الحلقة السادسة كيف تعامل السيد المسيح مع الخوّاف؟

كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معه؟

دراسة في انجيل متى

 

}  عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد{ (1تي  3 :  16)، }  و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا { (يو  1 :  14)، وشابهنا في كل شيء}  لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس { (في  2 :  7). وتعامل وتواصل مع شخصيات عديدة، منها من كان ذا وجهة نظر مغايرة، او كان ذا قلب غير مستقيم، أو طبع شرير أو متهور او حسود أو مجرِّب …الخ. في الواقع، كل منا، خلال احداث حياته اليومية، عاش ويعيش هذه اللقاءات مع المختلفين عنه! لنترك للمسيح نفسه فرصة تدريبنا على حسن التعامل مع الآخر ولا سيما المختلف   } قال واحد من تلاميذه يا رب علمنا  { (لو  11 :  1)

 

الحلقة السادسة (6) كيف تعامل السيد المسيح مع الخوّاف؟

مت 8: 23- 27

}23وَرَكِبَ السَّفينةَ فَتَبِعَه تَلاميذُه. 24وإِذا البَحرُ قَدِ اضطَرَبَ اضْطِراباً شَديداً حتى كادَتِ الأَمْواجُ تَغمُرُ السَّفينَة. وأَمَّا هوَ فكانَ نائماً. 25فَدنَوا مِنه وأَيقَظوهُ وقالوا لَه: يا رَبّ، نجِّنا، لَقَد هَلَكنا 26فقالَ لَهم: مالَكم خائفين، يا قَليلي الإيمان؟ ثُمَّ قامَ فَزَجَرَ الرَّياحَ والبَحر، فَحَدَثَ هُدوءٌ تامّ. 27فتَعَجَّبَ النَّاسُ وقالوا: مَن هذا حتَّى تُطيعَه الرِّياحُ والبَحر؟ {.

 

يرمز البحر الهائج إلى العالم، وترمز الأمواج والريح العاصفة إلى المخاطر والتحديات التي تواجه الإنسان الذي يخوض البحر العالم مجتازا نحو الأبدية.  ترمز السفينة بشكل عام إلى الكنيسة وبشكل خاص إلى النفس البشرية التي تواجه مخاوف من الداخل وصعوبات وتحديات تأتي من الخارج.

أين ذهبت الثقة في الله ؟ إنه تذهب وتتلاشى متى أعتمد الإنسان على قلبه لا على قدرة الله والثقة فيه } فجاهل الإنسان الذي يعتمد على قلبه { ( أمثال 28 : 26 ) أو متى أعتمد على برّه الخاص : 9وضرَبَ أَيضاً هذا المَثَلَ لِقَومٍ كانوا مُتَيَقِّنينَ أّنَّهم أَبرار، ويَحتَقِرونَ سائرَ النَّاس: 10 }صَعِدَ رَجُلانِ إِلى الهَيكَلِ لِيُصَلِّيا، أَحَدُهما فِرِّيسيّ والآخَرُ جابٍ. 11فانتَصَبَ الفِرِّيسيُّ قائِماً يُصَلَّي فيَقولُ في نَفْسِه: الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي. 12إِنَّي أَصومُ مَرَّتَيْنِ في الأُسبوع، وأُؤَدِّي عُشْرَ كُلِّ ما أَقتَني. 13أَمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيداً لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَه ويقول: الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ ! 14أَقولُ لَكم إِنَّ هذا نَزَلَ إِلى بَيتِه مَبروراً وأَمَّا ذاكَ فلا. فكُلُّ مَن رَفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَهُ رُفِع { ( لو 18 : 9 – 14 )

إن الثقة بالمسيح هي إعتراف بقدرته كخالق وبرحمته }6 وأَنا توكَّلتُ على رَحمَتِكَ ويَبتَهجُ قَلبي بِخَلاصِكَ. { (مز 13: 6)، و تتطلب الثقة تواضعاً ، لايتجاهل شر العالم " الأمواج والعواصف " ولا يتناسى التوبة الشخصية ( لأننا خطأه ) } فطوبى لِجَميعِ الَّذينَ بِه يَعتَصِمون. { (مز 2: 12). . .. ومن هنا يتضح ان الثقة والتواضع هما وجهان لعملة واحدة، بهما يستعيد الإنسان سلطانه على الخليقة، ويرسخ إيمانه بالله لمواجهة أصعب المشكلات وأكبر التحديات وهنا نتذكر شخصية مؤمنة مثل سوسنة، دون حماية وفي خطر مميت، كان قلبها ملآن ثقة بالله }35 فرَفَعَت عَينَيها إِلى السَّماءِ وهي باكِيَة، لِأَنَّ قَلبَها كانَ مُتَّكِلاً على الرَّبّ. {  (دانيال 13: 35).

هل نختبر في حياتنا مثل ما اختبر المسيح في هذا الموقف ؟

كم من مرة أختبرت فيها:

W     شك الأحباء في حبك

W     عدم ثقة الأصدقاء فيك!

W     اقتناعهم بعدم فاعلية حضورك بينهم؟

W     تجاهل الرفاق لقدراتك!

W     تناسي الأقرباء لك في بداية الأزمة واللجؤ إليك عند تضخمها؟

W     تصديق  الشخص خائف  لما يشعر به ؟  

W     إيمان بقوة الشر

W     حتمية الهلاك (لقد هلكنا)؟

W     إن من حولك مازالوا لم يفهموك ؟

إن كنت قد عشت هذه كلها او بعضها، كيف تصرفت إزاءهم؟

لنترك للمسيح الفرصة كي يفتح أذهاننا، ويفهمنا كيف نتعامل مع الخواف قليل الثقة؟

السيد المسيح كان نائم :

علامة إطمئنان ( فمن المعروف أن الخائف لا يستطيع النوم) أندهش!!  كيف لم يستيقظ المسيح وحوله كل ضجيج البحر والريح وصراخ التلاميذ؟

        إنه ، له كل المجد يريد ان يعلمنا أن نعطي الفرصة للآخر لمواجهة صعوبات حياته، فبعد قليل سيواجهون البحر الأصعب ( العالم) وسيرحبون بالموت (شهداء) ، لنعط الفرصة للقريب كي يختبر قدرته على مواجهة التحديات لينو ، ايضا ليختبر إيمانه وثقته بالله!!

أول ما قاله لهم المسيح له المجد }يا قليلي الإيمان{

إنه يعلمنا كيف ندخل إلى عمق المشكلة لا ظاهرها .

ثم قال لماذا خفتم ؟

إن قلة الإيمان والخوف مصدره. أمام صوت الريح المخيف وهجمات الأمواج على القارب ، هربت الثقة من قلوب التلاميذ!! شل الخوف تفكيرهم ، وأضعفت قوة الشر إيمانهم!! فخافوا من المخلوقات وبينهم الخالق، قدموا قلوبهم ذبيحة للخوف ولم ينتبهوا إلى ملك السلام الذي معهم. خافوا الموت و رب الحياة بينهم! خارت عزائمهم أمام البحر وجبروته ، وباري السماء والأرض }3 إِنَّ إِلهَنا في السَّماء صَنعً كُلَّ ما شاء{ ( مز 115: 3 ) الذي سبق فأعطى للإنسان أن يخضع  كل المخلوقات ويتسلّط عليها وبارَكَهمُ اللهُ وقالَ لهم: } اِنْموا واَكْثُروا وأمْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها وَتَسَلَّطوا على أَسْماكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماءِ وَكُلِّ حَيَوانٍ يَدِبُّ على الأَرض {. ( تك 1: 28 ).

 

1.    الرب يدربنا على السماح للآخر بتنمية قدرته على مواجهة الأزمات ،

2.    الرب يرشدنا الى من نذهب وقت بدء العواصف وبمن نحتمي،

3.    الرب يعلمنا كيف نطرد الخوف خارجا فهو سبب ضعف الإيمان،

4.    الرب يحررنا من الخوف و الشر.

الرب يؤكد أنه حاضر معنا دوما حتى وإن تصورناه نائما أو غائبا عنا.