نتائج السينودس الأولية: ستة مواضيع رئيسية

روما، الخميس 16 أكتوبر 2008 (Zenit.org).

ستة مواضيع رئيسية خرجت عن 191 مداخلة حُضرت وتُليت في السينودس، وعن 99 مداخلة حرة تمت ما بين 6 و13 أكتوبر، أي خلال الأسبوع الأول لسينودس الأساقفة حول "كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها".

1-    كلمة الله هي أكثر بكثير من الكتاب المقدس

بدأ السينودس بذكر سوء الفهم المتكرر بين المؤمنين. وكما أوضح الكاردينال مارك أوليه، رئيس أساقفة كيبيك، في اليوم الأول من السينودس، فإن الكلمة ليست مجرد نص مكتوب، بل هي محبة الله الذي صار إنساناً بيسوع المسيح.

وبالتالي فإن الكلمة هي أكثر بكثير من الكتاب المقدس. ومن جهة أخرى فإن العهد الجديد مكتوب في قلب الكنيسة الناشئة، ويتضمن إذاً أعراف السلطة العقائدية وتأويلها.

هذا التوضيح محصه في 7 و8 أكتوبر،العديد من الآباء السينودسيين، بالإشارة إلى أن هذا السينودس لا يسعى إلى إعادة كتابة القانون العقائدي "الوحي الإلهي" الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني والذي يوضح هذه المسائل العقائدية. فهو ليس إذاً سينودساً عقائدياً (حتى ولو أنه يذكر بحقائق السلطة العقائدية) بل هو أولاً سينودس رعوي.

وهكذا فإن أسئلة كوحي كتاب الكتاب المقدس لا تذكر مباشرةً. لقد طالب العديد من آباء السينودس بوثيقةً من الكرسي الرسولي حول تأويل الكتابات المقدسة، مقترحين أيضاً وثيقة بابوية على شكل رسالة عامة (الكاردينال أوليه).

2-    التبشير بالعمل: مشكلة العظات

استمر القلق حول نوعية العظات بشكل عام خلال الأسبوع الأول للسينودس، حتى أن البعض رأى فيها سبباً لتخلي العديد من المؤمنين عن الكنيسة. لذا، يسعى السينودس إلى تقديم حلول ملموسة لهذه المشكلة.

وقد طالب أساقفة "بمجلس إدارة للعظات" مسترجعين فكرة "مجلس الإدارة للتعليم الديني" مع تعليمات عملية حول التبشير.

وأوضح الكاردينال أنجيلو سكولا، بطريرك البندقية، والمقرر في السينودس حول الافخارستيا لسنة 2005، أن مجمع العبادة الإلهية وعلم الأسرار يعد وثيقة حول العظات الموضوعية، موجهة إلى الكهنة لتحضير العظات. مع ذلك، فإن هذه الوثيقة ليست بكتاب تبشير.

كما شدد الكثير من الأساقفة على أنه يجب على الإكليريكيين والكهنة ألا يدرسوا فقط الكتاب المقدس، بل أن يتعلموا أيضاً تذوقه بالتأمل فيه، كما فعل يوم الاثنين، الكاردينال أغوستينو فاليني، نائب البابا على أبرشية روما.

هذا وأوضح الأساقفة، بخاصة خلال المداخلات الحرة، أن العظة ليست فقط مسألة إعداد بلاغي أو أكاديمي.

أما الكلمات الشهيرة لبولس السادس الذي كان يؤكد على أن العالم يصغي إلى المعلمين، ويتبع الشهود، فقد تم ذكرها مرات عديدة. ولاحظ الآباء السينودسيون أنه إن لم يعش المبشر الكلمة التي يبشر بها، فهو يفقد كل مصداقيتها.

إضافةً إلى ذلك، استشهد الأساقفة أيضاً بعبارة بندكتس السادس عشر التي تقول بأن الكلمة ليست فقط "إعلامية" بل "ضمنية" أي أنه يجب أن تقوم بإنجاز ما تعلنه، وأن تناسب حياة الإنسان.

3- القراءة الإلهية

لعلها كانت القراءة الإلهية أحد المصطلحات التي تكررت كثيراً خلال هذا الأسبوع. إن ورع التأمل بكلمة الله، بخاصة في المجتمع (هناك طرق مختلفة كالمراحل السبع لمشاركة الإنجيل)، يشكل تشجيعاً من السينودس لكل رعية.

ومن الممكن القول على نحو ما بأن فعالية السينودس يمكن أن تقدر في عشر سنوات بحسب انتشار القراءة الإلهية التي يشجعها البابا بندكتس السادس عشر منذ بداية خدمته الرسولية.

4-    العهد القديم

وجد عدة آباء أنه يصعب على الكاثوليك قراءة العهد القديم والتأمل به، لذا لا يمكنهم الإفادة كلياً من الوحي الإلهي. وتتفاقم هذه الظاهرة في أماكن معينة لسببين.

ففي حالة الكنائس الشرقية، كما أوضح المونسنيور كيدان يبيو، أسقف كيرين (إريتريا)، فإن الليتورجية لا تقضي مطلقاً بقراءة المقاطع من العهد القديم.

وفي حالة مسيحيي الشرق الأوسط، فهناك رفض لقراءة العهد القديم والتأمل به بسبب الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتأويلات الصهيونية حول الكتاب المقدس.

وقد تم وصف هذه الظاهرة بشكل خاص من قبل بطريركين وهما غبطة البطريرك فؤاد طوال عن أورشليم واللاتين، وغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكيا للروم الملكيين في سوريا. وأعطى الأخير مثلاً بالقول بأن مؤمناً عربياً غيّر خلال الاحتفال الليتورجي العبارة الواردة في الكتاب المقدس "شعب إسرائيل"، واستبدلها "بشعب فلسطين".

5-    التأويل

فضلاً عن ذلك، قام العديد من الأساقفة بالتفسير بأن التأويل الأكاديمي للكتاب المقدس يؤدي أحياناً إلى الشك في واقعية المسيح، أو واقعية أن الكتاب نص موحى. إن هذه القراءة غير المؤمنة للنص الموحى قد تؤدي ببعض الكاثوليك إلى البحث عن تأويل إيمان في جماعات بروتستانتية. وحتى ولو أن هذه الظاهرة تقلق السينودس بعمق، إلا أن جمعية الآباء السينودسيين أشارت إلى أهمية التأويل في فهم الكلمة.

وفي مداخلته الافتتاحية للسينودس، اقترح الكاردينال أوليه على مؤولي الكتاب المقدس رؤية إيمان وإصغاء للروح، تنهي فوراً جدلاً عديم الجدوى. وشدد الأساقفة على أنه ليس هناك أي إنكار للإيمان، ولا لعلم الكتاب المقدس.

6-    ترجمات الكتاب المقدس وتوزيعها

هذه المسألة طرحها أمام الجمعية المونسنيور لويس بولاتر، النائب الرسولي في اسطنبول (تركيا) الذي وجد أن الكتاب المقدس لم يكن بعد مترجماً إلى الكثير من اللغات المحلية، إذ أن هذه الشعوب الفقيرة التي تشكل أقليات لا تملك الوسائل لطبع الكتب المقدسة وتوزيعها بأسعار معقولة.

وقد كان لأساقفة من إفريقيا، وأميركا اللاتينية، وآسيا مداخلات للمطالبة بإنشاء هيئة في الكنيسة الكاثوليكية تساهم في حل هذه المشكلة الخطيرة من الناحية الاقتصادية أيضاً.

جو السينودس

منذ إعادة تجربة الدعوة إلى سينودس الأساقفة، بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، لربما تكون هذه الجمعية هي الأكثر إشراقاً، والأكثر دلالة على وحدة جديدة وُجدت في الكنيسة بعد انقسامات العقود المنصرمة، كما لاحظ الكاردينال أوسكار رودريغس مارادياغا، رئيس أساقفة تيغوتشيغالبا، في هندوراس.

كما أن الموضوع الذي اختاره بندكتس السادس عشر "كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها" والذي يؤثر شخصياً في كل مشترك، ساهم من دون شك في خلق جو الوحدة هذا بين آباء السينودس.