الكاردينال دياز يتحدث إلى مؤتمر الشركة الأنغليكانية في لامبث

أمام حالة العالم المعاصر، لا يكفي أن ننفعل، بل يجب أن نتفاعل ونفعل

 بقلم روبير شعيب

 كانتربري، الخميس 24 يوليو 2008 (Zenit.org).

 تحدث عميد مجمع تبشير الشعوب إلى أساقفة الشركة الأنغليكانية المجتمعين في لامبث عن موضوع مشاركة ونشر الإنجيل في عالمنا المعاصر.

 تأتي مداخلة الكاردينال إيفان دياز في مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخ الكنيسة الأنغليكانية، بعد أن قاطع كثير من الأساقفة الأنغليكان اللقاءات إثر قيام الشركة باعتبار السيامة الأسقفية للنساء والمثليين، والزواج المثلي.

 تجنب الكاردينال الحديث المباشر عن هذا الموضوع، في خطابه إلى الجماعة الأنغليكانية التي تجتمع مرة كل عقد من السنوات لتعيد النظر بخبراتها، ولتدرس الخطوات التبشيرية والتنظيمية للشركة الأنغليكانية. وركز دياز خطابه على موضوع : "الرسالة، العدالة الاجتماعية، والتبشير".

 وتوقف في محاضرته على التحديات التي تواجه التبشير في أيامنا.

 "إن الجهاد الروحي، الذي يتحدث عنه الكتاب المقدس، من سفر التكوين وحتى سفر الرؤيا، لم يتغير على مر العصور".

 "وقد بلغ هذا الجهاد أوجه في أيامنا، إذ تسهم في احتدام معاركه بدع وجماعات سرية، وجماعات شيطانية، وحركات العصر الجديد (نيو أيج)". ويكشف هذا الصراع، بحسب دياز عن "رؤوس الوحش المعادي لله: ومن بينها العلمنة، التي تسعى إلى بناء مجتمع يستغني عن الله؛ اللامبالاة الروحية، التي تتجاهل القيم المتسامية؛ والنسبية، التي تناهض قيم الإنجيل الراسخة".

 تسعى كل هذه الوجوه المعادية لله إلى محو أي مرجعية إلى الله، "وبدل أن تشبع توق القلب البشري، تقوم بخلق ثقافة الموت، الجسدي، والخلقي، والروحي والنفسي".

 وأشار الكاردينال إلى أن هناك واقعان يعانيان بشكل خاص من مساوئ ثقافة الموت هذه: العائلة والشبيبة.

 آفاق جديدة

 ولفت الكاردينال في هذا الإطار إلى أن الوضع الحالي يفتح أمامنا ساحات شاسعة للتبشير: فهناك حقل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وعالم العلم والتكنولوجيا، والسياسة والاتصالات الاجتماعية، وعالم المهاجرين واللاجئين…

 وتطرق الكاردينال إلى "فسيفساء الأديان والخصخصات الثقافية" التي تواجه الآن السؤال الشائك المتعلق بهوية الإنسان وبهدفه في الحياة؛ وهو سؤال ينبع من الواقع الإنساني الفردي والاجتماعي، وحتى من العلوم الحيوية والفيزيائية.

 وأشار إلى أنه بينما يمكن لأسئلة الإنسان حول هويته ومصيره أن تكون أرضًا خصبة وصالحة لإعلان الإنجيل، نرى أن "الكثير من أجوبة عالمنا ما بعد الحديث باتت منفصلة بالكلية عن مراجع التفكير الأخلاقي، ومتجاهلة للبعد المتسامي للحياة".

 وتابع دياز: "في العالم الغربي، الذي يتباعد أكثر فأكثر عن التقليد والجذور المسيحية، يخيم جو من الضياع الأخلاقي، وتتعرض القيم المسيحية لهجمات عدة من زوايا مختلفة".

 أمام هذه الظاهرة دعا عميد المجمع الحبري لتبشير الشعوب إلى "التفاعل"، وليس فقط إلى "الانفعال" مع قراءة علامات الأزمنة وإلى تنظيم عملنا التبشيري، "مؤمنين بأن من يحمل مصير الشعوب في يديه قد وعد بأن يكون مع تلاميذه حتى انقضاء الدهر".

 وفي هذا الإطار شجع الكاردينال على الرجاء وعلى العمل من أجل الإنجيل، مستشهدًا بالمثل الصيني: "فلنضئ شمعة، بدل أن نلعن الظلام".