السينودس حول كلمة الله، الجواب على البدع

الفاتيكان، الجمعة 10 اكتوبر 2008، (ZENIT.org).

سلّط الضوء منذ بداية أعمال السينودس على اهمية اعطاء اجوبة للكاثوليك الذين يتركون الكنيسة من اجل الالتحاق بالبدع التي تفسر الكتاب المقدس تفسيرا اصوليا .

فقد اخذت المواضيع التي تتعلق بالبدع موقعا مميزا في المناقشات التي دارت اثناء الجمعية العامة نهاري الثلائاء و الاربعاء، حيث ان العدد 56 من وثيقة عمل السينودس يتكلم عن " اهميه ايلاء انتباه للبدع العديدة، العاملة في قارات مختلفة، التي تستخدم الكتاب المقدس لاهداف منحرفة وبطرق غريبة عن الكنيسة".

وفي مداخلة لسيادة المطران لوران مونسينغو بازينيا،رئيس اساقفة كنشاسا، لاحظ ان واقع هذه البدع ليس بطارىء على الكنيسة. وقال: " في رسالته الاولى تكلم القديس يوحنا عن المنشقين الذين توقفوا عن الايمان بان يسوع قد تجسد، وقد خرجوا من الجماعة وابتعدوا عن ايمان الرسل".

واضاف:" ان تزايد تلك البدع يدفع بالرعاة للاهتمام المتزايد، لانه بشكل عام تنشأ تلك البدع من تفسير اصولي للكتاب المقدس  ولكن بالوقت عينه نلاحظ بان في العديد من اسفار الكتاب المقدس ما يناقض تفسيرهم الاصولي هذا، فمن هذا المنطلق هناك اسس بالكتاب المقدس من اجل التفسير الكتابي، من حيث ان بطرس والرسل هم الضمانة (2 بط 1، 20-21)، فبطرس يؤكد بانه لا توجد نبوءة مبنيه على جهد شخصي ولكن من وحي الروح القدس. فالرسول بطرس قد حذر من المعلمين الكذبة وتعاليمهم الضالة". وأضاف سيادته، والذي يعتبر من علماء الكتاب المقدس المرموقين على صعيد القارة الافريقية، بأن " العديد من البدع الحالية تشبه الحالة الني وصفها بها القديس بطرس: يكونون سببا للتجديف على طريق الحق، يستغلونكم بكلام ملفق لما فيهم من طمع".  لذا اكد الاسقف بازينيا على اهمية التفسير الصحيح للكتاب المقدس ليكون نقطة الانطلاق  للحوار مع تلك البدع .

من جهته، القى سيادة المطران جون اولورنفيمي اونايكين، رئيس اساقفة ابوجا (نيجريا) مداخلة حول واقع البدع اكد فيها على" ان افريقيا اصبحت ارضاَ خصبة للبدع، واننا نلاحظ تزايد عدد تلك البدع الاصولية والتي تتحول تدريجيا لجماعات تحارب الكاثوليكية".

وشرح سيادته:" للاسف، تحولت قارة افريقيا الى ملاذ للافكار الغريبة المتأتية من القارات الاخرى ويحملون شعارات تنتقد الكنيسة في افريقيا يعتبروننا فيها بأننا لا نعير اهمية للكتاب المقدس، مما يدفع المؤمنين لطرح الاسئلة والشعور بالحيرة وهم في بعض الاحيان، ولا يملكون الامكانية الكافية للدفاع عن المعتقد الكاثوليكي، فانطلاقا من هذا الوضع فان العديد من المؤمنين قد تشجعوا من اجل التعمق بدارسة الكتاب المقدس".

وعن واقع الحال في اميركا الجنوبية قال المطران نوربير كليمنس هوبيه، اسقف كوسيكا (البيرو): " خلال 40 سنة خسرت الكنيسة في اميركا الجنوبية ما يقارب الـ 15% من مؤمنيها الذين انضموا الى التيارات غيرالكاثوليكية التي تعتمد على استراتيجية بيبلية في نشر تعاليمها". لذا طالب سيادته من السينودس المنعقد وضع اقتراحات" لتبني استراتيجية بيبلية راعوية تخفف من وطأة تلك التيارات، وقال"  ليس هناك الوقت الكافي وبخاصة ونحن نواجه حاليا واقع الازمة الاقتصادية على الصعيد العالمي."

اما الكاردينال بيتر اوردو، رئيس اساقفة بودبست (هنغاريا) قد اعتبر" بأن اصدار بعض الكتب التي تعتبر مثيرة وليس علمية تزيد من حالة التشتت عند المؤمنين وحتى احيانا عند الكهنة انفسهم."

واعتبر سيادة المطران ديزيداريوس ريوما، اسقف سينجيدا (تنزانيا) ان سبب تزايد تلك البدع يعود ببعض الاحيان للنقص في العظات الجيدة والملائمة لدى الكهنة".

وفي مداخلته الافتتاحية عبّر المنسق العام للسينودس، الكاردينال مارك اوليه، رئيس اساقفة الكيبيك عن "  عدم رضى العديد من المؤمنين عن العظات، وهذه الحالة تدفع بالعديد من الكاثوليك لترك الكنيسة والإنضمام لتلك البدع".