المرأة بعد الإجهاض: المأساة، القبول، والغفران

مؤتمر لمساعدة النساء اللواتي عشن مأساة الإجهاض

 بقلم روبير شعيب

 روما، الثلاثاء 24 يونيو 2008 (Zenit.org).

إن أعراض ما بعد الإجهاض هي شر خادع، متفشٍ وخفي. لمواجهة هذه العوارض، عقد في بريشا (إيطاليا) مؤتمر حول موضوع: "المرأة بعد الإجهاض: المأساة، القبول، والغفران"، نظمه "مراكز مساعدة الحياة في بريشا وكابريولو".

 في تقرير إلى زينيت كتبت إليزابيت بيتينو متحدثة عن النقاط المحورية التي تطرق لها المؤتمر: "الألم الخفي لأمهات قمن بالإجهاض والتأثير المأساوي على الحياة اليومية للمرأة، وعائلتها والمجتمع" في محاولة للنظر إلى القانون الذي يشرع الإجهاض في إيطاليا من وجهة نظر أخرى: وجهة نظر النتائج.

 يشكل المؤتمر نداءً من قبل "متطوعي الحياة" الذين هم الأشخاص الوحيدين الذين يقفون إلى جانب الأمهات بحب ومسؤولية ويرافقونهن ليس بعد أن تتم مأساة الإجهاض، بينما يكتفي الأطباء المجهضون بالقيام بالعملية دون الاهتمام بأصداء هذه العملية على المريض في ما بعد.

 افتتح المؤتمر البروفسور ماسيمو غاندولفيني، رئيس قسم الجراحة في مسشفى بريشا، ورئيس مؤسسة "العلم والحياة" في بريشا، وأشار إلى أن الإجهاض هو "لغم جاهز ومرمي بالبحر: إنه قنبلة تدمر كل ما يحيط بها: الطفل، المرأة، العائلة، المجتمع"، إنه "أمر لا يستطيع إلاّ أن يترك نتائج في الأم، لأنه يمس جسدها، ذكاءها وكيانها".

 كما وأشار إلى أن نتائج ما بعد الإجهاض باتت جزءًا من الأدب العلمي، وهي بشكل خاص مشاكل ذات طبيعة نفسية، وهي تتراوح بين اضطرابات تظهر بعد 3 أشهر من الإجهاض، وغيرها يمكن أن تستمر حتى 30 عامًا بعد الإجهاض.

 من ناحيتها شرحت السيدة إيلينا فرغاني أن الإجهاض يتعلق دومًا بالمرأة والجنين. وهناك أيضًا الأب الذي لا يظهر بوضوح على الساحة. والمرأة والولد هما صامتان: الطفل لأنه في الرحم، ولا يستطيع أن يتكلم، مع أنه يتواصل بشكل مختلف، المرأة يسكتها الألم والوحدة، وحكم الآخرين، والصعوبات، وعدم القبول.

 واستنكرت طبيبة الأعصاب أن القانون يرافق المرأة  في الإجهاض عندما تكون صحتها في خطر، ولكنه لا يقدم حلولاً للمشاكل العويصة التي تواجه المرأة بعد الإجهاض.

 وأضافت أنه يتم "معالجة المسألة بسطحية وخفة، دون الاهتمام بالمرأة كشخص، بل اعتبارها مشكلة".

 وأوضحت أنه في سبيل "تطبيب" المرأة "يجب النظر إلى البعد الأنتروبولجي" من الحبل إلى الإجهاض. لا يكفي أن نعتني بسيكولوجية المرأة بل بالشخص ككل.

 الحب هو ركيزة العلاقات الشخصية. والحب هو إرادة عيش، لأن الحياة هو أول الخيرات. وبقدر ما يحب الكائن البشر بقدر ذلك يحقق ذاته.

 العلاقة الأمومية هي نموذج هذا الحب: الأم تحب حياة الابن لأنها تهب له الحياة بأسرها. وعبر محبة حياة الطفل، تحقق الأم ذاتها كشخص، وتنمو في الحياة.

 "هذا الأمر يؤسس إنسانية الكائن البشري، وهذا الأمر يتحطم عبر الإجهاض".