كيف تعامل المسيح مع من يعتقدون انهم حراس العقيدة (8)

كيف تعامل السيد المسيح مع المختلفين معه؟

دراسة في انجيل متى

 

 

الحلقة الثامنة (8)

 

 (كيف تعامل المسيح مع من يعتقدون انهم حراس العقيدة)

و اذا مفلوج يقدمونه اليه مطروحا على فراش فلما راى يسوع ايمانهم قال للمفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك  و اذا قوم من الكتبة قد قالوا في انفسهم هذا يجدف … حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك و اذهب الى بيتك ( مت 9 : 2 – 6 )

 

قالوا في انفسهم هذا يجدف

اصدروا حكما شرعيا فبحسب شريعة اليهود الله وحده يغفر الخطايا، ويسوع ياخذ صفة الله

لنعد الى الحدث نفسه ، ماذا رأى يسوع وماذا رأى المختلفون معه (حراس العقيدة )

رأى يسوع

         رأى أيمان اصدقاء المفلوج

         رأى الانسان

         رأى رجاءا في عيني المفلوج

         رأى نفسا مريضة تحتاج غفرانا

         رأى جسدا واهيا ذليلا من وطأة المرض

         رأى ما يدور في قلوب حراس العقيدة

رأى المختلفون

         لم يروا ما سبق ورأه  يسوع

         رأوا الشريعة راوا انه يخالف العقيدة الصحيحة

         راوا يساوي نفسه بالله

 

كيف تعامل السيد المسيح له كل المجد مع حراس العقيدة

 

لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه.لان بالناموس معرفة الخطية  رو 3 : 20

اولا تممّ ما يراه برًّا، لم يخف من الناس ولا سيما من يدعون انهم حراس العقيدة حماة الشريعة محامو الله

ثانيا لم يتجاهلهم، بسؤاله (أيهما ايسر ان يقال…) حاول تحريرهم مما هو مسيطر عليهم (فان الخطية لن تسودكم لانكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة……) رو 6 :14

 

والآن أخي الحبيب

هل انت ممن يدعون انفسهم حراس العقيدة ؟

في حياتك اليومية وسهرك على العقيدة ماذا ترى ؟ أترى ما رأه يسوع ام ما يراه حراس العقيدة؟

يقول القديس يوحنا ان الشريعة عن يد موسى اعطيت اما النعمة والحق فعن يد يسوع المسيح صارا

يسوع حول المرض الى شفاء ، الضعف الى قوة ، القلق الي ثقة

أما حراس العقيدة هنا فقد حولوا المعجزة التي مجدت الى تجديف على الله

 

كم من العثرات في تاريخ جماعة المؤمنين كان مصدرها حراسة العقيدة بعيدا عن المسيح؟

 

طبعا لانقصد هنا إهمال حفظ وديعة الإيمان المسلمة لنا ،

بل نعني هذه الفئة من الناس التي تشابه الكتبة في نقدهم ليسوع

هؤلاء الذين تركوا النعمة والحق هبة المسيح لابناء العهد الجديد ،

وتمسكوا بحراسة شريعة موسى وهم ابعد ما يكون عن فهمها  .

 

احيانا اعوق عمل الخير لنقص في محبتي متخفيا وراء الشريعة التي هي عبدة وخادمة للإنسان او وراء كبرياء شخصية او عادة اجتماعية. موقف يسوع لم يهمتم إلا بالإنسان نفسا( غفران ) وجسدا ( قم )  لم يغرق معهم في مجادلات وفلسفات ولم يتباهى بكم المعرفة او بمقدار التزامه بالشريعة.