عظة البطريرك برتلماوس الأول بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس

مقدمة الأب الأقدس لعظة البطريرك برتلماوس الأول

حاضرة الفاتيكان، 2 يوليو 2008 (ZENIT.org)

ننشر في ما يلي المقدمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عسر لعظة البطريرك المسكوني برتلماوس الاول في ساحة القديس بطرس بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس يوم الأحد الفائت.

 إخوتي وأخواتي،

 
إن الاحتفال بعيد القديسين بطرس وبولس – شفيعي كنيسة روما هذه، واللذين يشكلان مع غيرهما من الرسل، دعائم الكنيسة الكاثوليكية، الواحدة، المقدسة والرسولية – ينعم علينا كل سنة بالحضور السار لبعثة أخوية من كنيسة القسطنطينية، التي يترأسها هذه السنة، ولمناسبة افتتاح "سنة القديس بولس"، قداسة البطريرك برتلماوس الأول. أوجه تحياتي القلبية له، وأعبرعن فرحي بالحصول مرة أخرى على الفرصة السعيدة لتبادل قبلة السلام معه، راجيين معاً أن يأتي يوم "استعادة الوحدة" – يوم الاتحاد الكامل بيننا.

 كما أحيي أعضاء البعثة البطريركية، الممثلين عن الكنائس والجماعات الكنسية، الذين يشرفوننا بحضورهم، مقدمين من خلال هذا الحضور، رمزاً لإرادة تكثيف التحرك باتجاه الوحدة الكاملة بين تلاميذ المسيح. نستمع الآن إلى تأملات قداسة البطريرك المسكوني، إلى الكلمات التي نتلقاها بقلب مفتوح لأنها تأتي من أخينا الحبيب في الرب.

عظة البطريرك برتلماوس الأول بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس

حاضرة الفاتيكان، 2 يوليو 2008 (ZENIT.org)

 ننشر في ما يلي عظة البطريرك الأرثوذكسي برتلماوس الأول خلال الذبيحة الإلهية التي احتفل بها في ساحة القديس بطرس بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس يوم الأحد الفائت.
 

صاحب القداسة

 بعد اختباري مجدداً في نوفمبر 2006 فرح وانفعال المشاركة الشخصية والمباركة لقداستكم في العيد الشفيعي للقسطنطينية، ذكرى القديس أندراوس، الرسول الذي دعاه المسيح أولاً، انطلقت "بخطوة سعيدة" من فنر في روما الجديدة، لأشارككم بفرحكم في العيد الشفيعي لروما القديمة. وقد جئنا إليكم "بملء بركة إنجيل المسيح" (روما 29:15)، لإعادة الاحترام والمحبة، وللاحتفال مع أخينا الحبيب في بلاد الغرب "بالرسولين الواثقين الملهمين، قائدي تلامذة الرب"، الرسولين المقدسين بطرس، أخ أندراوس، وبولس – الركيزتين الأساسيتين العظيمتين في الكنيسة جمعاء الممتدة إلى السماء، اللذين قدما أيضاً في هذه المدينة التاريخية، الاعتراف الأكثر تألقاً بالمسيح، كما قدما روحهما إلى الرب هنا من خلال الشهادة، واحد على الصليب والآخر بالسيف، ليقدسا هذه المدينة.

 نوجه تحية محبة عميقة ومخلصة، باسم كنيسة القسطنطينية المقدسة، وأبنائها حول العالم، إلى قداستكم، أخينا الحبيب، مع التمني النابع من القلب "إلى جميع من هم في روما أحباء الله" (روما 7:1)، بالصحة الجيدة، والسلام، والنجاح، والتقدم ليلاً نهار نحو الخلاص "كونوا ملتهبين في الروح، عبيداً خادمين للرب، فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة" (روما: 11:12-12).

 صاحب القداسة، نحن في الكنيستين، نجل كما ينبغي ونكرم كثيراً بطرس – هو الذي قام بالاعتراف الخلاصي بألوهية المسيح، مثله مثل بولس – شريان الاختيار، الذي أعلن هذا الاعتراف وهذا الإيمان إلى نهاية الكون، في وسط أكبر الصعوبات والمخاطر التي يستحيل تصورها. ومنذ سنة الخلاص 258، احتفلنا بذكراهما في الغرب والشرق في 29 يونيو. نحن في الشرق نعد أيضاً لهذا العيد بصوم في الأيام السابقة تكريماً لهما، وذلك وفقاً لعادات الكنيسة القديمة. وللتشديد على أهميتهما المتساوية، لا بل أيضاً على حجمهما في الكنيسة، وعلى عملهما التجديدي والخلاصي على مر القرون، يكرمهما الشرق بأيقونة إما يحمل فيها كل واحد منهما سفينة صغيرة بين يديه، ترمز إلى الكنيسة، وإما يتعانقان ويتبادلان القبلة في المسيح.

 وحقاً، هذه هي القبلة التي جئنا نتبادلها معكم، مع قداستكم، بالتشديد على الرغبة والمحبة الغيورتين في المسيح، الأمرين المتصلين جداً ببعضهما البعض.

 إن الحوار اللاهوتي بين كنيستينا "بالإيمان، والحق، والمحبة"، يتقدم بفضل المعونة الإلهية، على الرغم من المصاعب الكبيرة الموجودة، والمشاكل المعروفة. ونحن نرغب بحق، ونصلي بحرارة، من أجل أن يتم تذليل هذه الصعاب، وأن تختفي المشاكل في أقرب وقت ممكن، بغية الوصول إلى هدفنا المرجو الأخير لمجد الله.

 ونعلم جيداً أن هذه أيضاً رغبتكم، كما أننا واثقون أن قداستكم لن تهمل شيئاً، بالعمل شخصياً، مع معاونيكم البارعين، من خلال تمهيد مثالي للطريق نحو تحقيق إيجابي لأعمال الحوار، إن شاء الله.

 صاحب القداسة، لقد أعلنا أيضاً سنة 2008 "سنة الرسول بولس" بمناسبة مرور ألفي سنة على ولادة الرسول العظيم. وفي ما يتعلق بوقائع الاحتفال بالعيد، الذي كرمنا فيه أيضاً المكان الذي استشهد فيه القديس بولس بالتحديد، نخطط، إضافة إلى أمور أخرى، للقيام بزيارة حج إلى بعض النصب التذكارية للنشاط الرسولي الذي قام به الرسول في الشرق: إلى أفسس، برجة، وغيرهما من المدن في آسيا الوسطى، وأيضاً إلى رودس وكريت، المكانين المسميين "بالمرفأين الجيدين". صاحب القداسة، كونوا واثقين أنكم ستكونوا حاضرين معنا في هذه الرحلة، ماشين معنا بالروح، وأننا سنقدم في كل مكان صلاة حارة لكم، ولإخوتنا في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الموقرة، طالبين لكم بحرارة شفاعة بولس الإلهية مع الرب.

 
الآن، بإجلال آلام وصليب بطرس، ومعانقة سلاسل وندبات بولس، وبتكريم شهادة واستشهاد وموت الاثنين في سبيل الرب، الموت الذي يؤدي إلى الحياة الحقيقية، نمجد الله الثالوث، ونطلب إليه، بشفاعة القديسين بطرس وبولس، رسوليه، أن يمنحنا مع جميع أبنائه في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والأرثوذكسية حول العالم، "وحدة الإيمان، والاتحاد بالروح" "برباط السلام"، وأن ينعم علينا بالحياة الأبدية والرحمة الواسعة. آمين

 
نقلته من الإنكليزية إلى العربية غرة معيط