الـمـزمور الثاني: الرب قال لي أنت ابني

 

يعتبر المفسّرون والآباء المزمور الأول  والثاني مدخلاً ومقدمة لسفر المزامير، فهما تعليميّن من الدرجة الأولى،  نجد فيهما موجزاً لما في سفر المزامير من تعليم أخلاقي ومن أفكار "مشيحية" أي تختص بنبوات عن السيد المسيح . المزمور الثاني هو مزمور يتحدّث فيه المرتّل عن الملك الذي اختاره الرب ومسحه بالزيت المقدّس. وبينما نراه يتحدّث بباصرته عن ملك تاريخي (داود، سليمان…)، نجده يتطلّع  إلى الملك المنتظر والمسيح الموعود به ينتظره ببصيرته. يتميز شعب الله عن سائر الشعوب في أن الله هو ملكه وأن الملك هو  مجرد وكيل الله على شعبه يختاره بنفسه ويمسحه بزيته المقدس ويحل عليه روحه القدوس.

وهكذا نفهم هذه الوحدة بين الله والملك مسيحه ويتناول المزمور الثاني النقاط التالية:

1- 3      ثورة العالم الوثني على الله والملك مسيحه.

 4-6  ردّ فعل الله: يخيف الملوك وينصِّب الذي اختاره ملكًا.

7- 9       قرار تنصيب الملك على صهيون: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك.

10- 12   نداء المرتّل إلى الملوك: اخضعوا لئلا تهلكوا.

1 – لماذا تضج الأمم وتلهج الشعوب بالباطل:

v    لماذا:

بدء المزمور الأول بطوبى وها المزمور الثاني يبدأ بسؤال استفهامي استنكاري، يعرب فيه المرنم عن استغرابه الشديد من أمرين:

الأول: سلوك الأمم        

الثاني: صمت الله

ينطلق بعد هذا في وصف تفصيلي لأقوال وأفكار وأفعال أصحاب المعسكر الآخر "معسكر الشر". إذ يتكلم عن ثورة عارمة تجتاح أفراد هذا المعسكر، تريد أن تعصف، ليس فقط بالملك الممسوح من الله وبالذين يتقون الرب، بل بالرب نفسه… لا يلمح المزمور إلى ثورة سياسية بل دينية بالطبع، حيث يرفض العالم الوثني النظام الديني العبراني، الذي يرتكز على عبادة الله وتقديم الإكرام  للملك الذي يمثّل الله، لأنه بذلك  يجعل من أعداء الملك أعداءً لله، فلا فائدة إذن من الحرب على الملك الذي اختاره الله ، لأن الله نفسه يقوم بالدفاع عنه إذ  يُحبط مؤامراتهم ويملأ قلوبهم خوفًا ورعباً… من هنا نفهم سر هذه الثورة ولماذا كل هذه الضجة المرعبة المخيفة.

v    تضج (ارتجت) الأمم:

كلمة " الأمم" تعني في كلا العهدين القديم والجديد،  الشعوب الوثنية التي لا تعرف الرب ولا تعترف به إلها، لكن هنا في العهد القديم تفاجأ به خصماً يحاربها ويهزمها ويزلزل كياناتها القوية بل ويمحي بعضها من الوجود بقانون الإبسال الذي كانت الجيوش العبري قي عهد داوود الملك تطبقه بحذافيره على المدن والبلاد التي تفتتحها فتبيدها إبادة كاملة لا تبقي أي أثر للحياة فيها، فألقى الرب رعبهم على جميع الشعوب، التي خاضت حروباً  كثيرة مع شعب الله قبل دخوله أرض كنعان، وكان وجود الله، المتمثل بتابوت عهده، أمام جيوش اسرائيل يعطي النصر لشعبه ويلقي الرعب والهلع في قلوب أعداءهم، إلى أن استأصل جميع هذه الأمم وغرس شعبه في أرض الميعاد كما سبق وعاهد إبراهيم خليله…لهذا ثارت الأمم الوثنيّة ورفضت الخضوع للملك الذي اختاره. فالخضوع لهذا الملك يعني الخضوع لله في مدينة صهيون حيث يقع هيكل الله في وسط مملكه إسرائيل، وحيث لا فكاك من بطش هذا الجبار الذي يريد أن يفرض سلطانه على المسكونة كلها.

v    تلهج الشعوب بالباطل:

يلهج بالقول أي يردده بفخر وسعادة، ويتشدق بمفاخر ومواقف مخجلة، لكنهم يرون فيها موضع زهو وتفاخر واستعلاء على شعب الأبرار. ويذكرهم سفر المزامير عادة الشعوب أو شعوب الأرض كلها بصيغة الجمع حيث يمثلون معسكراً ونمطا للسلوك سبق أن أوضحناه، فهم ذووا سمات مشتركة كأناس الشر سيدهم، يلهجون بأقوال وأعمال فاسدة، يتحدثون باستعلاء، وينظرون باحتقار إلى البار، يتكلمون عنه بسخرية باطلة ويكذبون ويسعون في الضلال والدهاء، وحيث تكمن سعادتهم في إشباع شهواتهم فقط ، لذلك فأنهم لا يتورعون عن الباطل وشهادة الزور واغتصاب حق اليتيم وظلم الفقير وسحق المسكين … باختصار: إنهم لا يسعون إلا في الشر، ولا هم لهم سوى المجد الباطل، وقوتهم اليومي أن يحيكوا المؤامرات لإهلاك البار والقضاء عليه.

2       – قام ملوك الأرض  وتآمر الرؤساء على الرب وعلى مسيحه:

عرفنا إذن ماهية هذا الزلزال الذي يرج الأمم، ومبررات هذا السلوك الهمجي العدواني من قبل هؤلاء   " معسكر الشر والأشرار"  نحو مملكة داوود أو بالأحرى مملكة وملكوت الله، لكن ما الجديد وماذا يدفعهم اليوم أن يجتمعوا وما هدفهم؟ لقد أدركوا أن نهايتهم قد باتت قريبة وبأن المسيح ( الملك الممسوح) سيهلكهم ويقضي عليهم، فوضعوا نصب أعينهم إسقاط الملك البار المؤيد من الرب الممسوح منه، لأن في وجوده تهديد لوجودهم، فهو يرفض مشورتهم، ولا يسلك وفق أهوائهم وأفكارهم وطرقهم الشريرة، بل ويرفض حتى إن يجالسهم أو يسير معهم  في الطريق ولا يدخل معهم في أحلاف مشبوهة، إنه بالفعل عدوهم اللدود.

v    قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء:

لا يقتصر الأمر هذه المرة على عامة الشعب أو رعاع القوم، بل يصل إلى أعلى مستويات السلطة " الملوك" و " الرؤساء" !!! بل وتتسع المؤامرة لتشمل أكثر من ملك واحد "ملوك الأرض". والتآمر هو التداول والبحث والتخطيط للشر، "مشورة الأشرار" كما وصفها المزمور الأول، والملك الصديق هو اليوم موضوع المؤامرة. يتداولون الأمر ويتشاورون مشورة الأشرار التي تكلمنا عنها في المزمور الماضي والتي يرفضها الصديق، لكنة في هذه المرة هو نفسه موضوع المشورة والمؤامرة التي تهدف للقضاء علية قضاء مبرماً لا تقوم له بعده قائمة.

v    على الرب وعلى مسيحه:

المسيح هو الذي يُمسح بالزيت المقدّس، وهو الملك الذي يعيّنه الله رئيساً ومدبراً لشعبه بطريقة شرعية. هذا ما فعله حين اختار شاول (1 صم 9: 26) وداوود (1 صم 16: 12) وأرسل صموئيل يمسحهما ويكرّسهما لخدمة الشعب. ولكن عدا ذلك، تدلّ كلمة المسيح على واحد من نسل داود.

يشدّد المزمور على الربط بين الله والملك الممسوح من قبله.حيث يتبنّاه الله يوم وينصَّبه ملكاً ويمسحه الكاهن أو النبي فيحل فيه روح الرب ويصير مسيحاً له، لهذا لا نستغرب حين نرى الأشرار يدركون هذه الوحدة ويكرهون مواجهتها ويتمنون لو زالت عن الوجود. ومن الجانب الآخر لا نستعجب إذ نرى الله نفسه يؤكد ظنونهم ويثبت أمام أعينهم وحدته الكاملة مع مسيحه الذي حفظ وصاياه وتمم مشيئته إذ يخاطبه بهذه الكلمات العذبة الرائعة " أنت ابني، أنا اليوم ولدتك"  أنا تبنّيتك، لقد اخترتك ومسحتك، نقشتك على كفي، أنت لي، أسكب عليك من روحي فتخبر الشعوب أدهنك بدهن الفرح، وأعطيك روح الحكمة والفهم والقوة والمشورة ليس لك وحدك فقط، بل أتبنى معك جميع أبناء شعبك الذي يتبعك والذي أقمتك عليه حارسا وفادياً، فهم يكونون لي شعباً وأنا أكون لهم إلهاً …فليس غريباً أن يطلق على هذا الشعب "شعب الله".

 

3. قائلين تعالوا نقطع قيودهما ونطرح عنا أغلالهما

v    قائلين :

ومازال المرنم يستنكر متعجباً هذه التصرفات الهوجاء: هراء وعبث وجهل يقودون  إلى الويل والهلاك، أي غباء هذا، إنهم بالتأكيد لا يدرون ماذا يفعلون، آه لو كانوا يفهمون ويدركون  لعرفوا أن الرب هو الله الذي لا راد لمشيئته ولا مفر من سلطانه فأين يمكن للإنسان أن يهرب منه، إن صعد إلى السماء فهو هنالك وإن هبط إلى الجحيم فيده تطوله…فلماذا أيها الإنسان لا تدرك مدى ضآلتك وضعفك أمامه… هل تقدر الجبلة على جابلها وماذا تساوي الخليقة أمام خالقها؟ هؤلاء بعد أن لهجوا  بالباطل وقاموا يجتمعون ويتآمرون على الرب وعلى مسيحه تمخض تجمعهم البغيض عن قرار رهيب " إعلان الحرب على الملك المسيح البار"  للتخلص منه هو وإلهه.وهم يأملون ان تؤدي خطواتهم هذه إلى الخلاص النهائي من الملك ومن يمثله.

v    تعالوا نقطع قيودهما:

 ماذا قرر ملوك الأرض؟ لقد قرروا العصيان واعلان الحرب بهدف القضاء ليس على الملك فقط بل على من يدعمه سواء من العلى أو على الأرض وها هم يقرعون طبول الحرب ويوجهون النداء إلى كل إتباع معسكر الشر إلى كل أبناء الظلام: تعالوا ونظموا الصفوف لنخوض هذه الحرب يداً واحدة ضد معسكر النور. فنقطع كل صلة لهم بنا ونتحرر منهم ومن شرائعهم ونواميسهم وجبروت إلههم المرهوب وبالتالي نصير احراراً، هل هذه  هي الحرية وأى حرية لريشة في مهب الريح !!!

v    ونطرح عنا أغلالهما:

إنهم يرون في الله وشريعته وناموسه وإرادته وملكه ومسيحه شخص واحد يجب القضاء عليه، يا لهول هذا الربط وما ارهبه…أو قد اكتشفوا تلك الحقيقة الأزلية حقيقة الوحدة بين الرب ومسيحه؟… الأغلال هي السلاسل والقيود وهم يبحثون عن الحرية بعيداً عن الله والنير هو قطعة الخشب التي توضع على رقبة الثور لتخضع قوته الجبارة للإنسان فيحرث الأرض…وموقف الأشرار عكس الأبرار تماما فشريعة الرب بالنسبة للبار هي موضوع فرحه وترنمه يحفظها في قلبه وبها يترنم نهاراً وليلاً أما بالنسبة للأشرار فهي أغلال ونير على رقابهم يسعون لطرحه والتخلص منه لينطلقوا حسب غرائزهم وأهواء قلوبهم الشريرة.

 

4 . لكن الساكن في السماوات يضحك والرب يستهزيء بهم:

v   لكن :

وما إدراك من ما وراء كلمة لكن، إنها قادرة لغوياً أن تبطل مفعول وتلغي كل ما سبقها، فماذا ستقول لنا روحياً.نعم جلستم واجتمعتم وتشاورتم وتأمرتم وقررتم القضاء على البار والـصديق وحكم الخالق وقطع كل ما يربطكم به . فهل القرار قراركم وهل في مقدرتكم وسلطانكم  التدخل لتغيير ما رسمه الله وأعده لملكه ومسيحه منذ الدهور؟ـ

v   الساكن في السماوات:

التعبير شائع ومتكرر كثيراً في المزامير ومختلف أسفار الكتاب المقدس ويعني الإشارة إلى الله وحده وليس سواه "إليك رفعت عيني يا ساكن السماوات" …لقد قرروا الحرب فما رد فعل ساكن السموات؟ هل سيظل ساكنا لا يتحرك تجاه هذا البغي والتجديف أم سيرد بطريقته الخاصة على هذا التعدي الصارخ على وأبناء النور والحق من قبل معسكر الأشرار أبناء الظلام.

v   يضحك والرب يستهزيء بهم:

ليست السخرية والاستهزاء من طبع العلى لكنكم تذكرونا بأهل بابل الذين أرادوا أن يبنوا لهم برجاً رأسه في السماء يناطحون به الله فبلبل هناك السنتهم وبددهم على ظهر البسيطة لا يعرفون للتفاهم طريقاً، وانتم اليوم تكررون فعلتهم بغباء أفحش، أنتم لا تدرون ما تفعلون ولا مع من تتعاملون، إلا تعرفوا أن خصمكم أعلى منكم قدراً وارفع منكم مقاماً ومكاناً؟ إنه الوحيد في السموات، وهو قادر، بنفخة من فمه، أن يلقي بكم إلى قاع البحر كما فعل مع فرعون وجيوشه حين زاد بطشهم وبغوا على شعبه الفر من وجههم،  فشق البحر وعبر بهم وأهلك أعدائهم.

الله يضحك! وماذا يمكن إن يفعل! أيغضب! أيثور! أيحطم ويهلك! أيبيد؟ دعة يضحك، فهم يظنون أنفسهم على نفس مستوى خالقتهم، ويريدون إن يتحكموا، لا في مصائرهم فحسب، بل في مصائر البشر أجمعين. بل الأوقح، يريدون إن يحكموا في مصير الله نفسه، خالقهم من التراب وباريهم من العدم.

5 . يؤنبهم في غضب وفي غيظه يرعبهم:

v    يؤنبهم في غضب:

يكتفي في غضبة بالتأنيب علهم يسمعون ويعودون عن غيهم فيخلصون، إنه قادر لكنه "إله كثير الرحمة بطيء الغضب نادم على الشر" كما اتهمه يونان حين عاد وتحنن على نينوى ولم يهلكها،وهو لا بيعرف في غضبه أن السماء تفرح بخاطيْ واحد يتوب وأن الله لا يريد موت الخاطيْ بل أن يرجع ويحيا… لقد وعد العالم بعد الطوفان إنه لن يهلك الأرض ثانية … يا للعجب لقد اكتفي أمام كل هذه الجسارة والتجاوز بالتأنيب.

v    في غضب:

الا نغضب من أولادنا حين ننصحهم فيظنون أنفسهم مساويين لنا بل وأكثر دراية منا بشئون الحياة، بل ويرفضون سماع تحذيراتنا المبنية على المعرفة والخبرة؟ ويتجاوزن فيتهموننا بالتخلف عن مواكبة العصر!!! إننا نغضب ونحزن ونجد ذلك قمة الغباء والوقاحة والطيش، لكننا لا نهلكهم ولا نبيدهم ولا ننبذهم بل ننتظر لحظة عودتهم لنعود فنحتضنهم…فكيف يكون الحال بالخالق الكلي الحكمة والقدرة والقداسة وهو يرى هذا العبث الصبياني من خليقته المحبوبة؟ حلف الرب ولن يحنس حتى لو غضب فلن يهلك الأرض ثانية…وهو اليوم غاضب من التجاوز الذي تعدى كل الحدود فماذا سيفعل؟ 

v    وفي غيظه يرعبهم:

لكن إذا استمروا علي حالهم ولم ينفع التأنيب، سيحولون الغيظ إلى غضب وحنئيذ سوف يرعبهم، هكذا فعل مرات ومرات مع شعبه وغيرهم من الشعوب لكنهم رفضوا كلام التأديب وانساقوا وراء غاياتهم الشريرة فما كان من الله سوى أن يريهم قوة زراعه الذى أمامه يرتعبون.كما فعل مع المصريين إذ ضربهم بالضربات العشر فارعبوا وقبلوا على مضض أن يطلقوا شعبه حراً. يجب في النهاية ان يخضعوا لمشيئته الإلهية "هل تستطيع الجبلة إن تقول لجابلها لماذا خلقتني هكذا " من أنت أيها الإنسان لتقاضى الله ؟

6 . الرب يقول " انا مسحت ملكي على صهيون جبلي المقدس"

v    يقول الرب:

من أكثر العبارات ترداداً وتكرارا في كتب العهد القديم لاسيما في كتب الأنبياء، وهي تسبق الاعلانات الخطيرة المدوية التي تؤكد حقائق إيمانية لا جدال فيها ولا مجال للمناقشة أو المساومة بل لا مفر من الخضوع لها.فهي وحي مباشر يعبر عن رغبة إلهية، وبهذه المقدمة يضمن المرنم النتيجة فالأمر هنا هو إعلان رغبة ذاك الساكن في السماوات الناظر من الأعالى إلي لا مفر من الخضوع لإرادته مهما تشامخت الأنوف…

v    " انا مسحت ملكي " : 

في علم المنهجية العلمية يقولون  إن وضع النص بين علامات التنصيص يعني نقله حرفياً وهنا ينقل لنا داوود النبي ما قاله له الله وما أمره أن يبلغنا إياه حرفياً: فالرب نفسه هو الذي مسح الملك الذي أحبه بمسحته المقدسة، هو اختاره وأيده بالروح القدس، وأجلسه على كرسي عرشه في صهيون الواقعة على جبله المقدس حيث الهيكل فهي مدينة العلي، مدينته شخصياً إنه ملك صهيون بلا منازع. لكنه مسح ملكاً أرضياً وأجلسه مكانه وهذا عجيب في أعين الجميع أصدقاء وأعداء.

v    " على صهيون جبلي المقدس" : 

أين مسحته في صهيون حيث الجبل المقدس الذي بني عليه الهيكل المقدس ـ حيث يسكن الله وسط   شعبه فيطل عليه يومياً ويشرق عليه بنوره ويباركه. لكنك انت العلى الساكن في السموات والأرض موطيء قدميك، أنت الذي لا تسعك السماوات والأرض كيف تسكن بين البشر. "فإنه هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ أن السموات وسماء السماوات لا تسعك، فكيف يسعك هذا البيت الذي بنيته؟" (1 ملوك 8: 26- 27) هكذا أخترت وهكذا أحببت، فقد نقلت الجبل المقدس من سيناء حيث نزلت وانزلت وصاياك على موسى إلى جبل صهيون حيث نزلت وحللت في هيكل قدسك بصلاة عبدك ومسيحك سليمان بن داوود…هذا مقرك وهناك عرشك وتلك قراراتك ومن يقف إمام قضاءك، بل إليك يرفع كل مظلوم شكواه ونحوك تلتفت قلوب أبناء شعبك بل " وكذلك الغريب الذي ليس من شعبك إسرائيل …فاسمع أنت من السماء من مكان سكناك، واستجب بحسب ما يدعوك الغريب فيعرف جميع الشعوب اسمك ويتقونك"  (1ملوك 8: 41- 42).

 

7. دعوني انا الملك اخبر بما قضى به الرب: الرب قال لي انت ابني وانا اليوم ولدتك

v    دعوني انا الملك:

انتهي البلاغ الحرفي للرسالة الإلهية، لقد دخل داوود  في حوار حي مع الله العلي الساكن في صهيون وتكلم معه خالعاً ثوب الملك وصولجانه مرتدياً مسوح الأنبياء والملهمين، لكن يبدو أن  لديه إضافة شخصية أو بالأحرى استنتاج هام يريد أن يوضح به المعنى الذي قام بإبلاغه حرفياً وهو هنا لا يتكلم كنبي ملهم بل كملك ممسوح بالقوة والمجد، أليس من حق الملك أن يضيف توضيحاً لمعنى النص الحرفي الملهم. لقد اصدر الله قراراً لا رجعة فيه لقد اختار صفية ومسحة ملكا، فالملك لله وحده وله أن يعطيه لمن يشاء، كقول المسيح لبيلاطس "ليس لك سلطان على ما لم يعط لك من الله". فلنستمع إذن إلى البيان الأول للملك المصطفى كحجر الأساس ورأس الزاوية المرزول من الأمم، المرفوض من الرؤساء والملوك لكنه مكرم من الله كريم في عينيه: ماذا يقول وبماذا يخبرنا هذا الصفي الممسوح.  بماذا قضي الرب الذي تكلم معه ووقف أمامة المختار ولماذا يتكلم كمن له سلطان ومن أعطاه هذا السلطان؟

v    الرب قال لي انت ابني:

ياللهول… ابني :" أأنت ابن الله؟" "أإبن العلي انت؟" ، ابنه الذي أورثه الأرض المقدّسة، أرض الميعاد وملكه عليها، بانتظار أن يرث كل الشعوب حتّى أقاصي الأرض، وتكون له السلطة المطلقة التي ترمز إليها العصا والصولجان.. الرب نفسه قال لي أنت ابني. لقد عرف النبي الملك المرنم أنه نال الملك مثل انسان في الزمن بفضل التدبير الجديد. وعرف أيضًا بالروح معنى الولادة الازلية فقد قال: "أنت ابني". فلقد كان دوماً الابن. لقد منحه الله كإنسان نعمة اسم "يفوق كل اسم" (فل 2: 9) هو بالتأكيد إسم الإبن.

v  وأنا اليوم ولدتك: كيف تقول هذا ومتى تم هذا؟ حين يتكلّم عن الولادة بالجسد: "أنا اليوم ولدتك". تعني كلمة "اليوم" الزمن الحاضر، الزمن الذي صار فيه الكلمة جسداً، الكائن الذي هو بالطبيعة ربّ الكون. واليوم لا تعني بالأمس أي في الماضي المجهول ولا تعني غداً في المستقبل غير المعلوم بل اليوم الحاضر فكل شيء أمام الله حاضر وهو هو أمس واليوم وإلى الأبد.

v     ولدتك:

قبل كوكب الصبح ولدتك الولادة وليس الخلق " مولود غير مخلوق " وفيها التخصيص وليس التعميم فالملك هو الوحيد المولود غير المخلوق، والولادة تعنى البنوة الكاملة بمعنى المساواة الكاملة والسيادة الأبدية التامة …. مساواة للآب في الجوهر… 

 

8. اطلب فاعطيك الأمم ميراثاً وسلطانك إلى اقاصي الأرض:

ما هذا التجديف ما حاجتنا إلى شهود إنه يجدف هكذا صرخ قيافا وهكذا رفض اليهود سلطان الملك المسيح وكان جوابه بسيطاً مقنعاً حين تساءلوا أمام معجزة المخلع " من يستطيع ان يغفر الخطايا إلا الله وحده" ما الأيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش؟"هذا هو برهاني وتلك شهادتي ليستا من قبلي فأنا لا أشهد لنفسي أعمالي تشهد لي، ولست أقبل شهادة من إنسان مع إنكم أرسلتم إلى يوحنا فشهد لي… وان أردتم فخذوا شهادة الأعمي منذ مولده عندما كرر عليه الفريسيون السؤال فقال " إن كان خاطئاً لا أعلم لكنّا نعرف أن الله لا يسمع للخطأة " وعودة إلى المزمور إذا أردتم الدليل على أن الذي حل بروحه عليّ فمسحني وأرسلني قد أعلنني له ابناً:

الرب قال لي " اطلب ما تشاء فهو لك" " كل ما هو لي هو لك" هل تريد الأمم التي ثارت وهاجت وتآمرت خذها وخذ ميراثها هل تريد الوصول إلي أقاصي الأرض، هلم فاملك على الأرض كلها ملكا أبديا لا يزول تمرّد عليك شعبك، شعب إسرائيل، لقد سبق فتمردوا على وأغضبوني لهذا رذلتهم. قامت عليك الشعوب لهذا أدبتها سلني أعطيك الأمم (الوثنية) ميراثاً  لقد آمنت بالرب ومسيحه. فهو انتظار الشعوب. "فيه تضيع الأمم رجاءها" (أش 42: 4). ولقد جعل مقامه لا في بلد واحد، هو بلد اليهود، بل في كل الأرض المسكونة. فهو كإنسان قد جُعل وارث الكل، لكي يكون خلاصاً ونوراً. وبعد هذا، يقول الابن لأبيه: "الذين أعطيتهم لي كانوا لك، وأنت أعطيتني إياهم" (يو 17: 6). وهذا ما يقوله: "ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي" (يو 17: 10).

 

9. ترعاهم بقضيب من حديد ومثل آنية الفخار تسحقهم:

v    ترعاهم:

 ليس ملك مسيح الرب مهما كان مفروضاً من العلاء ومسنوداً بقوى غير منظورة، هو ملك استبداد وطغيان، بل ملكوت محبة ورعاية وبذل " إنا الراعي الصالح وابذل نفس عن خرافي " فالملك هو  الراعي الصالح الذي يعرف خرافه بأسمائها ويدعوها، فتعرف صوته وتتبعه برضاها دون أن تهرب منه وبالتالي فالعصا ليست للإرهاب والعقاب بل هي عصا الرعاية، وهو يقود الشعوب إلى المراعى الخصيبة حيث الراحة والحياة،  لا كالأجير بل كفادي وأب، وهناك خراف أخر، من بلاد وشعوب كثيرة، سوف تنضم إلى هذه الرعية السعيدة، الرابضة في أمان، تحت رعاية راع الخراف القدير المؤيد بمسحة الروح القدس.

v    بقضيب من حديد:

 القضيب أو الصولجان في يد الملوك رمز للقدر والجبروت والسيطرة، وهو مصنوع من الذهب الخالص ، يستخدمه الملوك علامة ورمزاً لقدرتهم وسلطانهم على رعاياهم. وهو اليوم ليس من الذهب كالعادة بل نراه  قضيباً من حديد، أقوى المعادن واشدها صلابة…ولن يستخدم فحسب للإشارة، يل سيكون سلاحاً فتاكاً، به يحطّم الشعوب كما تتحطم آنية الخزف، ويفنيهم بعد أن ثاروا وهاجوا وبالباطل لهجوا، ثم اجتمعوا وتآمروا ورفضوا الخضوع والطاعة. لا مجال بعد الآن لانفلات الأشرار ولا لسيطرتهم وتنكيلهم بالأبرار، فهناك من ييده المزرى يذري بيدره، ويجمع القمح المختار النقي إلى مخازنه، أما التبن الذي تعصف به الريح، فيحرقه بنار لا تطفأ… إنه الملك الذي يرعى، لكنة أيضاً الملك الذي يدين الإحياء والأموات، إنه الملك المسموح حباً في الآب، من الآب ولد، فيه تتجسد كل قوة الآب وسلطانه. حيث يستطيع أن يحطم هؤلاء البشر الأشرار، كما يحطم الفخاري الأوانى الفاسدة، لكنه راعي أولا وأخيراً…

 

10. فالآن ايها الملوك تعقلوا واتعظوا يا قضاة الأرض جميعاً:

v  ألم نقل أنه راعي أولا وأخيراً، ها نحن نراه بعد أن أعطي من الآب كل قوة وسلطان، يترفق ولا يستبد ويتوجه بالخطاب مباشرة، لا إلى أتباعه ومريديه والذين اتبعوه في زمان الإضطهاد وانتصروا معه وتوجوا باكاليل المجد والكرامة، بل نرى المسيح يتوجة أولاً إلى " أبناء معسكر الشر" الملوك الثائرين، يدعوهم إلى استخدام العقل والمنطق والتفكير الذي حباهم الله به، وان يتخلوا عن خطاياهم ويعودوا إليه، ثم يوجّه الملك حديثه إلى القضاة والحكام: كفاكم شراً وعدواناً، اتركوا طريق الشر الذي يؤدي إلى الهلاك، وتعالوا إلى واتعظوا بمصير من سبقوكم في طريق الشر…تعالوا إلى وأنا أخلصكم، كونو لي شعباً وأنا أكون لكم إلها، لو  كنتم متعبين فأنا أريحكم. الرسالة النهائية هي: لا تقاموا عمل الله فهو وملكه وملكوته قادمون لا محالة فملكوت الله كالخميرة في العجين وإن تأنى فلابد أن يتحقق ويكتمل مهما كانت مقاومة الأشرار.

 

11. إعبدوا الرب بخشية وقبلوا قدميه برعدة :

فإذا استمعتم لكلامي وقبلتم دعوتي إلى التعقل وتبتم إلى الله وعدتم عن طريق الشر وعبدتم الربّ بخوف ورعدة، كما فعل أهل نينوى، وقبّلتم قدميه علامة العبادة والخضوع كما فعلت المرأة الزانية في بيت سمعان الفريسي، فإنكم ستنالون رحمة ومغفرة لخطاياكم الكثيرة…ستخلصون وتعرفون الرب فحرركم ويدعوكم من اقاصي الأرض، ويجمعكم حوله كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها وتكونون له شعباً ويكون لكم إلها.وحين يكون الرب راعيكم فلا شيء يعوزكم شيىء.

 

12. لئلا يغضب الرب فتهلكوا سريعاً. طوبى لجميع المتوكلين عليه

إتقوا غضب الرب فإنه مهما صبر فلصبره حدود ومهما تأنى فلتأنيه ساعة سوف تحل حيث لا تعلمون وحبن لا تتوقعون… وسوف يعاقب وينتقم لصراخ محبيه وأجرة الفعلة التي سلبت تصرخ إليه وهو لا يحتمل صرخة المسكين لقد غضب على شعبه المختار فعاقبه عقابًا قاسيًا،  وقال للكرام هذه التينة تعطل الأرض  وها هي السنة الثانية التي أطلب فيها ثمرا فلا أجد،  إقطعها فلماذا تعطل  الأرض" فماذا سيكون عقابه إذا غضب عليكم؟ كيف سيكون مصيركم في يوم الدين إنكم سوف تهلكون سريعاً

وهكذا يضع المزمور أمام الأمم والشعوب من الوثنيين الوعد والوعيد:

        الوعد بالبركة (طوبى، هنيئًا) إن سمعوا وتابوا ورجعوا،

       والوعيد بالهلاك إن رفضوا عبادة الله الواحد وظلّوا متعلّقين بالفساد والأصنام.

v    طوبى لجميع المتوكلين عليه : 

بدأ المزمو الأول بالطوبى وها نحن نختم المزمور الثاني بنفس الطوبى : طوبى للمتوكلين على الله فهو لن يتخلى عنهم ولن يخذلهم …أنه سوف ينصرهم على جميع أعدائهم مهما علا شأنهم بل سيصيرون له ابناء ويكون لهم أباً يرعاهم ويفديهم ويخلص جميع عظامهم.

كيف عاش الرب يسوع  المسيح هذا المزمور؟

   ارتجت الأمم منذ لحظة مولد الرب يسوع وقام الملوك عليه يريدون أن يهلكوه وحتى بيلاطس البنطي برغم اقتناعه ببراءته وقدرته على إنصافه " حيث لم يجد علة في هذا الرجل" غسل بديه ولم ينقذه.

   كذلك يؤكّد العهد الجديد أن ملك صهيون المسيحي هو يسوع المسيح، وقد حصل على هذا المنصب بحلول الروح القدس عليه (مر 1: 11) وبقيامته من بين الأموات (أع 13: 33) وبارتفاعه عن يمين الله، فصار ملك أورشليم السماوية (غل 4: 26؛ عب 12: 23) وانه هو رأس الكنيسة (أف 1: 22)، والحجر الذي رزله البناؤون وصار رأساً للزاوية.

   حين نقرأ المزامير نرى في المسيح أو الممسوح واحدًا من نسل داود. ولكن حين ندخل في إطار العهد الجديد لا نجد إلاّ مسيحًا واحدًا، هو يسوع المسيح ابن داود الذي دعاه داودُ ربّه. والمسيح هو الملك وسلطانه فوق كل قوّة وسلطان في السماء وعلى الأرض فهو ملك الملوك ورب الأرباب. عرف داود المسيح وعرف أنه سيحتل عرش اللاهوت قبل كل الأزمنة بسبب ميلاده اللامدرك من الآب. قال: "عرشك يا الله يدوم إلى الأبد وقضيب استقامة هو قضيب ملكك" (45: 7). وعرف أيضًا أنه نال الملك مثل انسان في الزمن بفضل التدبير الجديد.ويعتبر شعب العهد الجديد أن مخطّط الله في التاريخ يتحقّق بالتأكيد في شخص يسوع المسيح الملك الذي لا انقضاء لملكه، كما نقول في قانون الايمان. وسيظهر في نهاية الكون منتصراً ويحطّم أعداءه (رؤ 12: 10) بقضيب من حديد ويملك على كل الأمم ويخضع كل الشعوب.

   انت ابني وانا اليوم ولدتك: : "أنت ابني". لا تنطبق هذه النيوة على أحد قط ولا حتى على داوود نفسه بقدر انطباقها على الرب يسوع فهو "الابن الوحيد" " مونوجينيس" الأزلى " قبل كوكب الصلح ولدتك" لقد كان دومًا الابن. ولكنه يزيد حين يتكلّم عن الولادة بالجسد: "أنا اليوم ولدتك". فكلمة "اليوم" تعني الزمن. ولقد منحه الله كإنسان نعمة اسم "يفوق كل اسم" (فل 2: 9) هو بالتأكيد اسم الابن.

   كلمة اليوم تعني ملىء الزمان أي الزمن الحاضر، الذي فيه صار الابن الكلمة جسداً، الكائن الذي هو بالطبيعة ربّ الكون. وشهد يوحنا في هذا الموضوع على أنه جاء إلى خاصته (يو 1: 11)، فيدلّ بذلك على العالم. وقد أتم إلى النهاية هذا القصد، بعد أن تجسد كإنسان، وهو الذي كان بالطبيعة الابن، ليفتَح بواسطته للبشر الطريق ليشاركوه في بنوّته الالهية، وليقدرَ أن يدعو إلى ملكوت السماء هؤلاء الناس الذين أمسكَتهم الخطيئة تحت نيرها. فاللعنة والموت أثقلا علينا، وهما شرّان ورثناهما من معصية أبينا آدم فانتقلا إلى كل نسله. وبالمقابل أيضًا، فالعطايا العظيمة التي وصلت إلينا بالمسيح تفيض منه على كل الجنس البشري. وهذه النعم قد قبلها لنا الاله، ابن الله الوحيد بالطبيعة، وهي تفيض عليه فلا ينقصه شيء. وهو الذي يُغني الخليقة كلها بخيراته السماوية.

   البرهان والشهادة على صحة هذه النبوة من المزمور هو تحقيق كل وعود الرب للملك ومن حياة يسوع  "أنا لا أشهد لنفسي أعمالي تشهد لي"، ومع أنه لا يقبل شهادة من إنسان فقد شهد له يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء في بداية كرازته " وانا لم اكن أعرفه لكن من ارسلني لأعمد بالماء قال لي إن الذي ترى الروح نازلا عليه كحمامة…." وشهد له كل من قابلوه حتى آخر انسان رآه على الصليب معلقاً وميتاً صرخ قائد المائة الروماني الجنس وهو غير اليهودي " حقاً كان هذا الرجل بالحقيقة  ابن الله" .

   والشعوب والأمم التي قامت عليه وقتلته  أعطيت له ميراثاً، فقد  آمنت بالرب ومسيحه. فهو انتظار الشعوب. "فيه تضيع الأمم رجاءها" (أش 42: 4). ولقد امتد ملكه وكرامته لا إلى بلد واحد، هو بلد اليهود، بل في كل الأرض المسكونة. فهو كإنسان قد جُعل وارث الكل، لكي يكون خلاصاً ونوراً. وبعد هذا، يقول الابن لأبيه: "الذين أعطيتهم لي كانوا لك، وأنت أعطيتني إياهم" (يو 17: 6). وهذا ما يقوله: "ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي" (يو 17: 10).

   وهو الذي حفظه الله منتصراً على شر ومكائد المنافقين واقامه من الأموات وأعطاه سلطاناً فوق كل سلطان فصار مخلصاً للجميع، وغفر خطايا الكثيرين وباسمه تجثوا كل ركبة ما في السماء وما على الأرض وما تحت الأرض.

كيف نعيش هذا المزمور في حياتنا كمسيحيين:

لا يختلف اثنان على أن هذا المزمور هو أيضا تجسيد للطوبى التي يحياها المسيحي الحقيقي:

   نستطيع القول أن المزمور ينطبق على حياة الإنسان المسيحي في مختلف العصور فالعالم دوما في حالة تمرد وعصيان يريد أن ينقض على المؤمنين الذين يشكلون عقبة في طريقهم ويقضي عليهم. 

         والرب يتبنى جميع الذين يؤمنون بابنه ومسيحه وبدافع عنهم ويعلنهم أبناء له ويخلصهم من جميع أعداءهم

   إتحاد المسيحي المؤمن بالله اتحاد كامل كاتحاد الأغصان بالكرمة منه تنبع حياتها  بل يصبر المسيحي نفسه، انعكاس لوجه الله كإبن وسفير له.

   وهو الذي يحفظه الله في كل خطواته ويبارك في أعماله ويسير معه في جميع طرقه المستقيمة ويخرج به منتصراً على شر ومكائد المنافقين

     

فليحفظنا الرب في طريقه ويبارك علينا ويروينا آمــــــــــين