كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معه: 1- يوحنا المعمدان

 درس انجيل تحت عنوان " كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معهدراسة في انجيل متى، من خلال مواقف حية كان المسيح طرفا فيها، والرائع في الموضوع اننا سنجد نفس المواقف والشخصيات في حياتنا اليومية وهدف  الدراسة ان نترك للمسيح نفسه فرصة تدريبنا على حسن التعامل مع الآخر ولا سيما المختلف .
(1)
يوحنا المعمدان
(مختلف محب)
 أوجه الاختلاف حسب النص
} لكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك و انت تاتي الي !  فاجاب يسوع و قال له اسمح الان ،
لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر ، حينئذ سمح له{
(مت  3 :  15)
 
يوحنا المعمدان يمثل الشخص المحب المتواضع الباكي على مصلحتي، والمهتم بحفظ كرامتي ومكانتي، شخص يحافظ على النظام ويصون الأصول … إنه متواضع وصادق في محبته وقوله وفعله ولكن هذه الفضائل قد تصبح عائقا في سبيل تحقيق ملكوت الله، إن لم ننتبه إلى الوقت (الزمن) والهدف ( البر) .  يدعونا يسوع من خلال هذا الموقف الحي  الى الإنتباه إلى الزمن   } فاجاب يسوع و قال له اسمح الآن { ، فقد يكون ما هو ضروري الآن غير ضروري فيما بعد، وثمة ما نراه غير منطقي سنكتشف فيما بعد عمقه ومنطقه.
} لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر{ (مت  3 :  15) في هذه المواقف، التمييز له نقطة ارتكاز،ألا وهي تتميم البر.
 وعندما اجد نفسي في مثل هذا الموقف(الذي عاشه يوحنا)، وشخص يطلب مني ما لست مقتنعاً به !! وأراه يتعارض مع أفكاري ، أو أجد في الاستجابة لطلبه تشويشاً على مفاهيم كسبتها منذ زمن بعيد. هنا يمكن ان اسأل نفسي هل هذا الأمر لمجد الله ؟ هل يسهم في تتميم البر؟ فكم من مرة باسم التواضع قتلنا وجرحنا وظلمنا وكم مرة تراجعنا عن تتميم البر ولم نسمح للسماء أن تنفتح وأمسينا نتشكّى من انغلاق السماء!! لقد وافق يوحنا وأطاع الرب، رغم ما لديه من أسباب منطقية يدافع بها عن موقفه وامتناعه عن تعميد الرب فجنى ثمارا ما اروعها
انفتحت السماء / ورأى يوحنا باكورة المصالحة
تجلى الثالوث / فاز يوحنا برؤيته
اعلان الآب عن ابوته / فأدرك يوحنا بنوته
تغنّت السماء برضاها/  فتحقق يوحنا من الوعد
لنتصور يوحنا تمسك برأيه إنطلاقا من تواضعه، او من معرفته بالكتاب والتقليد، ورفض اتمام العماد ، ما النتيجة؟ ستظل السماء مغلقة في انتظار من يطع الله ويتمم كل بر
سينتظر الثالوث استجابة الارض حتي يبتهج ويعلن ابوته
سيتأخر العمل في مشروع الخلاص
وإن كنت في موقف يسوع له المجد وألتقي بإنسان اختلف معي وبدافع طيب ونية حسنة ومحبة وافرة سيعطّل خيراً وبراً سيتم لمجد الله. فهل أساعد هذا الآخر الطيب (الذي يمثله يوحنا) على أن يكتشف نقطة ارتكازي وهي تتميم البر . ويدعونا المسيح له كل المجد إلى أخذ ( الزمن) في الاعتبار ، فكثيراً ما نتناساه وهو جزء هام من حياتنا . } أسمح الآن { عبارة قصيرة خرجت من فم المسيح وحملت أروع معاني احترام الآخر (انت يا يوحنا الذي ستسمح ، ولست انا الذي سيأمرك، ما تقوله صحيح ولكن الآن حدث استثنائي … فاسمح الآن )
صلاة
 علمنا يا يسوع ان نكون متواضعي القلب ، ايها الوديع أفض علينا روحك القدوس، فنطلب كل يوم ثمرة الوداعة فنسهم في مقاومة الشر الذي فينا و في العالم. أرشدنا إلى الوقت المناسب لتتميم البر وهو دائما (الآن) وليس غدا …
 
 
الأب متى شفيق
ميلبورن