عرض لعلاقة الكنيسة المارونية بالإسلام في العالم العربي

 كما عالجها النص المجمعي الثالث "حضور الكنيسة المارونية في النطاق البطريركي"

ألقيت صباح السبت 30 كانون الأول 2006 أمام كهنة الرعايا في أبرشية بيروت المارونية بدعوة من راعيها سيادة المطران بولس مطر

 

صاحب السيادة، آبائي الأجلاء،

في إطار العنوان العام للنص، يركّز ثالث نصوص المجمع البطريركي الماروني، تحديدًا، على دعوة الكنيسة المارونية في علاقتها بالإسلام في العالم العربي، وذلك انطلاقاً من تعاليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ورسالتي بطاركة الشرق الكاثوليك الصادرتين في فصح 1992 وميلاد 1994، والإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، المعطى في 10 أيار 1997، ومواقف البطاركة الموارنة عبر التاريخ.  ومن أبرز ما يتوخاه هذا النص نقطتان:

       إظهار دور الكنيسة المارونية في إرساء النموذج الشراكي الحر في التعايش المسيحي الإسلامي، المعروف اختصارًا بالنموذج "اللبناني"؛

       التأكيد على إرادة الكنيسة المارونية في تعزيز حضورها المسيحي في العالم العربي من خلال التضامن مع قضاياه الإنسانية المصيرية، وبث إيجابيات النموذج "اللبناني" في العقليات والأنظمة على مد الديار العربية.

 

يبدأ النص، في قسم أول، بقراءة متأنية وصريحة لخبرة الماضي الماروني الإسلامي بخاصة، والمسيحي الإسلامي بعامة، وهي خبرة مثقلة بسلبيات مريعة رغم الإيجابيات الكثيرة. وأولى هذه الإيجابيات هي انفتاح الموارنة الباكر على الحضارة العربية، وإسهامهم الحاسم في ربطها بالحداثة إبان عصر النهضة. أما ثانيها وأهمها، فهي توصّلهم إلى إقامة نموذج شراكي توافقي حر بين المسيحيين والمسلمين منذ قيام دولة لبنان الكبير، بحيث إن هذه المحطة شكلت تحولاً تاريخيًا للعلاقة المسيحية الإسلامية في المطلق، ناقلة إياها من التحاذر والتأرجح إلى التواثق والتوازن.

 

في القسم الثاني من النص استعراض لحاضر العلاقات المسيحية الإسلامية ضمن النطاق الإنطاكي في ضوء تحولين تاريخيين طبعا أزمنتنا الحديثة: انفتاح الشعوب والأوطان والثقافات في ما بينها مع قيام القرية العالمية، والتئام المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، أول مجمع كنسي على الإطلاق ينفتح على المسلمين ويتناولهم بتقدير في نصوصه. وقد رصد هذا القسم المتطلبات الجديدة في العلاقات المسيحية الإسلامية المعاصرة ضمن النطاق الأنطاكي، وأهمها احترام حقوق الأشخاص، كل الأشخاص، وحقوق الجماعات، كل الجماعات، في الواقع السياسي للأوطان العربية، قبل أن يستبصر سلسلة من المعوقات الراهنة في  العلاقات المسيحية الإسلامية ضمن البيت العربي، مشيرًا إلى وجوب التصدي لها.

 

 ويختتم النص بقسم ثالث يستشرف آفاق المستقبل، مقترحًا جملة من التوصيات العملية من أجل إرساء ثقافة سلام حية بين المسيحيين والمسلمين يكون ركناها الحرية والمحبة، وذلك في أمانة مطلقة للتقاليد المارونية العتيقة ولتعاليم الفاتيكاني الثاني.

 

 يتوقّع لهذا النص، نظراً إلى دقة موضوعه، أن يحظى باهتمام كبير لا في صفوف الموارنة والمسيحيين فحسب،  بل لدى المسلمين في جميع الديار العربية على اختلاف عائلاتهم المذهبية. ولقد بدا للمشاركين في المجمع أن الروح القدس قد دعاهم، في لحظة مباركة من حياة الكنيسة المارونية، إلى التيقن من أن حضورهم مع الإسلام في الشرق العربي هو من مشيئته تعالى عليهم، متأملين في ما علــّمه بطاركة الشرق الكاثوليك قائلين: "نحن لا نقدر بتاتاً أن نقبل الآخرين الذين يضعهم الله في طريقنا ما لم نقبل الله أولاً في حياتنا…[وهكذا فإن] عيشنا المشترك [مع المسلمين] هو من صميم وقوفنا أمام الله."[1]

 

أيها الحضور الكريم،

بعد هذا التقديم السريع لمحتوى النص في خطوطه العريضة، دعوني، في ما تبقّى من الوقت، ألج معكم بشيء من التفصيل بعضاً من محاوره اللافتة.

 

المحور الأول في النص هو تذكيره بأن القراءة الموضوعية لخبرة الماضي الماروني ـ الإسلامي، وبشكل أعم لخبرة الماضي المسيحي ـ الإسلامي في الشرق الأنطاكي، هي تقليد ماروني عريق يعود إلى البطريرك الماروني مار إسطفانوس بطرس الدويهي. باسم هذا التقليد، بادر النص إلى تأوين قراءة هذه الخبرة التاريخية وصولاً إلى الأزمنة الحديثة، فأظهر أيام عزها وأيام بؤسها، وأعلن صراحة أن الهدف من هذه المراجعة النقدية هو الوصول إلى "تطهير حقيقي للذاكرات والضمائر"[2]، كما يقول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده لنا؛ بكلام آخر، ممارسة النقد التاريخي الموضوعي كمقدمة لالتماس المغفرة من الآخر، لا سيما عند حصول انتهاك لكرامة الأفراد والجماعات.

 

وذكّر النص بنموذج ماروني لتطهير الذاكرة  تمثل في إقرار البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير بأن بعضاً من أبناء كنيسته، خلال الحرب اللبنانية الأخيرة، قد أساؤوا إلى إخوة لهم مسلمين أبرياء تحت وطأة الخوف، أو الحقد، أو التعرض لإساءات مماثلة من الشريك المسلم. وأمل النص، تعزيزاً للوئام المسيحي الإسلامي، في أن ينبري المسلمون أيضاً للاعتراف الصادق بالأخطاء الماضية التي ارتكبت بحقّ المسيحيين في الشرق العربي عبر التاريخ، فيكتمل تطهير الذاكرة عند الجميع.

 

المحور الثاني في هذا النص هو تحليله الوافي لتعرّب الكنيسة المارونية التدريجي والطوعي، لا سيما مع تلامذة المدرسة المارونية في روما ورواد مدرسة حلب، ولمساهمتها النهضوية في ربط الحضارة العربية بالحداثة، معتبراً أن هذا الحدث كان بوابة النهضة السياسية التي حصلت على أرض لبنان منذ قيام دولة لبنان الكبير وأفضت إلى تكوين مجتمع لبناني مؤسس على الحريات العامة، متعدد الفئات الدينية، يخدم هذه الفئات دون أن يخضع لأحكامها الا في حقول معينة، بكلام آخر، مجتمع ميثاقي يتمتع فيه المواطنون الأفراد بحقوقهم الإنسانية الكاملة، والجماعتان المسيحية والإسلامية بشراكة كاملة في صنع القرار السياسي، وهذا إنجاز تاريخي في العالم العربي. ورأى النص أن هذا النموذج الشراكيّ المسيحيّ ـ الإسلاميّ في لبنان قد شكّل تحوّلاً تاريخيّاً للعلاقة المسيحيّة الإسلاميّة في المطلق، إذ "تجاوز علاقة تصادميّة بين الإسلام والمسيحية عمرها فوق الألف سنة"[3] ونقلها من التوتّر وعدم التكافؤ إلى التوافق والمساواة. وتعمق النص في معنى الشراكة الحقيقي بين المسيحيين والمسلمين ضمن النموذج اللبنانيّ، فوجدها قائمة على عهدين: عهد من المسيحيين بتعزيز الثقافة العربيّة بين الحداثة والأصالة، وعهد من المسلمين برفض مقولة الأقلية والأحكام التسامحية في الذمّة، وتأسيس الوطن على مفاهيم الكرامة الإنسانيّة، وحقوق الإنسان الشخص، وحقوق الجماعات، كما فهمتها الأسرة البشريّة بوضوح منذ الإعلان العميم لحقوق الإنسان الصادر عام 1948.

 

المحور الثالث في النص هو إصراره على التنديد بتفاوت أوضاع الأقليات المسيحية في البلدان العربية ذات الأكثرية الإسلامية، وهي أوضاع دونية بدرجة أو بأخرى، مستعيناً لذلك بشهادات عديدة من الحبر الأعظم نفسه، ومطالباً بإطلاق حوار مسيحي إسلامي صريح على مستوى المنطقة العربية اليوم من أجل معرفة أسباب هذا التفاوت والعمل على رفعه خدمة لطيب التعايش المسيحي الإسلامي. في المقابل، لم يفت النص  ذكر بعض البوادر المشرّفة والمشجعة في علاقات المسيحيين بالمسلمين خارج لبنان ماضيًا وحاضرًا. 

 

وفي محور رابع أتى في باب "الحقائق الجديدة في العلاقات المسيحية الإسلامية المعاصرة ضمن النطاق الأنطاكي"،  استعرض النص تحوّل نظرة الكنيسة الكاثوليكية الإيجابي إلى العلاقة مع الإسلام والمسلمين منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، مذكّرًا بسلسلة من المبادرات الرائدة التي قام بها البابا يوحنا بولس الثاني لترسيخ التفاهم بين الديانتين في الشرق العربي،  وبتشديد قداسته الدائم على الصيغة الوفاقية اللبنانية بين المسيحيين والمسلمين كنموذج للعلاقة الصحيحة المرتجاة بين المسيحيين والمسلمين في كامل البيت الأنطاكي. ولم ينس النص، ههنا، إيراد الأسس المبدئية لهذه الصيغة الوفاقية اللبنانية كما فصّلها البطريرك صفير، وأبرزها الحرية. فالحرية، يقول غبطته، هي مبرر وجود ميثاق العيش المشترك، ومن دون هذه يفرّغ هذا من المعنى. كما توقف النص عند بعض المواقف الإسلامية البارزة المقرة بنموذجية المثال الشراكي بين المسيحية والاسلام في لبنان وبقابلية نجاحه في مجتمعات أخرى عربية بل وغير عربية.

 

وفي محور خامس تحت عنوان "المتطلبات الجديدة في العلاقات المسيحية الإسلامية المعاصرة ضمن النطاق الأنطاكي"، رصد النص "مخاضًا حضاريًا عميقًا"[4] يعانيه شرقنا العربي اليوم، وفصّل أوجهه استناداً إلى الرسالتين الراعويتين الثانية والثالثة اللتين أصدرهما بطاركة الشرق الكاثوليك في فصح 1992 وميلاد 1994. ومن أبرز ظواهر هذا المخاض تفاقم الموجة الأصولية في الإسلام المعاصر، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان العربي، لا سيما   غياب الحريات السياسية للمسيحيين في أغلبية المجتمعات العربية، وحتى للمسلمين أنفسهم في البعض منها، ناهيك بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية الأخرى، لا سيما حقوق المرأة وحقوق الأقليات، إضافة إلى القضايا السياسية المصيرية المزمنة، كالقضية الفلسطينية، والمأساة العراقية، والمسألة اللبنانية. إزاء هذا الواقع، دعا النص أهل الدينين إلى الدفاع  عن هذه الحقوق معاً، وإلى تذكير حكام الدول بأن إحقاق السلام في الواقع السياسي للأوطان يفترض احترام حقوق الأشخاص، كل الأشخاص، وحقوق الجماعات، كل الجماعات، وبأن السلام لا يستقيم إلا بتعزيز الاثنين معاً.

 

وفي السياق عينه، استعرض النص، في محور سادس تحت عنوان "المعوّقات المتبقية في العلاقات المسيحية الإسلامية المعاصرة ضمن النطاق الأنطاكي"، سلسلة من العقبات الحالية المعيقة لتحسن الحوار بين المسيحيين والمسلمين في النطاق الأنطاكي. ولئن اقر طبعًا بوجود اختلافات عقائدية بين الدينين، كمثل التثليث، وألوهية المسيح، وموته على الصليب، واختلاف النظرة في علاقة الله بالبشر، إلا أنه لم ير فيها معوّقات للحوار بين الدينين، بل مادة للتبادل اللاهوتي الصادق بينهما. في المقابل، عدّ التصنيف الاختزالي للدين الآخر، أي تحجيم صورة الدين الآخر في صيغة مبتورة، من المعوّقات الخطيرة، مصنفاً إياه ممارسة تمييزية غير مقبولة،  إن على الصعيد الإثني أو على الصعيد الديني، كمثل اختزال المسيحية في النصرانية كما وردت في كتاب القرآن، أو تقليص المسلمين في فصيلة واحدة متعصبة في إيمانها بغض النظر عن تنوعهم الفكري والثقافي الكبير وتعدد مشاربهم الجغرافية. ومن المعوقات الأخرى التي رصدها النص حرمان المسيحيين في بعض الشرق العربي من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية في أماكن عبادة خاصة بهم، أو من توفير التربية الدينية المناسبة لناشئتهم في مراكز تربوية تابعة لهم، أو فقدانهم المساواة المواطنية في ديارهم بسبب أوضاعهم كأقلية، مستشهدًا بخطابات كثيرة من قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في هذا الصدد. وتفاءل النص في أن يصل المسيحيون والمسلمون في وقت قريب إلى نظرة موحدة حول الحق في الحرية الدينية، أحد الحقوق الطبيعية لجميع الناس. ثم تناول عقبة الزيجات المختلطة،  وتنامي التطرف في الخطاب الديني الإسلامي بين الفينة والأخرى، وأخيرًا تفاقم العنف باسم الدين. وفي هذا الشأن،  ألح النص على وجوب الرجوع إلى روح لقاء رؤساء الأديان العالمية عام 2002 في أسيزي بدعوة من قداسة الحبر الأعظم، وضرورة التعهد بالتزام مبادئ أسيزي العشرة حول السلام، ومن ثمّ تحالف أهل الدينين الكبيرين في الديار العربية من أجل مكافحة آفة العنف باسم الدين.

 

وتمثل المحور السابع والأخير في تبصر مستقبل العلاقات المسيحية الإسلامية في الشرق العربي، عارضًا جملة من التوصيات العملية من أجل إرساء ثقافة سلام جديدة في النفوس . فذكر جميع المعنيين بأن الحوار  هو "موقف روحي قبل كل شيء"[5]، والمسيحيين من بينهم بأن الحوار مع المسلمين هو زمن خيور جديدة لإثراء الإيمان المسيحي. وعلى الصعيد الرعائي، أشار النص إلى وجوب  تطوير باستوراليا متكاملة خاصة بالاسلام والمسلمين يكون منطلقها إعداد دليل متقن على يد أهل الدينين من أجل تقديم  شرح موضوعي عن الاسلام وأركانه للطالب المسيحي، وآخر عن المسيحية ومبادئها للطالب المسلم. كما أوصى بإعادة إطلاق الحوار اللاهوتي بين المسيحية والاسلام  انطلاقاً من لبنان، وتعزيز أشكال الحوار الأخرى عبر إنشاء هيئة دائمة للقاء مع المسلمين في الشرق الأوسط، وهي هيئة تتبع البطريركية المارونية مباشرة، وتنشيط اللجان الكنسية المتعددة المتصلة بموضوع الحوار المسيحي الإسلامي، إن في نطاق الأبرشيات المارونية أو ضمن مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، ودعم المبادرات الحوارية بين المسلمين والمسيحيين في نطاق مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، أو من خلال مجلس كنائس الشرق الأوسط، أو ضمن المجتمعات المدنية العربية. ورجا النص  إيلاء النشاطات الشبابية التي تجمع المسيحيين والمسلمين اهتماماً خاصاً، كمثل توأمة المدارس، والمخيمات المشتركة، وحضّ جميع المربين والمربيات على بث تعليم الكنيسة، المنفتح على حوار الأديان، في نفوس الناشئة. كما أوصى النص بجمع رجال الدين المسيحيين والمسلمين في لقاءات دورية للصلاة والتفكير في الوسائل الكفيلة ببث حضارة المحبة والسلام في نفوس المؤمنين من الديانتين. أخيرًا تمنى النص على جميع العائلات الروحية في لبنان أن تتفق، في مبادرة رمزية معبّرة، على مناشدة  السلطات العامة الإبقاء على أحد الأبنية المدمرة في وسط بيروت كما هو دون ترميم، مع لوحة تذكارية بسيطة تثبّت إليه ويكتب عليها: "لا للحرب بعد اليوم على أرض لبنان، أرض السلام والتآخي بين الأديان!"، فيصبح هذا الصرح المعنوي محجة سنوية لتلامذة المدارس في لبنان وسائر الديار العربية، وشاهدًا بليغاً لأجيال المستقبل على ما ينبغي عليها تجنبه في الأزمنة الآتية.

 

ومن أخطر ما رآه النص من مسؤوليات مستقبلية للكنيسة المارونية، بالتكافل مع الكنائس الأنطاكية الشقيقة ومع المسؤولين المسلمين، سعيها إلى تعميم إيجابيات النموذج "اللبناني" في العيش المشترك على كامل المنطقة العربية، وكذلك صيانة هذا النموذج من التعثر أو الضياع في لبنان ذاته،  وذلك كمقدمة لإخراج العالم العربي المعاصر من مخاضه الحضاري العميق، فيتصالح مع الوحدة في التنوع، والحريات العامة، ومقتضيات العدالة والسلام وحقوق الانسان، بما فيها حقوق المرأة، والتعامل الكريم مع الأقليات على اختلاف أنواعها. وختم النص بطرح سؤال كبير على ضمير الجميع، لا سيما على ضمير أهل الإسلام:  لماذا لا يصبح الشرق العربي، على غرار ما يرتجى للبنان، أكثر من وطن وموئل لأبنائه ؟ لماذا  لا يصبح، هو  أيضاً، "رسالة حرية ونموذج تعددية"[6] للعالم كله ؟

 

أيها الحفل الكريم،

أعتقد أن هذا النص المجمعي البالغ الأهمية، إن في رهاناته أو في مضامينه، سيسمح لكنيستنا المارونية بأن تكون جديرة باللقب الذي أطلقته على نفسها في البيان الختامي لدورة المجمع البطريركي الماروني الأول، لقب "الخبيرة في العيش المشترك" (عدد 9). وفّقها الله، بشفاعة أمه البتول، كي تزرع، في أمانة دائمة لهذه الدعوة السامية،  نزراً من فرح السماء في قلب هذا الشرق المشلــّع.

 



1. رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الأولى، آب 1991.

 

 

3. المطران أنطوان حميد موراني، الوجدان التاريخيّ المارونيّ بين القديم والجديد، بيروت 1981، ص 47.

4. الحضور المسيحي في الشرق، عدد 10.

5. الحضور المسيحي في الشرق، عدد 47.

6. يوحنا بولس الثاني، رسالة حول الوضع في لبنان، 7 أيلول 1989، عدد 6.