فقدان المعنى والقيم يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية

رئيس أساقفة كيبيك يتحدث عن العلمنة في أبرشيته

بقلم روبير شعيب

كيبيك، الخميس 11 سبتمبر 2008 (Zenit.org).

 المشكلة الأساسية في كيبيك ليس وجود الإشارات الدينية في الحياة العامة بل "الفراغ الروحي الذي ولده الفصل بين الدين والثقافة، وفقدان الذاكرة الثقافية التي تؤدي إلى أزمات في العائلة، وفي التربية، وتترك المواطنين تائهين، ودون رغبات، عرضة لكل ريح تهب، تجذبهم القيم العابرة والسطحية".

هذا ما قاله الكاردينال مارك أولي رئيس أساقفة كيبيك في مقال صدر له في مجلة " Vita e Pensiero " (الحياة والفكر).

لم يتوان الكاردينال عن الربط بين "أزمة القيم والبحث عن المعنى" و "الصحة العامة"، فقدان القيم والمعنى "لها صداها الخطير في الصحة العامة، وهذا الأمر يولد مصاريف هائلة في المؤسسة الصحية".

وأشار إلى أن مجتمع كيبيك يرتكز على عامودين أساسيين منذ 400 سنة وهما الثقافة الفرنسية والدين الكاثوليكي الذين يشكلان "الوسيلة الأساسية التي سمحت في دمج العناصر الأخرى في الهوية التعددية الحالية". إلا أن هذه الوسيلة باتت ضعيفة الآن بسبب "ضعف الهوية الدينية في الأكثرية الفرنكوفونية".

واستبعد الكاردينال أن يكون سبب المشكلة الحالية التي يعانيها المجتمع في كيبيك هو الهجرة الدينية، لأن المهاجرين يحملون معهم غنى ثقافاتهم وأديانهم، ولأن طالبي الهجرة الدينية هم أقلية.

 المشلكة الأساسية

 وصرح بأن المشكلة الأساسية هي انتشار هذا الشعار: "الدين مسألة خصوصية، أو في الكنيسة ولكن لا في الحياة العامة".

ولفت إلى أن المؤمنين وغير المؤمنين يحملون معه إيمانهم أو عدم إيمانهم في كل الأماكن التي يرتادونها، وهم مدعوون إلى العيش سوية، وإلى احترام بعضهم البعض، وعدم فرض قناعاتهم.

ولذا، خلص الكاردينال إلى القول: "المشكلة الحقيقية في كيبيك ليست وجود الإشارات الدينية في فسحات الحياة العامة" بل "الفراغ الروحي الذي ولده الفصل بين الدين والثقافة، وفقدان الذاكرة الثقافية التي تؤدي إلى أزمات في العائلة، وفي التربية، وتترك المواطنين تائهين، ودون رغبات، عرضة لكل ريح تهب، تجذبهم القيم العابرة والسطحية".

وطرح أولي السؤال: "كيبيك، ماذا فعلت بمعموديتك؟": "لقد أتت الساعة لوقف التطرف العلماني الذي فرض نفسه مستغلاً الأموال العامة، والعودة إلى توازن أكبر بين التقليد والتجديد الخلاق في خدمة الخير العام".

وشدد أنه يجب أن يتعلم الناس من جديد أن يحترموا الدين باعتباره "وسيلة صاغت هوية الشعب"، وعدم الرضوخ لضغوطات المتطرفين العلمانيين الذين يريدون إزالة الدين من الحياة العامة.

وتابع أولي قائلاً أن مقاطعة كيبيك باتت "ناضجة لتقبل تبشير جديد وعميق" عبر مبادرات تعليمية هامة، وجهود مشتركة للعودة إلى ينابيع التاريخ.

وخلص إلى القول بأن التجديد الروحي والثقافي ممكن فقط إذا ما تم استرجاع الحوار البناء والمحترم بين الدولة، المجتمع والكنيسة.