مداخلة ممثل الكنيسة الارثوذكسية اليونانية

الفاتيكان، الثلاثاء 14 اكتوبر 2008، (ZENIT.org).

 ننشر في ما يلي المداخلة التي القاها السبت الماضي ممثل الكنيسة الارثوذكسية اليونانية، الارشمندريت اغناطيوس سوتورياديس، امام سينودس الاساقفة:

" ان الكنيسة الارثوذكسية في اليونان، كنيسة رسولية نشأت بفضل بشارة الرسول بولس، رسول الامم، وهي بنت الكنيسة الام في القسطنطينية، تحيي بمحبة قلبية سينودس الاساقفة الكاثوليك حول " كلمة الله"، وتتمنى لهم كامل النجاح في عملهم هذا.

صاحب القداسة،

في غمرة الظلام الدامس و الخيبة التي كانا يغمران الفكر الفلسفي للعالم القديم، ارسل "الاله المجهول" ابنه البكر للانسانية ، الذي تجسد بفعل الروح القدس في احشاء العذراء وصار انسانا لخلاصنا. ومنذ ذلك الوقت انقسم التاريخ الى ما قبل المسيح وما بعد المسيح، والعالم تغيّر و تحول الى كنيسة معّلمة، وهذه الكنيسة فسرت للمؤمنين الكتب المقدسة (الحية في كل الازمنة) بطريقة مميزة وعلى ضوء التقليد المقدس، وهذا التفسير  يقودهم الى الافخارستيا، اي الاتحاد الشخصي مع الله -الكلمة.

ومع مرور الزمن، حمل تاريخ المسيحية العديد من الاخطاء والخطايا والتجاوزات، وهنا تطرح الاشكالية حول التفسير الصحيح و الفعال لكلمة الله! للاسف لا تكفي فقط النوايا الحسنة لرعاية شعب الله نحو الملكوت الموعود! لكن يتطلب ذلك تواضعاً وتحولاً في قلوبنا الضعيفة.

الكنيسة تعيش من نبع الحياة اي الكتاب المقدس. انها تعلم اوربا المعولمة، والعالم المتخلي عن المسيحية؛ المحبة للخليقة التي هي بخطر، و المصالحة مع الانسان الذي يريد ان يبدأ حياة جديدة، والاحترام لكل انسان مخلوق على الله، وايضا السلام ، المساواة بين الرجل والمرأة، اليهودي واليوناني……

صاحب القداسة،

ان مجتمعنا متعب و مريض! يفتش ولا يلاقي! يشرب ولا يرتوي! يتطلب منا نحن المسيحيين ( كاثوليك، ارثوذكس، بروتستانت، انغليكان) شهادة جماعية، صوت واحد! هذه  هي مسؤوليتنا كرعاة الكنائس في القرن الحادي والعشرين! هذه هي رسالتنا الاساسية، تاريخيا وبشكل غير معتاد، من الاسقف الاول للمسيحية، الذي يترأس بالمحبة، وقبل كل شيء، من البابا معلم للاهوت: علامة حسية وابوية للوحدة و بوحي الروح القدس والتقليد المقدس بحكمة، تواضع وديناميكية، معا مع كل اساقفة العالم، خلفاءالرسل، يقود كل الانسانية الى المسيح المخلص!

هذه هي الرغبة العميقة لمن يحمل في قلبه الحنين للكنيسة غير المنقسمة، واحدة، مقدسة، كاثوليكية ورسولية! ولكن ايضا لذلك الذي يعيش اليوم في هذا العالم بدون المسيح، يتضرع اليه بشوق، وايضا بثقة بنوية وبايمان ويردد كلام الرسل:" يا رب الى من نذهب ؟ وعندك كلام الحياة الابدية!".

نقله الى العربية الأب ماجد مارون – وكالة زينيت العالمية