تزايد معدلات الهجرة بين المسيحيين في مصر

نبض الشارع

 

جاء البيان الختامي للإجتماع السنوي لمجلس كنائس الشرق الأوسط ليؤكد إرتفاع معدلات هجرة المسيحيين في المنطقة العربية ولاسيما مصر جراء التمييز الديني والإساءات التي تلحق بالأقباط وممتلكاتهم وعقيدتهم، وقد أشارت من قبل دراسة بحثية أعدها الدكتور عماد جاد الخبير السياسي بالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى تزايد معدلات الهجرة بين المسيحيين على أثر بعض الأزمات الدينية والإقتصادية التي يتعرضوا لها داخل مجتمعاتهم، وهو ما يهدد مستقبل تحقيق المواطنة ويبشر بتكوين مجتمعات أحادية الديانة على غرار النمط الباكستاني والخليجي مما قد يساهم في إغتيال التنوع الثقافي والفكري والعقائدي في المجتمعات العربية ومصر تحديداًَ.

 

نبيل سدراك "32 سنة" يرى أن الهجرة لم تعد حلماًَ قاصراًَ على الأقباط فحسب وإنما مختلف أفراد الشعب وخاصة بعد توالى النكبات والأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في المجتمع، موضحاًَ أن الأزمات الدينية التي تواجه الأقباط يقابها أزمات إقتصادية طاحنة وإنعدام تكافؤ فرص وغياب للعدالة الإجتماعية يعاني منها المسلمين، وبالتالي فهناك حلم كبير للهجرة والسفر خارج البلاد لتحقيق الإستقرار المادي والإجتماعي، مدللاًَ على ذلك بالشباب الذين يلجأوا للهجرة غير الشرعية ويعرضوا أنفسهم لمخاطرها فى سبيل الحصول على فرصة للحياة خارج الوطن حتى إذا كانت فرصة محفوفة بالمخاطر.

 

بينما تؤكد إبتسامة متى "54 سنة" أن التضييق الواقع على المسيحيين ودفعهم للهجرة، هو مخطط مدروس من الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية والحكم الديني في مصر، مؤكدة أن تلك الجماعات يساعدها ويعاونها على تنفيذ مخططها بعض العناصر المتطرفة داخل الوزارات والهيئات الحكومية، مما قد يضفي جواًَ طائفياًَ خانقاًَ على المجتمع يشجع المسيحيين على طلب الهجرة والحياة خارج البلاد خوفاًَ من التمييز والإضطهاد الديني او سعياًَ في إيجاد بيئة إجتماعية وثقافية أكثر إتساعاًَ وحرية.

 

فيما يرى جورج غالي "27 سنة" أن أحد أسباب تشجيع الشباب المسيحيين على الهجرة هو أن الكنائس المصرية تقدم لأبنائها خدمة ملىء إستمارات الهجرة العشوائية إلى جانب ترحيب الكنائس في الغرب بالمسيحيين الوافدين إليها من مصر وباقي الدول العربية، حيث تقدم لهم الخدمات وتساعدهم على إيجاد فرص العمل وأماكن الإقامة وبالتالي تذلل العقبات والمعوقات التي تعترض الطريق أمام المهاجرين الجدد، وهو الأمر الذي يشجع الأقباط على الهجرة.

 

بينما يحذر جمال صديق "36 سنة" من خطوة تزايد أعداد المسيحيين المهاجرين من مصر، وذلك لما ينتج عنه تنامي للتيارات الدينية المتشددة، وزيادة منسوب التعصب والتطرف في المجتمع، مؤكداًَ أن ذلك لا ينصب في مصلحة المصريين عموماًَ والمسيحيين خصوصاًَ، ولا سيما في ظل المطالبة بتحقيق المواطنة والمساواة والعدالة بين جميع أفراد الشعب بغض النظر عن إنتماءاتهم الدينية.

 

ويقول لطفى داوود "31 سنة" إن قضية تزايد معدلات الهجرة بين المسيحيين يصعب حسمها في ظل عدم وجود أرقام دقيقة او جهات رسمية تصدر تلك البيانات والإحصاءات، بينما من السهل أن نجزم بزيادة الطلب على الهجرة من مختلف الديانات وخاصة بعد تدهور الأوضاع وغلاء الأسعار والإستهتار بحياة البشر…تلك المشاهد التي تتجلى في أوج صورها داخل المجتمع المصري.

 

عن موقع ابونا الأردني