افرحوا أيها الشباب . . ولكن إلي أين . . ؟

ايهاالشباب علينا أن نفرح لا إلى لحظة . . بل نفرح فرح دائم لأننا أبناء لإله فرح . . افرحوا لان الله قال لنا: " افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا " أيها الإخوة الشباب إن حياتنا تستحق الكثير والكثير في البحث عن الفرح الذى ينبع من الخلاص . . وعلى غرار التفكير في أمورنا الجسدية علينا أن نفكر في خلاص حياتنا الروحية . . لنفكر في أن حياتنا هي وديعة من عند الرب الذي من فيض حبه خلقنا واعطنا الحرية لكي نختار بين ما هو ينفع وما يضر . . أخوتي الشباب إن المشكلة أحيانا تكون المرجعية لذواتنا . . وننسي أن كلمة الله هي المصباح لحياتنا والنور لجميع تصرفاتنا وأن الله أبونا ينتظرنا دائما وباستمرار .

نحن الآن فى زمن الصوم وبعدها زمن الفصح فلنفكر طوال الأيام في خلاصنا خاصة في هذه الأيام التي تدعونا فيها المسيحية للفرح  بأن نعطي – بالفرح وليس بالقمع – وأن ننغمس في قراءة وتأمل كلمة الله القدوسة على مثال داود الذى نطق وقال "  بل فى شريعة الرب مسرته وبها يلهج نهاراً وليلاً " ( مز 1/2 ) ومن خلال الكلمة نستطيع أن نري صورة الله القدوسة وأن نتمتع بالخلاص ومن ثَم الفرح.  

نجد أن كلمة الله تعطي النفس والجسد  اتزان وسلام وقيامة وفرح علي مستوي شخصي وعلي مستوي الكنيسة الجامعة ، وبالتالي علي الشباب أن يهربوا من كل ما يعوقهم من الاتحاد بالرب يسوع كما قال الوحى " أما الشهوات الشبابية فأهرب منها " 2تيو 2 / 22 ، وهذا الفرح الذى تعطيه لنا كلمة الله يدعونا أن نشارك الكنيسة . .  صومها . .صلاتها . . ألآمها . . قيامتها . . أفرحها .. اتراحها… الخ .

أن فرح الإتحاد بيسوع المسيح وبكنيسته يجعلنا نتحد به فى كل الأمور السماوية كقول الرب ليوئيل النبى " أفيض روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ، ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبانكم رؤى " ( يؤ 3/ 1 ). عندما نتحد بالرب فإننا نسمو فوق كل ما هو يجذبنا إلى أسفل فنحيا حالة السمو والنمو نحو القداسة الدائمة المستمرة فى كل أمورنا الروحية ، وأن نحيا دائماً فى قيامة جديدة مستمرة مع الكنيسة كلها. وأفراحنا النابعة من الاتحاد الصادق لشخص يسوع المسيح تجعلنا نعيش فى العالم ونحن ندرك أننا لسنا من هذا العالم لأننا مدعوون للقداسة والطهارة.

مما لا نستطيع أن ننكره أن كل الشباب لهم نزواتهم وأهوائهم التى تجذبهم لأسفل وتبعدهم عن حياة الفرح على الرغم من كل العطايا التى يهبها ويخصها بهم الله ولنا مثال رائع فى انجيل القديس لوقا ( 18 / 18 – 23 ) هذا(  الشاب الغني )  . . وهو صورة لملايين الشباب الذين يهتمون بالأمور الدنيوية . . وعندما يحبون الاقتراب من المسيح فإنهم يجهلون الطريق أو يفضلون البقاء في حياة العالم  !!؟ فيسوع هو قائم من أجل العالم أجمع . . لنقتدي بحياة يسوع لأنه قام ليعلمنا أن نقوم من كل سقطة في كل أمور حياتنا مهما كانت هذه السقطة وهذه هى حياة الفرح التى يدعونا إليها يسوع فى مسيرة صومه وصلبه وقيامته.

ولعلّ فى قيامة الرب يسوع المسيح نجد دعوة صريحة لأن نهزم الضعف والموت . . فقد قام المسيح فى حضن الله الآب وأعطانا قوة للإرسال . . نُرسَل ونحن فرحين . . نُرسَل لإعلان البشارة . . بشارة الفرح . .إذ كلفنا الرب يسوع من فرط محبته لنا  قائلاً " اذهبوا إلى العالم كله وأعلنوا البشارة إلى الناس أجمعين " ( مر 16/15 ) هذا الفرح يدعونا على مثال المعلم الذى كان يجول يصنع خيراً . . لأن نجول نعلن بشارة فرح دائم باقى وليس فرح مؤقت وغير مستمر.

إن الفرح الحقيقى  يُحملنا مسئولية أن نكون باستمرار فى فكر وقلب الله والكنيسة وأن نكون رسل فى أماكننا . . دراستنا . . أعمالنا . . بيوتنا . . كل أمورنا تكون مدفوعة بروح إعلان بشارة الفرح – لأنفسنا أولاً ولمن حولنا – من قِبَل المسيح لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد وله كل شئ ومنه كل شئ.

الأب بشاي