يسوع في الوسط: رسالة الشبيبة في روما

تتناول الموضوع عينه الذي يتناوله سينودس الأساقفة حول الكلمة

روما، الاثنين 6 أكتوبر 2008 (Zenit.org).

 "رسالة الشبيبة من أجل الشبيبة في قلب روما": هذا هي موضوع الحملة التبشيرية السنوية "يسوع في الوسط"، المبادرة التي تنشأ في العاصمة الإيطالية خلال هذه الأيام، برعاية قسم العمل الرعوي للشبيبة في أبرشية روما.

"لقد نشأ المشروع منذ خمس سنوات، وتتمحور فكرته حول نقل شهادة الشبيبة التي وضعت اللقاء مع يسوع في المركز الأول في حياتها، إلى وسط المدينة"، كما علمت زينيت من الكاهن موريسيو ميريللي، المسؤول عن قسم العمل الرعوي للشبيبة في الأبرشيات.

وقد أصبحت هذه الفكرة "نقطة مركزية" فعلاً، لأن هناك اليوم حوالي أربعمئة شاب قادمين من رعايا المدينة، ومن الجمعيات والحركات الكنسية، والإكليريكية، والرهبانيات، وهم يحيون الرسالة.

في الصباح، يقوم "المرسلون" بزيارة إلى الأولاد في المدارس وفي المستشفيات. وفي المساء، يقابلون معاصريهم وأترابهم في حانة في شارع فيا ديل كورسو، وفي الليل يتوزعون بين السجود القرباني، والعروض في ساحات روما، والمحاضرات في "مكان اللقاء" المعد في ساحة نافونا الشهيرة.

أما سكان روما والسياح، فإنهم يتوقفون من أجل الاستماع لدقائق قليلة، حتى أنهم يقررون أحياناً الجلوس ومحاولة فهم الموضوع.

وقال الأب ميريللي: "أحياناً، تظهر ردة الفعل على شكل انزعاج، ولكن القسم الأكبر يشعر بالفضول، ومن ثم بالانجذاب. أنت تتوقع من كاهن أن يتحدث عن يسوع المسيح، ولكن الغريب أن يقوم بذلك شاب وهو يعزف على الغيتار، أو يرقص أو يتحرك بصمت: إما هو مجنون، وإما في قلبه شيء كبير".

ويبدأ أولاً بالحوار، من ثم بالعرض. ويقوم بعض الأشخاص باتباع الشبيبة المبشرة إلى الكنيسة.

وقال ميريللي: "إن التجربة الأقوى بالنسبة لكاهن هي دوماً تجربة منح سر المصالحة لمن لم يشعر لسنوات عديدة بضرورة التقرب من الله وسماع كلمته.

في سهرة السينودس حول "كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها"، تقدم البعثة هذا الموضوع إلى الشبيبة.

أما الأسقف رينو فيسيكيلا، عميد جامعة اللاتران الحبرية، الذي قبل الدعوة للتحدث على منبر ساحة نافونا، فقد أعلن أن "الموضوع ذات أهمية كبيرة بالنسبة للكنيسة جمعاء، ومن المفيد أن تعتاد الشبيبة على البقاء على اتصال مباشر مع الكتاب المقدس، وكما كان يوصي القديس إيرونيموس، من الضروري إبقاؤه دوماً في متناول أيدينا، وعدم تركه يسقط أبداً".

ويجب ألا ننسى "أن ديننا ليس دين كتاب، إذ أن الكلمة ليست مخبأة في الكتاب المقدس، لا بل أنها تستمر في مخاطبة كل واحد منا، وتستمر في الانتقال إلى قرية تصنع منها الحياة. إن تكلم الله، يجب أن يتم قبول هذه الكلمة: إذ أن قبولها وإعلانها يشكلان معنى الرسالة. والمسيحيون، من أي جهة كانوا، لا يعرفون حدود مكان وزمان".

وواصل الأسقف قائلاً: "إن تناولنا السنوات الأولى في تاريخ المسيحيين، وجدنا بولس الذي لم يشعر في مدينة أثينا الكبيرة بأي خوف، من التحدث مع فلاسفة عصره في المجمع. ونحن علينا أن نحمل يسوع حيث نعيش، إذ أننا مدعوون إلى عيشه بطريقة متماسكة، على الرغم من تناقضاتنا، ونريد القيام بذلك بطريقة موثوقة".

وتابع عميد جامعة اللاتران قائلاً: "عندما نضع المسيح في الوسط، نضع أيضاً بذلك احترام كرامة كل إنسان في الوسط، ونفهم وجود خير يوحدنا ويجب على الجميع اتباعه".

وأضاف: "لقد شهدت روما وجود بطرس وبولس، وهذا هو ربما معنى وجود المسيحية في روما حتى اليوم".

واختتم قائلاً: "حيث كان بطرس وبولس، هناك يكون خليفة بطرس، وهناك توجد رسالة مستمرة. أعتقد أن هذه المدينة ترغب اليوم كما منذ ألفي سنة، في قبول إعلان الإنجيل".

نقلته من الإسبانية إلى العربية غرة معيط