مشاكل شباب اليوم تضطرنا إلى إطلاق مناهج تربوية متجددة

بحسب رئيس مجلس أساقفة إيطالية

 بقلم روبير شعيب

 الفاتيكان، الأربعاء 28 مايو 2008 (Zenit.org).

 "التاريخ ليس تسلسلاً حتميًا للوقائع؛ بل بالنسبة للمؤمنين هو دومًا تاريخ خلاص يمنح طابع رجاء لكل عمل إنساني".

 هذا ما صرح به الكاردينال أنجلو بانياسكو رئيس مجلس أساقفة إيطاليا في معرض خطابه أمام الهيئة العامة الثامنة والخمسين لمجلس أساقفة إيطاليا، الذي افتتح نهار الاثنين في الفاتيكان.

 وأوضح الكاردينال بأن هذه القراءة المؤمنة "لا تقف حاجزًا أمام إدراك المحدودية، والتناقضات، والتحديات" إلا أنها تزرع في ضمير المؤمن الوعي بأنه "عبر تجسد الكلمة، أصبح الزمن مفعمًا بالأبدية، وبات يتمتع بغائية لم يكن ممكنًا تصورها قبلًا".

 وبهذا المعنى تحدث عن أن الزمن الآن ليس عبارة عن قدر أعمى بل هو زمن تقوده العناية الإلهية، "ولهذه العناية الإلهية وجه، هو وجه المسيح".

 كما ورفض رئيس مجلس أساقفة إيطاليا "التذمر المستمر من الصعوبات" و "ظواهرية الأسوأ"، التي "رغم أنها تسيء بشكل كبير إلى الكرامة الإنسانية عبر مفاهيم اختزالية ومكنونية، إلا أنها لم تتمكن من تدمير الكرامة الكامنة في كل شخص بشري".

 التحدي التربوي

 وأمام مجتمع يرفع راية المظاهر بدل الجوهر، أطلق الكاردينال التحدي التربوي.

 وقال: "نحن نؤمن بأنه ما من سبيل آخر لتجديد العمل التربوي، إلا عبر اعتناق نهج تربوي شجاع لا يراوغ على القيم السامية".

 ولفت أنه في أساس المحنة التربوية المعاصرة هناك محنة أعمق وهي تتمثل بـ "محنة الثقة بالحياة".

 وتعبيرًا عن اهتمام مجلس الأساقفة بالشباب، انتقد الكاردينال "الثقافة العدمية" التي "تولد مشاعر حزينة وحسب".

 واعتبر الكاردينال أن هذه الثقافة العدمية تولد في الشباب "القناعة الخاطئة بأنه لا يمكن تحقيق أي شيء جميل وعظيم ونبيل في الحياة، بل يجب الاكتفاء بالهُنا والآن، وبأهداف دنيئة".

 وبهذا الشكل يتم التغاضي للأسف عن أحلام الشباب وتطلعاتهم، ويتم تحطيمها، بينما ما يحتاج إليه الشباب بالحقيقة هو أن ينالوا حمايتنا وتربيتنا ودعمنا لكي يطمحوا إلى أهداف سامية وعالية.

 الإنطلاق من المسيح

 وبالحديث عن إطلاق "مناهج تبشير وتربية جديدة" أشار إلى أن "محور كل منهج تعليمي مسيحي هو شخص يسوع المسيح المعبود".

 وشرح أن هذا لا يعني أن المسيح "يأتي في ختام العرض" بل بالعكس، "يجذب الإعلان التبشيري (الكريغما) اليوم أكثر من قبل، لأن هناك جاذبية خاصة لشخصية يسوع المسيح".