البطريرك طوال: كل تفسير لكلمة الله خارجاً عن الكنيسة هو تفسير خطير

الفاتيكان، الاثنين 13 أكتوبر 2008 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي المداخلة التي قدمها غبطة البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين، في سينودس الأساقفة المنعقد في روما.

إن كلمة الله في حياة ورسالة الكنيسة في الأراضي المقدسة "الكلمة صار بشراً" (يو 1: 14). تضعنا هذه العبارة أمام أما سر التجسد العظيم، تجسد كلمة الله في الأراضي المقدسة حيث قرر أن يأتي "ويسكن بيننا" (يو 1: 14).

في هذه الأرض بالذات، الله "بعدما كلم الآباء قديماً بالأنبياء مرات كثيرة بوجوه كثيرة، كلمنا في آخر الأيام هذه بابن جعله وارثاً لكل شيء وبه أنشأ العالمين" (عب 1: 1-2). أخيراً، في هذه الأرض المقدسة أعطي الروح القدس للرسل "يعلمكم جميع الاشياء ويذكركم بما قلته لكم" (يو 14: 26).

لكل هذه الأسباب، تلقى قراءة ودراسة كلمة الله والتأمل بها قيمة مميزة عندما تتم في الأراضي المقدسة، التي تحتفظ ليس فقط بالتاريخ بل أيضاً بالجغرافيا وطوبوغرافيا الخلاص (الطوبوغرافيا هي علم يختص في تمثيل كل تفاصيل الظواهر الطبيِعية أو الاصطناعية لمنطقَة ما موجودة على سطح الأرض). إن الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني يتضمن بعض الصعوبات في قراءة وفهم بعض المقاطع من الكتاب المقدس. في الواقع، يجد المسيحيون – بشكل عام – صعوبة في قراءة العهد القديم، ليس بسبب كلمة الله بحد ذاتها، بل بسبب الشروحات السياسية والإيديولوجية.

هناك مبدآن يساعداننا على الابتعاد عن الشروحات السياسية والإيديولوجية :

1- قراءة وتفسير الكلمة على ضوء المسيح. قال يسوع: " لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء. ما جئت لأبطل بل لأكمل" (مت 5: 17). لقد أخذ يسوع جميع فئات العهد القديم ولخصها في ذاته ليعطيها دفعاً جديداً ومعنى جديداً (كمّلها). به وبواسطته بقرأ ونفهم العهد القديم.

2- المبدأ الثاني للتفسير هو الكنيسة. كل تفسير خارجاً عن الكنيسة هو تفسير خطير.

في الختام، أود أن أغتنم فرصة حضور الأب الأقدس وجميع آباء السينودس لأوجه نداء من أجل الأراضي المقدسة وأطلب المزيد من الصلوات، المزيد من التضامن والمزيد من رحلات الحج لمساعدتنا لنكون شهود المسيح، المخلص "في أوشليم وفي كل اليهودية والسامرة وحتى أقاصي الأرض" (أع 1: 8).

ترجمة طوني عساف – وكالة زينيت العالمية