من هو الفريسي ومن هو العشار

 

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

 

 

يتابع يسوع تعليمه بمنهجية الامثال التي استخدمها لتسهيل أمر خلاص البشر . وها هو اليوم يطرح علينا مثل جديد عنوانته الكنيسة تحت عنوان " الفريسي والعشار" ومن الممكن أن ينطبق هذا المثل علينا فأحياناً نقع نحن فيما وقع فيه الفريسي من البر الذاتي والافتخار باعماله واحتقار الاخرين ، ومراتٍ أخرى نغرق فيما غرق فيه العشار من حب المال والاستبداد وجمع ضرائب دون رادع. وفي كلتا الحالتين يجب علينا أن نفوق سواء غرقنا في نهج الفريسي وسقطنا في خطيئة البر الذاتي أو الكبرياءاو وقعنا في موقف العشار الذي وقف بعيداً خجولاً طالباً الرحمة والمغفرة .

يسوع هنا في المثل يقصد لا لأن يعطنا مفهوم عن كيفية الصلاة أو طريقتها إنما يريد أن يدخل بنا إلى عمق الانسان الداخلي.هذا من جهة ومن جهة أخرى  ينتقد مَن يعتبرون أنفسهم ابراراً " ما جئت لأدعو الصَّالحين إلى التوبة بل الخاطئين  لو 5/32، فمن المؤكد حينما يعود الانسان إلى داخله يتوب ويقبل فرح الرب " السماءُ تفرح بخاطيء واحد يتوب أكثر من تعسة وتسعين لايحتاجون إلى التوبة لو 7/15فيسوع يدعونا اليوم إلى التواضع وما أكثر حاجتنا إليه .فهذا التواضع يكشف حالة الانسان الداخلية التي تشهد على حضور ملكوت الله من خلال قبول كلمته النازلة إلينا بروح التواضع ليحمنا في ذاته اعضاء جسده السري ونحمل نحن في ذاتنا روح الاتضاع فينا.

 نحن نُصلي لاننا في انتظار عطايا الرب ونفعل ذلك كما فعل العشار أما الفريسي فهو ليس بحاجة إلى الله لذا جاء إلى الهيكل ليصلي ليجد براءته في ذاته فانغلق على نفسه وعلى نعمة الله بعكس العشار الذي حمل كل ما بداخله وجاء باتضاع وسجود امام الله طالباً منه المفغرة فانفتح على الله وقبول نعمته .

من هو الفريسي ومن هو العشار

الفريسي

العشار

*شخص متدين وغيور على دينه وطقوسه .

*له روحانية صارمة في ممارسة الشعائر الدينية.

*مُحب للمظاهر ويبالغ في طريقة العيش بالناموس.

*تخطى حدود اليهود في الصوم فزاد على صومه يومي الاثنين والخميس .

*ممثل جماعة اليهود التي تعتبر نفسها أنها ليست بحاجة إلى الناموس لخلاصها، فحسبوا أنفسهم ابراراً.

*ركب سفينة يجرها البّر مع الكبرياء.

*ارتفعت سفينته لفوق فتحطمت على صخور الكبرياء.

*أفسده كبرياء الروح.

*لُصقت به اعمال متهماً الاخرين بالفساد.

*تزعزعت سفينته فهوت منه وفقد ما حمله.

 

*لم يَعد إلى بيته مبرراً ولم يتمكن من الحلة الجديدة

*صلى وشكر الله مداحاً نفسه ومفضلها على الاخرين

*بأعترفه خسر نفسه لأنه لم يعرف أن يطلب

*في صلاته لم من الله شيئاً ومادحاً ذاته.

 

*نظر إلى أعلى مفتخراً بنفسه فسقط لأسفل.

*قد يكون متدين ومُصلي.

*روحانيتة في ظاهرها على الهامش.

يتظاهر من خلال عمله كجامع للضرائب.

*قد لايعنيه الصوم أو ربما يمارسه خارجياً كالاخرين.

*ممثل جماعة الأمم التي اشتاقت إلى الخلاص برغم قلة معرفتها بالشريعة والعهود.

 

  

*ركب سفينة تجرها الخطيئة مع التواضع.

*ارتفعت سفينته وعلت إلى فوق بعد غفران خطاياه.

*أفاده اتضاع الروح.

*نزعت عنه كل الشرور والخطايا.

*ركزت سفينته على على أسس وقواعد الاتضاع دون أن يفقد منها شيء.

*رجع إلى بيته في حلة حياة جديدة فكان له العمار

*انحنى وسجد وطلب المغفرة له ولغيره.

 

*باعترافه نال نفسه وبتواضعه بنى بيته.

*في صلاته وقف بعيداً وفي بُعده هذا أقترب من الله.

*نظرا إلى أسفل خجولاً من خطاياه فرفعه الله إلى فوق.

 

 

ماذا يطلب منا يسوع من خلال هذا المثل ؟

أن نكون بسطاء في علاقتنا معه ومع الاخرين ، ونعرف أن نطلب ما نحتاجه ولاسيما حاجتنا الكبري هي الرحمة والمغفرة، نقر بضعفنا وعجزنا ونقلل قدر ما نملك من قدرة من تبرير ذاتنا وتحقير الأخرين. لاندين أحد ونقدم لله ما يجب أن نقدمه فهو يطلب منا أن نعطيه قلبنا " يأبني أعطني قلبك " بالاضافة إلى ضعفاتنا ونزواتنا وخطايانا وهو قادرٌ على أن يحمل عنّا ويغفر لنا وهو بدور يبررنا من كل خطيئة وفعل رديء.

 

 

أمثولة عن المثل :

 دخل أحد الاشخاص إلى الكنيسة يُصلي فسجد أمام هيكل الله وبدأ صلاته بالقول " يارب أتيت اليوم إليك لأقدم لك العالم وما يحمله من شرور ومآسي وحروبلتحوله أنت إلى عالم مليء بالافراح والسلام والأمان.

أجابه الرب : أنا خلقت العالم وأنت ماذا فعلت لأجله ؟

 المُصلي : يارب أقدم لك حياتي كي تكون تحت تصرفك.

اجابه الرب: أنا وهبتك الحياة فهل عشت وفق إرادتي .

المُصلي : يارب أقدم لك أعمالي

أجابه الرب : أنا وهبتك الاعمال والمقدر على إتمامها.

فخر المصُلي ساجداً وقال : يارب أنا أملك شيئاً أقدمه لك فأنت الملك كلّ شيئ وما عندي هو خطاياي وذنوبي فأقدمها لك  وهنا سمع المصلي صوت الرب قائلاً له أنا رفعت عنك الخطيئة.

أنت ياعزيزي ماذا حملت في صلاتك للرب يسوع هل حملت له طقوس وليتورجيات؟

أم حملت له إحسان وتصدقات؟

ام حملت له ذاتك الدخلية بما تحمله من خطايا وضعفات؟

الرب يبارككم

الأب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان .

 

مثل الفريسي والعشار (لو 19/9-14)