البابا يطرح مفهومًا جديدًا للعلمانية الإيجابية

البابا قلق لوضع الشباب ولتفاقم الهوة بين الفقراء والأغنياء في الغرب

بقلم روبير شعيب

باريس، الجمعة 12 سبتمبر 2008 (Zenit.org).

 "الشباب هم اهتمامي الأكبر": هذا ما اعترف به البابا أثناء لقائه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والفعاليات السياسية الفرنسية في قصر الإليزي في باريس عند الساعة الواحدة من بعد الظهر.

وصف البابا نفسه بـ "الشاهد لإله محبّ ومخلّص" وأوضح أنه يجهد في أن يكون "زارع المحبة والرجاء" وأن "كل المجتمعات البشرية تحتاج إلى الرجاء، وهذه الضرورة هي محسوسة أكثر في عالم اليوم".

 الشباب

وفي الحالة المعاصرة يشكل اعترف أن "الشباب هم اهتمامي الأكبر". وتابع: "يجد البعض منهم صعوبة في إيجاد توجه يناسبهم ويتألمون لفقدهم المرجعية في حياتهم العائلية. يختبر البعض الآخر محدودية التجمعات الدينية. أحيانًا يختبرون التهميش وغالبًا ما يُتركون لحل شعرهم، وهم ضعفاء يضطرون أن يواجهوا بمفردهم واقعًا يتخطاهم".

أمام هذه الحالة الصعبة اعتبر بندكتس السادس عشر أنه من الضروري أن يُقدم لهم "إطارًا تربويًا جيدًا وتشجيعهم على احترام ومساعدة الآخرين، لكي يبلغوا بصفاء إلى سن المسؤولية"، منوهًا أن الكنيسة تستطيع أن تقدم في هذا الإطار إسهامها الخاص.

 مشاكل المجتمع الغربي

كما وعبّر عن قلقه للحالة الاجتماعية في الغرب، التي "تتميز للأسف باتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء" وقال: "أنا أكيد أنه من الممكن إيجاد حلول عادلة، تتخطى العون المباشر الضروري، وتذهب إلى صلب المشاكل بغية حماية الضعفاء وتعزيز كرامتهم".

وتابع: "من خلال مؤسساتها العديدة ونشاطاتها، غالبًا ما تسعى الكنيسة – مثل المؤسسات العديدة في أمتكم – لمعالجة الأمور الطارئة، ولكن يترتب على الدولة أن تسن القوانين من أجل استئصال الظلم".

وأضاف متحدثًا عن المسائل البيئية التي تحتل أكثر فأكثر اهتمامًا ومسؤولية بالغة: "في إطار أوسع ، سيدي الرئيس، أشعر بقلق لحالة كوكبنا. بسخاء كبير أوكلنا الله العالم الذي خلقه؛ يجب أن نتعلم أن نحترمه وأن نحميه أكثر. أعتقد أن الساعة آنت لكي نأخذ مقاصد بناءة من أجل حماية مصالح الأجيال المستقبلة".

البابا يطرح مفهومًا جديدًا للعلمانية الإيجابية

ويذكر السياسيين الفرنسيين بدور الدين الأساسي في تنشئة المجتمعات

بقلم روبير شعيب

باريس، الجمعة 12 سبتمبر 2008 (Zenit.org).

 اعتبر البابا بندكتس السادس عشر أنه مع تغيير الأزمنة بات مفهوم العلمانية يحتاج إلى مراجعة وتجديد لأن الإنسان المعاصر يعي أهمية الأديان في صياغة أخلاق وشخصيات الأفراد والمجتمعات. وقاله أنه "من الضروري التوصل إلى وعي أوضح للدور الذي لا بديل عنه الذي يلعبه الدين في تنشئة الضمائر وللإسهام الذي تقدمه، مع عناصر أخرى، في خلق إجماع خلقي أساسي في المجتمع".

جاء اقتراح البابا في معرض لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والفعاليات السياسية الفرنسية في قصر الإليزي في باريس، خلال زيارته إلى فرنسا، وبوجه خاص إلى لورد، بمناسب الذكرى 150 لظهورات سيدة الحبل بلا دنس لبرناديت سوبيرو.

أشاد الأب الأقدس في حديثه بأمجاد الأمة الفرنسية "ذات التاريخ الألفي، والحاضر الغني بالأحداث، والمستقبل الواعد". وحرص على تذكير الفرنسيين بأن فرنسا حاضرة غالبًا في صلاة البابا، "الذي لا يمكنه أن ينسى كل ما حملته إلى الكنيسة في القرون العشرين السالفة".

كما وأشار البابا إلى رجالات فرنسا العظام الذين تخطت تعاليمهم وتأثيرهم حدود فرنسا الجغرافية وأضحت إرثًا تاريخيًا للبشرية.

 العلاقة بين الكنيسة والدولة

ثم لفت البابا إلى أن الكثير من المفكرين الفرنسيين توقفوا للتفكير حول العلاقات بين الكنيسة الدولة. وذكّر بأن المسيح قدّم "مبدأ حل عادل لمشكلة العلاقات بين الإطار السياسي والإطار الديني عندما أجاب على سؤال طُرح عليه: "أعطوا لقيصر ما لقيصر ولله ما لله" (مر 12، 17).

وإذ أشار إلى حكم فرنسا الحر الحالي الذي أسهم في تحول انعدام الثقة الذي كان سائدًا في الماضي بين الكنيسة والدولة إلى "حوار هادئ وإيجابي" وإلى وسيلة الحوار الجديدة السارية منذ عام 2002 عبّر البابا عن ثقة كبيرة في تقدم العلاقات رغم أن ما زالت هناك "مواضيع مفتوحة للنقاش ويجب علينا أن نتطرق لها ونجد الحلول رويدًا رويدًا بعزم وصبر" مذكرًا بالتعبير السعيد، "العلمانية الإيجابية"، الذي استعمله الرئيس الفرنسي في خطابه في اللاتران لدى زيارته روما في ديمسبر الماضي.

 علمانية متجددة

وعبر بندكتس السادس عشر عن قناعته أنه في هذا المنعطف التاريخي حيث "تتلاقى الثقافات أكثر فأكثر"، بات ضروريًا "التفكير مجددًا بالمعنى الحق للعلمانية وبأهميتها".

وشرح أنه "من الضروري التشديد على التمايز بين السياسة والدين لضمان حرية المواطنين الدينية ومسؤولية الدول تجاههم من جهة"، ولكن من جهة أخرى، "من الضروري التوصل إلى وعي أوضح للدور الذي لا بديل عنه الذي يلعبه الدين في تنشئة الضمائر وللإسهام الذي تقدمه، مع عناصر أخرى، في خلق إجماع خلقي أساسي في المجتمع".

ساركوزي: "التخلي عن الأديان عمل جنوني"

باريس، الجمعة 12 سيتمبر 2008 (ZENIT.org).

في كلمته الترحيبية بالبابا بندكتس السادس عشر في قصر الإيليزيه، قال رئيس الجمهورية الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن الأديان، وبخاصةالديانة المسيحية، هي تراث فكري، لا يمكن التخلي عنه.

وللاستفادة من هذا التراث، دعا الرئيس الفرنسي الى "علمانية إيجابية"، والتي هي "دعوة للحوار، دعوة للتسامح وللاحترام".

وقال ساركوزي بأن فرنسا ترحب بالأب الاقدس كمسؤول عن جماعة دينية لها مكانتها في تاريخ العالم وتاريخ الحضارة والتاريخ في فرنسا.

وقال الرئيس الفرنسي إن السبيل الوحيد للتوصل الى سلام مستدام يكمن في ثلاث نقاط بالغة الأهمية:العلمانية الإيجابية، الدفاع عن كرامة الإنسان، والحوار الحقيقي.

وأشار ساركوزي الى أن الأديان وبخاصة المسيحية "التي معها نتقاسم تاريخاً طويلاً، هي تراث فكري، ليس فقط عن الله بل عن الإنسان أيضاً، وعن المجتمع وحتى عن الطبيعة".

من الجنون إذن التخلي عن الأديان – تابع ساركوزي – إن خطأ بحق الطبيعة والفكر، ولهذا السبب "أدعو الى العلمانية الإيجابية".

"إن العلمانية الإيجابيةتقدم لضمائرنا إمكانية تبادل الآراء- بغض النظر عن الانتماءات الدينية – عن معنى وجودنا.

شارك في اللقاء ممثلون من الحكومة والمعارضة، عمدة باريس بيرتران دولانو وبعض لاالضيوف ومن بينهم إسطفان ماجد، شقيق رئيس الأاساقفة بولس فرج رحو الذي اغتيل في العراق.