هل رعاية المملكة لحوار الأديان تعني أنها ستسمح بالحرية الدينية داخل أرضيها؟!

 الأقباط متحدون

 هل رعاية المملكة لحوار الأديان تعني أنها ستسمح بالحرية الدينية داخل أرضيها؟! هذا السؤال طرح في المؤتمر الصحفي الختامي لقمة حوار الأديان، حيث شكك الكثيرون في جدوى المؤتمر، وقدرة المشاركين على الخروج بنتائج مؤثرة خاصة أن إجابة سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية طرحت علامات من الاستفهام حول تبني السعودية لهذه المبادرة.

الفيصل قال إن السعودية دولة الحرمين الشريفين وفيها القائد والحاكم هو خادم الحرمين، وبالتالي هي دولة مسؤولة أمام المجتمع الدولي الإسلامي، وعندما سأل ثانياً: كيف تدعون للتسامح بين الأديان وأنتم لا تمارسونه وأن ما يقوله ضد روح مدريد لحوار الأديان، أجاب الفيصل: "أننا أكدنا على الأخلاقيات والمبادئ والقيم.. وهذا سيفتح العقول والقلوب نحو مزيد من التقدم، دعنا نعمل على القيّم المشتركة التي تساعدنا على التعرف على أننا لسنا مجرد مختلفين لكن مشتركين في أخلاقيات وقيم إذا استمرينا في ذلك فسيمكننا من تغيير أنفسنا ونوصل آرائنا للآخرين".

 

من جانبها انتقدت منظمات حقوق الإنسان المؤتمر، حيث قالت أنه يوفر منصة للسعودية التي تعتنق المذهب الوهابي ولا تسمح بممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات الأخرى على أراضيها، وانتقدت المنظمات أيضاً السجل السعودي في مسألة حقوق الإنسان، حيث انتقدت منظمتا "هيومان واتش رايس" و"بيت الحرية" المملكة باعتبارها تمارس انتهاكات صارخة ضد حقوق الأقليات داخلها حيث تمنع ممارسة أية شعائر دينية لغير المسلمين المقتنعين بالفكر الوهابي كما تحتل المملكة مكاناً دائماً ومميزاً في القائمة السوداء للدول التي تنتهك الحريات الدينية والتي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية سنوياً، وكان المتحدث باسم البيت الأبيض قال إن العاهل السعودي يعرف أن أمام بلاده طريقاً طويلاً لتحقيق تسامح الأديان، وإنها تحاول تحقيق بعض التقدم في هذا المجال.

 

يذكر أن أكثر من 80 دولة مشاركة في المؤتمر أعربت عن شعورها ببالغ القلق إزاء تنامي "التعصب وانعدام التسامح والتمييز والعنصرية ضد جميع الأقليات الدينية في مختلف أنحاء العالم". واتفقت على رفض استخدام الدين لتبرير الأعمال الإرهابية وقتل المدنيين الأبرياء وأعمال العنف والإكراه.

 

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي استمر يومين أن الدول المشاركة فيه تؤكد على أهمية تعزيز لغة الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام مختلف الأديان والثقافات والمعتقدات.

دعا ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز في كلمته أمام المؤتمر إلى قيام جبهة موحدة ضد الإرهاب "عدو كل الأديان" وإلى تشجيع التسامح بينها، وقال العاهل السعودي "إن الإرهاب والإجرام هما عدوان لكل دين وكل حضارة، ولم يكونا ليظهرا لولا غياب مبدأ التسامح".

 

وأكد الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلمته أن توفير الحرية الدينية جزء مهم من السياسة الخارجية الأمريكية، وأن الحوار بين الأديان هو السبيل إلى تحقيق الحرية.

وأعلن بوش إن "الحرية تشمل حق كل إنسان في اختيار ديانته أو تغييرها، وكذلك في ممارستها في السر أو في العلن".

 

وبقى العاهل السعودي جالساً في قاعة الجمعية العامة عندما خطب بيريز ولم يغادرها محتجاً واستمع صاغياً إلى كلام الرئيس الإسرائيلي وهو يثمن مبادرته لحوار الأديان ويعلن قبول إسرائيل لمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله. وقابل الملك عبد الله القيادات الروحية اليهودية والمسيحية وغيرها أثناء وجوده في نيويورك. وحضر العشاء الذي أقامه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والذي حضره  الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.