دير مار متى الشيخ الموصل بالعراق

إعداد اسحق مقار ابراهيم[1]

تعرض المسيحيين في بلاد مابين النهرين لاضطهاد عنيف شنه الفرس الساسانيين في عام 266م واستمر هذا الاضطهاد فترة من الزمن .

 كما تعرض ايضاً المسيحيين لاضطهاد أشد عنف وقساوة شنه شابور الثاني في العام 339م –379 هذا الاضطهاد شمل معظم البلدان التي كان يسكنها السريان ومن ابرزها مدينة نينوى التي راح منها الكثير من الشهداء . كما فرض الملك شابورا الثاني فرض الجباية على المسيحيين وأمر بهدم الكنائس وحرق الاديار[2] .عرف هذا الاضطهاد القاسي بالاضطهاد الاربعيني والذي كان له سببان رئيسيان الاول ديني والثاني سياسي .

السبب الديني :

 قامت المسيحية كديانة جديدة ضد ديانة الفرس التي كانت تعرف بالمجوسية .

السبب السياسي:

كانت الكنيسة في هذه المملكة خاضعة للكرسي الانطاكي في المملكة الرومانية .

في العام 383-420م توطدت دعائم الصلح بين الامبراطورية الرومانية والامبراطورية الفارسية من خلال المساعي التي قام بها مار ماروثا الميتافرقين ، وهنا شعر المسيحيون بسلام وطمائنينة واستقرار ولاسيما وأنه قد سُمحَ لهم باعادة بناء الكنائس وتنظيم شؤونها وممارسة أنشطاتها الروحية والرعواية[3] .

في القرن الرابع الميلادي أنقسمت المملكة الفارسية إلى أربع ولايات ولكل ولاية عاهل يقيمه الملك، ففي إحدى الولايات كان للملك سنحاريب ابن اسمه بهنام ، وهذا الاخير قد اصطحب أربعين شخص من اصحابه للصيد على قمة جبل عالي يعرف اليوم بالجبل المقلوب ، هؤلاء قاموا بطرد آيل لصيده ولكن الآيل توارى عنهم وبالقرب من عين على سفح الجبل ظهر ملاك الرب لبهنام طالباً منه الذهاب إلى الجبل لملاقاة رجل شيخ وكبير في السن يعرف عنه بأنه حكيم منحه الله عمل المعجزات ، وعلى الفور لبىَ بهنام أمر الملاك وذهب هو ورفاقه إلى حيث قال له الملاك ، وهناك قابلهم الشيخ الحكيم الناسك متى وبشرهم بكلام الحياة .

اصطحب الشيخ الناسك بعد أن إنتهى من الصلاة بهنام ورفاه إلى حيث توجد سارة إبنة الملك سنحاريب وأخت الامير بهنام من أجل شفائها من مرض البرص وعلى الفور رفع الشيخ متى صلاته إلى رب المجد يسوع المسيح الشافي كي يمد يديه ويشفى الاميرة من مرضها .

جلبت صلاة الشيخ الناسك متى بركة كبيرة للمنزل ونعم غزيرة أبرزها نعمة الشفاء ونتيجة هذه الصلاة أو ثمرتها تقدمت الاميرة سارة وشقيقها بهنام سر العماد المقدس  ، على الفور أنتشر خبر الامير وأخته في كل المنطقة وهذا الخبر أثار غضب ابيها الملك ، وامر بقتلها  وذبحها هى وشقيقها الامير بهنام ، ومن بعد فترة ليست بطويلة أصيب الملك سنحاريب بمرض خطير كاد أن يفتك به ، لكن ملاك الرب ظهر لزوجته وأمرها بنقل جسد أبنيها الامير بهنام والاميرة سارة ورفاقهم الذين قتلا معاً، وبناء قبه لحفظ الجسد ، تمكنت زوجة الملك من تلبية أمر الملاك وبنت قبة تعرف اليوم بقبة الجب ، وفي مرحلة من حياة زوجة الملك سنحاريب هى الايمان ، فقد أصيب زوجها الملك بمرض خطير ظهر لها ملاك الرب طالباً منها الايمان بالمسيح يسوع كما ظهر لها إبنها الامير بهنام مشدداً عليها لتلبية أمر الملاك ، كما قال لها إبنها بهنام بأن تذهب إلى  الشيخ الناسك متى ، وبعدما لبت زوجة الملك أمر الملاك وابنها الشهيد الامير بهنام بزيارة الشيخ متى الناسك ، نال زوجها الملك سنحاريب نعمة الشفاء ونتيجة لذلك قام الملك  بالتبرع لبناء دير في الجبل حيث يعيش الشيخ الناسك  مار متى الذي عاش ومات ودفن في نفس المكان[4] .

نود أن نذكر بأننا لم نملك الوثائق التاريخية الكافية التي تبين لنا مخطط الدير ولكن الثابت لدينا هو أن الدير إتخذ أوضاع واشكال عديدة[5] .

دير مار متى أبان الفتح العربي :  

جاء العرب من شبه الجزيرة العربية إلأى بلاد فارس محررين أهلها من حكم الفرس ، وكان السريان في حاجةٍ ماسه لمن ينقذهم من الفرس وقد تم نصر ومساند المسيحيون السريان في التخلص من وثنية بلاد فارس والعيش مع المسلمين في جوانب الحياة بسلام وهدوء واطمئنان والسبب هو إلتقاء الاسلام والمسيحية في مبادئ واحدة وهى عبادة الاله الواحد ورأت المسيحية في الاسلام روح التسامح الذي تجلى في الاحترام والتقدير .

 في هذه الفترة نال دير مار متى شهرةً عاليه شأنه شأن سائر الاديار الاخرى كما أصبح له كيان حضاري .

 يؤكد لنا التاريخ أن دول العرب حكمت هذه المنطقة منذ أوائل القرن السابع الميلادي واستمرت دولة قوية حتى فترة أنحطاط الدولة العباسية في القرن العاشر ، حيث قد ظهر على الساحة السياسية سيل من الاضطهادات والاضطرابات[6] ، من جهة أخرى شن الاكراد حملة شرسة على رهبان دير مار متى ورموهم بالسهام وقتلوا منهم  خمسة عشر راهباً ونهبوا أموالهم ومن ثم دمروا الدير ، فهجر الرهبان الناجون إلى دير مار بهنام[7] ، كانت هذه الحملة الشرسة في العام 1171م . أما في العام 1187م قد عاد الرهبان إلى بعد معاهدة الصلح التي أقيمت ( عقدت) بين الاتابكة وصلاح الدين الايوبي ، ففي هذه الفترة عاد الامن والاستقرار إلى الدير وازذهرت الحياة الرهبانية  والحياة النسكية ، كما برز دور الدير الكنسي والراعوي وذاعت شهرته فأصبح محط أنظار السياح والراغبين في معرفة الحياة الديرية [8].

اقتحام المغول للدير بقيادة جنكيز خان:

         في العام 1245م تزعم جنكيز خان قائد جيش المغول فرقة عسكرية واقتحم مدينة نينوى ، فأتلفو المدينة وخربوها دمروا ابرز معالمها ، لدرجة أنه حل سيل من النكبات عليها وراح ضحية هذا الهجوم العديد من الابرياء الذين يترواح عددهم إلى الالاف من الاشخاص ، وقد أنتشر الفساد في تلك المدينة  ، وسفك الدماء على مدى ثمانية أيام متواصلة من خلالها تمكن فيها كلاٍ من المغول والتاتار من تأسيس امبراطورية تحل محل امبراطورية العرب العباسيين التي إنحلت بالقضاء عليها في بغداد في العام 1248م . استمرت سيطرة المغول والتاتار حتى اواخر القرن الرابع عشر[9] من بعد انهيار دولة المغول  وولايتها على العراق تحسنت احوال المنطقة واسترجعت حضارتها وصار دير مار متى ملجاء لكل من يلتجئ اليه فاتحاً ابوابه واحضانه لضم المؤمنين ، كما أن ملوك التاتار لم يكن جميعهم قساة القلب بل وجد فيهم من أتصف بالاخلاق الحميدة .

في فترة استقرار الدير والمنطقة عزز ابن العبري شأن الدير برسامته مفريانعام 1264 فقد أنشاء القلالى وخزانات المياهوتوصيلها إلى اركان الدير [10] لم يستمر اسقرار الدير والمنطقة سوى فترة قليلة بسبب قدوم الاكراد واستيلاءهم على المنطقة والدير فقد عاد إليه الخراب والسلب والنهب ولاسيما مع تيمور لنك الذي دخل إلى الدير مرتين مبدياً حسن نيته ولكن خان النية بسلبه لإساسات الدير ومحتوياته  من أنية كنسية من كؤوس وصواني  .

كان تيمور لنك طاغية أنزل على المنطقة كل انواع العذاب  واصناف التعذيبان بأهل المنطقة وبات عهده عهد فزع وخوف واضطراب وقلق مستمر  ونتيجة هذه الحالة المزدريه (القاسية والعنيفة) تشتت الرهبان في اماكن مختلفة وترك الدير مهجوراً[11] .

 في العام 1534م خضع العراق لحكم بني عثمان حيث أنه في هذه الفترة ساد جو من المنازعات والمخاصمات والاضطرابات الاشد عنفا من سابقه ، وأستمر حتى القرن السابع عشر ولم تتحسن احوال الموصل إلا في بداية القرن الثامن عشر حيث قد لمع نجم دير مار متى الذي إتخذه الملفان مقراً له[12] .

 بدأ في تشييده مع بعض الرهبان والاعتناء باملاكه والمحافظة على حقوقه محاولين إعادة امجاده السابقة[13] .ومما يذكر للراهب باسيليوس الذي كان قد بدأ حياته الرهبانية في دير مار بهنام ومعه الراهب جمعة حبير والراهب اسحق عازار سعيهم الدائم إلى اعادة ترميم الدير  وهيكله ولكن ظلم الوالي زيني باشا لم يفارقهم فقام الوالي بزجهم في السجن فترة طويلة فيها عاني المفريان الراهب باسيليوس من الام مبرحة إلى أن اُطلق سراحه هو والراهب عازار الذي غادر الموصل متوجهاً إلى الهند  لقيادة شؤون الكنيسة هناك[14]. عاني دير مار متى على مر الزمن من خراب ودمار وقد هجره الرهبان مدة 12سنة وفي هذه الاثناء عاد ميراكور بقيادة جيش كبير هلعت له القلوب فاذاد الدير خراباً وجرده من كل محتوياته  وهذا العمل فتح المجال أمام الاكراد للستيلاء على الدير وتحويله إلى مأوى[15]. في عام 1846 توفى أمين باشا وتولت العائلة الجليلية حكم الموصل مدة 120سنة وتقلد الراهب قورلس متى الطويل رئاسة الدير بناءً على طلب تقدم به عبد الاحد عبد النور إلى البطريرك الياس الثاني , وقد عُنى الاب طويل بالدير فعمل على طرد الاكراد منه واقتنى متاعاً ومواشي من هبات المؤمنين .

ولد الاب قورلس متى في مدينة الموصل سنة 1787م وتوشح بالاسكيم الرهباني سنة 1817م وكان قد رافق المفريان الياس الرابع في منفاه في بغداد ، ورحل إلى دير الزعفران ثم عاد إلى الموصل وتقلدا رئاسة دير مار متى إلى أن توفي في عام 1858م ودفن في الجانب الغربي من الدير .

في عام 1846م سيم الاب دنحا كاهناً ثم أسقفاً في عام 1858 متولياً رئاسة الدير وقد أهتم بغرس اشجار الزيتون وترميم الدير . وفي عام 1863م طغت عصابه من اللصوص على الدير لسرقة محتوياته المتبقية اثارت الذعر في نفوس الرهبان ، وعلم اهل القدية بهذا السطو على الدير فقاموا باطلاق النار على العصابة وطردوها.

 نظرة جغرافية :

 يبعد دير مار متى الناسك مسافة 35كم عن مدينة الموصل في اتجاه الشمال الشرقي من المدينة ذاتها ، ويقع على سفح جبل عال يعرف باسم جبل الفاف أو الجبل المقلوب  أو جبل الشيخ متى .يقصد هذا المكان المبارك العديد من المؤمنين والزوار من كافة المناطق العراقية وحتى من خارج العراق بهدف التبرك والصلاة والخلوة الروحية .

سعت الحكومة العراقية بالتعاون مع القيمين على إدارة الدير بتصليح الطريق المؤدي إلى الدير والذي يبلغ طولع 9كم  وهو عبارة عن طريق ملتويٍ  وقاسي جداً وخطر للغاية ، ليكون طريق مستقيم يسهل على الزوار الوصول دون مخاوف  وعند  مدخل قرية ميركي أُعدت مساحة كبيرة من الارض لتكون موقف سيارات واستراحة قبل الدخول إلى حرم الدير .

يعلو دير مار متى عن سطح البحر في سفح الجبل 2100متر والكثير من الزوار يتسلقون الجبل مشياً على الاقدام وصولاً إلى الدير حيث يوجد طريق مرصوص بالحجارة يطلق عليه اسم الطريق الطبكي أي المرتقي .

للدير بوابه كبيرة وحصن منيع راسخ الاركان والاساسات مشيد من الحجر الابيض  . كما أن له نافذتان وعمارة مكونة من دورين الدور الاول يشتمل على بوابة رئيسيه ، وممر وغرفتين ، أما الدور الثاني فقد يحتوي على غرفتين  أقيمت الواحد لاستراحة الضيوف والاخرى لتلبية إحتاجاتهم.

قد ساهم ابناء الكنيسة السريانية الارثوذكسية وابناء العراق المخلصين باموالهم الخاصة من تعمير الدير وترميم الاجزاء المتهمدمة منه وكل ماتعرض له من هدم ودمار وتخريب .

كما اهتم  القيمين لى الدير باقامة مقر يليق برئيس الدير ومقر لكبار الزوار  واقامة مخازن كبيرة، الى جانب الاهتمام بتربية الاغنام والمواشى .

 يحاط الدير بسور كبير قد بناه البطريرك جرجس الرابع في عام 1762م ،وجدده الاسقف دنحا في عام 1863م .

 يوجد في دير مار متى كنيستان واحدة على اسم السيدة العذراء والثانية على اسم القديس متى الناسك والشيخ ، كما يوجد مدفن للاباء البطاركة ومطارنة ورؤساء الدير وبيت القديسين الخارجي والداخلي .

كنيسة السيدة العذراء :

  توجد هذه الكنيسة في الجهة الشرقية من الدير وفي اعلى كنيسة مار متى من جهة الشمال  كنيسة السيدة هى قديمة جداً جددها البطريرك جرجس الرابع وبنى فيها مذبح صغير تعلوه قبه وكوه أى فتحه تطل على بيت القديسين .

كنيسة مار متى الشيخ :

        شيدت كنيسة مار متى على الطراز البابلي القديم المعروف والمألوف في كنيسة المشرق وقد تشتمل على مذبح قديم جداً يعلوه قدس الاقداس وفيه ايضاً جرن المعمودية ، وللمذبح بابان واحد كبير يُعرف بالباب الملوكي وواجهته من الممر الخالص به زخارف وكتابات سريانية .

أما هيكل الكنيسة فقد أسسه الاسقف دنحا في عام 1858م زويتالف من ثلاث انابيب اسطوانية يلبغ طول الهيكل 14متر وعرضه 12متر وارتفاعه8 امتار ، يقوم على اربع اعمدة من الرخام وفي منتصفه باب صغير يؤدي إلى غرفة تعرف باسم غرفة الزيت .

مدفن الاباء :

         يوجد مدفن الاباء في القسم الشمالي من مذبح كنيسة القديس متى وهو مربع الشكل به ريازة تشبه ريارة هيكل الكنيسة .يحتوى مدفن الاباء على سبعة اضرحة نذكر منها ضريخ مار متى الشيخ ومار زكاى وغريغوريوس ابن العبري المتوفي في عام 1286م وضريح غريغوريوس برصوم والمفريان باسيليوس عازار .

مدفن الاباء الرهبان :

        هو عبارة عن مغارة صخرية توجد تحت هيكل مار متى كانت قد اختفت واكتشفت عند وفاة الراهب يعقوب ابن عرو في سنة 1910م .

مدفن الاباء الخارجي :

         يعرف هذات المدفن بمدفن الاباء الخارجي نظراً لوجوده خارج الاسوار وهو عبارة عن مغارة صخرية كبيرة تشمل العديد من رفات الرهبان ومنهم الراهب مار يوحنا ابن العسال .

يمتلىء جبل الفاف أو الجبل المقلوب بالعديد من الصوامع المنقورة في الصخرة والتى كانت من قبل محط انظار وآمال الكثير من النساك الذين قضوا حياتهم لله بالتعبد والصوم ونذكر من بينهم مار متى الشيخ الذي استقبل في ايامه الامير بهنام ابن الملك سنحاريب حاكم ولاية آثور .

قلاية ابن العبري :

        توجد قلاية يوحنا ابن العبري في شرق الدير وعليها كتابة سريانية بالخط الاسطرجيلي تبرز تاريخها واسم الناسك الذي كان فيها وعرفت بقلاية المفريان ابن العبري ، وقد شيد بجوراها صهاريج مياه .

بجوار الدير يوجد قصر عرف باسم قصر الجاسوس  ويعرف من اسمه انه كان مكان يسكن فيه رقباء الدير لمراقبة كل من يريدون الهجوم على الدير أو الاعتداء عليه .

يملك دير مار متى معظم اراضي جبل الفاف وبه بساتين زيتون تحتوي على الاف الاشجار ، وتبلغ مساحة الاراضي الصالحة للزراعة 2500دونم ، كما تتوفر مواد البناء والتعمير في جبل الفاف من صخر ورمل وممر وتراب ويحتوى على أجود أنواع الحجارة التي مازل العلماء يبحثون ويدرسون نوعيتها .

تصل المياه إلى الدير عبر صهاريج عديدة نحتت خصيصاً لخزن مياه الامطار تبلغ سعة الواحد 2420م مكعب .

مع مرور الوقت تمكن ابناء الكنيسة الغيورين من ايجاد وسيلة ناجحة لتوصيل المياه إلى الدير عن طريق الضخ بمضخات تعمل بجوار النبع .كما تمكنت الحكومة العراقية من توصيل الكهرباء بتركيب موتور كبير جداً يغطى حاجات الدير .

 ابرز الشخصيات :

         تخرج من دير مار متى ثلاثة بطاركة انطاكيين هم البطريرك جرجس الموصلي في عام 1687-1718م والبطريك اسحق الموصلي 1709م والبطريرك يعقوب الثالث 1952م . كما تخرج منه مفارنة نذكر منهم مار ماروثا التكريتي ، دنحا الاول ، غريغوريوس متى . تنقلت رئاسة الدير بين الكهنة والمطارنة والمفارنة وتراوح عددهم إلى 63مسؤول بدءاً من مار متى الناسك وصولاً إلى الرئيس الحال المطران صليبا شمعون .

خاتمة :

يتمتع دير مار متى بشهرةٍ عالية ومكانةٍ مرموقة في كنيسة المشرق العريقة على كافة الاصعدة الروحية والكنسية والعلمية أيضاً . فمن الناحية الروحيةتكمن شهرته في نهج القديس متى الشيخ الذي نهج طريق النسك والزهد ليعطى مثالاً صالحاً لرجل الله ويكون هو المثال الاكمل في الوصول الى درجات الكمال المسيحي ،كما يعتبر مار متى من أحد ابطال الرهبنة في كنيسة المشرق وهو قد جاء من ديار بكر واضعاً أسس الرهبنة على غراغر الاسس التى وضعها القديس انطونيوس الكبير مؤسس الرهبنة في مصر .

أما من الوجهة الكنيسة فقد تمتع الدير بمكانة مرموقة جعلت منه مقراً اسقفياً فقد عرف بكرسي اسقفي يتمتع بامتيازات خاصة نال من خلالها اسقف الدير منزلة توازي منزلة الاسقف العام

ومن جهةٍ أخرى لعب دير مار متى دوراً بارزاً في تجديد إتحاد كنيسة المشرق بالكرسي الرسولي ، وكان قد عقد البطريرك الياس شاكر مجمعاً عاماً دٌعى بمجمع مار متى الثالث في عام 1930م

 دير مار متى من ابرز الاماكن الاثرية الموجودة في سفح الجبل العالي شمال الموصل في العراق بلد الخير والعطاء والكفاح المستمر ، قد عاش فيه قديسون أحيوا الكنيسة وعطروها بعطر القداسة خلال حياتهم النسكيةوالزهدية ، وفي مقدمة هؤلاء القديس مار متى الناسك والشيخ بطل الزهد والتقشف في بلاد ما بين النهرين .




[1]-في نوفمبر من العام 2000 قمت مع المصور جوزيف الغربي لزيارة العراق لتصوير بعض الاماكن الدينية والمعالم المسيحية البارزة في تاريخ العراق البلد ذو التاريخ المجيد ، ومن بين الاماكن دير مار متى الشيخ الذي يقع على سفح جبلٍ عالٍ في بلاد الموصل ، وللدير ميزة تاريخية وجغرافية ووطنية ففيه عاش ابن العبري الذي ترجم الكثير من التراث السرياني ولعب دوراً بارزاً في نهوض الثقافة في وقته. نحن وبعد ثماني سنوات من تاريخ الزيارة وخمس سنوات من تفشي الفوضى في العراق لا نعلم حال الدير ونرجو أن يكون على صورته التاريخية الشامخة الرمز للحضور المسيحي في بلدٍ كاد أن يُفرغ من المسيحيين. الاب انطونيوس مقار ابراهيم

[2] – كتاب دير الشيخ متى ص 9

[3]  نفس المرجع السابق ص 10

[4] -كتاب دير مار متى الأب اسحق ساكا ص 16

[5]  – كتاب دير مار متى الاب اسحق ساكا ص 17

[6] كتاب دير مار متى الاب اسحق ساكا ص21

[7]  كتاب دير  مار متى الاب اسحق ساكا ص 22

[8]  كتاب دير مار متى الاب اسحق ساكا  ص 23

[9]  كناب مار متى  الاب اسحق ساكا ص 25   

[10]  كتاب مار متى الاب اسحق ساكا ص27 

[11] – كتاب مار متى  الاب اسحق ساكا ص 28

[12]  كتاب مار متى   الاب  اسحق ساكا  ص29

[13]  كتاب مار  متى  الاب اسحق ساكا  ص29

[14]   كتاب مار متى الاب اسحق ساكا ص 31

[15]  كتاب مار متى  الاب اسحق ساكا  ص35