لمـاذا آثـار الجروح ما زالت باقية في جسده

عزيزي في تأملك في  (يو 20/19-31)، ربمــا تتعجب مثلى بسبب عدم إيمان القديس توما بعد أن أخبروه التلاميذ بقيامة الرب وظهوره لمريم المجدلية، وتلميذى عمواس، ولبطرس، وكذلك لهم أيضاً عندما كانوا مجتمعين معاً فى علية صهيون.

وكأن الأباء الرسل فشلوا فى إقناعه أو كأن توما لم يعيش مع المسيح فى حياته الأرضيه، ولم يرى معجزاته، ولم يسمع تعاليمه وأقواله التى أعلنها لهم بأنه ينبغى أن يتألم ويموت ويقوم فى اليوم الثالث.

ويتمادى تومـا فى عناده وشكه قائلاً: "لا أصدق إلا أذا رأيت أثر المسامير فى يديه، ووضعت أصبعى فى مكان المسامير ويدى فى جنبه".

والمدهش أن الرب لم يترك توما فى شكه، إنما ظهر مرة ثانيه بعد قيامته بثمانية أيام من أجل تومـا وقال له: "هـات أصبعك إلى هنا وأنظـر يـدي، وهات يـدك وضعها فى جنبي، ولا تشك بعد الأن بل آمن"  (يو 20/27).

فأجاب تومـا: "ربي وإلهي". فقد آمن تومـا بعد أن رأى آثار الجروح فى جسد الرب القائم!

 

وسؤالنا هنا " لماذا تبقى آثار الجروح بعد قيامته؟".

وللأجابه نذكر ثلاثة أسباب مهمه لوجود آثار الجروح المباركة.

أولاً: علامة وتأكيد لتجسد الرب

أثار الجروح تؤكد لنا أن الرب قد أخذ جسداً حقيقياً من العذراء مريم بقوة الروح القدس، "الكلمة صــار بشراً وحل بيننا" (يو 1/14)، ويذكر هذا الأمر مـار بولس فى رسالته الأولى لتلميذه تيموثاوس "عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد" (أتى 3/16)، فألله أخذ جسد مثلنا، وشابهنا فى كل شيء ما خلا الخطيئة، آثار الجروح تؤكد حقيقة تجسد المسيح كلمة الله.

 

ثانياً: علامة لفداءه المجيد

فقد تألم الرب بالجسد وصُلب، وجُـرح، وسَـفك دمه على الصليب من آجلنا، فعملية الفداء كانت حقيقية، فأثار جروحه تثبت ذلك، فالذي صُـلب هو الرب وليس كما يقول البعض "شبه لهم".

 

ثالثاً: برهــان للقيامة

ربما يسأل البعض أين ذهب المصلوب؟ نقـول لهم أن الشخص الذي تألم ومات هو نفس الشخص المقـام وآثـار المسـامير تشهد بتحقيق شخصيته وتثبت صدق قيامته، فقد قهر الموت بموته المحّي فهو رب الحياة.

 لهذه الأسباب آثار الجروح مازالت باقية فى جسده الممجد.

 

عزيزي هوذا الرب يمد يديه المثقوبتين بالمسامير قائلاً "تعـالوا إليًّ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمـال وأنا أريحكم" (مت 11/28)، لقد تجدد تومـا وصار رجلاً ثابتاً فى الإيمان بعد أن نظر جروح المخلص، وأنت هل تبالي بدعوة الرب أم تستخف بهـا، أن آثـار جروحه تدعوك للثبات فى الإيمـان وعبادته بفرح وشكر، وتوبة دائمة.

 

الأب بيشوي أنيس

راعي كنيسة تورونتو للأقباط الكاثوليك 

 

 

frbishoi@hotmail.com