الاعلان عن التحضير لمؤتمر حول مسيحيي الشرق في الشتاء

 

أعلن نائب رئيس الرابطة المارونية سفير لبنان الاسبق في واشنطن عبد الله بو حبيب عن التحضير لمؤتمر حول مسيحيي الشرق في الشتاء المقبل "يتناول دورهم كعامل استقرار في المنطقة وضمان لحرية لبنان وديموقراطيته"، ولفت الى ان "الوجود المسيحي في منطقة الشرق الاوسط ينعش قلب الديموقراطية فيها".

كلام بو حبيب جاء في حديث الى "المركزية" قال فيه: في مركز عصام فارس نحن بصدد التحضير لمؤتمرين، مؤتمر عن المخيمات الفلسطينية وآخر عن مسيحيي الشرق.

وأضاف: المسيحيون اليوم في حيرة على مستقبلهم بعد الحرب اللبنانية والفترة التي تلت التسعينات وحرب العراق وما يحصل في المنطقة وخصوصا تصاعد الاصولية الاسلامية، وهم يهاجرون في أقرب فرصة متاحة أمامهم. كل هذه التطورات تظهر الحاجة الى إعادة رسم دور مسيحيي الشرق.

ولفت الى ان "المؤتمر سيضم شخصيات اسلامية معتدلة من البلدان العربية كافة، ونحن نحضّر لانعقاده في الشتاء المقبل".

وقال: سيكون مؤتمرا سياسيا يعنى بمسيحيي الشرق ودورهم. وعلينا جميعا بمساعدة المسلمين، العمل على إحياء هذا الدور الذي يشكل عامل تميّز في العالم العربي.

وأشار الى ان "المشاركين في المؤتمر سيكونون شخصيات إسلامية ومسيحية ورجال سياسة من لبنان والبلاد العربية"، وقال: نحن نسعى الى تأمين مشاركة شخصيات من الاسر الحاكمة في الانظمة الملكية العربية إضافة الى شخصيات من مصر والعراق. كما أننا سنقيم حلقات حوار مصغّرة تضم أكثر من متكلّم، وسنحاول أن نؤمّن مشاركة أحد المسؤولين الكبار عن ملف مسيحيي الشرق في الفاتيكان.

وشدد على ان "للمسيحيين دورا كبيرا في ان يكونوا مميزين في هذه المنطقة"، وقال: هم الذين يكتبون باللغة العربية عن الغرب كي يفهم العرب عقلية الغرب، ويكتبون بالفرنسية والانكليزية عن الشرق ليفهم الغرب عقلية الشرق. فلا مجال في هذا العالم الذي يحوي مليارا ونصف المليار مسلم ونحو ملياري مسيحي، الا يتعايشوا مع بعضهم.

وردا على سؤال عما اذا كانت السياسة الغربية تجاه منطقة الشرق الاوسط عاملا مسببا بتفريغ الشرق من مسيحييه، قال بوحبيب: لا شك ان حرب العراق أثرت بقوة على مسيحيي الشرق الذين لا دخل لهم بهذه الحرب، وهم لم يتحملوا وضعهم بعد الاحتلال لانهم أقلية في ظل الوجود الكبير للطائفتين السنية والشيعية، الامر الذي أدى الى هجرتهم ولا يزال هناك 500000 مسيحي في العراق اليوم.

وأضاف: يجب ان يفهم المسلم المعتدل والمتطرف ان المسيحي قيمة إضافية في هذه المنطقة تغني الشرق اليوم كما بعد مئة سنة. نحن يجب ان نعيش أحرارا لكي نعطي، فالعطاء مرتبط بالحرية ويتنافى مع التبعية.

وعن الخلافات المسيحية اللبنانية التي تعيق إحياء الدور المسيحي، قال: أنا شخصيا ضد الاحادية أكانت في الصف المسيحي او المسلم، لانها تمنع الديموقراطية وتؤدي الى صدامات، أما الثنائية والثلاثية في الزعامات فتحمي الطائفة وتخلق توازنا.

وأعرب عن اعتقاده أن "انتعاش الديموقراطية في لبنان يعود الى الانقسام المسيحي، فلو كان المسيحيون موحّدين لاصابنا الهلاك وانتفى مبدأ الديموقراطية والانتخابات"، وقال: أنا مع التنافس كشرط من شروط الديموقراطية، ولكنني أخاف الاحادية التي تلغي الديموقراطية.

ولفت الى انه "في حال استمرّ الوضع المسيحي في لبنان بالتقهقر وتدنّت نسبة المسيحيين الى ما دون العشرين في المئة، نكون قد أصبحنا كأي بلد عربي آخر ذات أغلبية مسلمة". وقال: من واجباتنا كمسيحيين وموارنة ان نحافظ على لبنان، فالمسيحيون عامل استقرار في هذا البلد وضمان حريته وديموقراطيته، من هنا واجب التنسيق من ضمن التنافس، التنسيق بين القوى المسيحية المتنافسة او بالاحرى بين الثنائية المسيحية المتنافسة، بشكل يبعد الجمود او التناحر.

ولم ير بو حبيب امكان ان "تفرز مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة تكتل مسيحي ثالث"، وقال: سيكون هناك تكتل اللقاء المسيحي الذي أعلن عنه في تموز الفائت مقابل مسيحيي 14 آذار.

وختم مشددا على ضرورة ان "يدعم هذان الطرفان رئيس الجمهورية الحكم والموفق بين الجهات المتنافسة، فالدستور لم يعد يسمح له أن يكون هو الملك".

عن موقع ابونا الأردني