حوار الأديان السادس بقطر

يبحث المسالمة واحترام الحياة

 

عدي جوني- الدوحة 13\\5\\2008

\"\"

ممثلي من كافة الأديان السماوية الثلاث يشاركون في الحوار (الجزيرة نت)

افتتح مؤتمر حوار الأديان السادس في الدوحة بمشاركة رجال دين وباحثين من الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية تحت شعار "القيم الدينية بين المسالمة واحترام الحياة".

 

وقام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر فيصل بن عبد الله آل محمود بافتتاح المؤتمر بكلمة شدد فيها على ضرورة تعميق الفهم الصحيح للقيم الدينية التي تخدم الإنسانية كقاسم مشترك يجمع الديانات الثلاث دون الإخلال بمفهوم الاختلاف الذي قام عليه الخلق الرباني للبشرية.

 

ونوه الوزير القطري إلى أن هذا النوع من الحوار يأتي في خضم البحث عن هوية الإنسان الذي فقد قدرته على التحكم بالعلم والتكولوجيا مما جعله "مسيرا لرغباتها" التي افتقدت الوازع الديني والأخلاقي على نحو أخلت بميزان العدل واحترام الإنسان.

 

كما أشار إلى أنه في غمرة هذا التطور العلمي والتكنولوحي بادر بعض المتحمسين تحت تسميات حقوق الإنسان إلى امتهان أهم حق ألا وهو حق الحياة.

 

\"\"

فيصل بن عبد الله آل محمود قال إن المتحمسين لحقوق الإنسان امتهنوا حق الحياة (الجزيرة نت)

وكانت عميدة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في قطر الدكتورة عائشة يوسف المناعي قدمت لكلمات المشاركين في الجلسة الافتتاحية بالإشارة أن الحوار بين الأديان وسيلة لإيجاد التعايش المسالم بين البشرية جمعاء استنادا إلى الإنسان ككائن عاقل مدرك لبيئته ومحيطه وطبيعة خلقه.

 

ولفتت إلى أن شروط الحوار قد لا تختلف نظريا لكنها وفي أرض الواقع تشهد حالات فرضتها حالات من عدم الفهم قادت إلى ممارسات تسيء للأديان الأخرى وأتباعها، أولاها عدم احترام العقيدة والإساءة إلى الرموز الدينية، في إشارة إلى ما نشرته وسائل إعلام غربية من رسوم مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

حاخامات وكرادلة

\"\"

الخاخام رينيه جوتمان شدد على ضرورة فهم الآخر (الجزيرة نت)

وبدا واضحا مشاركة العديد من رجال الدين من كافة دول العالم ومنها إسرائيل حيث شوهد عدد من الحاخامات والباحثين في الدين اليهودي.

 

وكان لافتا غياب شخصيات إسلامية معروفة عن الجلسة الافتتاحية على الأقل مثل الشيخ يوسف القرضاوي الذي أوضحت معلومات إلى أن رفض المشاركة كون المؤتمر يستضيف رجال دين يهودا من إسرائيل.

 

وفي الجلسة الافتتاحية تحدث عضو مجلس الحاخامات في الاتحاد الأوروبي الحاخام رينيه جوتمان (فرنسا) عن ضرورة فهم الآخر واحترام اختلافه مع التركيز على القواسم المشتركة التي تجمع الأديان التوحيدية الثلاث، معترضا على محاولات البعض إقصاء الآخر باسم الدين.

 

وقال جوتمان إن العالم الروحاني عالم واحد يقوم على فكرة نور الخالق الذي خلق الإنسان وبالتالي يتوجب على الإنسان أن يحترم "صناعة المهندس الإلهي الأعظم" بالكيفية التي جاءت عليها.

 

وأوضح أنه رغم الاختلاف القائم بين المجتمات البشرية لونا وعرقا وثقافة تبقى القيم الدينية إرثا إنسانيا مشتركا يستند على فطرة الخير والعدالة.

 

الحوار والفهم

\"\"

الكاردينال جان لوي توران اعتبر الحوار أساسيا لفهم الآخر (الجزيرة نت)

واتفق ممثل رئيس مجلس الفاتيكان لحور الأديان الكاردينال جان لوي توران على أن الحوار أساسي في فهم الآخر موضحا أن البابا بنديكت السادس عشر كلفه بالعمل على نباء جسور التواصل والحوار مع الإسلام، لأن الحوار أصبح ضرورة لا سيما أن القيم الدينية تقدم فهما مشتركا لوجود الإنسان.

 

في حين اعتبر أحمد محمد الطيب من جامة الأزهر في مصر أن الإسلام لا يلام على التقصير بالحوار بل إن الدين الإسلامي يحمل في طبيعته العقائدية والممارسات العملية شواهد تاريحية تؤكد الحوار مع الآخر بل التعايش معه في بقعة جغرافية واحدة، واستشهد على ذلك بهجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة التي كان يحكمها ملك مسيحي.

 

واعتبر أن من أهم العقبات التي تقف في وجه الحوار مع الإسلام تلك الفجوة الواسعة مع الغرب الذي لم يحاول فهم الإسلام فهما صحيحا، يضاف إلى ذلك تهافت الإعلام الغربي على تشويه صورة الإسلام والمسلمين لا سيما على صعيد ربط الإسلام بالإرهاب.

 

وأشار الطيب إلى أن الإعلام يتناسى أن لا دين للإرهاب، مشيرا إلى حوادث كثيرة لا علاقة للإسلام بها لكنها تخضع لمعايير الإرهاب كما يضعها الغرب ومنها على سبيل المثال قيام يهودي بقتل مصلين في المسجد الأقصى عام 1994.

 

واختتمت الجلسة الافتتاحية الأولى بكلمة لرئيس مركز الدوحة لحوار الأديان صالح النعيمي الذي شدد في كلمته على حرص المشاركين على تقديم كل ما في وسعهم لتقريب الإنسان إلى فهم مشترك للاختلاف مع الآخر دون أن يخل بعلاقة الاحترام والتسامح التي يجب أن تسود شعوب العالم.

المصدر: الجزيرة

 

 

المسالمة بين الديانات في مؤتمر حوار الأديان بالدوحة

 

الجزيرة نت 13\\5\\2008

\"\"

نقاش بين أتباع الديانات الثلاث في مؤتمر الدوحة السادس لحوار الأديان (الجزيرة نت)

شهدت اليوم الجلسة الأولى من مؤتمر الدوحة السادس لحوار الأديان نقاشا جادا حول مبدأ المسالمة في الديانات السماوية، وتطلب الأمر من المشاركين في الجلسة استدعاء مفاهيم السلم والسلام من النصوص الدينية، والتطرق لبعض المسائل الحساسة المتعلقة بالانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الدينية والإساءة لعقائد الآخرين.

 

فضيحة أبو غريب ليست مسيحية
وكان من أبرز المتحدثين في الجلسة الدكتور جوزيف كامينغ الذي تطرق إلى فضيحة أبو غريب معتبرا أنها لا تمثل الدين المسيحي، وطرح مسألة التنازع الذي يعتري الإنسان الجاني في مثل هذه المواقف، فبحسب قوله فإن أحد المتهمين البارزين في قضية أبو غريب كان قد كتب في إحدى رسائله وقبل ظهور مسألة أبو غريب "المسيحي الذي في داخلي يعلم أنه لا يجوز أن أفعل ما فعلت، ولكن الشرطي في داخلي يحب أن يجعل الرجل الكهل يبول في سرواله".

 

\"\"

جوزيف كامنغ (الجزيرة نت)

وأضاف كامينغ مدير برنامج المصالحة في مركز الإيمان والثقافة بجامعة يل الأميركية أن المسلمين الذين يمارسون العنف تتنازعهم مثل هذه المشاعر، معتبرا أن مفتاح الحل هو حبّ الله وحب الجار وهو ما اجتمعت عليه الديانتان المسيحية والإسلام.

 

هل الحق متعدد؟
وتطرق كامينغ أيضا إلى مسألة مجدي علام الذي عمده بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بنفسه في مارس/آذار من العام الجاري، وقال كامينغ إن ما يراه المسلمون إساءة يرى فيه المسيحي هداية وخيرا للإنسان في الدنيا والأبدية.

وأشار إلى أن المسلمين أيضا يجتهدون لدعوة المسيحيين للإسلام ولا يرون في ذلك فعل كراهية بل فعل محبة ويرون في الإسلام فعل هداية ونور، ودعا من هذا المنطلق إلى إدراك وجهات النظر المختلفة والتطبيق العملي بين الاحترام والحرية، ورأى أن هذا سيساهم في حل كثير من النزاعات بشأن العديد من المواضيع ومنها مسألة مجدي علام وكيف نحترم ضميره واختياره وكيف نحترم الإسلام، وكذلك مسألة الرسوم المسيئة وغيرها.

\"\"

أحمد محمد الطيب (الجزيرة نت)

وعقب رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد محمد الطيب على ما طرحه كامينغ رافضا تبريره لما فعله البابا، وقال الطيب إن هناك عددا من الشخصيات المعروفة قد أسلمت مثل المفكر الفرنسي روجيه غارودي والدبلوماسي الألماني مراد هوفمان ورغم ذلك لم يحتفل بهم المسلمون، متسائلا من هو علام حتى يحتفي به البابا إذا لم يكن الاحتفاء موقفا من الإسلام؟

 

السياسة والتفسير الديني
ودعا الطيب إلى المقارنة بين سياسات وإرهاب دول وليس أفراد، مؤكدا أن ما جاء بالرئيس الأميركي جورج بوش ومن معه إلى العراق هو التفسير الديني الذي في ذهنه، وأن ما حصل ويحصل في فلسطين هو نتيجة تفسير لنصوص التوراة ليس إلا.

ووجه الطيب خطابه إلى الكنيسة قائلا إن ما يقرب من 14% فقط في أوروبا يؤمنون بالله، وختم حديثه متسائلا "أليس أولئك أولى بأن تعملوا على هدايتهم؟".

والجدير بالذكر أن المؤتمر سيستمر حتى مساء غد الأربعاء وتشارك فيه مجموعة من رجال الدين والعلماء والباحثين من الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية

عن موقع ابونا