محبو الكتاب المقدس لا يتم تحديدهم بطائفة وسياسة

وفق استطلاع رأي قُدم في الفاتيكان كمقدمة لسينودس أكتوبر

الفاتيكان، الثلاثاء 29 أبريل 2008 (Zenit.org) – لم يعد هناك اختلاف بين المعتقدات المسيحية المتعددة حول العلاقة مع الكتاب المقدس، بحسب استطلاع رأي قدم في الفاتيكان.

وأوضح الأسقف باليا أن اتحاد الكتاب المقدس الكاثوليكي أجرى الاستطلاع من أجل السينودس الذي سيعقد في أكتوبر المقبل حول "كلمة الله في حياة ورسالة الكنيسة".

وقال أن استطلاع الاتحاد أخذ بالاعتبار التقاليد المسيحية المختلفة وسعى إلى "اكتساب معلومات ملموسة عن علاقة المسيحيين بالكتاب المقدس."

"لقد أكد الاستطلاع بالكامل على الحدس الرعوي للمجمع الفاتيكاني الثاني الذي يقضي بحض المؤمنين على إعادة اكتشاف الكتاب المقدس كالمنبع الأساسي للحياة الروحية"، وفق ما شرح الأسقف باليا.

وأضاف: "كما وأعاد التأكيد على الرابط الموجود بين الكتاب المقدس وسر القربان المقدس، لأن أغلبية الذين سُئلوا أشاروا إلى احتفال الأحد كالمكان الذي يصغون فيه عادةً إلى كلمة الله."

الدور المسكوني

اعتبر الأسقف الإيطالي أن دور الكتاب المقدس أساسي في الحوار المسكوني.

وأشار قائلاً: "لقد كشف الاستطلاع أن الكتاب المقدس هو "المكان" الأكثر فعالية الذي يملكه المسيحيون من أجل التقدم معاً في طريق الوحدة. […] كما أظهرت الأجوبة أن الاختلاف بين المعتقدات المسيحية المختلفة لم يعد موجوداً – الاختلاف الواضح في السابق – حول علاقتهم بالكتاب المقدس".

وقال: "العامل الآخر الذي يظهر هو الآمال الكبيرة التي يعلقها الرجال والنساء في أيامنا هذه على الكتاب المقدس الذي يلقى احترام الجميع."

من ثم أضاف الأسقف شارحاً: "بين المسيحيين، يوجد إيمان كبير بأن الكتاب المقدس يحوي كلمة الله، بأنه مؤلف موحى قادر على إعطاء معنى للحياة، وبأن له سلطة تفوق بكثير سلطة ظواهر كنسية أخرى، على الرغم من أن القيم التي يتضمنها "يصعب تطبيقها".

وهكذا اختتم الأسقف باليا بقول أن أحد التحديات التي يظهرها الاستطلاع هو التبشير القائم على الكتاب المقدس الذي يجب أن "يُشكّل نداءً آمراً للمؤمنين وجميع الساعين."

تجنب التطرف

علاوةً على ذلك، أوضح الأسقف كيف أن "الإصغاء إلى نصوص الكتاب المقدس يساعد على تماسك المصغين. في الواقع، إن الإصغاء إلى كلمة الله "يصنع" الكنيسة بحق." لذلك، "فإن قراءة الكتاب المقدس مع الكنيسة" يمكننا من تجنب "العائقين الأكثر خطورة ألا وهما القراءة الأصولية […] والقراءة الفردانية النفسية الوهمية التي تدفع القراء إلى عكس أنفسهم في الصفحات."

واختتم الأسقف ملاحظاته بتسليط الضوء على الحاجة "إلى إيجاد مكان "لمدارس الكلمة"، و"لمدارس الإنجيل"، و"لمدارس قراءة الكتاب المقدس والإصغاء إليه." […] من هذه الزاوية، يجب علينا أن نرى "القراءة الإلهية"، الطريقة الأقدم والأغنى للإصغاء إلى الكتاب المقدس" التي يجب أن تعطى "حيزاً جديداً وأشكالاً جديدة بحيث تصبح الطريقة المألوفة لمقاربة كلمة الله في جماعاتنا المسيحية."

الأغلبيات المطلقة

من ناحيته أوضح لوقا ديوتلافي، منسق مجلس الأبحاث وأستاذ علم الاجتماع في جامعة روما الثالثة، أنه تم إجراء 13000 مقابلة خلال الاستطلاع الذي وصفه "بالتعهد العلمي الأكثر تنظيماً الذي حاول حتى الآن أن يقارن، على مقياس عالمي، مستويات وأشكال الألفة بنصوص الكتاب المقدس لدى التقاليد المسيحية بين الراشدين."

وقد روج لهذا الاستطلاع اتحاد الكتاب المقدس الكاثوليكي وGFK Eurisko .

وقال: "إن الكتاب المقدس في المناطق التي أجرينا فيها الاستطلاع ليس نص أقلية بل مرجعاً مهماً موجوداً – بدرجات وطرق مختلفة – في حياة وثقافة أغلبيات مطلقة من السكان. فمن الممكن القول بأنه ما بين ثلث وربع الراشدين في هذه البلدان قرأوا نصاً من الكتاب المقدس مرة على الأقل في الأشهر الاثني عشر الماضية."

وأشار ديوتلافي إلى وجود "فجوة تبعد العالم الأنغلوساكسوني عن أوروبا الوسطى والشرقية." في الأول، إن الشعور بقرب الله ليس بهامد وممارسة الصلاة ليست هامشية. وتنظر أغلبية كبيرة من الناس إلى الكتاب المقدس كمصدر للحقيقة، وكمصدر للرسالة المتعلقة بالحياة."

أكثر من 50% من هؤلاء الذين سئلوا في روسيا، بولندا، إيطاليا، المملكة المتحدة، وألمانيا أيدوا فكرة تدريس الكتاب المقدس في المدارس.

كما أظهر الاستطلاع أن "ممارسة قراءة الكتاب المقدس تعتمد بحسب الاحصاءات على "المشاركة في الأحداث والمجموعات التي تعتمد هذه الممارسة، أكثر منه على المعتقدات الدينية المشتركة"، بحسب ما أفاد الأستاذ.

"قراءة الكتاب المقدس لا ترجع بأي شكل من الأشكال أصداء الاستقطاب السياسي بين "اليمين" و"اليسار".

          

(نقلته من الإنكليزية إلى العربية، غرة معيط)