كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي 14/09/08

لورد، الأحد 14 سبتمبر 2008 (ZENIT.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي القاها البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بعد احتفاله بالقداس بمناسبة الذكرى المائة والخمسين لظهورات العذراء في لورد.

 

* * *

أيها الحجاج، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

كل يوم، تقدم لنا صلاة التبشير الملائكي إمكانية التفكير للحظات، وسط نشاطاتنا، بسر تجسد ابن الله. عند الظهر، عندم نبدأ نشعر بالتعب، نتجدد من خلال التأمل بنعم مريم. هذا النعم الصافي يتجذر  في سر حرية مريم، حرية كاملة أمام الله، متحررة من كل خطيئة، بفضل نعمة الحبل بلا دنس.

هذا الامتياز الذي أعطي لمريم، والذي يميزها عنا، لا يبعدها، وإنما على العكس، يقربها منا. فبينما الخطيئة تقسم وتبعدنا الواحد عن الآخر ، أما نقاوة مريم فتجعلها قريبة من قلوبنا، تسهر على كل واحد منا وتريد الخير لنا. أبسط مثال على ذلك لورد، وكل المعابد المريمية. جموع كثيرة تلجأ الى مريم وتطلعها على ما قلبها.

وما لا يمكن لكثيرين أن يقولوه لأقرب المقربين إليهم، يقولونه للكلية الطهارة، ولقلبها الطاهر: ببساطة، وفي الحق. أمام مريم، وأما نقاوتها، لا يتردد الإنسان في إظهار ضعفه، وفي تسليمها تساؤلاته وشكوكه، وفي التعبير عن آماله ورغباته الخفية. إن محبة العذراء مريم تجرد كل نوع من التكبر. تجعل الإنسان قادراً على النظر الى نفسه كما هو، ويرغب في الارتداد ليمجد الله.

مريم ترينا السبيل الحقيقي للمضي قدماً نحو الرب. تعلمنا أن نتقرب منه في الحقيقة والبساطة. بفضلها نكتشف بأن الإيمان المسيحي ليس عبئاً، وإنما كأجنحة تساعدنا على التحليق عالياً لنلتجىء بين ذراعي الرب.

حياة وإيمان الشعب المؤمن يظهران بأن امتياز البريئة من الدنس الذي خص الله به مريم ليس نعمة شخصية، بل هو نعمة للجميع، نعمة لشعب الله بكامله. في مريم تتأمل الكنيسة بدعوتها. بمريم يستطيع كل مؤمن أن يتأمل بملء دعوته.

فليبقى كل واحد منا في حالة النعمة بفضل ما أظهره الله في تصميمه الخلاصي من خلال سر مريم. سر يخصنا جميعاً، لأنه من على الصليب، الذي نحتفل به اليوم، يسوع نفسه قال بأن مريم هي أمنا.

كأبناء وبنات مريم، يمكننا أن نستفيد من النعم التي حصلت عليها، وننعم بفخر وامتياز الحبل بلا دنس، نحن أولادها.

هنا، بالقرب من المغارة، وباتحاد مع جميع الحجاج الحاضرين في المعابد المريمية وجميع مرضى الجسد والروح الذين يبحثون عن الراحة، نسبح الله لأجل حضور مريم وسط شعبه، ولها نصلي: "يا قديسة مريم، أنت التي ظهرت منذ خمسين عاماً للشابة برناديت، أنت حقاً ينبوع الرجاء الحي."

أيها الحجاج القادمين من كل صوب، نأتي من جديد لنلتمس الإيمان والرجاء، الفرح والمحبة من ينبوع قلب العذراء. أظهري ذاتك يا أم الجميع، مريم! واعطنا المسيح، رجاء العالم، آمين.