مُضاعفات محاضرة ريغينسبورغ: محاولة علمانية لإسكات البابا

لاهوتي ألماني يتحدث عن العلاقة الوطيدة بين العقل والإيمان في فكر بندكتس السادس عشر

بقلم روبير شعيب

أرانخويز، اسبانيا، 25 يوليو 2008 (Zenit.org).

 لقد حاول دعاة الفصل بين الإيمان والعقل أن يُسكتوا بندكتس السادس عشر في ريغينسبورغ، حيث تعرض له التطرف، وفي جامعة "لا سابينزا" (الحكمة) في روما، حيث تعرضت له العلمانية ومنعته من إلقاء كلمته.

هذا ما صرح به أحد كبار لاهوتي ألمانيا المعاصرين، الأسقف جيرهارد لودفيك مولر، الذي اشترك أمس الخميس في أرانخويز (اسبانيا) في الدورة الصيفية "مسيحيون في مجتمع معلمن"، الذي نظمته جامعة الملك خوان كارلوس بإدارة رئيس أساقفة توليدو، أنطونيو كانييزارس.

قام مولر، أسقف ريغينسبورغ، بمداخلة بعنوان: "الإيمان، العقل، والحرية في المحاضرة الجامعية لبندكتس السادس عشر"، صرح فيها أن ردتا فعل ريغينسبورغ ولا سابينزا كانتا محاولتين متشابهتين جوهرًا لإسكات صوت البابا.

والسبب العميق وراء هذه المحاولة، هي سعي العالم المعلمن إلى إسكات من يتحدث عن "وحي إلهي موجه إلى كل البشر".

وتأتي ردة الفعل الدفاعية هذه من قبل "من يرفض أن يؤمن لأنه لا يريد أن يغير حياته".

وأوضح الأسقف اللاهوتي أن "تحفظ" الإنسان المعاصر أمام الإيمان ليست "ثمرة الفكر بل الإرادة": هناك مقاومة من قبل الإنسان الذي يرفض أن يغير حياته.

 

ثم تحدث الأسقف عن نظرة مواطني يوسف راتسنغر إلى البابا الألماني، فأشار إلى أن أحد السياسيين سارره بأن "يشعر بالفخر بأنه كاثوليكي" لأن البابا يقدم "الإيمان الكاثوليكي في الحياة العامة بشكل جديد، ومتفائل"، وأنه ينال الرضا "ليس فقط لأجل تعاليمه بل أيضًا لأجل شخصيته".

واستنكر الأسقف الرفض العلماني المسبق لأفكار البابا ومقترحاته، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الإيمان والعقل هي أمر ثابت في لاهوت الكاردينال راتسنغر والبابا بندكتس السادس عشر.

فبحسب مولر "قلة من اللاهوتيين سلطوا الضوء مثل يوسف راتسنغر على العلاقة الوطيدة القائمة بين الإيمان-العقل-الحرية-الحقيقة-المحبة".