كلمة الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس مجمع الكنائس الشرقية، في سينودس الأساقفة

حاضرة الفاتيكان، 17 أكتوبر 2008 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري أثناء مداخلته في جمعية سينودس الأساقفة.

1-    أشكر الرب والكنيسة على العودة القوية إلى كلمة الله بفضل تحفيز من المجمع الفاتيكاني الثاني. لقد شكل هذا الأمر تجديداً كتابياً وفقاً لتقاليد الكنيسة الواهبة للحياة. وما يزال هذا التجديد مستمراً، وقد يحظى بدعم مساعد من السينودس. أوجه شكري إلى الأب الأقدس على هذه الدعوة التي تشملنا في تلمذة جماعية تتعلق بالكلمة الإلهية. وإننا بإصغائنا إلى المسيح، وبجعل أنفسنا تلامذة له، هو الذي يتكلم في الكنيسة، نقدم المثال الأعلى من كوننا "رعاة مسيحيين": إن كلمة الله هي الباب الإنجيلي الذي ندخل منه إلى حظيرة الخراف. ومن يدخل إلى حظيرة الخراف من غير بابها، فهو سارق ولص وليس راعي الخراف (يو 10: 2). لذا نشكر الله والكنيسة على "الوحي الإلهي" الذي ندرك عمقه وأهميته. وعلى الرغم من أننا نجد في وثيقة الأعمال مؤشرات جوهرية إلا أننا نرجو إيجاد فكرة رابطة في هذه الوثيقة تنظم مضمونها بشكل فعال.

2-    إن الالتزام الشخصي والجماعي الثابت لصالح جميع المبادرات الكتابية في المجال الأكاديمي مثلاً في التربية الكاثوليكية العادية؛ وجعل الرعوية اليومية فعل طاعة للكلمة، يجب تشجيعهما كدعم للكلمة. إذ سترشدنا كلمة الله دوماً إلى الأسرار المقدسة، وبخاصة إلى سر الافخارستيا المقدس، الذي تنبثق عنه الوحدة الكنسية. ومن منظور الطاعة اليومية، أود تسليط الضوء على أهمية دراسة كلمة الله واستخدامها شخصياً بشكل أعمق بعد الإعلان الليتورجي.

3-    كما ينبغي إعادة التأكيد على أولوية الإعداد الكتابي بين جميع فئات شعب الله. مع ذلك فإن معيار

4-    في مقاربة للعلوم الكتابية يتطلب ألا ينكروا، خلال نقدهم المبالغ فيه أحياناً، حس لقاء وجودي مع المسيح. لذلك، فإن حماسة الرعاة هي جوهرية، بخاصة في العظة. وبغية عدم إبطال الطابع النبوي لكلمة الله، يجب علينا التشديد على ألا تتحول إلى فرصة للمناقشة العلمانية أو حتى الشخصية، وعلى أن تكون لحظة الطاعة الأسمى للكلمة بمعنى حقيقي للمبشرين بالكلمة. إن الإعداد في الإكليريكيات وتجديد معلومات الإكليروس ومعلوماتنا نحن الأساقفة ما يزالان يشكلان أولوية مهمة ويجب أن تصحبهما روحانية الكتاب المقدس "الورعة" التي نقرر من خلالها كل يوم أكثر من أي وقت مضى البحث عن المسيح وإيجاده والإخوة الذين يجب أن نرشدهم معنا على أساس يومي إلى الطاعة للإيمان.

5-    وسوف تساعدنا النظرة الورعة على إيجاد التوازن الصحيح في النظر إلى اختيار إسرائيل القديمة والحديثة، وسر الدعوة إلى جميع الشعوب. وبالتالي تصبح كلمة الله مساراً مسكونياً بين الأديان، مساراً للحوار الثقافي مع أولئك الذين لا يجدون أنفسهم في أي ديانة، وطريقاً لمواجهة التحديات الخطيرة والملحة في زماننا هذا في خدمة الإنسان وكرامته، وحريته وسلامه. كما أنها قادرة على أن تحصل اليوم من فوضى فكر ما بعد الحداثة، بزخمه النسبوي والعدمي الخطير، على تربة جيدة لبشرية تحب، وترجو، وتعمل بالتطلع إلى مستقبل مبني على التضامن، وذلك بفضل التفكير بالمسيح من خلال الكتاب المقدس. وفي مواجهة حملة البدع غير المتوقفة في كل قارة، والناشطة بشكل خاص في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية، ستوقف كلمة الله سيل الارتباك لتعد إمكانيات أفضل للمستقبل.

6-    لقد تمكنت الكنائس الشرقية من التبشير بالإنجيل لدى ثقافات كانت بعيدة جداً عن المسيح، وتوليد تقاليد ليتورجية، لاهوتية، وروحية رائعة عاشها تلامذة آمنوا حتى الشهادة. إنني أوجه تحية إلى أولئك الذين يحافظون على إيمانهم بكلمة المسيح، وبخاصة في الشرق، في أحلك المحن الحالية، وأدعو بدون تردد الآباء السينودسيين للصلاة كإخوة ورعاة من أجل حاضر الشرق المسيحي ومستقبله. وشكراً