رسالة البابا الى البطريرك صباح

القدس، الاثنين 23 يونيو 2008 (ZENIT.org)

 ننشر في ما يلي الرسالة التي بعث بها البابا بندكتس السادس عشر لغبطة بطريرك القدس للاتين ميشيل صباح لمناسبة تخليه عن إدارة البطريركية، والتي نُشرت على موقع البطريركية.

الى أخينا الموقر، غبطة البطريرك ميشيل صباح بطريرك القدس للاتين

 
في اللحظة التي تستعد فيها، غبطتُك، بالتخلّي عن إدارة البطريركية اللاتينية الأورشليمية، أوَدّ أن أعيّر لك عن مشاعر التقدير وعرفان الجميل للخدمة الراعوية التي قمتَ بها بتفانٍ ومن غير حساب، ولا سيّما في هذه السنوات العشرين الماضية.
تتجذّر خدمتك في البيئة المحلّية التي عشتَ أنت فيها منذ طفولتك، إذ بدأتَ دراستك في مدرسة الفرير (في الناصرة)، ثم تابعتَها في المعهد الإكليركي البطريركي في بيت جالا. واستكملتَ أخيرًا تحصيلَك العلمي في جامعة السوربون في باريس حيث حصلتَ على الدكتوراه في فِقه اللغة العربية.
منذ سيامتك الكهنوتية في 29 حزيران 1955 قمتَ، غبطتُك، بخدمتك الرعوية في وسط شعب الأرض المقدّسة، وحملتَ إلى أهلها العزاء والرجاء، من خلال مناداتك بالبُشرى السارّة، وخدمة الأسرار والتعليم والخدمة الاجتماعية.
وبناء على مؤهِّلاتك وإخلاصك في الخدمة، أراد سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني أن يَعهَدَ إليك في 11 كانون الأول 1987 بإدارة البطريركية اللاتينية الأورشليمية، وقد منحك السيامة الأسقفية في 6 كانون الثاني 1988 في البازيليكا البابوية كنيسةِ القديس بطرس.
وفي أثناء رعايتك للكنيسة اللاتينية في القدس، تميَّزتَ، غبطتَك، دائمًا بمحبّتك لأرض الفادي ولجميع أهلها المقيمين فيها من دون أيّة تفرقة بين الانتماءات الدينية أو القومية، وكنتَ صوتًا للضعاف والمحتاجين. وكنتَ أبًا غيورًا للكهنة والرهبان، مقدِّمًا لهم مثالَ الراعي الصالح ناظرًا إلى وجهِ يسوع (المسيح باستمرار). وعمِلتَ، – وثابرتَ في عملك وأنجزْتَ-، على تطوير المدارس الكاثوليكية وحامعة بيت لحم التي كنتَ رئيسًا لها.
والآن تترك، غبطتُك، هذا الإرث بين يدي سيادة المطران قؤاد الطوال الحزيل الاحترام. وقد اغتنى هو (بدوره) بخبرة واسعة اكتسبها من خلال خدمته في السلك الدبلوماسي التابع للكرسي الرسولي، ولمّا كان أسقفًا على تونس ثم معاونًا في هذا الكرسي البطريركي. ولهذا سيكون قادرًا على متابعة رعاية الأسرة البطريركية اللاتينية بكل غيرة.
في هذه اللحظة الهامّة، أؤكّد لغبطتك ولسيادة المطران فؤاد الطوال الجزيل الاحترام صلاتي ومشاعري الأخوية، فيما أمنح بركتي الرسولية لكنيسة القدس اللاتينية بأسرها.

صدر عن حاضرة الفاتيكان في 11 من حزيران 2008

بندكتس السادس عشر