انها أُمُّ الجرائم: تهجير المسيحيين من الوطن العربي

 

جريدة العرب اليوم الأردنية

 

 ممنوع على الاقباط ان يحجوا الى القدس المحتلة. "لن ندخل القدس الا مع اخوتنا العرب المسلمين" (البابا شنودة).


عام 1492 سقطت مدينة غرناطة اخر معقل للعرب في اسبانيا.. شَهَرَ الغالب المسيحي على المغلوبين المسلم واليهودي سكينا من ثلاث شفرات: الرحيلالتنصير السيف

الان وبعد خمسة قرون من الخروج من الاندلس يشهر المغلوبان السابقان (اليهودي الاصولي والمسلم الاصولي) في وجه العربي المسيحي سكينا من شفرة واحدة: التهجير.


انها أُمُّ الجرائم: تهجير المسيحيين من الوطن العربي

 

حاليا: (الغالب) اليهودية الصهيونية (والمغلوب) الاسلام المتطرف (يعملان جاهدين في كل من فلسطين والعراق ومصر ولبنان على تهجير العربي المسيحي بوسائل الضغط والترهيب والقتل..  والحبل على الجرار..

في فلسطين تقلص عدد المسيحيين الى اقل من 15% خلال ثلاثة عقود.

في العراق جرى خطف وقتل رؤساء الكنائس كي يرحل الاتباع.

في لبنان عرضت امريكا على المسيحيين نقلهم بالبواخر خارج لبنان اثناء الحرب الاهلية.

في مصر تخرج الفتنة رأسها يوميا بين الاقباط والمسلمين بشكل خطر للغاية.

في السودان يلوح شبح تقسيم البلد بين شمال مسلم وجنوب مسيحي تعمل الصهيونية والولايات المتحدة على تنفيذه خلال ثلاث سنوات من الان عبر استفتاء شعبي محتقن يؤدي الى الانفصال.

ابناء الارض والتاريخ

من هم هؤلاء المسيحيون الذين يجري تهجيرهم من ارض آبائهم واجدادهم عن طريق مخططين اجراميين:

الاول مخطط صهيوني واع ومبرمج على مراحل

والثاني مخطط اسلام سلفي جاهل يحاول ان يقص الجناح الثاني للحضارة العربية الاسلامية

 

انها القبائل المسيحية التي سكنت الجزيرة العربية في مكة المكرمة وبلاد الحجاز وكذلك قطنت بلاد الشام.. انها قبائل ايادتميمتغلبقضاعةطيءمذحجغسانربيعةحنيفةكندة عبس.


انهم شعراء العربية العظام اصحاب المعلقات السبع: امرؤ القيس، عنترة بن شداد، عمرو بن كلثوم، طرفة بن العبد، الحارث بن حلّزة، زهير بن ابي سلمى، النابغة الذبياني..


انهم احفاد المناذرة والغساسنة الذين ساهموا بشكل اساسي في فتح بلاد الشام بقيادة خالد بن الوليد.


انهم النساك الاتقياء الذين نهى الخليفة الاول ابو بكر الصديق عن التعرض لهم فهم سكان الاديرة وعبدة الرحمان هم الذين صاغ عمر بن الخطاب وثيقة تاريخية (العهدة العمرية)عند فتح القدس لحمايتهم والحفاظ على اموالهم وممتلكاتهم وكرامتهم..

 

هم الذين حاربوا مع عمرو بن العاص ضد المسيحيين الرومان في فتح مصر والذين تعايشوا مع المسلمين طوال قرون ضمن الحضارة العربية الاسلامية التي ساهمت الكنيسة القبطية مساهمة فعالة في ازدهارها..

 

انهم رجال الدين في لبنان وسورية وفلسطين وسائر اقطار الوطن العربي الذين حفظوا التراث العربي من الضياع بالحفاظ على مخطوطاته ودواوينه ووثائقه المدونة والمترجمة.


انهم رجال الدين سكان الاديرة في جبال لبنان حماة اللغة العربية ورواد القومية العربية الاوائل هم رؤساء الاحزاب العربية القومية والوطنية واعلام الفكر مثل ميشال عفلق وجورج حبش ووديع حداد ونايف حواتمة وانطون سعادة ومارون عبود وآل اليازجي وآل زيدان ومكرم عبيد وعطا الله حنا وعزمي بشارة وحنان عشراوي والبابا شنودة.


هم رواد المسرح الفني الراقي في مصر وسورية ولبنان.. هم الرسامون والنحاتون الكبار في الوطن العربي وخاصة في العراق، هم الرحابنة وفيروز ووديع الصافي وجبران وميخائيل نعيمة هما الزوجتان المسيحيتان للرسول محمد بن عبدالله: خديجة بنت خويلد وماريا القبطية.


قلنا سابقا عن لبنان ونعيد:

(اذا هاجر المسيحيون من البلد, يصبح لبنان دار ايتام اسلامية واذا هاجر المسلمون من البلد, يصبح لبنان دار ايتام مسيحية) هذا ينطبق على الوطن العربي كله، حذار، حذار.


سيف فليشهر

كيف الوقوف في وجه هذه الجريمة الكبرى المنظمة؟


هناك ثلاثة مواقف ميدانية:

وطنيا: مهمة كل وطني.. مسلما كان أم مسيحيا ام ملحدا – ان يقول كلمته المنددة بصوت عال.. وان يكون ضد التهجير علنا والتحرك المنظم لمنع تنفيذه.. فلا مجال للوقوف موقف المتفرج المحايد..

متواطئا: ان يتم السكوت عن هذه الجريمة بحجة الحياد.. فالخائف المحايد هو متواطئ سلفا.. وخائن تحت التمرين لهذه القضية الوطنية صاحبة الاولوية.

مجرما: ان تكون في الطرف الاخر المؤيد والمنفذ لمخطط تهجير المسيحيين العرب من ارضهم ووطنهم مهما كان دينك او مذهبك او طائفتك.. وليتذكر الجميع ان المسيحية العربية كانت موجودة قبل الاسلام.


في عام 1913 قال جبران خليل جبران:

(خذوها يا مسلمون كلمة من مسيحي اسكن يسوع في شطر من حشاشته ومحمدا في الشطر الآخر.. ان لم يقم فيكم من ينصر الاسلام على عدوه الداخلي فلا ينقضي هذا الجيل الا والشرق في قبضة ذوي الوجوه الباهتة والعيون الزرقاء).