كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي 25/08/08

كاستل غاندولفو، الأحد 24 أغسطس 2008 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القصر الرسولي في كاستل غاندولفو قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي.

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

توجه ليتورجية هذا الأحد إلينا نحن المسيحيين، ولكن في الوقت عينه إلى كل رجل وكل امرأة، السؤال المزدوج الذي طرحه يسوع يومًا إلى تلاميذه. ففي البدء يسأل: "ما تقول الناس عن ابن الإنسان؟". فيجيبونه أن بالنسبة للبعض هو يوحنا المعمدان وقد عاد إلى الحياة، وبالنسبة لآخرين إيليا، وإرميا أو أحد الأنبياء.

وعندها يسأل الربُ الاثني عشر مباشرة: "وأنتم من تقولون أني أنا هو؟". وعندها، باسم الجميع يفتح بطرس فاه بزخم وقرار: "أنت المسيح، ابن الله الحي". إنه اعتراف إيمان رسمي، ما انفكت الكنيسة تكرره منذ ذلك الحين. ونحن اليوم أيضًا نريد أن نعلن بقناعة داخلية: نعم، يا يسوع، أنت هو المسيح، ابن الله الحي!

نقوم باعتراف الإيمان هذا واعين أن المسيح هو "الكنز" الحق الذي يستحق أن نضحي بكل شيء لأجله؛ هو الصديق الذي لا يتخلى عنا أبدًا، لأنه يعرف انتظار قلوبنا الأعمق. يسوع هو "ابن الله الحي"، المسيح الموعود، الذي جاء الأرض لكي يقدم للبشرية الخلاص ولكي يروي العطش إلى الحياة والحب الموجود في كل كائن بشري. كم من المنافع تستطيع البشرية أن تحصدها لو تقبلت هذه البشارة التي تحمل في طياتها الفرح والسلام!

"أنت المسيح ابن الله الحي". يجيب يسوع على اعتراف إيمان بطرس الملهم بالقول: "أنت بطرس [الصخر]، وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. لك أعطي مفاتيح ملكوت السماوات". إنها المرة الأولى التي يتحدث فيها يسوع عن الكنيسة، التي رسالتها هي أن تحقق مشروع الله العظيم الرامي إلى جمع البشرية بأسرها في عائلة واحدة في المسيح.

رسالة بطرس ورسالة خلفائه، هي أن يخدموا وحدة الكنيسة الواحدة المؤلفة من اليهود والوثنيين؛ خدمته التي لا غنى عنها هي أن يحرص ألا تتماثل الكنيسة مع أمة واحدة، أو مع ثقافة واحدة، بل لأن تكون كنيسة كل الأمم، لكي تفعّل حضور سلام الله وقوة حبه المجددة بين البشر الموسومين بانقسامات وخلافات لا تحصى.

هذه هي إذًا الخدمة الخاصة بالبابا، أسقف روما وخليفة بطرس: خدمة الوحدة الداخلية التي تأتي من سلام الله، وحدة الذين صاروا في يسوع المسيح إخوة وأخوات.

أمام هذه المسؤولية الضخمة، أعي أكثر فأكثر الالتزام وأهمية الخدمة للكنيسة والعالم التي أوكلها الرب إليّ. لهذا أوكل إليكم، أيها الإخوة والأخوات، أن تعضدوني بصلواتكم، لكيما، عبر أمانتنا للمسيح، نستطيع سوية أن نعلن حضوره ونشهد له في زماننا هذا.

فلتنل لنا مريم هذه النعمة إذ ندعوها واثقين كأم الكنيسة ونجمة التبشير.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2008.

 

ما هي خاصية خدمة البابا؟

بندكتس السادس عشر يعلق على كنه الخدمة البطرسية

 بقلم روبير شعيب

 كاستل غاندولفو، الأحد 24 أغسطس 2008 (Zenit.org).

"هذه هي إذًا الخدمة الخاصة بالبابا، أسقف روما وخليفة بطرس: خدمة الوحدة الداخلية التي تأتي من سلام الله، وحدة الذين صاروا في يسوع المسيح إخوة وأخوات".

 

هذا ما قاله بندكتس السادس عشر في كلمته قبيل صلاة التبشير الملائكي اليوم الأحد 24 أغسطس 2008، عندما أطل من نافذة القصر الرسولي في كاستل غاندولفو لتلاوة الصلاة المريمية المعتادة.

 

جاء كلام البابا تعليقًا على إنجيل الأحد الذي يتضمن اعتراف بطرس بأن يسوع هو " المسيح ابن الله الحي". ويجيب يسوع على اعتراف إيمان بطرس الملهم بالقول: "أنت بطرس [الصخر]، وعلى هذه الصخرة سأبني بيعتي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. لك أعطي مفاتيح ملكوت السماوات".

 

لفت البابا إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها يسوع عن الكنيسة، التي "رسالتها هي أن تحقق مشروع الله العظيم الرامي إلى جمع البشرية بأسرها في عائلة واحدة في المسيح".

 

وشرح أن رسالة بطرس ورسالة خلفائه، هي أن "يخدموا وحدة الكنيسة الواحدة المؤلفة من اليهود والوثنيين؛ خدمته التي لا غنى عنها هي أن يحرص ألا تتماثل الكنيسة مع أمة واحدة، أو مع ثقافة واحدة، بل لأن تكون كنيسة كل الأمم، لكي تفعّل حضور سلام الله وقوة حبه المجددة بين البشر الموسومين بانقسامات وخلافات لا تحصى".

أمام هذه المسؤولية العظيمة طلب البابا في كلمته إلى المؤمنين أن يعضدوه بصلواتهم، لكيما، "عبر أمانتنا للمسيح، نستطيع سوية أن نعلن حضوره ونشهد له في زماننا هذا".

البابا يتحدث بمرارة عن توتر العلاقات الدولية الحالي

ويدعو إلى "رفض تجربة مواجهة الحالات المستجدة عبر استعمال الأساليب القديمة"

بقلم روبير شعيب

 

كاستل غاندولفو، الأحد 24 أغسطس 2008 (Zenit.org). – عبر الأب الأقدس بندكتس السادس عشر بعيد تلاوة صلاة التبشير الملائكي عن قلقه بشأن تصاعد التوتر في العلاقات الدولية، حيث لفت "بحزن" إلى "خطر تراجع مناخ الثقة والتعاون بين الدول الذي يجب أن يميز هذه العلاقات".

 

وأضاف بندكتس السادس عشر: يجب أن نعمق وعينا بأننا "نشترك في المصير عينه، الذي هو في نهاية المطاف مصير متسامٍ"، مستشهدًا برسالة اليوم العالمي للسلام 2006، وذلك بغية تخطي "الخلافات الدولية التي ولدت نتائج مأساوية كثيرة في حقبات تاريخية سابقة".

 

ودعا البابا إلى عدم الاستسلام للتشاؤم، بل إلى الالتزام من أجل "رفض تجربة مواجهة الحالات المستجدة عبر استعمال الأساليب القديمة".

 

وسائل عملية لحل النزاعات

 

وشدد البابا بقوة على ضرورة رفض العنف، مشيرًا إلى أن قوة القانون الخلقية، والمشاورات العادلة والشفافة يجب أن تكفي لوضع حد للخلافات. ودعا إلى النظر إلى المشاكل بين الدول انطلاقًا من العلاقة القائمة بين وحدة الأرض والقرار الذاتي للشعوب، والأمانة للوعود المقطوعة، والبحث عن الخير المشترك.

 

تشكل هذه المواقف سبلاً يجب السير فيها "بشجاعة وروح خلاق، من أجل بناء علاقات مثمرة وصادقة تضمن للأجيال الحاضرة والمستقبلة أزمنة صلح وتقدم خلقية ومدني".