لنتأمل مع بندكتس 30 من أبريل 1-3 من مايو

الثالث من مايو

روما، الأربعاء 30 أبريل 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثالث من مايو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

دور المرأة في الخلاص

من اللافت أن المرأة تظهر دومًا في فكر إسرائيل وإيمانه، لا ككاهنة، بل كنبية، وكقاضية-مخلصة. فخاصيتها الأعمق، والموقع المخصص لها يظهر هنا. يتكرر جوهر ما رأيناه سابقًا ويتقوى: العاقر والضعيفة تضحي المخلصة لأن اعتلان قوة الله يكمن هناك. بعد كل سقوط في الخطيئة، تبقى المرأة "أم الحياة"… لا تعتلن قوة الله في قدرته على العقاب من بعد، بل في صمود حبه وأمانته… أن نبقي المرأة خارج اللاهوت يعني أن ننفي الخلق والاصطفاء (تاريخ الخلاص) وأن ننكر بالتالي الوحي. في نساء إسرائيل، في الامهات والمخلصِّات، في عقرهم الخصيب يتم التعبير بالشكل الأنقى والأعمق عن ماهية الخلق والاصطفاء، عن جوهر "إسرائيل" بصفته شعب الله. ولأن الاصطفاء والخلق هما أمر واحد، يظهر للمرة الأولى من هو الله وما هو جوهره.

 

 

الثاني من مايو

انقلاب القيم في نشيد التعظيم

بالنسبة للفكر القديم، كان الخصب بركة والعقر لعنة. أما هنا فكل شيء مقلوب على رأس عقب: فالعاقر تظهر كالمباركة حقًا، بينما تتراجع الخصبة إلى مراتب الاعتيادي، لا بل حتى يجب عليها أن تناهض ضد لعنة الطلاق، وخسران الحب. يتضح المعنى اللاهوتي لانقلاب القيم بشكل تدريجي فقط؛ فمنها أنشأ بولس لاهوته المتعلق بالولادة الروحية: ابن ابراهيم الحقيقي ليس ذلك الذي تعود أصوله الجسدية إليه، بل هو ذلك الذي حبل به بواسطة القوة الخلاقة التي تزخر بها كلمة وعد الله، بنوع يتجاوز الولادة الجسدية البحتة. ليست الحياة الجسدية بحد ذاتها غنىً حقًا؛ بل هو هذا الوعد الذي يستمر بعد الحياة، والذي يجعل الحياة حياةً بالفعل (راجع رو 4؛ غلا ، 1 – 14). في مرحلة أولية من تطور العهد القديم، نشأ صنف من لاهوت النعمة من انقلاب القيم هذا في نشيد حنة، الذي يتردد صداه في نشيد تعظيم مريم: الرب يرفع المتواضعين من التراب، ويرفع الفقراء من الرماد (1 صم 2، 8). الرب ينحني نحو المتواضعين، والضعفاء، والمنبوذين، وفي هذا التنازل يتألق حب الله، الذي يخلص فعلاً، في حنة وفي مريم، عبر الظاهرة اللافتة: ظاهرة المرأة غير المباركة-المباركة في آن. إن سر المقعد الأخير (لو 14، 10)، والتبادل بين المقام الأول والأخير (مر 10، 31)، وانقلاب القيم في عظة الجبل، وانقلاب القيم الأرضية المبنية على التناسل، كل هذه الأمور مكنونة هنا. كما ويجد لاهوت البتولية هنا صيغته الأولى بشكل مستتر: عدم الخصب الأرضي يضحي الخصب الحق.

 

 

الأول من مايو

تحقيق حضور المسيح بيننا

إن الشركة الكنسية تشمل كل زمان ومكان وكل الأجيال. فبفضل عمل الروح القدس، لمسَت جماعة الرسل الأولى الرب القائم من بين الأموات. وكذا تفعل الأجيال المتتالية، حيث يُنقَل الإيمان ويُعاش في العبادة وفي شركة شعب الله في حجّته ومنذ البدء، أراد يسوع أن يشمل عمله الخلاصي العالم أجمع وبالفعل… أوكل الرب القائم من بين الأموات إلى الرسل مهمة تلمذة كل الأمم، معطياً إياهم بارقليط حضوره الشخصي معهم. إن حضور يسوع الذي يتحقق بشكل متواصل –من خلال عمل الروح وخدمة الكنيسة الرسولية وشركتها الأخوية- هو ما نعنيه بالـ"تقليد". فليس التقليد مجرّد عملية نقل أو توارث لأمور معينة، وإنما حضور الرب الفعال الذي يرافق ويوجه الجماعة المجتمعة. أما الروح القدس فيغذّي هذه الشركة، مؤمّناً الرابط بين الإيمان الرسولي الذي عاشته جماعات التلاميذ الأولى  وخبرتنا اليوم للمسيح في كنيسته. فلنفرح ولنتهلل بحضور المخلص الذي يأتي للقائنا وفدائنا وتقديسنا من خلال خدمة كنيسته!

 

 

الثلاثون من أبريل

تحقيق حضور المسيح بيننا

إن الشركة الكنسية تشمل كل زمان ومكان وكل الأجيال. فبفضل عمل الروح القدس، لمسَت جماعة الرسل الأولى الرب القائم من بين الأموات. وكذا تفعل الأجيال المتتالية، حيث يُنقَل الإيمان ويُعاش في العبادة وفي شركة شعب الله في حجّته ومنذ البدء، أراد يسوع أن يشمل عمله الخلاصي العالم أجمع وبالفعل… أوكل الرب القائم من بين الأموات إلى الرسل مهمة تلمذة كل الأمم، معطياً إياهم بارقليط حضوره الشخصي معهم. إن حضور يسوع الذي يتحقق بشكل متواصل –من خلال عمل الروح وخدمة الكنيسة الرسولية وشركتها الأخوية- هو ما نعنيه بالـ"تقليد". فليس التقليد مجرّد عملية نقل أو توارث لأمور معينة، وإنما حضور الرب الفعال الذي يرافق ويوجه الجماعة المجتمعة. أما الروح القدس فيغذّي هذه الشركة، مؤمّناً الرابط بين الإيمان الرسولي الذي عاشته جماعات التلاميذ الأولى وخبرتنا اليوم للمسيح في كنيسته. فلنفرح ولنتهلل بحضور المخلص الذي يأتي للقائنا وفدائنا وتقديسنا من خلال خدمة كنيسته!