريم وخطيبها البار القديس يوسف كما فعلت من قبل القديسة كاترين السينائية او القديسة تريزا الطفل يسوع.

12. العطـاء

هب كل ما تملك من اجل الله والقديسة مريم والقديس يوسف فما "من احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او بنين او حقولا لأجل إسمي ولأجل الإنجيل..فله الحياة الابدية"(مرقس29:10-30).

 

13. المساهمة فى بناء دور العِبادة

بناء الكنائس او تخصيص اماكن بداخلها لإكرام مريم العذراء والقديس يوسف.

14. الإقرار بالضعف

الإقرار بضعفك وعجزك عن تقديم الإكرام الواجب للقديسة مريم وللقديس يوسف.تذكر دائما ان ما تريده العذراء مريم فى جميع ظهوراتها من بدء الكنيسة وحتى يومنا هذا هو شيئ واحد ان "نفعل كل ما يأمرنا بـه يسوع"(يو5:2)، و من المؤكد هذا ايضا ما يطلبه منا القديس يوسف على الرغم من ندرة ظهوراتـه على الأرض، فما تريده مريم هو نفس الشيئ الذى يريده ولهذا فلننصت ونعمل بكل ما يريده منا يسوع ومريم ويوسف. لقد كان القديس يوسف صامتا ولم تذكر الأناجيل اي كلمة على لسانه فأطلب من العذراء ومن القديس يوسف قائلا لهما انك عاجز عن التعبير بالقول او بالفعل عن ما فى قلبك من حب لله ولهما وانك تبغى ان تكون مثلهما.    

             +++++++++++++++

     فعل التكريس للقديس يوسف البتول

ايها القديس الجليل يوسف المعظم،رئيس الأسرة المقدسة ونموذج الحياة الروحية وشفيع الميتة الصالحة انى اكرس نفسي جملتها لدمتك. فأنت تكون لي ابا وانا اكون لك ابنا. انت كون لي حاميا نصيرا وانا اكون لك خادما مخلصا. انت تكون لي قائدا هاديا وانا اسير بلا خوف وقلق فى سبيل اللاص. فالتمس لي يا شفيفي الحبب الضروري من النعم للحالة التى جعلتنى فيها العناية الربانية حتى اقضى على مثالك واجباتي مسلما امري الى الله لا توئسني الخيبة ولا يبطرنى النجاح. وبعد ان تكون عضدتني فى حياتي فاعضدنى فى ساعة مماتي. فى تلك الساعة الرهيبة انصرني على مكايد الشيطان وبحضورك عزني لأموت مثلك بين ايدي يسوع ومريم. آمين.

                      +++++++++++++++++

 

                    طلبة القديس يوسف

كيرياأليسون       كريستا أليسون        كيريا أليسون

يا ربنا يسوع المسيح                           أنصت لنا

يا ربنا يسوع المسيح                           إستجب لنا

ايها الآب السماوي الله                               ارحمنا

يا ابن الله مخلص العالم                        ارحمنا

ايها الروح القدس الله                         ارحمنا

ايها الثالوث القدوس الإله الواحد             ارحمنا

يـا قديسة مريم                               صلّي لأجلنـا

ايها القديس يوسف                           صلّي لأجلنـا

يـا سلالة داود الكريمة                      صلّي لأجلنـا

يـا نور الآبـاء                              صلّي لأجلنـا

يـا عريس والدة الله                          صلّي لأجلنـا

يـا حارس البتول الطاهر                     صلّي لأجلنـا

يـا مُربـّي ابن الله                          صلّي لأجلنـا

يـا حامـي المسيح الغيور                   صلّي لأجلنـا

يـا رئيس الأسرة المقدسة                    صلّي لأجلنـا

يـا يوسف الجزيل البـِر                     صلّي لأجلنـا

يـا يوسف الساميّ الطهارة                  صلّي لأجلنـا

يـا يوسف الكثير الحِكمة                    صلّي لأجلنـا

يـا يوسف العظيم القوة                      صلّي لأجلنـا

يـا يوسف الكبير الطاعة                     صلّي لأجلنـا

يـا يوسف الوافر الأمانـة                   صلّي لأجلنـا

يـا مرآة الصـبر                             صلّي لأجلنـا

يـا مُحب الفقر                              صلّي لأجلنـا

يـا قدوة العمال                              صلّي لأجلنـا

يـا زينة الحياة البيتية                          صلّي لأجلنـا

يـا حارس العذارى                          صلّي لأجلنـا

يـا سَنَد الأسر                                       صلّي لأجلنـا

يـا تعزية البائسين                            صلّي لأجلنـا

يـا رجاء الـمرضى                         صلّي لأجلنـا

يـا شفيع الـمائتين                          صلّي لأجلنـا

يـا رُعب الشياطين                          صلّي لأجلنـا

يـا حامي الكنيسة المقدسة                   صلّي لأجلنـا

يـا حمل الله الحامل خطايا العالـم          إغفر لنا يارب

يـا حمل الله الحامل خطايا العالـم          إستجب لنا يارب

يـا حمل الله الحامل خطايا العالـم          إرحـمنـا

س: صلي لأجلنا ايها القديس يوسف

ج: لكي نستحق مواعيد المسيح

لنصلّ:اللهم الذى شئت بعناية فائقة الوصف ان تختار الطوباوي يوسف عريسا لوادتك الفائقة القداسة أهلنا لأن يكون لنا شفيعا فى السماء من نكرمه بمنزلة محام على الأرض. انت الحي المالك الى دهر الدهور. آمين.

                      —————–

 

 

صلاة:

أيها القديس يوسف نتوسل اليك أن تواظب الصلاة وأن تحمل منشارك لتقطع كل الأربطة التى تجذبنا الى الأرض و تبعدنا عن بيتنا السماوي و أن تـمزق أثـمالنا البالية لتجعلنا جديرين برداء الحـلة الـملوكية مع موكب الـمنتصرين وأن تحمي عائلاتنا من هجمات العدو كما حاميت وانت على

الأرض عن أمنا العذراء وإبنها الحبيب إلـى أن نلتقى بهما فى السماء يوما مـا حيث نعيم الأبد مع أحباء الأبد.

                                           نبيل حليم يعقوب

                                       لوس اتجلوس مارس 2001

 

الـمراجـع:

1.   تساعية القديس يوسف البتول –تجميع لأحد الرهبان الفرنسيسكان

    (1938)

2.   القديسة مريم فى الـمفهوم الأرثوذكسي – القمص تادرس يعقوب ملطي (1978)

3.   اللاهوت فى فكر العذراء مريـم-القمص سيداروس عبد المسيح

    (1988)

4.   دوام بتولية العذراء مريم-الاب بولس نصير (مايو 1937)

5.   أم وعذراء-القمص ابراهيم جبرة(1978)

6.   الإثنا عشر-حبيب سعيد (1979)

– “The Devine Favors Granted to St. Joseph”, Pere Binet, S.J.,

Tan Books and Publishers, Inc.-1983

 

          Apostolic Exhortation of John Paul II “Guardian of the Redeemer”; Paulin Books & Media – 1989

 

          “The Life of the Blessed Virgin Mary” from the Visions of Ann    

      Catherine Emmerich; Tan Books and Publishers, Inc. –1970

 

          “Like Wife, Like Husband”, Brother John Samaha, Marian

Library- 2000.

          “Saint Joseph and the Third Millennium”, Michael D. Griffin,

         Teresian Charism Press-1999

– “Dictionary of Mary”, Catholic Book Publishing Co., 1985.

                                         الشماس نبيل حليم بعقوب

                                      لوس أنجلوس فى 19مارس 2001